الأمام ابو حنيفه وبعض الزنادقه "

وقد كان للأمام ابى حنيفة النعمان عدة مواقف مع الزنادقه وعدة محاورات معهم ومنها أنه فى يوم كان جالسا في مجلسه أذ انقضو عليه عدد من الزنادقة يشهرون سيوفهم فى وجهه ويريدون قتله، ولكن أبا حنيفة طلب اليهم فى ذلك الموقف العصيب ان يجيبوه عن مسألة يعرضها عليهم ثم يفعلو به ما يريدون . قال لهم: أجيبوني عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم قالوا له: هات ما عندك!

قال أبو حنيفه: ما تقولون فى رجل يقول أني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملؤة بالأثقال قد كانت فى وسط الأمواج المتلاطمة العالية للبحر والرياح المختلفه وهى رغم ذلك تسير مستوية، وليس لها ملاح يقودها، ولا متعهد يدفعها هل يحوز ذلك فى العقل؟! فقالوا جميعاً: لا هذا شيء لا يقبله العقل!
فقال أبو حنيفه: يا سبحان الله! اذا لم يجز فى العقل أن تجرى سفينة فى البحر مستوية من غير متعهد ولا ملاح؟! فكيف يجوز ثيام الدنيا بكل ما فيها على اختلاف أحوالها وتغير اعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ ؟! ألا الله عز وجل القادر على كل شيء.
فلم يملكوا امام هذا المنطق الا ان يقولوا صدقت وامانوا جميعا بوجودية الله عز وجل