ابو معاذ المكي
عزيز وغالي
عبدالله الخبير
حفظك ربي
وما رأيكم في بكاء النساء ؟ أليس اصدق !
وفــاء النساء
ومن حُسن وفائهن أيضاً ما رواه الـهيثم بن عَديّ ، فإنه كان في بني عامر بن صعصعة امرأةٌ توفي عنها زوجها ، ولـها ابنا عمّ ، فصارا إلى بعض شيوخهم ، فقالا لـه:
فلانة جاريةٌ شابةٌ ،والقالة إلى مثلـها سريعةٌ ، فوجّه إليها فلتحضرْ، واعرِض عليها أيّنا أهوى إليها ،حتى يتزوجها.
فوجه الشيخ إليها ، فأتته ، فعرض عليها مقالتهما.
فأطرقت مليّاً تنكُتُ الأرض ، حتى حفرت فيها حفيرةً ، وملأتها من دموعها. وكان زوجها دُفن بمقبرةٍ تدعى بحَوضى ، فالتفتت إلى ابني عمها، وأنشأت تقول:
فإن تسألاني عن هواي،فإنه
رهينٌ بحوضى، أيها الفتيانِ
وإني لأستحييه، والموت دوننا،
كماكنتُ أستحييه حين يراني
أهابك إجلالاً، وإن كنتُ في الثرى
لوجهك يوماً إنيسؤْكَ مكاني
وقامت فانصرفت. (1)
فقال: قد رأيتما وسمعتما. فانصرفا، وقد يئسا، ثم لقياها يوماً في المقابر وعليها مُصبَّغاتٌ وحلىً وحُللٌ، فقال أحدهما لصاحبه:
ماترى في أي زيّ خرجت، واللـه ما أراها إلا متعرّضةً للرجال، هلمّ فلننظر ما تصنع.
فقربا منها، فأتت القبر فالتزمته،ثم أنشأت تقول:
يا صاحب القبر يا من كان يؤنسي
وكان يُحسن في الدنيا مؤاتاتي
أزور قبرك في حَلْيٍ وفي حُلَلٍ،
كأنني لست منأهل المصيبات
أتيتُ ما كنتَ من قُربي تحب، وما
قد كان يلـهيك في ألوان لذّاتي
ومن يراني يرى عَبرى مفجَّعةً،
طويلة الحُزن في زُوّار أموات
ثم شهقت فماتت. (2)
(1) وفاءالنساء الى يومنا هذا , تجده
(2) الموشى - الأدب العربي