بسم الله الرحمن الرحيم

(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ([1]). يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا([2]). يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ([3])) ([4]).

أما بعد ,
فقد بدأ عثمان رضي الله عنه حياته الإيمانية ، كسائر إخوانه الصحابة رضي الله عنهم الذين تربوا في رحاب النبوة وتتلمذوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بترويض النفس على الصبر في طاعة الله والاحتساب فيما يلقاه من أذى .
وقد كان أمره ونهيه حريا بالقبول بين الناس ,وجديرا بالتأثير في حياتهم بإذن الله تعالى.
وقد احتسب رضي الله عنه في جميع المجالات ,العقيدة والشريعة والأخلاق,وتميز عصره رضي الله عنه بمعالم عديد سنتعرف عليها في ثنايا هذا البحث ونسأل الله العون والتوفيق وفيما يلي نستعرض بإذن الله تقسيمات البحث التي سيكون الحديث عنها:





تقسيمات البحث:


الفصل التمهيدي:



التعريف بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه,يشتمل على:

نسبه ومولده
فضائله
إسلامه وهجرته
استخلافه رضي الله عنه
الفتنة الكبرى واستشهاده رضي الله عنه


الفصل الأول:


قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه,ويشتمل على ثلاثة مباحث:



المبحث الأول:


قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال العقيدة


المبحث الثاني:



قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الشريعة


المبحث الثالث:



قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الأخلاق



الفصل الثاني:


المعالم الرئيسة لتاريخ الحسبة في عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه






الفصل التمهيدي


التعريف بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه

نسبه ومولده :
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي ، أمير المؤمنين، ذو النورين ([5]) .
كان رضي الله عنه – يكني في الجاهلية أبا عمرو ، فكما كان في الإسلام ولد له غلام فسماه عبد الله ، واكتني به ، فكناه المسلمون ، أبا عبد الله ([6]) .
ولد بعد حادثة الفيل بست سنوات على الصحيح بمكة ([7]) .
فضائله :
تبؤ عثمان رضي الله عنه مكانة عالية بين الأمة ,لما حازه من فضائل ويتجلى فضله ومكانته رضي الله عنه في عدة وجوه منها:
-سابقته إلى الإسلام ,ومعلوم ما للسابقين الأولين إلى الإسلام من فضل ومزية كما قال تعالى:ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ ([8]).
- أحد العشرة المبشرين بالجنة:
فقد ثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم شهد له، بل بشّره بالجنة على بلوى تصيبه,
فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ([9]).
-حياء الملائكة منه رضي الله عنه:
فقد ورد في حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فتحدث ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسوى ثيابه فدخل فتحدث ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش له ، ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان ، فجلست ، وسويت ثيابك . فقال : " ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة " ([10]) .
- مصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم:
ولمنزلة عثمان رضي الله عنه الكبيرة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة رضي الله عنهم ,ولما كان يتمتع به من فضل , فقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقيه رضي الله عنها وكانت من أجمل الفتيات,ثم لما توفيت بالمدينة ليالي غزوة بدر , وكان قد تأخر عن الغزوة لمرضها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه عليه السلام أختها أم كلثوم.رضي الله عنها لذا سمي عثمان رضي الله عنه بذي النورين.[11]
عنها .([12]).
إسلامه وهجرته :
كان عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام ، ولم يعرف عنه تلكؤ أو تلعثم بل كان سباقاً أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين حتى قال أبو إسحاق : كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان([13]) .
لما أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان : والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه ، فكان عثمان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية إلى المدينة ومعه فيهما جميعاً امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم([14])
استخلافه رضي الله عنه :
كان عمر رضي الله عنه الخليفة الثاني قد جعل الأمر بعده شورى بين ستة نفر وهم ، عثمان بن عفان ، علي بن أبي طالب ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن عوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم . حينما توفى عمر أوصاهم بالتشاور .
فيما بينهم لاختيار الخليفة ، وبالفعل اجتمع الستة في بيت يتشاورن في أمرهم ، فكثر القول ، وعلت الأصوات ، حتى انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه ([15]) .
وهكذا صار عثمان رضي الله عنه – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إماماً بمبايعة الناس له ، وجميع المسلمين بايعوه ، ولم يتخلف عن بيعته أحد ([16]) .

الفتنة الكبرى واستشهادهرضي الله عنه :
كان رحمه الله قد ولي على أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بني أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد وخرج معهم مدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السرح ، فلما كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ هم بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان رضي الله عنه ، إلى أبن أبي السرح يحرضه ويحثه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنه لم يأمر ولم يعلم من أرسله ، وصدق رضي الله عنه فهو أجل قدراً وأنبل ذكراً .
وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل ، ولما حلف لهم عثمان طلبوا منه أن يسلم إليهم مروان ، فأبي عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبي ([17]) لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قال له : " يا عثمان ، إن الله تعالى مقمصك قميصاً ، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " ([18]) .
وقد كان مع عثمان رضي الله عنه في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال : إنما المراد نفسي ، وسأقي المسلمين بها ، لله در عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم لم يستسلم لمطالب المعتدين باعتزال الخلافة ، وقد أحاطوا به من كل جانب شاهرين سيوفهم([19]) .
فقد قيل إن عبد الله ابن عمر دخل على عثمان رضي الله عنه وهو محصور ، فقال له : أي عثمان انظر ما يقول هؤلاء ، يقولون : أخلع نفسك أو نقتلك ، فقال له ابن عمر : أمخلد أنت في الدنيا ؟ قال : لا ، قال : هل يملكون لك جنة أو ناراً ؟ قال : لا قال : فلا تخلع قميص الله عنك فتكون سنة ، كلما كره قوم خليفتهم خلعوه أو قتلوه ([20]) .
وظل عثمان رضي الله عنه أيام الحصار تالياً لكتاب الله تعالى ، مصلياً له سبحانه، وكانت جموع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبنائهم يحرسون الباب ويدفعون عنه ، حتى إذا عجز المتمردون عن الدخول أحرقوا باب الدار ، وبدأت مناوشات دامية بين الفريقين ، واستطاع جماعة من المتمردين الدخول على عثمان رضي الله عنه منهم الغافقي بن حرب وسودان بن حمران ، وكان رضي الله عنه يقرأ في المصحف ، فضربه الأول بحديد معه ، وضربه الثاني بالسيف ، ووثب عمرو بن الحمق فجلس على صدر عثمان وبه رمق وأخذ يطعنه تسع طعنات حتى مات رضي الله عنه، وكان ذلك سنة 35هـ ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة تقريباً ([21]).



الفصل الأول


قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه


كان احتسابه رضي الله عنه منطلقاً من نفس عملت بما علمت ، وأتت ما أمرت الناس أن يأتوه من معروف ، وانتهت عما نهت الناس عن أن يأتوه من المنكر، وهذا هو الشأن المطلوب من المحتسب ، فيعمل بما يعلم ، ولا يكون قوله مخالفاً لفعله([22]) .
وفيما يلي نستعرض – بإذن الله – شواهد احتساب أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بنفسه بحسب المجالات المتنوعة.

المبحث الأول


قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال العقيدة:


1-حرصه رضي الله عنه على حرمة دم المسلم:
كتب عبدالله بن مسعود إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه يخبره عن رجالا بالكوفة ينعشون حديث مسيلمة الكذاب ويدعون إليهم,فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن
كَتَبَ إليه قائلا له: اعْرِضْ عَلَيْهِمْ دِينَ الْحَقِّ وَشَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمَنْ قَبِلَهَا وَبَرِئَ مِنْ مُسَيْلِمَةَ فَلاَ تَقْتُلْهُ وَمَنْ لَزِمَ دِينَ مُسَيْلِمَةَ فَاقْتُلْهُ فَقَبِلَهَا رِجَالٌ مِنْهُمْ فَتُرِكَوا وَلَزِمَ دِينَ مُسَيْلِمَةَ رِجَالٌ فَقُتِلُوا.([23])
يدل هذا على حرصه رضي الله عنه على الاحتساب في بيان حرمة دم من شهد أن لا إله الإ الله وأن محمد رسول الله حيث كتب إلى عبدالله بن مسعود يخبره بما يجب عليه فعله تجاه هؤلاء الرجال.

******

2-احتسابه على من كفر بعد إسلامه:
-احتسب عثمان بن عفان رضي الله عنه على رجل كفر بعد إيمانه فدعاه إلى الإسلام ثلاثا فأبى فقتله([24]).
نرى هنا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يلجأ إلى قتل الرجل مباشرة لارتداده عن الإسلام بل دعاه إلى الإسلام ثلاثا ثم لما امتنع الرجل عن الاستجابة لدعوته قتله ,نرى هنا التدرج في احتسابه رضي الله عنه.

******

3.هدمه رضي الله عنه بيتاً لصنم بصنعاء :
قال ابن الجوزي رحمه الله في معرض بيانه لبيوت الأصنام التي كانت في بعض البلاد :
والخامس بيت بصنعاء بناه الضحاك على اسم الزهرة ، فخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه ([25]) .

وهذا يدل على حرصه رضي الله عنه على أمر التوحيد ، وعنايته الشديدة بإزالة معاقل المنكرات الشركية ومظاهرها بهدمها وطمسها .


******


4.أمره رضي الله عنه بتسوية القبور :
أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بتسوية القبور قال : " ولكن يرفع من الأرض شيئاً " فمروا بقبر أم عمرو بنت عثمان فأمر به فسوي .([26] )

احتسب عثمان بن عفان رضي الله عنه في هذا الحديث بالقول حيث قال:(ولكن يرفع من الأرض شيئا).


******







المبحث الثاني


قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الشريعة:

1. احتسابه رضي الله عنه على النساء في صلاة التراويح :
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع الرجال والنساء على قارئ واحد سليمان بن أبي حثمة ([27])، وكان يأمر النساء فيحبسن حتى يمضى الرجال ثم يرسلن[28].
وفي هذا دلالة على عناية عثمان بن عفان رضي الله عنه بأمر النساء وحرصه على منع الفتنه فبل وقوعها ,وقيامه رضي الله عنه بالاحتساب على أصناف المدعوين رجالا ونساء.

******

2-أمره رضي الله عنه بالأذان الثالث يوم الجمعة لحث الناس على التبكير والسعي إلى الصلاة :
لما اتسعت الحياة الاقتصادية في عهد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وازدهرت الأسواق وكثر الناس ، رأى رضي الله عنه الحاجة إلى حث الناس ومناداتهم إلى التبكير إلى صلاة الجمعة قبل النداء الأول الذي يكون بين يدي الإمام حين يصعد المنبر يوم الجمعة .
فعن السائب بن يزيد([29]) قال : " كان النداء يوم الجمعة ، أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء " ([30]) ([31]).




3-إنكاره على قاصدات الحج والعمرة وهن في العدة :
كان رضي الله عنه يرد النساء اللواتي كن يخرجن للعمرة أو الحج وهن في العدة، فقد ذكر الإمام عبد الرزاق عن مجاهد :كان عمر وعثمان – رضي الله عنهما – يرجعانهن حواج ومعتمرات من الجحفة وذوي الحليفة ([32]) .

وهذا يدل على دقة متابعة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في الاحتساب على كل من يرتكب منهياً ، سواءً ذكوراً أو إناثاً ، وفيه أهمية قيام المحتسب بالاحتساب على النساء إذا علم أنهم يتركن واجباً وه البقاء في المنزل أثناء العدة .


