تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: السبيلُ إلى البيانِ

  1. #1

    افتراضي السبيلُ إلى البيانِ

    السبيلُ إلى البيانِ


    سألتَنيوفَّقك الله- أن أهديَك إلى سبيلِ البيانِ، وأن أدلَّك على كتبه التي يُتوصَّلُ إليه بها. ولستُأجهلُ أنه لم يبعثك على هذا السؤالِ إلا حسنُ ظنِّك بي، وجودةُ رأيِك فيَّ. ولكنَّهذا الحسنَ، وهذه الجودةَ لا يُحمَدانِ إذا هما أصابا غيرَ موضعِهما، وكانا ذريعةًإلى تسويةِ المحسنِ بالمسيء، وإلحاقِ المقصِّر بالسابقِ. وإنِّي لأكرَه أن أدَّعيَما ليس لي بحقٍّ، أو أنتحلَ ما أعلمُ من نفسي خلافَه، فأزعُمَ أني من البلغاء إذاعُدَّ البلغاء، أو من الأدباء إذا قيلَ: مَن الأدباء؟ وما حاجتي إلى صنعةٍ محارَفٍكسبُها، مُصَرَّدٍ رزقُها، صاحبُها طويلُ العَناء في باطلٍ، كثيرُ التفكير في غيرطائلٍ، يتكلَّمُ في كلِّ علمٍ ثقةً منه بقلمِه، وبيانِه، وإدلالاً منه بقوةِحجاجِه، وخِلابة منطقِه، ثم هو مُدافَع عن هذه العلومِ كلِّها، غيرُ مسلَّمٍ له منأهلِها، فلا الفقهاءُ يعترفون بانتسابِه إليهم، ولا المفسِّرون يعدُّونه منهم، ولاالنُّحاةُ يرضونَ أن يكونَ أحدَهم. وكذلكَ أهلُ كلِّ علمٍ، فهو كما قالَ أبوالطيِّب اللُّغويُّ في «مراتبه»:
    يتعاطَى كلَّ شيٍّ *** وهو لا يُحسِنشيَّا
    تراهُ يتحدَّثُ عن الزهَّاد،والصُّلحاء، ويحصي مناقبَهم، ويروي أخبارَهم، فتظنُّه الحسنَ، أو ابنَ أدهَمَ، ثمَّلا تلبثُ أن تراهُ يصِفُ المُجَّان، والخُلعاء، ويذكرُ طرائِفَهم، ويحكي مُلَحهم،فلا تَشُكُّ أنه مِن أصحابِ أبي نُواس، أو من نَدامَى ابنِ الحُبابِ. وتراهُ يذكرُأخبارَ المغنِّين، وبدائعَ أصواتِهم، ومستحسَن ألحانِهم، ويُظهِر العُجْبَ بهم،والثناء على مذهبِهم، فتظنُّه صاحبَ معبدٍ، وموضعَ سرِّه، وصفيَّه، ونجيَّه، ثمَّإذا هو يتحوَّل إلى ذكرِ القُرَّاء، ويستقصي حكاياتِهم، ويَروي لك نوادرَهم،ويُكثِر الشكوَى من أدعيائهم، والدُّخلاء فيهم من مَّن يتخذونَ القراءة سبيلاًينالونَ به عرضَ الدُّنيا، ويأكلون به أموالَ الناس، فيقع في وهمك أنه من خُلَّصِأصحاب نافعٍ، أو عاصمٍ، أو محمدٍ أبي القاسم.
    ثمَّ إنَّ أمرَ الأديبِ لا يقومُ إلا بالكذب في القول،والتزيُّد في الكلام، وزخرفتِه، وتزيينه. يسمَعُ الخبَر الصغيرَ التافه، فلا يَزالُينمِّيه، ويصِله بشَتَّى الوُصَلِ حتى يكونَ أخبارًا، وتمرُّ به الحجةُ الرِّخوةالمتهتِّكة، فيُكِبُّ عليها ينفُخ فيها، ويرتُقُ ثآها، ويحتالُ لها بوجوهِ الحيلِحتى يجعلَها في أعينِ الناسِ قويَّةَ النسجِ، محكَمة الإبرام. فهذا بيان صنعةِالأدبِ. وهي كما رأيتَ صنعة قِوامُها الكذب، وركنُها الذي تنهَضُ به التزيُّد،والمغالطة. فهل فيها بعدَ ذلكَ مرغَبٌ؟
    فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنماغرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبينبه عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ،لا تلِطُّ دونه بباطلٍ، ولا تمذقُه بكذبٍ، ولا تستعين به على تقريرِ مذهبٍ فاسدٍ،أو نحلةٍ زائغةٍ، فإنِّي أذكرُ لك سبُلاً تبَلّغُك بعضَ ما سألتَ، وتضعُ يدَك علىما أردتَّ إن شاءَ الله تعالى ، وإن كنتُ قدَّمتُ لك بعذري، وكشفتُ لكَ عن داخلةأمري.
    أيُّها السائلُالكريمُ،
    إن صحَّ منكَ العزمُ على أنتكونَ بليغًا إذا كتبتَ، فصيحًا إذا حاضرتَ، وأن يكونَ لفظك أنيقًا، ومعناكَبِكرًا، وأسلوبُك حُوَّلاً مُتصرِّفًا، فأقبل عليَّ بسمعِكِ، وقلبِك، فإني مهديكَمن نصحي محضَه، ومتخيِّرٌ لكَ من تجرِبتي لبابَها. ولا يَحملنَّك مكانُ العادةِ مننفسِك على أن تستوحشَ من مَّا لا تعرف، أو تنقبِض عن مَّا لم تألف.
    مِلاكُ البلاغة، والبيان لفظٌ حسنٌ، ومعنًى فائقٌ،وأسلوبٌ رائقٌ. فإذا أردتَّ أن تحصِّلَهما، فأحكم هذه الأمورَ الثلاثةَ، وتعهَّدهامن نفسك، وانظر ما أدركتَه منها.
    وكأنِّي بك تسألني عن السبيلِ لذلكَ. فأقول:
    ابدأ آثِرًا مَّا بالنحو،والصرف، فالتمس من علمِهما ما يقيمُ كلامَك، ويعصِمُك من اللَّحن. ومن الكتبالميسَّرة في ذلك شروحُ الآجرَّوميَّة. ومن أنفعِها للمبتدئ شرحُ محمد محيي الدينعبد الحميد المسمَّى بـ(التحفة السنيَّة). ومن الشروح المعاصرةِ شرحٌ لطيفٌ أنيقُالطبعِ، حسنُ العرضِ لعبد العزيز الحربيِّ، اسمُه (أيسر الشروح على متنالآجرَّوميَّة)، وكتاب (التطبيق النحوي) لعبده الراجحيِّ. ولو استمعتَ إلى شرحِ ابنعثيمينٍ للآجروميَّة، كانَ حسنًا، ثمَّ (شرح قطرِ الندى)، أو (شرح شذور الذهب) لابنهشامٍ بحواشي محمد محيي الدين عبد الحميد. وأمَّا الصرفُ، فلعلَّ من أجمعِ كتبه،وأوضحها لغير المتخصِّصِ كتاب (التطبيق الصرفيّ)، ثمَّ (المغني الجديد) لمحمد خيرحلواني، و(تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. والناسُ منصرفون إلى (شذاالعَرف) للحملاويِّ. وهو وإن كانَ حسنَ الترتيب، والتبويب، فإنَّه بالغُ التعقيدِ،والمعاظلة، عَسِرٌ على المبتدئ خاصَّةً. على أنَّ في كلِّ ما ذكرتُ من الكتب مآخذ،وعيوبًا علميَّةً، ومنهجيّةً ليس هذا موضعَ بسطها. ولا أستحِبُّ القراءةَ في (تصريفالعزِّي)، أو (مفتاح الجرجانيِّ)، أو (الأساس)، أو (متن البناء)، أو (لاميةالأفعال) لاحتياجِها إلى شَرحٍ، ولقصورِها دونَ استيعابِ عامَّةِ أبوابِالصرفِ.
    ثمَّ تحفظ جملةً من ألفاظِالعربيَّة، حتى تكونَ لك ذخرًا ترجِعُ إليه عندَ الحاجة إلى معرفةِ أسماءِالأشياءِ، وأنواعِها، والتمييزِ بينَ درجاتِها، وأحوالِها. وخيرُ ما أدلُّك عليه فيذلكَ كتبُ غريب الحديث، ككتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، أو كتاب ابن قتيبة، أوالخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير. وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه،واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ،والكسائيِّ.
    وتقرأ أيضًا في معجماتالعربية المصنَّفة على الحروف. ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصورالأزهريِّ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُجمَّةٌ.
    وتقرأ أيضًا في معجماتِالعربيَّة المُدارةِ على المعاني. وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثميذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ فيجمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأولمن الكتب، فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّصِ) لابن سيده، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولا أنصحُبـ(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابيِّ، فإنَّه يباعد القارئ عن فَهمِ الكلامِالعربيِّ، ومعرفةِ فروقِ ما بينَ الألفاظِ على وجهِ التحقيقِ لما فيه من شِدَّةالإيجازِ الذي ربَّما أفضَى إلى الخلط، والخطأ. ولهذا الأمرِ قدَّمتُ كتبَ غريبِالحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ،وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني، فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَاليازجيِّ.
    فإذا أنت أطلتَ النظرَ،وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍمسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ منهذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذيبعدَه. وهو بابُ المعاني. وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك،وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك،ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتابالمعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ،والأشباه والنظائر للخالديَّين، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني،والمنصف لابن وكيع، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري. فإذا لبثتَ زمانًا من دهركتتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيهاآراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه،وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِالصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه، ورسالةالشافعيِّ، وحيَوان الجاحظِ، ورسائله ، وتفسير الطبريِّ، وخصائص ابن جنِّي، ودلائلالإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ. ومن الكتب الحديثة كتاب علىالسفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيلوأسمار.
    وبذلك تستكمِل آلةَ هذا البابإن شاء الله.
    فأمَّا الكتبُ التي ترتاضبها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِالبيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي، والقصائدالسبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ، وأشعارالستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ، وديوان الحماسة بأيِّ شرح شئتَ، والبيانوالتبيين للجاحظ، والكامل للمبرِّد، والأمالي لأبي عليٍّ القالي مع اللآلي لأبيعبيدٍ البكريِّ بستميطِ الميمنيِّ، وزهر الآداب للحُصْريِّ، ومقامات الحريريِّ. ثمَّ هناكَ بعدُ كتبٌ أخرَى تُقسَّم بحسَب الغالب عليها إلى أقسامٍ مختلفةٍ. فمنهاما تستفيدُ منه أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ، كالأدب الكبير، والأدب الصغير لابنالمقفَّع، وديوان أبي تمَّام، وديوان المتنبي، وسقط الزّند، واللزوميات لأبيالعَلاء. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار، ككليلة ودمنة لابنالمقفع، والبخلاء للجاحظ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخالطبريِّ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ. ومن كتب المحدَثين عبَرات المنفلوطيِّ،والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ المقالة، كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ،ووحي الرسالة للزيَّات.
    أمَّا العملُ فيكتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةًقراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ منقضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها فيكلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها،فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِكلها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَنيحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُقدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ،لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه منالكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِقالكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارنبين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها،ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و (بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أنتسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليهرائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ.
    وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُهاإلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة مع شرحِهالاقتضابِ للبطليوسيِّ، والعمدة لابن رشيق، والمثل السائر لابن الأثير، والوسيلةالأدبية للمرصفيِّ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ.
    فهذا بعضُ ما طاوعَني ذكرُه في هذا الأمرِ. على أنَّ ماأوردتُّ من الكتب قليلٌ من كثيرٍ. وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ. وإنَّما صنَّفتُ هذهالكتبَ إلى أبوابٍ مختلِفةٍ معَ تداخلها، وتشابكها، لأن الشيء إنما يُنسَب إلىمعظَمِه، والمشتهرِ من أحواله.

    وفقني الله وإياكَ إلى الرأيِ النجيحِ، والحجَّةالصحيحة، ورزقنا من حسنِ البيانِ ما ينوِّه بها، ويُجلِّي عنها.
    فيصل المنصور

    منقول

  2. #2

    افتراضي رد: السبيلُ إلى البيانِ

    جزاك الله خيرا على مقالك وبيانك ولو كان اسم المقال سبل البيان لكان ابلغ (ابتسامة)
    أكثرت يا شيخ من الكتب ما يحتاج الى عمر من الايام والسنين على ان كثيرا ممن ذكرت من اصحاب الكتب ألفوها في ميعة الشباب والصبا
    كما ان ابن خلدون رحمه الله عندما ارشد الى سبيل البيان اجاب ان اصول هذا الفن اربعة كتب (البيان والتبيين والامالي للقالي وادب الكاتب والكامل للمبرد)
    فطالب البيان يحتاج من الخبراء الاصول والاسس دون التشعبات التي ان سار على الاصول لابد ان يدركها بنفسه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: السبيلُ إلى البيانِ

    أكثرت يا شيخ من الكتب ما يحتاج الى عمر من الايام والسنين
    قال أبو قُصَيّ -حفظه الله- :
    فهذا بعضُ ما طاوعَني ذكرُه في هذا الأمرِ. على أنَّ ماأوردتُّ من الكتب قليلٌ من كثيرٍ. وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ.
    http://www.ahlalloghah.com/showthrea...2749#post12749

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •