يجب ان ينتهي التاريخ ..كي ننهض

اعني هنا الكثير ولكن اعياني العراك ..واعضلني شرح الواضحات

وثبات ...

يجب ان ينتهي التاريخ في نقطة ما كي يتجدد التاريخ من نقطة جديدة .....مالك بن نبي ,,
الحكيم وحده . وليس جمهرة الناس هو الذي يستطيع أن يكون حرا ..سيبونوزا
****************************** ********

صبية تثاءبتهم البيوت والقتهم شقاوتهم في الشارع الخالي أرمق كيس جبس في اياديهم يرسمون به ملعبهم في الارض فاضحك فرحا وتفاؤلا ممن ينجز العابه ويرسم من الفراغ فرحته ;;ويمسحون عار أمة تأكل من سلال غيرها وتدثر بلبوس اعدائها ..


وقربي في هذا الصبح الناعم الصوفي صوت الشيخ المنشاوي يردد كل الشارع صداه وهو يتلو سورة البقرة التي تقلق عرافة الحي الثرية ..


تمر بعض الجرارات حذرة فيتراخى الملعب حينا ويقضمون أظافرهم قلقا كاد الهدف .. لولا الجرار ..لكنهم تركوه يمر ..انتهت حريتهم ببدء حريته...


تماما كما اعتدتهم هؤلاء الفرح المنسي في هذه القرية الحبلى أملا وحبا ..صوتهم يغرس في فسائل البشائر ويذكرني أن الحياة عادت للقرية بعد سنوات الجمر ..


ايه مرت 15 سنة على تلك الليلة الشؤم بعضهم كان لم يولد بعد وبعضهم كما الجوال ضبط باهتزاز بدل الرنين حتى لا يجلب انتباههم .. لا يهم من كانوا ولا من دفعهم للعبة الموت المنظم .. ما يهمني أني سلبت الفرح لعقد ونيف أنني كنت وهم – الجزائريون -..نضع كالأعرابي في جرة أيامنا حصيات نعد فيها بأمل الأيام التي لا زلنا فيها مع رؤوسنا خلان ..قبل ان نغادرها ..بمقتضى عقود الغدر المبرمة في دهاليز الفتن ,,


لا أحب ان أكتب عن الألم إلا لأجعل الفرح جليا ولا عن التشاؤم إلا بمقدار ما أحبب في النفوس روعة التفاؤل ..


ولا أحب أن اكتب عن العشرية الحمراء إلا بمقدار ما أخوف فيه من مغبة الفتن وشر الغدر والإجرام


لأنها فتنة عصية تشبه جدل البيضة والدجاجة والكتابة فيها وعنها مضغ لبان في فم القلم و ترك الخوض فيها عين الصواب وطيها كما تطوى صفحة الكتاب عمل الرجال العظام ..


و هنا أنا لا أكتب عن المحنة التي عشتها لأشبع فضول متلقي ولكني قد أكتب لأقول بعض الحزن إرهاص الأمل وحين تشتد تفرج وأجمل البسمات من شقت طريقها وسط الدموع ..


أكتب عن نفسي ولا أصادر المحنة وأكون وصية عليها أصفها أحاكم أطرافها أو أحكم ذا المجرم ذا البريء..سيقول التاريخ يوما كلمته الفصل حين لا يتشمم آثارنا ,, فالتاريخ محض غلام أمرد في يد الأفاقين وسيزهر ويشب حين لا يبقى خبرهم ,,,


كنت منذ سنة قد حضرت لعرض رواية لروائي جزائري أطلق على روايته اسما استفزني ..

مذنبون لون دمهم في يدي ..

لم أقرأ الرواية طبعا فالعمر قصير لا يسعني لقراءة كل ذخائر العالم


ولكني استمعت دون استمتاع بامتعاض الى الصور الفتوغرافية للموت فيها ...وسألته يومها ..ما الهدف من كتابة روايتك ؟؟


ان كان لوصف الحال- آنذاك - فأبشرك كل المشاهد راسخة نبحث عن فرمطة- بمعنى ازالة من اقراصنا الصلبة - لها ..


والجرح يا سيدي لا زال ينزف ..


ثم عنوانك مستفز .. مذنبون دمهم في يدي إننا يا هذا عشنا الفتنة وكلنا أقولها مذنبون ..وبقولك دمهم في يدي فإما انك تقر أن ذا الدم دمك وهم إخوانك رغم ذنبهم ..وإما انك تقول انك واحد من الضحايا ..


وختمتها بحنق .. شكرا لصاحب مشروع المصالحة وهلا عضدتموه بكتاباتكم ,,


كنت على يقين أن الدكتور س ب ..الذي كان ضيف شرف في الندوة


كان سيرد علي ..وهو شخص اختلف معه لكني احترمه وحده من المثقفين الذين يجيدون ادارة اختلاف معك دون ان يحوله الى خلاف ..كان سيحدثني عن ما نسمعه من براءة الرواية من أي ايديولوجيا ولا دخل للنقد فيما ورد من افكار ..و,,,


عملا بفتوحات الحداثيين ..لكني اتسمر هنا وارفع دوما لافتة كتب عليها هردر في اللغة تكمن كل ذخائر الفكر والتقاليد والفلسفة والدين ..


اذن الرواية كثوب لغوي كثيف وفضفاض ليست الا رسالة ايديولوجية مهما ادعى الاخر الضد ومهما تظاهر الروائي انه ابن الحياد


لم يجبني الروائي يومها ,,ولكن استاذا – ذكيا – قال لي أنك تبدين اسلامية ..


قلت بل أصولية .....والدليل انك وجدت لاسم توجهي معادلا في لغتي


ولا تجد للبرالية التي احسبك من روادها اسما في معجمنا ..


مع اني اليوم فقط كنت خارج فصل التاريخ والإيديولوجيات انتظر أن يعلن إفلاسه- أي التاريخ - في الجزائر وتحرق كل كراساته ..ويعلن عن ميلاد جديد وتحرق بالمقابل كل الكتابات السطحية التي لا زالت تؤمن بيافعة الأزمة رغم شيخوختها وتمنحها جرعات أوكسجين وتقبل بها في غرف الإنعاش لا في سرادق العزاء لكي تقتات أقلام هؤلاء..


قد أكون كذلك ولا ضير بل الفخر كله – إسلامية أصولية – فبقولهم اسلامية اشعاع لهويتي وبقولهم اصولية حظوة لي واعتراف بانتمائي العميق


...


وكل منا يعيش حياته بايدولوجيا معينة ..ونحن نتعايش معا..ونتقاطع عند نقطة المصالح والهوية فنضع توجهاتنا الفكرية والسياسية في ميزان الهوية والمصالح العامة ..لنجس نبضها ونجوس بها خلال الديار ..لندرك هل نحن بها محارم او وجب للوطن والدين ان يدني بجلبابه قبالتنا ..


ثم إني أعياني حالنا أمنا يعقد قرانها على غير أبينا ولا زلنا نستنكر وبح منا الصوت


لماذا يا أبي ؟؟

لماذا يا أبي ؟؟