كما قلنا هذا عتريس مع الفارق فلا يستويان مثلاً من حكى الإسناد ومن ستره..
وموضع الجناية عند الخطيب ليس هو مجرد حكايته الأباطيل ليستوي مع الطبري ولكن هذا باب آخر..
ومن عمى موطن العيب = فلم يُسند ولم يُحل كما تقول بل غطى وستر..
وقد أحالنا الحافظ على ناقل الكذب بسياقه الذي وارى فيه موضع تبين سوأة الكذب فكانت إحالة زادت الأمر ضغثاً على إبالة..
ولم أقل إن الحافظ كان يرى ابن بطوطة كذاباً بل عبارتي أنه يعلم تهمته بالكذب مما يوجب التحري..
يبقى ما سلكتَ به سبيل الجدل وهو افتراض عدم اطلاع الحافظ على رحلة ابن بطوطة الأشهر والأكثر ذيوعاً والأكثر تداولاً والأبقى زمناً من رحلة الأقشهري وعدم اطلاعه على أن هذا المذكور منها..
ومثل ذلك أحق بقول القائل الفطن المنصف :
فيه تكلف في التأول لا يخفى!
ويمكنك أن تضع مكان التأول لفظ : الجدل فلربما استويا..وهذان معيبان في حق طالب الحق جداً..
ولستُ محتاجاً لركوب المجرة بل يكفي عقل منصف وخبرة بطرائق القوم ومواردهم..
اما عن ناقل الكفر ومحاكمة الأقشهري فقد كفاني الحافظ مؤنة المحاكمة بنصيحته الرائعة للمؤرخ والتي لم يوفق للعمل بها وله بها نحاكم :
((و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة ..لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة . فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا)).
((و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة)).