تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

  1. #1

    افتراضي تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !
    بقلم / عبد الوهاب آل غظيف - الرياض

    في هذا العصر الفاسد تشاطر المبطلون أدوارهم في سبيل تكريس السقوط الأخلاقي والديني الذي جاء كأحد مكونات حضارة الغرب ، وأرادوا تجذيره في العالم أجمع ، ذلك السقوط المهين الذي دسوه تحت سُتر من الدعايات الكاذبة ، ليمرروه على ضحايا الدعايات ومصدقي الأكاذيب ، ممن خفت عقولهم ، وكان غاية طاقتها أن تبحر في حدود ما يرسمه صاحب القوة والنفوذ ، سواء في جانب الفكر أو في غيره من الجوانب .

    وما فتئ دهاقنة الإلحاد والفساد يخرجون للناس بأمل ٍ جديد ، وشعار براق ، كلما آنسوا منهم فتوراً و لمسوا منهم ضعفاً في التعاطي ، وما فتئ الأغبياء من الرعاع ينساقون خلف كل شعار جديد ودعوة مستحدثة ، وقد جذبتهم الجدة ، وسلبهم التنظير ، وأقفرت عقولهم من كل معيار حكيم ، يظهر لهم من بواطن الأمور ما يردعهم عن الانسياق خلف الدعاوى !

    ولكم أن تصدقوا أن تلك الحضارة التي لا يحفظ بنو آدم مشاهداً من القتل الجماعي و الإبادة المريعة لمدن بأكملها ، ولا يحفظون تفسخاً ودعارة و شذوذاً في تاريخهم كله ، كمثل ذلك الذي أتت به في الناس اليوم ، لكم أن تصدقوا أن من هؤلاء الناس من لا زال يعتقد جازماً أنها تحمل في طياتها من معاني النبل الإنساني والكرامة البشرية ما لم يعرفه البشر طوال تأريخهم ، ليست هذه الأكواز المجخية من بني الأصفر فحسب – لنجد في العنصرية ملجأ يفسر لنا حالة الانتكاس تلك – بل كثير منهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا !
    والأعجب : أن تظل هذه الحالة الغريبة من الإعجاب بالحضارة الغربية ، نامية يتبجح بها أهل الوجوه الصفيقة ، في ظل حروب شعواء لا هوادة فيها ، يشنها الغرب علينا ، مادية كانت أم معنوية .

    وقد أضحت بضعة من بلاد الإسلام مسرحاً لجيوش الصليب ، وجحافل الشرك والإلحاد من كل بقاع العالم ، يمارسون فيها أنواعاً من العمليات الرامية لتتبع بقايا روح الكرامة والحرية لشعوب تلك البلاد ، أو حتى أضرباً من الأخطاء التقنية الذاهبة بأرواح عجائزهم وأطفالهم وحرائرهم !
    وأصبح من هوايات الغرب : أن يعمد إلى مضايقة المسلمين في دينهم ، إما تهجماً على خصوصياتهم الدينية في بلادهم ، وتدخلاً فيها بالتضييق عليهم كي يتنازلوا عنها ، وإما استهزاء وسخرية برسول الإسلام على صفحات جرائده ، وإما سناً للقوانين المضيقة على أتباعه القائمة على التمييز والعنصرية إلى غير ذلك من صور العداوة والمناوءة .

    وفوق ذلك : لا زال من بيننا من يعلق الأمل على الغرب وحضارته فأتعس وأبئس !

    لم يكن للجرائم المروعة والفضائح الإنسانية التي ربت تحت جناحه أي أثر يذكر في تعكير العلاقة الودية بين هؤلاء المستغربين وبين قبلتهم المقدسة ، في حين تكفي زلة صغيرة لا ترى بالعين المجردة أن تجعل اللعنات تخرج منسكبة من أقلامهم إذا صدرت هذه الزلة من أبناء جلدتهم "المسلمون " !
    دماء أريقت ولا تزال ، وسجون انتهكت فيها محارم الإنسان وكرامته ، و امبريالية عمياء ، طاغوتية سوداء ، لا زال ينمو معها حب الغرب ، في حين التربص والتفنن في اختلاق الأكاذيب على فقهاء الإسلام ، ورميهم بكل النقائص التي حواها قاموس الإنسان ، وكأنهم المسؤولون عما تعانيه البشرية اليوم من سقوط أخلاقي ، وضلال ديني !

    وفي المعادلة الجائرة : لأن يرفع رجل الهيئة صوته على رجل في الشارع فإن ذلك كاف ليكون رجال الهيئة - بل رجال الصحوة - مهدرين لكرامة الإنسان ، أما أبو غريب وقوانتناموا فإنهما لا يكفيان لنصم الغرب بهذه التهمة !

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخ عبدالوهاب
    وهؤلاء القوم بهت لايتورعون عن الكذب والزور لتشويه الحقائق فهم أعداء ملتنا وإن زعموا
    من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفوا بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
    نسأل الله ان يريحنا من شرورهم وأن يلطف بنا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    بارك الله فيك على هذه الكلمات الطيبة، نفع الله بك.
    الموضوع له صلة قوية بالولاء والبراء، فحبذا لو تطيل النفس فيه، وتجليته بأسلوبك الرصين وعبارتك الرائقة.
    أثابك الله وأحسن إليك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو السمح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخ عبدالوهاب
    وهؤلاء القوم بهت لايتورعون عن الكذب والزور لتشويه الحقائق فهم أعداء ملتنا وإن زعموا
    من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفوا بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
    نسأل الله ان يريحنا من شرورهم وأن يلطف بنا
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    وفيك بارك الله ، وشَكَر لك .

  5. #5

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك على هذه الكلمات الطيبة، نفع الله بك.
    الموضوع له صلة قوية بالولاء والبراء، فحبذا لو تطيل النفس فيه، وتجليته بأسلوبك الرصين وعبارتك الرائقة.
    أثابك الله وأحسن إليك.
    وفيك بارك الله أخي أسامة ،
    شكر الله لك مرورك ، وإلماحتك الموفقة : فإن الولاء والبراء في هذا الزمن جدار قصير عند كثير من الزائغين ، دونك أرباب التنوير - بإطفاء النور - ومن يتسمون بالإصلاحيين ، وهم يزعمون أنهم يقفون ذات الموقف من التغريب ، ويناوئون المستغربين : قد جعلوا البراء حكرا على المحاربين ، وتكلفوا في سبيل ذلك الشبه و لي أعناق الأدلة !
    فهو موضوع هام يجدر الالتفات إليه بكثافة وتأصيل .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    بارك الله فيك ، أيها الأخ الفاضل .

    و بقول آخر ، و تسبيب أكثر موضوعيّة ، و لموافقة الأحداث ، و ما حدث لإخوةٍ لنا في "أسطول الحريّة" ، فالمسألة ُ تتعلَّقُ بالحُرية ، و عندها ففهمنا السياسي للحرية ، الذي ينبني على فهمنا الإيماني لها ، لا نجد - على الأقلِّ في الأذهان ، و في عالم الأفكار و التقنين و التشريع - حينها ما يقلب القيم و يوظّف الاستبداد و التعسف لصالح القويّ .

    فمن حققَّ الحرية في نفسه ، و فهم معانيها على حقيقتها ، و قال : ليسَ أفسد للفطرة من الذلِّ الذي يُنشؤه الطغيان المديد ، وجب أن يكون أول من يرفض التتيم بالجلاد ، و الحقد على الضحية .

    و هي ثلاث و رباع و خماس .. إلى ما لا نهاية من :
    - الطغيان .
    - و الاستبداد .
    - و تشوه الفطرة و الفكرة ، في معنى الحرية .
    - و قبول الظلم ، داخل النفس ، و إن بلفظٍ غير لفظها ، و من ذاق عرف .
    - و تكريه الثورة و الثورات إلى الناس في قبولها و الإحساس بمعانيها .
    - و تشويه الحقائق ( و قد ذكّرني هذا في إحدى الحكومات العربيّة ، التي قررت على طلابها في مناهجها أنَّ إحدى الحركات الإسلامية هي العدو الأول و حامية إسرائيل !! ، و الدولة هي قلب العروبة النابض ، و الممانعة ضد الظلم و الاستبداد !! ) و الله المستعان .

    و قد أصبح الإسلام ، مع الأسف ، حمامةً بيضاء و شجرة زيتون ، و غضضنا الطرف عن : "بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيف" ، ألا ما أبعد شجرة الزيتون عن حد السيف ، في التمثيل الرمزي لهما ؟ ؟

    و رحم الله أحمد شوقي ، عندما قال :
    و للحرية ِ الحمراء بابُ -- بكلِّ يدِ مضرجةِ يدقُّ .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    الحمد لله ، و الصلاة و السلام على النبي الأكرم ، و على آله و صحبه ، أجمعين :
    و يوظّف الاستبداد و التعسف لصالح القويّ .
    و عند مراجعة الكاتب لنفسه في هذه اللفظة قدح في ذهنه معنى من المعاني ، ألا و هو أنَّ : الاستبداد لا علاقة له بدين أو فلسفة أو غيره من مرتكزات الوجود ، إنما هي حالة تتمثل بالقوة ، و مدى قدرة ممتلكها التحكم بها ، أو التلويح بها على الأقل .

    و لذلك قد تجد :
    - ليبرالي مستبد .
    - علماني مستبد .
    - إسلامي مستبد .

    و لكنه معيب إلى درجة الدخول إلى عالم التناقض عند تمثله في قوم أو مجموعة تقيم نفسها على معنى الحرية ، بالأخص لو كانت الحرية المطلقة ، أي أنَّها تصبح مستنكره و مستكرهه عند من يقعد لنفسه في عالم أفكار على قانون الفلسفة المطلقة للحرية ، و الجارة يجب أن تفهم ، و إلا فنفهمها بإجبار .

    و قد يستنكر البعض قولي : مسلم مستبد ، أو إسلامي مستبد .
    و في الحقيقة : أنا آسف من وجود هذا ، و المستقري للتاريخ القديم و المعاصر لأمة الإسلام يجد ما يؤكد على هذا ، فأمويون مستبدون ، و عباسيون مستبدون ، و عثمانيون مستبدون ، .. و حركات تستبد بحركات آخرى داخل الصف الإسلامي ، و لا حول و لا قوةَ إلا بالله .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله و صحبه ، أجمعين :

    و من أجل "أسطول الحرية" مرةً أخرى ، و ندباً للوهن الذي نعيشه .
    أقول كما قال مريد البرغوثي :

    لا بأس أن نموت في فراشنا
    على مخدة نظيفة
    و بين أصدقائنا
    لا بأس أن نموت مرة
    و نعقد اليدين فوق الصدر
    ليس فيهما سوى الشحوب
    لا خدوش فيهما و لا قيود
    لا راية
    و لا عريضة احتجاج
    لا بأس أن نموت ميتة بلا غبار
    و ليس في قمصاننا
    ثقوب
    و ليس في ضلوعنا أدلة
    لا بأس أن نموت و المخدة البيضاء
    لا الرصيف تحت خدنا
    و كفنا في كف من نحب
    يحيطنا يأس الطبيب و الممرضات
    و ما لنا سوى رشاقة الوداع
    غير عابئين بالأيام
    تاركين هذا الكون في أحواله
    لعل غيرنا
    يغيرونها .

    و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و رحم الله أموات المسلمين .

  9. #9

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    أخي عراق الحموي :
    شرفتني بهطولك ، باركك الرحمن .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    أستاذي عبد الوهاب :
    حماك ربي , وبارك الله عقلك وزاده توقدا وعلما يوم استحضر ثم كتب هذا القول الثاقب .

    بما أن القوة الاقتصادية والعسكرية اليوم لأمريكا الداعرة وحزبها الصليبي . فإن العالم خاضع لرغباتها ( جبرا )
    يحكم بما تريد ويقول ما تحب
    والطابور الخامس الطفيلي ( شغّال )
    وإلا فإني على قناعة بأ لا أحد يقرّر أو يقول أو يكتب ما أشرت أنت إليه من شنائع عن قناعة راسخة إلا الرهبة أو الرغبة فهو الخوف على الكرسي , أو هوى المال ( الأمريكي ) أوالمكانة أو الشهرة ...
    العالم اليوم يشاهد ( مسرحية ) تأليه النظرية الأمريكية , يمثلها ذوي (((( المصالح ))) فقط , وإلا فلا قناعة .
    وحتما ستنتهي فصولها , وأظن هذا قريبا حسب كثير من المؤشرات , ولا عجب فقد ارتفعت أمريكا وحَقٌّ على الله وضعها .

  11. #11

    افتراضي رد: تتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساري مشاهدة المشاركة
    أستاذي عبد الوهاب :
    حماك ربي , وبارك الله عقلك وزاده توقدا وعلما يوم استحضر ثم كتب هذا القول الثاقب .

    بما أن القوة الاقتصادية والعسكرية اليوم لأمريكا الداعرة وحزبها الصليبي . فإن العالم خاضع لرغباتها ( جبرا )
    يحكم بما تريد ويقول ما تحب
    والطابور الخامس الطفيلي ( شغّال )
    وإلا فإني على قناعة بأ لا أحد يقرّر أو يقول أو يكتب ما أشرت أنت إليه من شنائع عن قناعة راسخة إلا الرهبة أو الرغبة فهو الخوف على الكرسي , أو هوى المال ( الأمريكي ) أوالمكانة أو الشهرة ...
    العالم اليوم يشاهد ( مسرحية ) تأليه النظرية الأمريكية , يمثلها ذوي (((( المصالح ))) فقط , وإلا فلا قناعة .
    وحتما ستنتهي فصولها , وأظن هذا قريبا حسب كثير من المؤشرات , ولا عجب فقد ارتفعت أمريكا وحَقٌّ على الله وضعها .
    وفيك بارك الله ، وجزاك خيراً ، وشَكَر مرورك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •