هذه نقول من كتاب الشيخ عثمان الخميس "حقبة من التاريخ"
للفائدة
هل كان يزيد أهلا للخلافةام لا؟
ذكر ابن كثير(البداية و النهاية8/236)قصة عبد الله بن مطيع وأصحابه وانهم مشواالى محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن ابي طالب أخو الحسن والحسين من أبيهما فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم,قال ابن مطيع:ان يزيد بن معاوية يشرب الخمر ويترك الصلاة.فقال محمد:ما رايت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة,قالوا: ان ذلك كان منه تصنعا لك,قال محمد بن الحنفية:ماالذي خافه مني او رجاه؟ أفأطلعكم على ماتذكرون؟قالوا: نه عندنا لحق وان لم نكن رأيناه!قال محمد بن الحنفية:ابى الله ذلك على أهل الشهادةثم قرأ عليهم قول الحق تبارك وتعالى:"ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون" الزخرف86
فالفسق الذي نسب الى يزيد في شخصه كشرب الخمراو ملاعبة قردة,او فحش او ما شابه ذلك لم يثبت بسند صحيح,فهذا لا نصدقه والاصل العدالة,ونقول:عل مه عند ربي سبحانه و تعالى.
ولكن ظاهر رواية محمد بن الحنفية انه لم يكن فيه شيئ من ذلك فالعلم عند الله تبارك و تعالى في حال يزيد وهذا لا يهمنا فهو بينه و بين ربه تبارك وتعالى ولو فرضنا ان الامر كان كذلك فان كون الامام فاسقالا يعني انه يجب الخروج عليه بهذه الصورة التي حدثت كما سيأتي .صفحة138و139
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين وليس هذا دفاعا عن يزيد ولكنه دفاع عن الحق,أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليحول بين الحسين و الوصول الى الكوفة ولم يامره بقتله بل الحسين نفسه كان حسن الظن بيزيد حتى قال:دعوني اذهب اليه فأضع يدي في يده.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله-:ان يزيد بن معاوية لم يامر بقتل الحسين باتفاق اهل النقل ولكن كتب الى ابن زياد ان يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره,ولم يسب لهم حريما بل أكرم اها بيته و اجازهم حتى ردهم الى بلادهم,اما الروايات التي في كتب المبتدعة انه اهين نساء ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانهن اخذن الى الشام مسبيات واهن هناك هذا كله كلام باطل بل كان بنو امية يعظمون بني هاشم وذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الامر وامر الحجاج ان يعتزلها ويطلقها, فهم كانوا يعظمون بني هاشم بل لم تسب هاشمية قط. فالهاشميات كن عزيزات مكرمات في ذلك الزمن فالكلام الذي يقال عن يزيد انه سبى نساء اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم باطل مكذوب, وما ذكر ان راس الحسين ارسل الى يزيد فهذا ايضالم يثبت بل ان راس الحسين بقي عند عبيد الله بالكوفة ودفن الحسين ولا يعلم قبره ولكن المشهور انه دفن في كربلاء حيث قتل رضي الله تبارك وتعالى عنه.الصفحة152و153
ما موقف أهل السنة و الجماعة من يزيد بن معاوية؟
لعل من اهم الامور التي وقعت زمن يزيد وقعة الحرة وقتال عبد الله بن الزبير وقتل الحسين بن علي ,وبسببها هناك من يجوز لعن يزيد بن معاوية وهناك من يمنع والذي يجوز لعن يزيد بن معاوية يحتاج ان يثبت ثلاثة امور:
الامر الاول:ان يثبت ان يزيد كان فاسقا
الامر الثاني:ان يثبت انه لم يتب من ذلك الفسق فان الكافر اذا تاب تاب الله عليه فكيف الفاسق؟
الامر الثالث:ان يثبت جواز لعن المعين
ولا يجوز لعن الميت المعين الذي لم يلعنه الله ولارسوله لانه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لما سب ابو جهل قال:لاتسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا(البخاري كتاب الجنائز رقم1393)ودين الله لم يقم على السب وانما قام على مكارم الاخلاق فالسب ليس من دين الله تبارك وتعالى في شيئ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر(البخاري كتاب الايمان 48و مسلم116)فسباب المسلم فسوق ولم يقل احد ان يزيد خارج من ملة الاسلام بل اكثر ما قيل فيه انه فاسق,وهذا كما قلنا مبني على ثبوت ما ذكروه عنه من فسق وعلمه عند الله تبارك وتعالى بل انه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:اول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم(البخاري الجهاد2924)وكان هذا الجيش بقيادة يزيد بن معاوية ويذكر انه كان معه من سادات الصحابة ابن عمر و ابن الزبير وابن عباس وابو ايوب وذلك سنة49هجريةقال ابن كثير رحمه الله:قد اخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لاميره مسلم بن عقبة في وقعة الحرة ان يبيح المدينة ثلاثة ايام مع ما انضم الى ذلك من قتل خلق من الصحابة و ابنائهم .(البداية و النهاية8/225)
فخلاصة القول:ان امره الى الله تبارك وتعالى وهو كما قال الذهبي:لا نسبه ولا نحبه(سير اعلام النبلاء4/36) الصفحة153-154