تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    235

    افتراضي فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    قوله تعالى: { ولهم فيها أزواج } :

    { أزواج } :

    جمع زوج ، وهو شامل للأزواج من الحور، ومن نساء الدنيا ،
    ويطلق ( الزوج ) على الذكر، والأنثى .

    ولهذا يقال للرجل : ( زوج )، وللمرأة : ( زوج )

    لكن في اصطلاح الفرضيين صاروا يلحقون التاء للأنثى فرقاً بينها وبين الرجل عند قسمة الميراث..

    سمعته من الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تفسيره لقوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    101

    افتراضي رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    شكراً على الفائدة.
    جزاك الله خير.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    وجزاكم
    يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

  4. #4

    Lightbulb تعريف (زواج) لغةً واصطلاحًا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تعريف الزواج
    الزواج في اللغة : قال ابن فارس -يرحمه الله - " (زوج) لزاء والواو والجيم أصل يدل على مقارنة شيء لشيء" ( 3/35) ، وفي معجم اللغة العربية المعاصرة :" زوَّج الشيء إلى الشيء إذا قرنه به " ومنه قوله تعالى وإذا النفوسُ زُوِّجَتْأي قُرنت بأجسادها أو بأشكالها أو بأعمالها ، وزوج هو امرأة الرجل أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ورجل المرأة فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ وشكل له نقيض كل واحد مع آخر من جنسه مثل (ذكر وانثى) قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِومنه شبيه وقرين احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْوصنف وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
    والزوجان الرجل والمرأة (2 / 1006 ، 1007)
    الزوج : ما لا يكمل المقصود إلا معه على نحو من الاشتراك والتعاون ذكره الحرالي قال وكانت المرأة زوج الرجل لما كان لا يستقل أمره في النسل والسكن إلا بها (التوقيف على مهمات التعاريف (390))
    (زوج) : ما لا وجود لأحد فردَيِّ نوعه دون الآخر تحت اسمه ، فلا يقال واحد من زوجين.
    والزواج شرعاً: عقد يتضمن إباحة الاستمتاع بالمرأة، بالوطء والمباشرة والتقبيل والضم وغير ذلك ، وعرفه الحنفية بقولهم: عقد يفيد ملك المتعة قصداً، أي حل استمتاع الرجل من امرأة، لم يمنع من نكاحها مانع شرعي، بالقصد المباشر(الفقه الإسلامي وأدلته 9/23).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    بارك الله بك أخانا الفاضل وجزاك كل خير
    يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

  6. #6

    افتراضي رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبتدئة مشاهدة المشاركة
    قوله تعالى: { ولهم فيها أزواج } :

    { أزواج } :

    جمع زوج ، وهو شامل للأزواج من الحور، ومن نساء الدنيا ،
    ويطلق ( الزوج ) على الذكر، والأنثى .

    ولهذا يقال للرجل : ( زوج )، وللمرأة : ( زوج )

    لكن في اصطلاح الفرضيين صاروا يلحقون التاء للأنثى فرقاً بينها وبين الرجل عند قسمة الميراث..

    سمعته من الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تفسيره لقوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة)
    بارك الله فيك, هل سمعته من الشيخ مشافهة أم عبر وسيلة أخرى.

  7. #7

    Lightbulb رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    الزواج هو أقوى علاقة على وجه الأرض خلقها الله بين المخلوقين - بشهادة القرآن ذاته في قوله تعالى ﴿وأخذْن منكم ميثاقًا غليظًا﴾ فوصف - تبارك وتعالى - الميثاق الرابط بين الرجل والمرأة - تحت مسمى الزواج الشرعي - بالغليظ ، وفي قوله تعالى في سورة الروم : الآية الشهيرة ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ من الآية 21 : حيث ذكر تبارك وتعالى أنه جعل بين الزوجين علاقة مكونة من المودة والرحمة:
    والمودة : هي كل علاقة تنشأ بين اثنين لا يوجد بينهما قرابة كالجيران والأصدقاء والزملاء والأصحاب وما على هيئة ذلك.
    والرحمة : هل كل علاقة موجودة بين اثنين بينهما قرابة أي بينهما صلة رحم ، مثل علاقة الابن بأبيه وأخيه وأمه وأخته وأعمامه وأخواله ، وما على هيئة ذلك : العلاقات ذات رابطة الدم فتربطهما صلة رحم.
    وهكذا جعل ربنا العلاقة بين الرجل وزوجته أقوى من علاقة أحدهما بأبيه أو بأمه أو بصديقه وزميله ؛ إذ علاقة أحدهما بأبيه أو أمه أو أخيه هي علاقة رحمة - صلة رحم فقط ، أما علاقته بزوجه هي علاقة مودة ورحمة أي تتفوق على العلاقة الموجودة بين أحدهما وأقاربه - أيا كانوا – بالمودة ، وكذلك هذه العلاقة بينهما هي أقوى من علاقة أحدهما بأصدقائه أو زملائه أو جيرانه لتفوقها عليها بالرحمة : إذ تربط أحدهما بالمذكورين - الأصدقاء و و و علاقة مودة أما علاقتهما فهي مودة ورحمة «يُنظر تفسير التحرير والتنوير في تفسير الآية 102 من سورة البقرة».
    وعليه فلا غرابة من قولها له – وهي صادقة – أنها تشعر كأنه أبوها وأخوها وابنها وصديقها وزميلها بالإضافة إلى كونه زوجها ، ولا غرابة من قوله لها – وهو صادق - أنه يشعر كأنها أمه واخته وابنته وصديقته وصاحبته وزميلته بالإضافة إلى كونها زوجته ، كثيرا ما نشعر بذلك ولا ندري أن لذلك أصلاً قد خلقه الله تعالى بداخلنا عندما : ﴿ جعل بينكم مودة ورحمة ﴾.
    وعليه أيضًا يعتبر الزواج الحقيقي – عند حسن اختيار الطرف الآخر – يُعتبر مؤسسة إصلاح اجتماعية ، وتفصيل ذلك:
    قلنا أن العلاقة بين الزوجين هي مودة ورحمة بنص القرآن الكريم ذاته ، والعلاقة بين الأفراد داخل العائلة الواحدة هي علاقة رحمة فقط بنص تفسير التحرير والتنوير ، أي أن القدرات والمؤهلات التي يمتلكها أحد الزوجين – مودة ورحمة – أقوى من القدرات والؤهلات التي يمتلكها أفراد العائلة الواحدة تجاه بعضهما – رحمة فقط ، فعندما – مثلا – يرث أحد الزوجين نقيصة أخلاقية مهما كانت من عائلته ثم يتزوج – محسنًا اختيار زوجه – فإن الزوج الآخر لديه المؤهلات التي تمكنه من التأثير على زوجه الوارث للنقيصة الأخلاقية لديه مؤهلات – مودة ورحمة - تجعله يتفوق على رصيد الأهل – رحمة فقط – وبالاستخدام الأمثل لهذه المؤهلات يجعل الطرفَ الوارث للعادات السيئة يقلع عنها.
    وعندما تكون النقيصة الأخلاقية ليست موروثة من العائلة بل مكتسبة من الأصدقاء أوالزملاء – ذوي علاقة المودة فقط – فإن الزوج الآخر أيضًا لديه رصيدٌ – مودة ورحمة – يجعله يتفوق على الأصحاب أوالزملاء ويصلح من شأن زوجه ذي النقيصة الأخلاقية المكتسبة ويقلع عنها بالاستخدام الأمثل لهذه المؤهلات التي خلقها الله تعالى بين الزوجين ويكن بها للطرف الآخر.
    هذا كله عند حسن الاختيار ، والذي حدد أسسه – أسس الاختيار – رسول الله صلى الله عليه وسلم للزوج عندما يختار زوجته فقال صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح { تُنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك } ، وقوله أيضًا { تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء و انكحوا إليهم } (السلسلة الصحيحة : 3 / 56) .
    وحدد – أيضًا – هذه الأسس للزوجة – وأهلها – في اختيار الزوج فقال صلى الله عليه وسلم { إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات }( رواه الترمذي (1085) وحسَّنه الألباني)
    وهو روحها وهي روحه - بشهادة الحديث الشريف الصحيح : عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول { الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف }.
    الشرح: ( الأرواح ) جمع روح وهو الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة . ( جنود مجندة ) جموع مجتمعة وأنواع مختلفة . ( تعارف ) توافقت صفاتها وتناسبت في أخلاقها . ( ائتلف ) من الألفة وهي المحبة والمودة . ( تناكر ) تنافرت في طبائعها . ( اختلف ) تباعد وتباغض . "(صحيح البخاري / كتاب الأنبياء / باب الأرواح جنود مجندة - تحقيق مصطفى ديب البغا حديث رقم 3158 (3/1213).
    ائتلف : أهي من الألفة أي من الإيناس والمحبة (انظر معجم اللغة العربية المعاصرة (1/109) أم من الائتلاف أي الاتحاد والانضمام؟
    (قال صاحب مقاييس اللغة (1 / 131) الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى انْضِمَامِ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ ، وَالْأُلْفَةُ مَصْدَرُ الِائْتِلَافِ. وَإِلْفُكَ وَأَلِيفُكَ: الَّذِي تَأْلَفُهُ.) : نرى أنها تقول له : أنت روحي ، ويا روحي ، وهو يقول لها مثل ذلك ، إنهما لم يجانبهما الصواب بل نطقا بالذي خلقه الله داخلهما وعبرا عنه بلسانهما
    كل ذلك - الخاص بتفسير المودة والرحمة - موجود في تفسير التحرير والتنوير - سورة البقرة - آية 103 (آية السحر) إذ هي الأخرى أكبر دليل على أن العلاقة بين الرجل وزوجته هي أقوى علاقة على وجه الأرض : إذ جعلها الله تبارك وتعالى قمة الهرم التي عندما يستطيعها الشيطان ويهدمها يكون قد هدم كل شيء قبلها.
    وكدليل آخر على أن العلاقة بين الزوجين هي أقوى العلاقات التي خلقها الله تعالى على وجه الأرض الحديث الشريف الآتي ذكره : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئًا ، ثم قال يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال فيدنيه منه ويقول نِعْمَ أنت " ( صحيح مسلم / كتاب صفة القيامة والجنة والنار / باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس ، وأن مع كل إنسان قرينًا برقم (2813)).
    العلاقة بالمرأة الصالحة - تحت مسمى الزواج - لا يماثله لذَّة من نعيم الدنيا قط بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة . إن أمرها أطاعته . وإن نظر إليها سرته . وإن أقسم عليها أبرته . وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله "(سنن ابن ماجة برقم (1857).
    محمد أحمد حميده
    ماجستير شريعة إسلامية

  8. #8

    افتراضي رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد حميده مشاهدة المشاركة
    الزواج هو أقوى علاقة على وجه الأرض خلقها الله بين المخلوقين - بشهادة القرآن ذاته في قوله تعالى ﴿وأخذْن منكم ميثاقًا غليظًا﴾ فوصف - تبارك وتعالى - الميثاق الرابط بين الرجل والمرأة - تحت مسمى الزواج الشرعي - بالغليظ ، وفي قوله تعالى في سورة الروم : الآية الشهيرة ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ من الآية 21 : حيث ذكر تبارك وتعالى أنه جعل بين الزوجين علاقة مكونة من المودة والرحمة:
    والمودة : هي كل علاقة تنشأ بين اثنين لا يوجد بينهما قرابة كالجيران والأصدقاء والزملاء والأصحاب وما على هيئة ذلك.
    والرحمة : هل كل علاقة موجودة بين اثنين بينهما قرابة أي بينهما صلة رحم ، مثل علاقة الابن بأبيه وأخيه وأمه وأخته وأعمامه وأخواله ، وما على هيئة ذلك : العلاقات ذات رابطة الدم فتربطهما صلة رحم.
    وهكذا جعل ربنا العلاقة بين الرجل وزوجته أقوى من علاقة أحدهما بأبيه أو بأمه أو بصديقه وزميله ؛ إذ علاقة أحدهما بأبيه أو أمه أو أخيه هي علاقة رحمة - صلة رحم فقط ، أما علاقته بزوجه هي علاقة مودة ورحمة أي تتفوق على العلاقة الموجودة بين أحدهما وأقاربه - أيا كانوا – بالمودة ، وكذلك هذه العلاقة بينهما هي أقوى من علاقة أحدهما بأصدقائه أو زملائه أو جيرانه لتفوقها عليها بالرحمة : إذ تربط أحدهما بالمذكورين - الأصدقاء و و و علاقة مودة أما علاقتهما فهي مودة ورحمة «يُنظر تفسير التحرير والتنوير في تفسير الآية 102 من سورة البقرة».
    وعليه فلا غرابة من قولها له – وهي صادقة – أنها تشعر كأنه أبوها وأخوها وابنها وصديقها وزميلها بالإضافة إلى كونه زوجها ، ولا غرابة من قوله لها – وهو صادق - أنه يشعر كأنها أمه واخته وابنته وصديقته وصاحبته وزميلته بالإضافة إلى كونها زوجته ، كثيرا ما نشعر بذلك ولا ندري أن لذلك أصلاً قد خلقه الله تعالى بداخلنا عندما : ﴿ جعل بينكم مودة ورحمة ﴾.
    وعليه أيضًا يعتبر الزواج الحقيقي – عند حسن اختيار الطرف الآخر – يُعتبر مؤسسة إصلاح اجتماعية ، وتفصيل ذلك:
    قلنا أن العلاقة بين الزوجين هي مودة ورحمة بنص القرآن الكريم ذاته ، والعلاقة بين الأفراد داخل العائلة الواحدة هي علاقة رحمة فقط بنص تفسير التحرير والتنوير ، أي أن القدرات والمؤهلات التي يمتلكها أحد الزوجين – مودة ورحمة – أقوى من القدرات والؤهلات التي يمتلكها أفراد العائلة الواحدة تجاه بعضهما – رحمة فقط ، فعندما – مثلا – يرث أحد الزوجين نقيصة أخلاقية مهما كانت من عائلته ثم يتزوج – محسنًا اختيار زوجه – فإن الزوج الآخر لديه المؤهلات التي تمكنه من التأثير على زوجه الوارث للنقيصة الأخلاقية لديه مؤهلات – مودة ورحمة - تجعله يتفوق على رصيد الأهل – رحمة فقط – وبالاستخدام الأمثل لهذه المؤهلات يجعل الطرفَ الوارث للعادات السيئة يقلع عنها.
    وعندما تكون النقيصة الأخلاقية ليست موروثة من العائلة بل مكتسبة من الأصدقاء أوالزملاء – ذوي علاقة المودة فقط – فإن الزوج الآخر أيضًا لديه رصيدٌ – مودة ورحمة – يجعله يتفوق على الأصحاب أوالزملاء ويصلح من شأن زوجه ذي النقيصة الأخلاقية المكتسبة ويقلع عنها بالاستخدام الأمثل لهذه المؤهلات التي خلقها الله تعالى بين الزوجين ويكن بها للطرف الآخر.
    هذا كله عند حسن الاختيار ، والذي حدد أسسه – أسس الاختيار – رسول الله صلى الله عليه وسلم للزوج عندما يختار زوجته فقال صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح { تُنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك } ، وقوله أيضًا { تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء و انكحوا إليهم } (السلسلة الصحيحة : 3 / 56) .
    وحدد – أيضًا – هذه الأسس للزوجة – وأهلها – في اختيار الزوج فقال صلى الله عليه وسلم { إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات }( رواه الترمذي (1085) وحسَّنه الألباني)
    وهو روحها وهي روحه - بشهادة الحديث الشريف الصحيح : عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول { الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف }.
    الشرح: ( الأرواح ) جمع روح وهو الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة . ( جنود مجندة ) جموع مجتمعة وأنواع مختلفة . ( تعارف ) توافقت صفاتها وتناسبت في أخلاقها . ( ائتلف ) من الألفة وهي المحبة والمودة . ( تناكر ) تنافرت في طبائعها . ( اختلف ) تباعد وتباغض . "(صحيح البخاري / كتاب الأنبياء / باب الأرواح جنود مجندة - تحقيق مصطفى ديب البغا حديث رقم 3158 (3/1213).
    ائتلف : أهي من الألفة أي من الإيناس والمحبة (انظر معجم اللغة العربية المعاصرة (1/109) أم من الائتلاف أي الاتحاد والانضمام؟
    (قال صاحب مقاييس اللغة (1 / 131) الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى انْضِمَامِ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ ، وَالْأُلْفَةُ مَصْدَرُ الِائْتِلَافِ. وَإِلْفُكَ وَأَلِيفُكَ: الَّذِي تَأْلَفُهُ.) : نرى أنها تقول له : أنت روحي ، ويا روحي ، وهو يقول لها مثل ذلك ، إنهما لم يجانبهما الصواب بل نطقا بالذي خلقه الله داخلهما وعبرا عنه بلسانهما
    كل ذلك - الخاص بتفسير المودة والرحمة - موجود في تفسير التحرير والتنوير - سورة البقرة - آية 103 (آية السحر) إذ هي الأخرى أكبر دليل على أن العلاقة بين الرجل وزوجته هي أقوى علاقة على وجه الأرض : إذ جعلها الله تبارك وتعالى قمة الهرم التي عندما يستطيعها الشيطان ويهدمها يكون قد هدم كل شيء قبلها.
    وكدليل آخر على أن العلاقة بين الزوجين هي أقوى العلاقات التي خلقها الله تعالى على وجه الأرض الحديث الشريف الآتي ذكره : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئًا ، ثم قال يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال فيدنيه منه ويقول نِعْمَ أنت " ( صحيح مسلم / كتاب صفة القيامة والجنة والنار / باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس ، وأن مع كل إنسان قرينًا برقم (2813)).
    العلاقة بالمرأة الصالحة - تحت مسمى الزواج - لا يماثله لذَّة من نعيم الدنيا قط بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة . إن أمرها أطاعته . وإن نظر إليها سرته . وإن أقسم عليها أبرته . وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله "(سنن ابن ماجة برقم (1857).
    بارك الله فيك أخي محمد على الطرح ولي تعليق على ماكتبت, لاشك أن العلاقة بين الزوجين علاقة متينة كما تفضلت وبينت من الكتاب والسنة لكن الميثاق الغليظ الذي ذكرت في الآية قد يؤخذ بين اثنين لاتربطهما علاقة قوية وهو بحسب ماقام بينهما من تعامل ولكن لبيان أهمية العلاقة الزوجية أخذ الميثاق, وكذلك مايفعله ابليس من تقريب من أفسد بين زوجين لما يترتب من مفاسد على تحطيم هذا الرابط من ضياع الزوجة والاولاد وتحطيم نواة من نوى المجتمع, لكن قد يشكل عليك أخي الكريم مثل قوله تعالى في سورة المعارج(يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه), وقوله تعالى(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه),ففي الآية الأولى بدء بالافتداء ببنيه ثم زوجته ثم أخيه فجعل الأخ بعد الزوجه, بينما في الآية الثانية جعل الفرار من الأخ قبل الأم والأب والصاحبة, فما رأيك أخي الكريم.للحوار والأستفادة وجزاك الله خيرا.

