منتكس لا يريد أن يعترف بذلك ..
كان من دعاء أهل الإيمان ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ، ولعظمة ما تضمنته هذه الآية ، كان الصديق رضي الله عنه يقرأ بها في صلاة المغرب في الركعة الثالثة ..
ولقد كان أنس بن مالك رضي الله عنه يسمع الهادي البشير يكثر من القول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) قال أنس : أو تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك ، قال : نعم يا أنس ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..
لا ينتهي عجبي حين أشاهد بعض اللقاءات التي تعقد مع شخصيات كان لها ذكر في ميدان الدعوة والعلم والإصلاح ، ثم تراه يتنصل من تاريخ الدعوة والإيمان كما تنزع الحية جلدها ، بل تراه ـ نسأل الله العافية ـ يأتي بغرائب الأمور إمعاناً في إظهار نفسه بـ ( المنفتح ) الذي يرفض التشدد ، والإنكفاء على الذات !! ..
أعجب ممن هذه حاله ، وأقول في نفسي : ما هو هاجس ضميره وهو يقول هذا الهراء !! ..
نعم إنه ( هراء ) يدركه البسطاء قبل العقلاء ..
يا دعاة النكسة ، لا تُضْحِكوا عليكم الشامتين !! ..
والمشكلة أنهم وهم يحاورون يرون أنفسهم أنهم أصحاب فكر سديد ، ووعي وسطي ، وما دروا أنهم ( هزأة ) أمام خلق الله يتندر بأغلوطاتهم القاصي والداني ..
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً ..