تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: أسئلة عن القلب ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي أسئلة عن القلب ..

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    أحتاج مساعدتكم بارك الله بيكم

    1- هل القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي أم غير ذلك ؟

    2- إن كان القلب ليس القلب العضوي فما الجواب عن حديث :
    أ) ( المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى هاهنا وأومأ بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم )


    ب) ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت .. ) الحديث.

    جـ) حديث شق الصدر.

    3- و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه ، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا ؟

    جزاكم الله خيراً

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    السلام عليكم
    بارك الله فيك اخي الكريم ونفع بك
    بالنسبة للاسئلة فلا أستطيع الاجابة لقلة علمي ووجود من هو أعلم مني
    لكن سأذكر بعض من تكلم عن هذه المسألة:

    1- تكلم العلامة الامين الشنقيطي رحمه الله عنها في قسم الفتاوى ضمن " أثار الامين الشنقيطي"
    وهي جواب لسؤال يقع في حوالي عشرين صفحة وكلامه متين وقوي كعادته وأغلب الادلة التي تكلم عنها من القران "حوالي 20 دليل" وذكر ان الادلة من السنة كثيرة لايتسع لها المقام

    2- تكلم عنها المفسر الاصولي د.خالد بن عثمان السبت حفظه الله في الشريط الاول من أعمال القلوب ، وهو الشريط الاول من الاخلاص وذكر أنه أطلع على بعض البحوث الطبية التي تثبت أن المشاعر والعواطف تتغير نوعا ما عند عمل عمليات زراعة القلب" العهد به بعيد فقد يكون في كلامي وهم"

    3- عقد مؤتمر قبل مايقارب السنة في المنطقة الشرقية عن القلب وشارك فيه كثير من الاطباء والفقهاء.

    هذا ماعندي وارجوا من المشايخ الفضلاء ممن عنده علم أن يتفضل على من لاعلم عنده

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    بارك الله في عمرك وعملك ونفع بك أخي الفاضل
    وجدت هذه الفتوى
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    • نوع الملف: zip 879.zip‏ (78.2 كيلوبايت, 22 مشاهدات)

  4. #4

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    [quote]
    وجدت هذه الفتوى [/
    اين هى
    وهو الشريط الاول من الاخلاص وذكر أنه أطلع على بعض البحوث الطبية التي تثبت أن المشاعر والعواطف تتغير نوعا ما عند عمل عمليات زراعة القلب" العهد به بعيد فقد يكون في كلامي وهم"
    سمعت الشيخ الحوينى يقول ان الدكتور الشهير مجدى يعقوب نقل قلب انسان لانسان أخر فوجد هذا المنقول اليه يتكلم باشياء حدثت للا خر تماما فقدم استقالته وهذا دليل على ان العقل فى القلب وكذا قال الشيخ مصطفى العدوى فى تفسير جزء تبارك او قد سمع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    [quote=خالد المرسى;41110]
    اين هى
    الفتوى في المرفقات في المشاركة رقم (4)
    [quote=خالد المرسى;41110]
    سمعت الشيخ الحوينى يقول ان الدكتور الشهير مجدى يعقوب نقل قلب انسان لانسان أخر فوجد هذا المنقول اليه يتكلم باشياء حدثت للا خر تماما فقدم استقالته وهذا دليل على ان العقل فى القلب وكذا قال الشيخ مصطفى العدوى فى تفسير جزء تبارك او قد سمع
    هل سمعته يذكر ذلك في محاضرة أو في شريط ؟ وهل يمكنك إحضار المصدر بارك الله بيك ؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الروح مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    أحتاج مساعدتكم بارك الله بيكم
    1- هل القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي أم غير ذلك ؟
    2- إن كان القلب ليس القلب العضوي فما الجواب عن حديث :
    أ) ( المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى هاهنا وأومأ بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم )

    ب) ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت .. ) الحديث.

    جـ) حديث شق الصدر.