4- نهيه رضي الله عنه عن حج التمتع :
كان عثمان ينهي عن المتعة وكان علي يأمر بها ، فقال عثمان لعلي كلمة ، ثم قال علي : لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : أجل ولكنا كنا خائفين .
في هذا الحديث قوله ( كان عثمان رضي الله عنه ينهى عن المتعة وكان علي يأمر بها ) : أن المتعة التي نهى عنها عثمان هي التمتع المعروف في الحج ، وكان عمر وعثمان ينهيان عنها نهي تنزيه لا تحريم ،وإنما يأمران بالإفراد لأنه أفضل والنهي نهي تنزيه لأنه مأمور بصلاح رعيته وكان يرى الأمر بالإفراد من جملة صلاحهم . والله أعلم ([33]) .
5. إنكاره على يعلى بن أمية رضي الله عنه([34]) طلبه منه استلام الركن الغربي للكعبة في الطواف :
أخرج الإمام أحمد عن يعلى بن أمية قال : قال يعلى طفت مع عثمان فاستلمنا الركن قال يعلى فكنت مما يلي البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم ، فقال : ما شأنك ، فقلت : ألا تستلم ، فقال : ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : بلى قال : أرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين قلت : لا ، قال : أفليس لك فيه أسوة حسنة ، قلت : بلى ، قال : فانفذ عنك ([35]) .
يدل على شدة حرص عثمان رضي الله عنه بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وحثه الصحابة بذلك.
6 إنكاره على أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها عند أمرها بقتل الساحرة دون الافتئات على حق الإمام :
حدث في عهد عثمان رضي الله عنه أن جارية لحفصة سحرتها ، فاعترفت الجارية بذلك ، فأمرت حفصة بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها ، فأنكر ذلك عليها عثمان، فقال : ابن عمر : ما تنكر على أم المؤمنين امرأة سحرتها واعترفت ، فسكت عثمان.
لم ينكر عثمان رضي الله عنه على حفصة القتل وإنما أنكر عليها الافتئات على حق الإمام في إقامة الحدود ، فإن أمر الحد ود إلى الإمام . وهذا يدل على حرصه رضي الله عنه على عدم التجاوز على واجبات الإمام([36]) .

7. نهيه عن شرب الخمر :
روى البيهقي في سننه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه قال : اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث ، إنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ، فعلقته امرأة أغوته فأرسلت إليه جاريتها ، فقالت له : إنها تدعوك الشهادة ، فانطلق مع جاريتها ، فطفق كلما دخل باباً أغلقته دونه ، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة ، عندها غلام وباطية خمر ، فقالت : والله ما دعوتك للشهادة ، ولكن دعوتك لتقع علي ، أو تشرب من هذا الخمر كأساً، أو تقتل هذا الغلام، فقال : فاسقني من هذا الخمر كأساً ، فسقته كأساً ، فقال : زيدوني ، فلم يرم حتى وقع عليها وقتل الغلام ، فاجتبوا الخمر ، فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويوشك أن يخرج أحدهما صاحبه ([37]) .
في هذا بيان في تنوع عثمان رضي الله عنه في أساليب الاحتساب حيث استخدم أسلوب التخويف وأسلوب القصة.

8. احتسابه على اللعب بالنرد :
كان عثمان رضي الله عنه ينهي عن اللعب بالنرد ، وأمرهم بتحريقه أو كسره ممن كان في بيته ، فقد روى البيهقي عن زبيد بن الصلت أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو على المنبر يقول : " يا أيها الناس ، إياكم والميسر – يريد النرد .
فإنها قد ذكرت لي أنها في بيوت الناس معكم ، فمن كانت في بيته فليحرقها أو فليكسرها ([38]) .
قال عثمان مرة أخرى وهو على المنبر " يا أيها الناس أني قد كلمتكم في هذا النرد ولم أركم أخرجتموها ولقد هممت أن آمر بحزم الحطب ثم أرسل إلى بيوت الذين هم في بيوتهم فأحرقها عليهم ([39]) .

يدل هذا على شدة حرصه رضي الله عنه على إزالة المنكر وهو النرد هنا حيث أمر بكسره أو إحراقه, ثم إنه رضي الله عنه استخدم مراتب الاحتساب في إنكار المنكر حيث عرف به ثم هدد من كان في بيته بإيقاع العقوبة.كما أنه استخدم وسيلة المنبر ليبلغ الناس عن هذا المنكر.


*****












المبحث الثالث



قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الأخلاق


1. إنكاره رضي الله عنه على من لبس الثوب المعصفر :
أنكر رضي الله عنه على محمد بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه([40] )لبسه الثوب المعصفر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : راح عثمان رضي الله عنه إلى مكة حاجاً ، ودخلت على محمد بن جعفر بن أبي طالب امرأته ، فبات معها حتى أصبح ، غدا عليه ردع ([41]) الطيب وملحفة معصفرة مقدمه ([42]) ،
فأدرك الناس بملل ([43]) قبل أن يروحوا ، فلما رآه عثمان رضي الله عنه انتهر واقف وقال : " أتلبس المعصفر وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ([44]) .

نجد أمير المؤمنين هنا استخدم درجات الإنكار في احتسابه فمن درجات إنكار المنكر التعنيف والأمر بالتغير ,وقد كان نهيه عن هذا المعصفر لأنه ربما يجره إلى الكبر.


******


2. إخراجه من يراه على شر أو يشهر سلاحاً في المدينة :

كان عثمان رضي الله عنه ينكر على من يراه على شر أو كان يحمل معه سلاحاً ويخرجه من المدينة ، فعن سالم بن عبد الله رضي الله عنه قال : وجعل عثمان لا يأخذ أحداً منهم على شر أو شهر سلاح ، عصا فما فوقها إلا سيره ([45]) .


ويتبين في هذا دور ولي الأمر في النهي عن البغي و في المحافظة على أمن المدينة في عدم إشهار السلاح فربما كان البغي سبيل إلى انتشار الفساد فيها.


******




3. ضربه لمن استخف بعم النبي صلى الله عليه وسلم :

في أيام خلافته ضرب رجلاً في منازعة استخف فيها بالعباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقيل له عن مبررات ضربه ، فقال: نعم ، أيفخم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه وأرخص في الاستخفاف به ، لقد خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك ومن رضي الله به منه ([46]) .


وهذا يدل على احتساب عثمان رضي الله عنه في مراعاة جانب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ مكانة عمه العباس


******

4. احتسابه على ضابئ البرجمي ([47])حينما هجا قوماً من الأنصار :
أنكر عثمان رضي الله عنه – على ضابئ بن الحارث البرجمي, هجاً قوماً من الأنصار وكان قد استعار منهم كلباً في زمن الوليد بن عقبة ، يدعى ( قرحان ) يصيد الظباء ، فحبسه ضابئ عنهم فانتزعوه " الأنصار" منه قهراً فهجاهم إلى أن قال :
فكلبكم لا تتركوا فهو أمكم
فإن عقوق الأمهات كبير

فلما شكاه الأنصاريون إلى عثمان –رضي الله عنه – عزره وحبسه فما زال في محبسه حتى مات فيه ([48]) .


استخدم عثمان رضي الله عنه الشدة في الإنكار لعلمه بحال المدعو الذي عرف بأنه كثير الشر ,فحبسه وأبقاه في محبسه حتى لايتعدى الأمر إلى مالا يحمد عقباه.



******

6. احتسابه على محمد بن أبي بكر([49] )لما مسك بلحيته :

قال ابن عبد البر ، وهو يتحدث عن أخبار الفتنة التي وقعت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وإقدام المتمردين على قتله ، وكان أول من دخل عليه ، محمد بن أبي بكر ، فأخذ بلحيته فقال له : ( محتسباً عليه) دعها يا ابن أخي ، والله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ([50]) .


يظهر هنا احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه باستخدام أسلوب الرفق في الاحتساب على المدعو وعدم محاباة ابن أخيه بل احتسب عليه .


وهذا ماينبغي على المحتسب فعله تجاه مايرى من منكرات على أقاربه فالأقربون أولى بالمعروف.


******


7.أمره بذبح الحمام:
ومن احتسابه أنه منع الناس من الانشغال في طيران الحمام لما بدأوا ينشغلون فيه مع سعة العيش، وأمرهم بذبحه؛ فقد روى الإمام البخاري عن الحسن قال: سمعت عثمان رضي الله عنه يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام.([51])

يظهر في هذا الحديث احتساب عثمان رضي الله عنه من خلال خطبه ومنعه مايشغل الناس عن الطاعات.


******







الفصل الثاني:


المعالم الرئيسة لتاريخ الحسبة في عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه:

1. اتسمت الحسبة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بممارسة الاحتساب بجميع درجاته.
2. استمراره رضي الله عنه في الاحتساب حتى وهو يعاني أعراض الفتنة التي انتهت باستشهاده رضي الله عنه .
3. الحزم والشدة والتعنيف في الإنكار على من ارتكب مخالفة تستوجب الحد أو التعزير فقد مر بنا – ضربه الرجل الذي استخف بعم الرسول صلى الله عليه وسلم.
4. حرص عثمان بن عفان رضي الله عنه على أمر التوحيد وعنايته الشديدة بإزالة معاقل المنكرات الشركية ومظاهرها ، بهدمها وطمس معالمها ([52]) .
5. حرص عثمان رضي الله عنه على الاحتساب في كل آفة يرى أنها تدمر العقول والأخلاق ، وتشغل عن الطاعات ، كأمره بذبح الحمام ، ونهيه عن شرب الخمر .
6. اهتمام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل عباداته وأمره الصحابة بذلك .
7. شمول احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه لكلا من الرجال والنساء .




هذا مايسره الله تعالى,

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين.


([1]) سورة آل عمران، الآية :102.

([2]) سورة النساء، الآية : 1.

([3]) سورة الأحزاب، الآية :70-71.

([4])خطبة الحاجة، سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي، كتاب الجمعة، باب كيفية الخطبة، رقم الحديث (1403)(ج3/ص116)، تحقيق مكتب تحقيق التراث الإسلامي، ط[الثالثة، 1414 هـ ، دار المعرفة، بيروت].


(5) الإصابة في تمييز الصحابة ، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، ص890 ، ( بيت الأفكار الدولية ) ؛انظر : تحرير تقريب التهذيب ، بشار معروف وشعيب الأرنؤوط ، ص443 ، ج2 ، ( مؤسسة الرسالة ) ، ط1 ، (1417هـ .

(2) تاريخ الطبري – المسمي بـ " تاريخ الأمم والملوك " ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، تحقيق : أ. محمد أبو الفضل ، ص419 ، ج4 ، ( دار التراث – بيروت ) .

(3) صور من سير الصحابة ، عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني ، ص41 ، ( دار ابن خزيمة ) ، ط : 4 ، (1417هـ ) .

)4)سورة التوبة,آية:100.

(1)صحيح البخاري,محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري,مناقب عمر بن الخطاب ص26,ج12؛المكتبة الشاملة.

(2) صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج النيسابوري ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، رقم الحديث : 4414 ، ص132 ، ج12 ؛انظر : كتاب فضائل الصحابة ، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، حققه : وحي الله محمد بن عباس ، ص462 ، ج1 ، (مؤسسة الرسالة ) ، ط1 ، (1403هـ ) .

(3) انظر : احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه جمعاً ودراسة ، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في الدعوة والاحتساب ، مهنا بن سليمان المهنأ ، إشراف : د. عبد الرحمن بن زيد الزنيدي,ص114.

(4)المرجع السابق,ص102.

(5) السيرة النبوية ، عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري ، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد ، ص287 ،ج1 ، ( دار الجيل – بيروت ).

(1) انظر : الطبقات الكبرى ، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري ، ص55 ، ج3 ، ( دار صادر – بيروت ) .

(2) انظر : البداية والنهاية ، أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي ، ص163 ، ج7 ، ( دار البيان للتراث ) ، ص : (1408هـ) .

(3) انظر : منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ، لابن تيمية أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ، تحقيق : محمد رشاد سالم ، ص532 ، ج1 ، ( مكتبة ابن تيمية – القاهرة ) ، ط2 ، (1409هـ ) .

(1) صور من سير الصحابة ، عبد الحميد السحيباني ، ص45 .

(2) انظر : مسند الإمام أحمد ، أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني ، ص75 ، ج6 ، ( مؤسسة قرطبة – القاهرة ) ؛حديث صحيح صححه الألباني.

(3) انظر : صور من سير الصحابة ، عبد الحميد السحيباني ، ص45 .

(4) انظر : تاريخ الطبري ، ص117 ، ج5 .

(5) انظر : احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه , ص145 ، ج1 ؛انظر : تاريخ الطبري ، ص415 ، ج4 .

(1)المرجع السابق,ص294.

(2)انظر: السنن الكبرى,أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي,ص208,ج8,(مج لس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد),ط:1,( 1344 هـ).

)3)مصنف عبد الرزاق, ، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ،. باب في الكفر بعد الإيمان,ص164,ج10, ( المكتب الإسلامي – بيروت) ، ط2 (1412هـ).

(1) تلبيس إبليس ، مجال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، ص56 ، ( دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت – لبنان ) ، ط1 ، (1421هـ) .

)2) مصنف عبد الرزاق ، ص504 ، ج3.

(1) سليمان بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عويج بن كعب القرشي العدوي ,رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم؛انظر:ا إصابة في تمييز الصحابة,ص242,ج6.

(2) انظر : حياة الصحابة ، للكاندهلوي ، ص283 ، ج3 .

(3) السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ويقال عائذ بن الأسود الكندي أو الأزدي وقيل هو كناني ثم ليثي وقيل هذلي يعرف بابن أخت النمر؛الإصابة في تمييز الصحابة,ص26.ج3

(4)الزوراء : موقع بالمدينة عند السوق ؛المصدر نفسه.

(5) انظر : احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، مهنأ بن سليمان المهنأ ، ص458 ، ج1 .

(1) المرجع السابق ، ص32 ، ج7 .

(2) انظر : البداية والنهاية ، لابن كثير ، ص159 ، ج5 .

(3)يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي الحنظلي حليف قريش ,كنيته أبو خلف ويقال أبو خالد ويقال ابو صفوان؛انظر:الإص بة في تمييز الصحابة,ص685,ج6.

(1)مسند أحمد ، ص511 ، ج1 ؛ في صحته نظر ,إسناده فيه مجهول.

(2) انظر : مصنف عبد الرزاق ، ص180 ، ج10 .

(3) انظر : الترغيب والترهيب ، عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ، تحقيق : إبراهيم شمس الدين ، باب " كتاب الحدود وغيرها " ، ص179، ج13 ، ( دار الكتب العلمية – بيروت ) ، ط1 ، (1417هـ ) ؛ انظر : سنن البيهقي الكبرى ، ص287 ، ج8 ، انظر : سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه الصلابي ، ص67 .

(1) انظر:سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه شخصية وعصره ، د: علي محمد الصلابي ، ص67 ، ( دار الكتاب الثقافي – الأردن ) ، ط :(1429هـ)

(2) انظر : سنن البيهقي الكبرى ، ص215 ، ج10 .

(1)محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أخو عبد الله وقال محمد بن حبيب في المحبر هو أول من سمي محمد في الإسلام من المهاجرين وقال الدار قطني ولد بأرض الحبشة؛انظر:الإ ابة في تمييز الصحابة,ص8,ج6.

(2) ردع : لطخ وأثر؛المصدر نفسه.

(3) مقدمه : مشبعة حمرة ؛المصدر نفسه.

(4) ملل : موضع بين مكة والمدينة ؛ المصدر نفسه.

(5) انظر : سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الصلابي ، ص65 .

(6) انظر : تاريخ الطبري ، ص416 ،ج5 ، انظر : الحسبة في العصر النبوي والعهد الراشدي ، د: فضل إلهي ، ص30 ، ( مؤسسة الجريسى – الرياض – جدة – الدمام ) ، ط2 ، (1419هـ ) .

(1) انظر : تاريخ الطبري ، ص417 ، ج5 .

(2)ضابئ بن الحارث بن أرطاة التميمي البرجمي: شاعر، خبيث اللسان، كثير الشر. عرف في الجاهلية. وأدرك الإسلام، فعاش بالمدينة إلى أيام عثمان. وكان مولعا بالصيد، وله خيل.
ومن شعره أحد أبيات الشواهد:
(فمن بك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب)
وكان ضعيف البصر,. ولما انطلق هجا قوما من الأنصار، فأعيد إلى السجن. وعرض السجناء يوما فإذا هو قد أعد سكينا في نعله يريد أن يغتال بها عثمان، فلم يزل في السجن إلى أن مات ؛انظر: تتمة الأعلام ,خير الدين الزر كلي تحقيق :محمد خير رمضان يوسف,ص,212,ج3,(دار ابن حزم – بيروت),ط:1(1998)م.

(3) انظر : الكامل في التاريخ ، أبي الحسن علي بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير ، ص92 ،ج3 ، ( دار الفكر – بيروت ) ؛ انظر : تاريخ الطبري ، ص402 ، ج4 .

(1) محمد بن أبي بكر الصديق تقدم نسبه في ترجمة والده عبد الله بن عثمان وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولدته في طريق المدينة إلى مكة في حجة الوداع؛انظر:الإ ابة في تمييز الصحابة,ص245,ج6.

(2) الاستيعاب في معرفة الصحابة ، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري ، ص321 ، ج1

(3) انظر: : سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الصلابي ، ص65 .

(1) انظر : احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، مهنأ ب سليمان المهنأ ، ص434 ، ج1 .