الثلاثاء 01, يونيو 2010





أبو لـُجين إبراهيم
لقد عزمت - أمام أحداث الإجرام والعنجهية الصهيونية - على أن أكسر حاجز الصمت الاضطراري الذي فرضته على نفسي عقب الحجب الفاضح لموقع لجينيات، والذي لم أتخذه خوفا ولا مداهنة ولا لأي حسابات أخرى سوى استجابة لرغبة شريكي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز والذي سيكون له توضيح لاحق بهذا الخصوص بعد رفع الحجب بإذن الله ، مع الإشارة إلى أنني أبلغته بالاحتفاظ بكامل حقي في كشف تفاصيل هذا الملف وغيره عند ظهور دواعيه .

إن القلب يتصرم والعين تدمع والمشاعر تتفجر والعالم يشاهد أحفاد الخنازير يمارسون قرصنة الحقد والغدر أمام سفن السلام وأعلام الحرية التي شقت لجاج الظلم وكسرت حواجز الجبن والمذلة وأبحرت لتشعل شمعة أمل في دياجي الحصار والجوع والمرض.. فلتنكسر الأقلام التي لاتكتب ولتقف القلوب التي لاتغضب ولتخرس الألسنة التي لاتنطق.

تسعة عشر ضحية بأي ذنب قتلت..؟!

أين المسلمون..؟!

أين العرب..؟!

متى نفيق من الوهن ونقف في وجه هذا الطغيان؟!

متى يشفى جرح غزة الذي يضاف له كل يوم جرح جديد ؟!

مجزرة الحرية اليوم جرح آخر ينزف ولكن لا صمت بعده أبداً ..

مشاهد الإجرام الصهيوني بُثت على مرأى ومسمع من العالم..

تسعة عشر ضحية أثبت اليهود بقتلهم لجميع دول العالم والحكومات العربية على وجه الخصوص بأنهم أعداء ليس للذين آمنوا فحسب بل ، وحتى للإنسانية وللسلام ، رصاصات غدرهم لم تكترث للقوانين الدولية ولم تعبأ بحقوق الإنسان ، بل ولم تراعِ حتى العلاقات مع الدول التي تقيم معها اتفاقيات سلام تم عجن بنودها فوق سطح سفن أسطول الحرية بالدم.

تسعة عشر ضحية وستون جريحاً خضبت دمائهم سفن أسطول الحرية ، ألم يأن بعد للدول التي سارعت حكوماتها لإقامة سلام مزعوم ، أو قل مجرد استسلام مدعوم ! أن تقطع علاقاتها وأن تكسر الحصار الصهيوني الظالم الذي دام لسنوات على إخوة لنا في الدين والعرض والأرض والدم، ألم نفهم ونعي الرسالة التي تتكرر عند كل مجزرة يهودية ، مؤكدة لنا بأن الاعتداء والاستيلاء والقتل والقرصنة دليل قاطع على أن الصهاينة لا يعترفون إلا بلغة القوة ، فمتى يصحو الحكام النائمون؟!

لقد بلغ الهوان بالحكام العرب أن ينظم الأتراك الشرفاء والأوروبيون قافلة إغاثة لإخواننا في غزة، ونحن نشاهد ونتفرج ونقلب القنوات حالنا في هذا حال الأموات لا حياة ولا حراك لنا بل صمت مطبق مخزي لم أجد له أي كلمة ترادفه في أي قاموس سوى العار..والعار وحده فحسب!

نعم هو العار الذي يكبلنا فلا نستطيع حتى رفع صوتنا لنقول للصهاينة كفى، من للأطفال والنساء والشيوخ والشباب في غزة المحاصرين ، وهم بين فكي كماشة الصمت العربي والعدوان الصهيوني المستمر، ليس لهم من خيار نقدمه لهم سوى الموت من الجوع في صمت ، أو الموت بالرصاص الصهيوني.

مليون ونصف مسلم محاصر أحرقهم الترقب على شاطئ غزة في انتظار سفن أسطول الحرية في انتفاضتها الرابعة ، حيث بثت فيهم أمل الحياة مجدداً ، وأن هناك ضمائر إنسانية في العالم تشعر وتتألم لمحنتهم، سبعمائة وخمسين ناشطاً من جميع الجنسيات أغلبهم لا يدين بالإسلام، رهنوا مصائرهم للموت ، وامتدت عزائمهم قبل أيديهم لكسر الحصار الظالم عن القطاع المحاصر، وفضح عار الصمت العربي المخزي وأكذوبة القوانين الدولية التى تعترف لليهود بهولوكست مزعوم ، وتتعامى عن هولوكست يومي للحصار العدواني الذي لا تـُقره أي اتفاقيات عالمية .

تسعة عشر ضحية وستون جريحاً فوق سفن أسطول الحرية لا يحق للأمم المتحدة بعد هذا الإجرام الصهيوني ، ولا لمجلس الأمن ولا للجامعة العربية ولا لمنظمة المؤتمر الإسلامي وكل غيور وحرّ في هذا العالم، أن يضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا صرخات الجرحى ولا أن يستغشوا ثيابهم لكي لا يروا الضحايا ، ولا يحق لهم بعدها أن يصروا على السكوت عن هذا الظلم والعدوان ولا بتمرير المذبحة بفيتو أمريكي يقوى به جانب الاستكبار..!

أين الحكام العرب بعد هذه المجزرة من حصار غزة!؟ أينهم من شعب أعزل ينتظر أن يفيقوا من سباتهم ؟! ، هل يتوجب علينا أن نفقد مزيداً من الشهداء في ظل عدم كسر هذا الحصار ووقف العدوان الصهيوني الهمجي !

إلى متى سنسمح لأبناء القردة والخنازير بهذه المجازر !!

وإلى متى سيستمر العرب في تمثيل دور القواعد من النساء ، وتكرار الشجب والإدانة والاستنكار وهم يتوارون خجلاً من ضعفهم أمام بني صهيون !

إلى متى؟!

أبو لـُجين إبراهيم

الاثنين ـ 17 جماد الآخرة 1431 هـ