    3- و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه ، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا ؟
    جزاكم الله خيراً
    الحمد لله رب العالمين .
    الأخت الفاضلة (تاج الروح) الجواب على سؤالك : نعم القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي ، ولا إشكال على ذلك فيما أوردتِ من النصوص بل هي مأيدة له دالة عليه ، فقد روى مسلم في صحيحه (2564) من حديث أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) وفي إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره دليل على أن القلب الذي هو محل التقوى هو القلب الذي محله الصدر ، ويدل على ذلك قوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} (الحج /46).
    لذلك قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/123/طبعة مؤسسة قرطبة) :
    (( قال المازري : واحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس ، وقد سبقت المسألة مبسوطة في حديث : (ألا إن في الجسد مضغطة..). )) .
    وقال في الموضع المشار إليه (11/29 – 30) :
    (( قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
    قال أهل اللغة : يقال : صلح الشئ وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها قالوا : المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس وفيه خلاف مشهور مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب وقال أبو حنيفة هو في الدماغ وقد يقال في الرأس وحكوا الأول أيضا عن الفلاسفة والثاني عن الأطباء قال المازري : واحتج القائلون بأنه في القلب بقوله تعالى : {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها } وقوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} وبهذا الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم جعل صلاح الجسد وفساده تابعًا للقلب مع أن الدماغ من جملة الجسد فيكون صلاحه وفساده تابعا للقلب فعلم أنه ليس محلا للعقل واحتج القائلون بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم ولا حجة لهم في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقل ليس فيه ولا امتناع من ذلك قال المازري لا سيما على أصولهم في الاشتراك الذي يذكرونه بين الدماغ والقلب وهم يجعلون بين رأس المعدة والدماغ اشتراكا والله أعلم))
    انتهى كلام النووي .
    وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/231 – 232/تحقيق نظر فريابي) :
    ((قوله: (مضغة ) أي : قدر ما يمضغ ، وعبر بها هنا عن مقدار القلب في الرؤية، وسمي القلب قلبًا لتقلبه في الأمور ، أو لأنه خالص ما في البدن وخالص كل شيء قلبه ، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبًا ، ... ويستدل به على أن العقل في القلب ومنه قوله تعالى : {فتكون لهم قلوب يعقلون بها} ، وقوله تعالى : {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } قال المفسرون : أي عقل ، وعبر عنه بالقلب لأنه محل استقراره ))
    . انتهى كلام الحافظ ابن حجر .
    وكل من وقفت على كلامه ممن قال بأن العقل مقره القلب إنما أراد الجارحة المعروفة ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (( التقوى ههنا )) وأشار إلى صدره تؤيده ، وقوله في حديث النعمان بن بشير عند البخاري ومسلم : ((في الجسد مضغة )) ، تدل على ذلك أيضًا .
    قال القرطبي رحمه الله في تفسير سورة البقرة (1/185 -189 باختصار وتصرف/ بعناية هشام البخاري) في تفسير قوله تعالى : {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ..} الآية:
    ( فيها عشر مسائل : الأولى : قوله تعالى ( ختم الله ) بين سبحانه في هذه الآية المانع لهم من الإيمان بقوله : {ختم الله } والختم مصدر ختمت الشيء ختما فهو مختوم ومختم شدد للمبالغة ومعناه التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ومنه ختم الكتاب والباب وما يشبه ذلك حتى لا يوصل إلى ما فيه ولا يوضع فيه غير ما فيه.
    وقال اهل المعاني وصف الله تعالى قلوب الكفار بعشرة أوصاف بالختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار فقال في الإنكار : {قلوبهم منكرة وهم مستكبرون } ........
    وقال في الطبع : {فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} ، وقال: {بل طبع الله عليها بكفرهم} ، وقال في الختم : {ختم الله على قلوبهم } وسيأتي بيانها كلها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
    ................. حقيقة الختم والطبع إنما هو فعل ما يصير به القلب مطبوعا مختوما لا يجوز أن تكون حقيقته التسمية والحكم ألا ترى أنه إذا قيل فلان طبع الكتاب وختمه كان حقيقة أنه فعل ما صار به الكتاب مطبوعا ومختوما لا التسمية والحكم هذا ما لا خلاف فيه بين أهل اللغة ولأن الأمة مجمعة على أن الله تعالى قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم كما قال تعالى : {بل طبع الله عليها بكفرهم } وأجمعت الأمة على أن الطبع والختم على قلوبهم من جهة النبي عليه السلام والملائكة والمؤمنين ممتنع فلو كان الختم والطبع هو التسمية والحكم لما أمتنع من ذلك الأنبياء والمؤمنون لأنهم كلهم يسمون الكفار بأنهم مطبوع على قلوبهم وأنهم مختوم عليها وأنهم في ضلال لا يؤمنون ويحكمون عليهم بذلك فثبت أن الختم والطبع هو معنى غير التسمية والحكم وإنما هو معنى يخلقه الله في القلب يمنع من الإيمان به دليله قوله تعالى : {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقال وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه } أي لئلا يفقهوه وما كان مثله .
    الرابعة قوله ( على قلوبهم ) فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح والقلب للإنسان وغيره وخالص كل شيء وأشرفه قلبه فالقلب موضع الفكر وهو في الأصل مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبا إذا رددته على بداءته وقلبت الإناء رددته على وجهه ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان لسرعة الخواطر إليه ولترددها عليه كما قيل ما سمي القلب إلا من تقلبه فأحذر على القلب من قلب وتحويل.
    ..................
    (السادسة) القلب قد يعبر عنه بالفؤاد والصدر قال الله تعالى : {كذلك لنثبت به فؤادك } وقال : {ألم نشرح لك صدرك } يعني في الموضعين قلبك ، وقد يعبر به عن العقل قال الله تعالى : {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } أي عقل لأن القلب محل العقل في قول الأكثرين والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد والله أعلم))
    انتهى كلام القرطبي.
    وفي الحقيقة أن البحث في هذا الموضع يطول ، والكلام فيه يكثر ، لكن خلاصة ما مضى أن العقل في القلب ، وأننا نعقل ونفهم بقلوبنا كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وأن المراد بالقلب هو تلك المضغة التي محلها الصدر ، والتي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه كما سبق.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الروح مشاهدة المشاركة
    3- و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه ، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا ؟
    [/COLOR][/SIZE]
    كل ما أسند إلى الله تعالى من هذه الصفات كقوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم } وغير ذلك ، فما نسب إلى الله تعالى من هذه الصفات كالختم والطبع فهو على حقيقته لا يجوز تأويله ولا صرفه عن ظاهره ، لأنه يدخل فيما وصف الله به نفسه فنثبته لله تعالى كما أثبته لنفسه على الحقيقة ونفوض كيفيته لله تعالى ، فنثبت الختم والطبع على حقيقته بمعناه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفوض الكيف ، فكيفية الختم لا نعرفها ، فهو خَتمٌ وطبعٌ من فعل الله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته سبحانه . والله أعلم .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  7. #7

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    بسمِ الله ..
    الحمدُ لله الذى أنزل على عبدِهِ الكتابَ ولم يجعل لهُ عِوجا ..
    والصّلاة والسّلام على الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدّين ..
    وبعد؛
    فالسّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركـاته
    **************************
    أختى الحبييبة / تاج الرُّوح
    من أجمل ما وقفت عليه فى هذا الأمر هو ما قاله الشيخ بن العثيمين رحمه الله وطيب ثراه وجزاه عن الإسلام خيرًا في كتاب شرح رياض الصالحين لفضيلته ، قال :
    " يعني هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
    جـ- هذه مسألة أشكلت على كثير من النظار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله، وقول رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
    وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح، أن العقل في القلب (!)، وأن القلب في الصدر {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46]، وقال: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، ولم يقل: القلوب التي في الأدمغة (!).
    فالأمر فيه واضح جدًّا، أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
    فما بالك بأمر شهد به كتاب الله، والله هو الخالق العالم بكل شيء، وشهدت به سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟!.
    إن الواجب علينا إزاء ذلك؛ أن نطرح كل قول يخالف كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن نجعله تحت أقدامنا، وألا نرفع به رأسًا.
    إذن، القلب هو محل العقل، ولا شك، ولكن الدماغ محل التصور، ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي، فكأن الدماغ "سكرتير" يجهز الأشياء ثم يدفعها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي، وهذا ليس بغريب {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] وفي هذا الجسم أشياء غريبة تُحار فيها العقول.
    وأيضًا قلنا هذا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صلحت صلح الجسد" فلولا أن الأمر للقلب، ما كان إذا صلح صلح الجسد، وإذا فسد، فسد الجسد كله.
    إذًا: فالقلوب محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالاً بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير، وفسد العقل (!) فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر:{وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
    ــــــــ
    (*) شرح رياض الصالحين- للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، المجلد الأول- باب المراقبة- ص: 179.

  8. #8

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    وأُزيدُكِ أختى الطيّبة الفاضِلة بما جاء فى موقع موسوعة الإعجاز العلمىّ فى مقالة : شيفرة القَلب ..لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها ..
    شيفرة القلب... لهم قلوب لا يفقهون بها

    تطوّر خطير لعله يوازي في أهميته اكتشاف الجاذبية لنيوتن، ما فاجأنا به كتاب (شيفرة القلب) أو The Heart Code الذي نشر حديثا ويوشك أن يزلزل العالم الذي تواضع على تقبّل قناعاته الذاتية دون شديد تمييز..
    كما ليفكك أخيرا بعض المسلّمات ويستبيح نهائيا بعض المحرّمات.
    فقد جاءت على عرضه قناة الجزيرة الوثائقية التي جرى تدشينها مؤخرا، حيث زعم الكتاب بحجج بالغة القوة أن من يقود البشر في جميع حركاتهم وسكناتهم بما فيها عواطفهم إنما هو القلب أساسا وابتداء.. ثم تشعّ منه بعد ذلك إلى المخ عبر مراكز عصبية محورية بارزة الوضوح عثر عليها مؤخرا جدا بين جوانحه، مما يعني أن معلومات المخ متأخرة (وعتيقة!) مقارنة بما جرى من توثيق وتسجيل القلب المسبّق لها!
    ولقد أفاض البرنامج الوثائقي في التفصيل الخطير استدلالا بنتائج العمليات الطبية الكبرى لزراعة القلب البشرى في آخرين.. وغير خافٍ أن عدد من أجري لهم من العمليات من هؤلاء من القلة في العرف العلمي لتطبيق منظومة الإحصاء المتبعة ما يجعل من الصعب التسليم باعتمادها، إلا أن مضامينها مدوّية ومثيرة.
    فمن أبرزها قضية التغير الضخم الغير متوقع أو معروف إلى الآن، في طبائع متلقي القلوب المنقولة، حتى أن أحدهم ذكر أنه يشعر كما لو كان هناك تواجد وجداني لشخص آخر معه! ولعل أعجب شيء في القضية: هو القانون الذي لا يسمح لمتلقي القلب المزروع بمعرفة شخصية واهبه الذي قضى، تحديدا!
    غير أن ذلك لم يمنع تداعي أحجار الدومينو من أن تكرّ وتكشف رغم ذلك من جملة الأحداث البارزة ما يبهر.. فقد رأى أحد متلقي عمليات زرع القلوب شخص مالكه الأصلي الذي قضى، وهو يخبره في المنام أن قلبه الجديد الذي يحمله إنما هو عائد له، ووصف له شخصيته وكيف عاش في الحياة سابقا.. وعندما واجه ذلك المستفيد من العملية أطباءه الذين يخفون حسب القانون مصدر القلب الذي يحمله، صعقوا وأصيبوا بالذهول لدقة المعلومات ولمعرفتهم الوثيقة باستحالة اطلاعه عليها دون علم ومصدر! فأذعنوا في النهاية لطلبه وكشفوا له تفاصيل ملفات الحامل السابق لقلبه مما أسعده بشدة ملحوظة، وفاض به الإحساس بالشعور كأنه مخطط كامل في دقة التفاصيل لتركيب كيانه الجديد! والأغرب في الأمر للعجب، أن ذلك الإحساس كان مشتركا لدى بقية المنتفعين من عمليات زرع القلب، بعد الدراسة.
    أضف إلى ذلك التغيير الداخلي في الديكور النفسي المثير للدهشة في شخصية المتلقي: فقد وُجد أن ميوله الجديدة غالبا ما تكون مناقضة تماما لميوله السابقة... كما ثبت بعد التأكد، أنها صفات منسوبة فعليا، ويا للهول إلى مالكي القلوب الأصليين السابقين!
    فأحدهم انهمك في الرياضة، رغم كرهه الشديد السابق لها.. وبين قوسين: من الصفات الفعلية لمالك القلب السابق!
    والآخر انكب على كتابة الشعر، رغم نفوره السابق مما يسمى كتب!
    والآخر شرع في تسلق الجبال، رغم خوفه سابقا من السقوط وهو واقف في مكانه!
    والآخر تعلّق بشغف بالسباحة والغوص في البحر، رغم تخوفه الشديد السابق من الغرق في (شبر مويه!).
    والآخر باشر بعزف الموسيقى وتأليف السمفونيات، رغم عدم معرفته في السابق بالدّو من الرى!
    والآخر انطلق ليكتب بشكل مذهل دون توقف رغم تعثّر سيره الدراسي سابقا.
    والآخر أصبح ودودا بشكل مبهر رغم انطوائه الشديد في السابق.
    والآخر كذا وكذا في سلسة طويلة من التطورات المذهلة بتناقضها للطبيعة الأصلية لذلك الشخص، وتصب جميعها في روافد نفس هذه البحيرة ....
    وهذا التناقض المنظور يثير لدينا الشك، في أنه ضروري أن يصار إلى إعادة ترتيب صياغة أولويات القضية.. حتى لكأنه قلب أساسي نقل إليه جسم ككائن ثانوي يمثله الشخص الثاني الذي لا زال على قيد الحياة!! وفي هذا ما تصطكّ منه المسامع والعقول.. بالطبع في ترتيب تسلسلها الجديد الذي ندور بحيْرة شديدة دون وعي على مزماره!
    كما يجعلنا أيضا في مجابهة غير محسوبة وموضع دقيق وحساس، وامتحان صعب يجب على المتلقي معرفته ومصارعته قبل الإقدام على إجراء العملية الكبرى، ربما من ناحية الواجب الأدبي، وهو: هل هو على تمام الاستعداد لتحمل تبعات القادم من تغيير محوري شامل غير معروف أو مأمون الجانب، ثمرة لذلك الكوكتيل النفسي؟
    وعندما سُئل طبيب وجرّاح القلب العالمي الشهير مجدي يعقوب عن ذلك، أجاب بأننا لا نملك من الوسائل المتوفرة إلى الآن ما يمكننا من إثبات أو (نفي!) ذلك.
    وما يُبهر الناس في الغرب اليوم هو في شرقنا من البديهيات، فليس هذا بغريب علينا في عالمنا العربي والإسلامي، أو يبعث على رفع الحواجب تعجبا، فهو الذي قد فرغ من حسم ذلك منذ قرابة خمسمائة وألف سنة مضت.. ليبني للغرب بجرّة قلم ما يعيد بانبهار شديد اكتشافه اليوم! أو مما يذكر بقول سابق مؤدّاه: (ما أعظمه من دين لو كان له رجال!).
    ولعله غيض من فيض، أو سطر من قمطر كما قيل، قول شاعرنا العربي قديما:
    ( إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا!)
    أو قول الشاعر الآخر:
    (قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرونا!
    وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمينا)
    كما أن القرآن الكريم قد ذكر: ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء 36.
    وذكر: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) القصص 10.
    وذكر: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) الأنعام 113.
    كما ذكر بخصوصه أيضا: ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها) الأعراف 179.
    وبحسبه فإن من الواضح جدا: جمعه للحواس الأساسية المحورية الكبرى، أن الإنسان لا يرى بغير عينيه، ولا يسمع بغير أذنيه، وبأنه أيضا لا يعقل بغير قلبه، وتاليا للمخ الذي هو المحّول على رأس كابل العمود الفقري، أو محطة تحويل الطاقة المتصرفة تبعا إلى بقية أطراف الجسد.. انبعاثاً من ذلك الخلق السحري الأعجب، والمركز المشعّ لمجرّة الإنسان، المسمى بـ (القلب)! في تناغم بديع لا يكلّ ولا يملّ، مجبرا كل من يطوف به طائف من الشكوك، أو يراوده مخالج من الوساوس، على الإذعان والتسليم بأقصى درجات التعجب والذهول!
    (هو الحق يُغفي ثم ينهض ساخطا فيهدم ما شاء الظلام ويحطم!)
    إعداد سيف الدين بن الشيخ محمد نور
    أديب ومهندس وباحث من الإمارات

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    وفي الحقيقة أن البحث في هذا الموضع يطول ، والكلام فيه يكثر ، لكن خلاصة ما مضى أن العقل في القلب ، وأننا نعقل ونفهم بقلوبنا كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وأن المراد بالقلب هو تلك المضغة التي محلها الصدر ، والتي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه كما سبق.
    شيخنا الفاضل علي أحمد عبد الباقي ..
    زادك الله علماً وفهماً شيخنا الفاضل

    الأخت الكريمة محبة القرآن والعربية ..
    أحبك الله وأحبك خلق الله ..
    شكراً على ما تفضلت به ، جزاكِ الله خيراً

    أنقل هنا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - جزاه الله خير الجزاء من وجهني للبحث عن كلامه -:

    "وأما قوله‏:‏ أين مسكن العقل فيه‏؟‏ فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 46‏]‏‏.‏ وقيل لابن عباس‏:‏ بماذا نلت العلم‏؟‏ قال‏:‏ بلسان سؤول،وقلب عقول‏.‏

    لكن لفظ ‏[‏القلب‏]‏ قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن، التي جوفها علقة سوداء، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد‏)‏، وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقًا، فإن قلب الشيء باطنه، كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك، ومنه سمى القليب قليبًا ؛ لأنه أخرج قلبه وهو باطنه، وعلى هذا، فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضًا؛ ولهذا قيل‏:‏ إن العقل في الدماغ، كما يقوله كثير من الأطباء، ونقل ذلك عن الإمام أحمد، ويقول طائفة من أصحابه‏:‏ إن أصل العقل في القلب، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ‏.‏
    والتحقيق‏:‏ أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا، وما يتصف / من العقل به يتعلق بهذا وهذا، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب‏.‏
    والعقل يراد به العلم، ويراد به العمل، فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة، وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصور المراد، فلابد أن يكون القلب متصورًا، فيكون منه هذا وهذا، ويبتدئ ذلك من الدماغ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ، فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء، وكلا القولين له وجه صحيح، وهذا مقدار ما وسعته هذه الأوراق، والله أعلم‏."


    "ثم إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق القلب للإنسان يعلم به الأشياء، كما خلق له العين يرى بها الأشياء، والأذن يسمع بها الأشياء، كما خلق له ـ سبحانه ـ كل عضو من أعضائه لأمر من الأمور، وعمل من الأعمال، فاليد للبطش، والرجل للسعي، واللسان للنطق، والفم للذوق، والأنف للشم، والجلد للمس، وكذلك سائر الأعضاء الباطنة والظاهرة‏.‏

    فإذا استعمل الإنسان العضو فيما خلق له وأعد لأجله، فذلك هو الحق القائم، والعدل الذي قامت به السموات والأرض، وكان ذلك خيرًا وصلاحًا لذلك العضو ولربه وللشيء الذي استعمل فيه، وذلك الإنسان الصالح / هو الذي استقام حاله ،و ‏{‏أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ }‏ ‏[‏ البقرة‏:‏ 5 ‏]‏ ‏.‏
    وإذا لم يستعمل العضو في حقه، بل ترك بطالًا فذلك خسران، وصاحبه مغبون، وإن استعمل في خلاف ما خلق له فهو الضلال والهلاك، وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفرًا ،ثم إن سيد الأعضاء ورأسها هو القلب، كما سمى قلبًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب‏)‏، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الإسلام علانية والإيمان في القلب‏)‏ ثم أشار بيده إلى صدره وقال‏:‏ ‏(‏ألا إن التقوى ها هنا إلا إن التقوى ها هنا‏)‏‏.‏"
    "
    "فصلاح القلب وحقه، والذي خلق من أجله، هو أن يعقل الأشياء، لا أقول أن يعلمها فقط، فقد يعلم الشيء من لا يكون عاقلًا له، بل غافلًا عنه ملغيًا له، والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه ويعيه ويثبته في قلبه، فيكون وقت الحاجة إليه غنيًا فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره، و ذلك هو الذي أوتى الحكمة، ‏{‏وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 269‏]‏، وقال أبو الدرداء‏:‏ إن من الناس من يؤتي علمًا ولا يؤتي حكمًا، وإن شداد بن أوس ممن أوتي علمًا وحكمًا‏.‏"

    المصدر ..
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=252&CID=182

    وهنا ما ذكره الشيخ خالد السبت:
    "وعقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ . وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن ."

    المصدر ..
    http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=1575
    أو يمكن تحميله من المرفقات

    السؤال الآن:
    بعد تجميع أقوال أصحاب الفضيلة والفتاوى التي ذُكر فيها المقصود بالقلب في كتاب الله الكريم وفي سنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هل يمكن التأكيد بأن العقل موجود في القلب وهو العضو العضوي في جسم الإنسان ؟ وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة وأن من يقول غير ذلك هم الفلاسفة من القدماء ؟ هذا أولاً ..

    ثانياً: لا يزال كلامك عن الختم والطبع يحتاج لتوضيح بارك الله بيك
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    • نوع الملف: zip 822.zip‏ (133.2 كيلوبايت, 17 مشاهدات)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الروح مشاهدة المشاركة

    ثانياً: لا يزال كلامك عن الختم والطبع يحتاج لتوضيح بارك الله بيك [/RIGHT]
    بارك الله فيك أختنا الكريمة (تاج الروح) ، وبارك الله في الأخت (محبة القرآن والعربية) على نقلها عن الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وسائر علماء المسلمين .
    للتوضيح أقول وصف القلب في القرآن بصفات كثيرة يجمعها أنها مما يوصف به القلب من ذلك الغلظة ، قال تعالى : { ولو كنت فظًا غليظ القلب ..} الآية (آل عمران /159) .
    ومنها السلامة ، قال تعالى : {إلا من أتى الله بقلب سليم } (الشعراء /89) .
    ومنها الإنابة ، قال تعالى : { ... وجاء بقلب منيب} (ق/33) .
    وكل هذه الصفات السابقة مما يتصف به القلب ولم تسند إلى الله تعالى ، ومعناها على ما هو معروف من لغة العرب وعلى ما فسرها به أهل العلم وليس فيها إشكال .
    وهناك صفات حكى الله في قرآنه أنه فاعلها بتلك القلوب ، لذلك فهذه الأفعال من صفات الله الفعلية ، ومن ذلك قوله تعالى : {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ..} (البقرة /7).
    وزيادة المرض في القلب المريض الزائغ ، قال تعالى : {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا } (البقرة/10) .
    ومنه قوله تعالى : {وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون } (التوبة /87) ، وقوله تعالى: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون } (التوبة/93).
    وغيرها من الآيات .
    فالختم على قلب الكافر، وزيادة المرض في القلب المريض بالكفر والنفاق ، والطبع على تلك القلوب ، كلها صفات نسبها الله إلى نفسه أنه سبحانه يفعلها بقول المنافقين والكفار بما كسبت من الكفر والزيغ ، وهذه الصفات تدخل تحت ما يسميه علماء أهل السنة بصفات الله الفعلية ، وهي قديمة الجنس حادثة الأفراد ، فالله عز وجل لم يزل يفعل ، لم يزل فاعلا، لكن أفراد فعل الله سبحانه ومنها : خلق السماوات والأرض وخلق العرش والاستواء عليه والطبع على قلوب الكافرين والمنافقين والختم عليها كلها صفات حادثة لحدوث من تقع عليهم (السماء والأرض والعرش والقلوب ...) ، فهذه الصفات عقيدة أهل السنة فيها أنها على معناها المعروف من تلك الألفاظ وعلى الحقيقة لا يجوز تأويلها ولا تعطيلها كما أنه لا يجوز تكييفها ولا تمثيلها بنظائرها من صفات المخلوقين، وأما كيفيتها يعني كيف يستوي الله على العرش وكيف يختم على قلوب الكافرين وكيف يطبع عليها ، فمذهب أهل السنة في الكيفية هو التفويض ، لا يعلم كيفية هذه الأشياء إلا الله فنحن نثبت هذه الصفات لله كما أثبتها لنفسه ، ونعرف معناها ونثبته على نحو يليق بجلال الله وعظمته ، أما الكيف فلا نعلمه ونفوضه لله تعالى ، فلا نعلم كيف يختم الله على قلوب الكافرين ولا كيف يطبع عليها ، فمعنى الختم كما مر فيما نقلته عن القرطبي رحمه الله : (( حقيقة الختم والطبع إنما هو فعل ما يصير به القلب مطبوعا مختوما)) و : ((هو معنى يخلقه الله في القلب يمنع من الإيمان به )) ، وأما الكيف فنكل علمه إلى الله تعالى.
    وأعتذر بسبب عدم نقل النصوص والتوسع فإنني أكتب هذا من رأس القلم ، وأرجو أن يكون الأمر واضحًا . بارك الله فيك .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة القرآن والعربية مشاهدة المشاركة

    إذًا: فالقلوب محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالاً بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير، وفسد العقل (!) فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر:{وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].

    بارك الله فيك أختنا محبة القرآن العربية، وفي الشيخ علي عبدالباقي

    كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله جيد، وقد ذكره في موضع آخر، كشرحه على مختصر التحرير في أصول الفقه عند قول الفتوحي في مختصر التحرير: (ومحلُّه القلب، وله اتصالٌ بالدماغ)

    واختار العلامة القرافيُّ نحوَ هذا، حيث ذكر أنَّ محلَّ العقل في القلب، غير أنَّ سلامةَ الدماغ شرطٌ له
    فالدماغ ليس محلاً للعقل، وإنما هو شرطٌ له؛ فلا يمكن أن يكون العقل سليماً إلا إذا كان الدماغ سليماً
    ولذا تجد المرءَ إذا ضُرِبَ على دماغه فتأثر اختلَّ لذلك عقله، وفسد تفكيره، مع كون قلبه لم يتأثر
    بشكل عضوي
    وعزا القرافيُّ هذا إلى أكثر الفقهاء، وقليل من الفلاسفة
    ونقل نحوه الصالحيُّ في سبل الهدى والرشاد

    وفي المسألة كلامٌ كثير، ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيلٌ فيه؛ تفضَّلت بنقله الأخت الفاضلة تاج الروح بارك الله فيها
    وكذلك تلميذه ابن القيم في أقسام القرآن، وللعلامة الشنقيطي كلام طويل فيه

    وهذه المسألة مذكورةٌ في كثير من الكتب، سواء كتب التفسير أو شروح الأحاديث أو أصول الفقه أو الفقه أو غيرها
    بل بوَّب البخاري في الأدب المفرد بقوله: (بابٌ العقل في القلب)

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    وفيكم بارك الله شيخنا أبا محمد الحمادي، ونفع الله بكم.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أختنا الكريمة (تاج الروح)
    بارك الله في عمرك وعملك شيخنا الفاضل
    نعم الأمر واضح بارك الله بيك ، الآن السؤال لو سمحت:
    قال تعالى: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" الأحزاب : 32
    القلوب تمرض كما ذُكر في الآية الكريمة ، فهل تموت لو زاد مرضها؟ ، بمعنى هل يموت قلب الإنسان معنوياً رغم بقائه على قيد الحياة؟
    وقال تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" قـ : 37
    الآية تعني هنا لمن كان له عقل يفكر به ويتدبر أليس كذلك؟
    وقال عز وجل:
    "وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " هود : 120
    "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء : 36
    "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" الفرقان : 32
    "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" القصص : 10
    "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى" النجم : 11

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    زادك الله علماً وفهماً شيخنا الفاضل الحمادي
    ما تفضلت به مهم ، جزاك الله خيراً
    سأبحث عن النصوص التي ذكرت كاملة ، وإذا احتجت مساعدتك سأضع أسئلتي بارك الله بيك

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الروح مشاهدة المشاركة
    بارك الله في عمرك وعملك شيخنا الفاضل
    نعم الأمر واضح بارك الله بيك ، الآن السؤال لو سمحت:
    قال تعالى: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" الأحزاب : 32
    القلوب تمرض كما ذُكر في الآية الكريمة ، فهل تموت لو زاد مرضها؟ ، بمعنى هل يموت قلب الإنسان معنوياً رغم بقائه على قيد الحياة؟
    وفيك بارك الله أختنا الفاضلة.
    الجواب / نعم يموت قلب الإنسان بالوقوع في الشرك والكفر ، وقد سمى الله الكفار أمواتًا في قوله تعالى : {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } (الأنعام/122).
    قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها : (( أومن كان كافرًا فهديناه )). قال القرطبي في جامعه (7/78) : ((عامة في كل مؤمن وكافر. وقيل: كان ميتًا بالجهل فأحييناه بالعلم )).
    فقد يموت القلب بالمعصية والإنسان على قيد الحياة ، بل يموت الإنسان وهو يدب على الأرض يأكل ويشر كما تأكل الأنعام ، لكنه في الحقيقة ميت بضلاله وجهله .
    وقال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان (1/477) في تفسير قوله تعالى : {والموتى يبعثهم الله} (الأنعام/36) :
    ((قال جمهور علماء التفسير المراد بالموتى في هذه الآية الكفار وتدل لذلك آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { أو من كان ميتا فأحييناه ... }الآية ، وقوله : { وما يستوى الاحيآء ولا الاموات ..} .. )) .
    ودليل أن القلب يطمس عليه حتى الموت ما رواه البخاري في مواضع من صحيحه ومسلم (144) واللفظ له قال : ((حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو خالد - يعني سليمان بن حيان - عن سعد بن طارق ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه . فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا : أجل . قال : تلك تكفِّرها الصلاة والصيام والصدقة ، ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر ؟ قال حذيفة : فأسكت القوم ، فقلت : أنا. قال : أنت ، لله أبوك ؟!!. قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه)) ... الخ .
    قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (2/174 -175):
    في شرح قوله : (( مُجَخِّيًا )) : ((قال القاضي - رحمه الله - : شبه القلب الذى لا يعى خيرًا بالكوز المنحرف الذى لا يثبت الماء فيه . وقال صاحب التحرير : معنى الحديث أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصى دخل قلبَه بكل معصية يتعاطاها ظلمةٌ واذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام ، والقلب مثل الكوز فاذا انكب انصب ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك )) انتهى .
    ومن الشعر الرائق في هذا المعنى قول ابن المبارك - رحمه الله -:
    رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها
    وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها
    وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها
    والكلام في هذا يطول وأفضل من تكلم في حياة القلوب وموتها فيما أعلم هو العلامة ابن القيم - رحمه الله – خصوصًا في كتابه ((الفوائد)) – وهو غير ((بدائع الفوائد)) - وفي كتابه ((مدارج السالكين )) .
    أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي موات قلوبنا . والله تعالى أعلم .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: أسئلة عن القلب ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي موات قلوبنا . والله تعالى أعلم .
    اللهم آمين
    بارك الله فيكم جميعاً ، وزادكم علماً وفهماً وإحساناً
    حماكم الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •