ما روي من اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى:
قد رواه بسنده كلٌ من:
- المخلص في (العاشر من الفوائد المتقاة الغرائب) وقد جعلته (الأصل)؛ ومن طريقه اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم 314) ورمزت له بـ(ك).
- الطيوري في (المنتخب من الطيوريات رقم 463) ورمزت له بـ(ط).
· قال المخلص: (حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّاجْيَانِ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ الْمَوْصِلِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ).
· وقال الطيوري: (أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أبو محمد قاسم بن جعفر بن السراج البصري بمصر، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن علي الناقد، حدثنا عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن زيد، حدثني أبي).
- قال علي بن حرب: (سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: ).
- وقال محمد بن عبد الله: (جاء شعيب بن حرب إلى أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري فقال له: ).
ثم هذا لفظ مجموعهم بحسب المنهج المقرر أعلاه:
([ط: يا أبا عبد الله] حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ مِنَ السُّنَّةِ يَنْفَعُنِي اللَّهُ تَعَالَى [ك: عز وجل] بِهِ [ط: أخبرني ما السنة التي من فارقها فارق الحق وإذا عمل بها كان من أهلها فبين لي من ذلك ما أعمل عليه وأتمسك به وأحتج به غدا]، فَإِذَا [ط: إذا] وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ [ك: تبارك وتعالى] [ط: ربي عز وجل] وَسَأَلَنِي عَنْهُ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ [ط: فأقول]: يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهِ [ك: بهذا الحديث] سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَخَذْتُهُ [ك: وأخذته] عَنْهُ؛ فَأَنْجُوَ أَنَا وَتُؤْخَذَ [ط: وتسأل] أَنْتَ.
فَقَالَ لِي سُفْيَانُ [ط: له]: يَا شُعَيْبُ [ط: بن حرب]؛ هَذَا تَوْكِيدٌ وَأَيُّ تَوْكِيدٍ، اكْتُبْ [ط: ما أقول لك واعمل له تكن من أهله؛ وهي السنة التي من فارقها فارق الحق وأهله]:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مُنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ، وَالإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ [ط: قولٌ] إِلا بِالْعَمَلِ، وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ [ط: قولٌ وعملٌ] إِلا بِالنِّيَّةِ [ط: بنية]، وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالنِّيَّةُ [ط: قولٌ وعملٌ ونيةٌ] إِلا بِمُوَافَقَةِ [ط: ما وافق] السُّنَّةِ.
قَالَ شُعَيْبٌ : فَقُلْتُ [ك: له]: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَمَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ [ط: التي من فارقها فارق الحق]؟ قَالَ : تَقْدِمَةُ [ط: تقدم] الشَّيْخَيْنِ أَبِي [ط: أبا] بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [ط: وتقدي بهما فيما أمرا به ونهيا عنه، وأن إمامتهما كانت صواباً غير خطأ، أجمع عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كافةً وأعطوهما البيعة، وقد عرفوا موضعهما من ذلك بالسمع والطاعة والرضا بهما، فقاما بدين الله عز وجل وعقدا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهدا في الله عز وجل وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجهاد، ومضيا وقد تم الدين وشيداه وأعزاه، وفتح الله بهما الفتوح.
قال شعيب بن حرب: ثم ماذا؟ فقال:] يَا شُعَيْبُ لا [ط: ولا] يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ [ط: ذلك] حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ فَعَلِيًّا [ك: وعلياً] [ط: على علي بن أبي طالب] عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا؛ [ط: وتقول: إن عليا عليه السلام رضي بعثمان واقتدى به، وإن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما، وإن عليا رضي الله عنه بريء من قتلته، وممن قتله، وإنه لم يرض بذلك ولا أمر به ولا أعان عليه ولا داهن فيه.
قلت ثم ماذا؟ قال: يا شعيب؛ ثم لا ينفعك ذلك حتى تولى عليا عليه السلام وتقول وتعتقد أنه إمام مثل من مضى من الأئمة قبله الثلاثة الهادية، وترجع به، ولا تقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خيرا، ولا تخوض فيهم مع الخائضين إلا بأحمد الذكر وأكمل الفضل.
قلت: ثم ماذا يا أبا عبد الله؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ [ط: ثم] لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى لا تَشْهَدَ لأَحَدٍ [ط: على أحدٍ] [ط: من أهل القبلة] بِجَنَّةٍ وَلا نَارٍ إِلا الْعَشَرَةَ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [ط: بالجنة، ومات صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وهم عنه راضون. قلت: سمهم لي، قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل]، وَكُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ [ط: وعاشرهم الرسول البشير النذير الذي به شرفوا وفضلوا].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى تَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ دُونَ خَلْعِهِمَا أَعْدَلَ [ط: أفضل] عِنْدَكَ مِنْ [ط: نزعهما و]غَسْلِ قَدَمَيْكَ.
[ط: قلت: يا أبا عبد الله؛ ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ [ط: ثم] لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ [ط: ذلك] حَتَّى يَكُونَ [ط: ترى] إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنْ أَنْ تَجْهَرَ [ط: الجهر]بِهَا، [ط: وحتى تقول مجيبا للإمام إذا ختم سورة الحمد، فقال: {وَلا الضَّالِّينَ} أن تقول أنت: آمين. تسمعه.
قلت: ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لا [ط: ولا] يَنْفَعُكَ الَّذِي كَتَبْتُ [ط: ذلك كله] حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، كُلٌّ [ط: وأن ذلك] مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [ك: عز وجل].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ؛ وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ مَا قَالَ اللَّهُ، وَلا مَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ، وَلا مَا قَالَ النَّبِيُّونَ، وَلا مَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَلا مَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ، وَلا مَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى [ك: عز وجل]: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، وَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: {إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}، وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وَقَالَ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ}، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ [ك: لعنه الله]: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}.
[ط: قلت ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ حَتَّى تَرَى الصَّلاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَاضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالصَّبْرَ تَحْتَ لِوَاءِ السُّلْطَانِ ؛ جَائِرٌ [ك: جارَ] أَمْ عَدْلٌ، قَالَ شُعَيْبٌ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّلاةُ [ط: الصلوات] كُلَّهَا؟ قَالَ: لا؛ وَلَكِنْ [ط: إلا] صَلاةُ الْجُمُعَةِ [ط: التي تجمعك مع أصحابك وأهل دينك وقبلتك وملتك] وَالْعِيدَيْنِ؛ صَلِّ خَلْفَ مَنْ أَدْرَكْتَ، وَأَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ [ط: الصلوات] فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ أَلا تُصَلِّيَ إِلا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ بِهِ وَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
[ط: قلت: ثم ماذا؟ قال: تعلم أن القرآن كلام الله عز وجل الذي تكلم به وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وتبرأ ممن قال أنه مخلوق، وألحد في أسمائه، وحتى تقول وتعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وترد أمر الخلق إلى الله عز وجل، ولا تنزل أحداً جنة ولا ناراً إلا العشرة الذين تقدم ذكرهم، وأن رحمة الله وسعت كل شيء، والله بصير بالعباد، اللطيف بخلقه الرحيم بهم، الرءوف بهم.
وحسبك هذا فلا تعده، فهو الدين الذي مضى عليه الناس، وفيه النجاة لمن اعتقده ودان به ولا قوة إلا بالله].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى [ك: عز وجل] فَسَأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقُلْ: [ك: يا رب] حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي [ك: عز وجل] يَا شُعَيْبُ).
- قال الإمام الذهبي: (هذا ثابت عن سفيان؛ وشيخ المخلص ثقة رحمة الله عليهم).
· رجال سند المخلص:
- [شعيب بن محمد بن عبيد الله بن خالد الراجيان]: ثقة.
- [علي بن حرب بن محمد الطائي الموصلي]: ثقة.
- [شعيب بن حرب]: ثقة.
فهذا سندٌ صحيحٌ متصل.
· رجال سند الطيوري:
- [أحمد بن محمد العتيقي]: ثقة.
- [سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي]: كذاب رافضي. والغريب روايته لهذه العقيدة.
- [قاسم بن جعفر بن السراج]: لم أقف له على ترجمة.
- [يعقوب بن إسحاق بن علي الناقد]: لم أر فيه جرح ولا تعديل، وترجمته في تاريخ بغداد.
- [عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن زيد]: لم أقف له على ترجمة.
- [محمد بن عبد الله بن زيد]: لم أقف له على ترجمة.
فهذا سند ضعيف جداً واه.. لكن ورد ما يعضده بسند صحيح؛ ما قبله.