  9. #9

    Lightbulb رد: فائدة لغوية في تفسير كلمة : ( أزواج )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : شيخنا الكريم : أدامك الله من أهل كتابه الذين هم أهل القرآن وخاصَّته ... أمَّا بعد:
    بداية : عندما تحدثتٌ عن وصف الميثاق بالغلظة في القرآن : ذكرتُ مجيء هاتين اللفظتين مترادفتين في القرآن : أنهما وردتا ثلاث مراتٍ : وردتا مرة واحدة خاصة بالعلاقة بين الزوجين في قوله تعالى في سورة النساء وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(النساء من الآية 21) ، ووردتا مرتين اثنتين في العلاقة بين الله تعالى وعباده : في قوله تعالى وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(النساء من الآية 154) وفي قوله تعالى وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(الأحزاب الآية 7) فما قصدتُه هو لم يوصف الميثاق في القرآن بالغلظة إلا في هذه المواضع فقط ، وهي كما ترى : إما بين الزوجين ، وإما بين الله تعالى وعباده أو أنبياءه ، فأن يتشارك الميثاق نفس الوصف - الغلظة - مع هذين العهدين المقدسين هو لاشك فضلاً عن الإشارة إلى قوته هو التنبيه على مباركته.
    هذا وقَصْرُ تعليلكم لرغبة إبليس في تمزيق أواصر هذه الرابطة على تخريب الأُسر وتشريدها ليس صحيحًا ؛ لأن شدة هذه العلاقة وتمكُّن إبليس من كسرها ما يشعره بقوَّته وقوة كيده مع أن الله تعالى قال إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا(النساء من الآية 76) ، ولكنه غرور منه.
    أمًّا من سؤالكم : فنحن نشكر الله تعالى ثم نشكركم لتزويدنا بإجابته ؛ فلا علم لنا به ، ولكم منا أكرم الدعوات ، وجاوبونا عاجلا : نسأل الله الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفُوًا أحدٌ : أنا يجعلنا وإياكم وأهلنا وأهليكم من أهل كتابه وفي ظله يوم لا ظل إلا ظله.
    محمد أحمد حميده
    ماجستير شريعة إسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •