تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تنقيح المقال لإلجمام الكاتبة ابتهال

  1. #1

    Lightbulb تنقيح المقال لإلجمام الكاتبة ابتهال

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تنقيح المقال لإلجمام الكاتبة ابتهال
    رد على مقال للكاتبة (ابتهال الخطيب بعنوان "رائحة الدم" )
    عبد الله بن علي العباسي
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
    ما أجمل أن يعرف الإنسان قدْره فلا يعدُوها ليحفظ ماء وجهه حتى لا يضحك عليه الآخرون فيصبح سخرية للساخرين، وما أجمل أن يراقب المرءُ ربّه وخالقه في كل كلمة يتلفظ بها أو تخطها أنامله استعداداً ليوم قال الحق تبارك وتعالى فيه: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}(سورة فصلت).
    وقوله سبحانه: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)} (سورة يس).
    ولذلك فإنها دعوة للمحاسبة والمراجعة لأن القلب والعقل يغفلان غالباً فيَضِلّان ويُضِلّان، وما أصعب ذلك على النفس حين يحمِّل المرء نفسه ما لا تطيق.
    هي دعوة صادقة لكاتبة المقال ومن على شاكلتها ومن يسير على هذا النحو ذكوراً وإناثاً ممن لم يجدوا سلماً للشهرة يصعدون عليه إلا النيل من الإسلام وتعاليمه، ولم يجدوا عدواً لهم يسددون سهامهم إليه إلا علماء الدين والدعاة إلى الله، سحقاً لكم فما لكم موضع قدم في هذه الدنيا إن لم تعرفوا قدر الدين وأهله.
    أنا لا أجد نفسي إلا مندهشاً عند قراءة مثل هذه المقالات مصدقاً حديث الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن طائفة تخرج في آخر الزمان يهرفون بما لا يعرفون، ويخوضون في الباطل يظنون أنهم يُحسنون صنعاً، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستأتى على الناس سنون خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخُوُّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة))رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني .
    والرويبضة اليوم: هو الإنسان التافه الذي يتعدى قدره وينسى جهله فتراه يخوض في أمر العامة والخاصة، ويتكلم في أمور الشريعة والدين ويفهم النصوص الشرعية فهماً منكوساًَ يطابق الهوى والرغبة الشخصية، وتراه يقدح في أئمة الدين وعلماء الأمة لا لشيء إلا لأنهم لم يوافقوا يوماً الأفكار المرتضعة من الغرب والتي تدعوا إلى الانحلال الخلقي والتفكك الاجتماعي، والذين أصبحتم أبواقاً تنادون بها مقابل ملاليم قليلة، أو شهرة مؤقتة.
    ولعلي في ثنايا هذه الكلمات التالية أركز كلامي على نقد مقال الكاتبة الكويتية/ ابتهال الخطيب علّها تكون موقظةً لها وسبباً لمراجعة النفس والبعد عن اتباع الهوى والشيطان {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)} (سورة القصص).
    لا شك عند ذي لب أن كلمات مقالتك أيتها الكاتبة ابتهال نابعة من علمانية الفكرة وليبرالية الطريقة، فالحرية المطلقة التي تنشدينها أنت وأمثالك قد لا تجدينها إلا في أحضان الحضارة الغربية، والمقولة السائدة "دعه يعمل، دعه يمر" ليست بإطلاقها سانحة في ديننا الحنيف، بل كل شيء له ضوابطه وحدوده بما يوافق الشرع الذي جاء من عند الله عز وجل .
    إنك وأمثالكـ دائماً ما تدندنون حول مسائل الخلاف والمسائل التي تلتبس على أفهام العوام بل وكثير من طلبة العلم كإرضاع الكبير، والتمتع بالصغيرة وغيرها من المسائل التي أحجم عن الخوض فيها علية القوم من علماء الأمة، ونراكم تشهرون ألسنتكم في الخوض فيها وترجيح ما يوافق عقولكم و هواكم، وليت شعري ماذا تسمون هذا؟ ... أليس هذا من السفاهة التي أشار إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإلا فمن المعلوم أن لكل فن رجاله، وعلماء الأمة أدرى بما ينفع وما يضر؛ لأنهم يتلقون علمهم من كتاب رباني وحديث نبوي أو قدسي، فبالله عليكم من أين تأخذون دينكم وعلمكم، أليس من النظريات والتجارب الغربية، ثم ألم يكن الدافع لكم هو الظهور والشهرة وحب مخالفة الآخر باسم الحرية، ألا قبحها الله من حرية حين تخالف نصوص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.
    أيتها الكاتبة: إن وصفك لعلماء الأمة بـ ( مشائخ الجنس الديني) سابقة لم نسمع بمثلها، تنبئ عن غياب وعي، وقلة أدب مع ورثة الأنبياء، وهي تعبر عن أخلاق الكاتبة فحسب، ولست أدري من أين جئت بهذا اللفظ المشين وألصقته بهذا الكم الهائل من علماء الأمة إذ لا أجد لوصفك هذا تعليقاً غير أن أقول:
    يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبـا
    يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً *** كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
    ورحم الله ابن عساكر حين قال : (( أعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب )).
    ولهذا أشرت في أول كلامي أن يحرص الإنسان على حفظ قدره فلا يهينها بأسلوب رخيص يتبعه للتقليل من أهل القدر وأهل العزم وأصحاب الهمم العالية، ولأن من أراد مطاولة الكبار فلا بد أن يكون له قدم سبق يُعرف به، ولأن من أراد أن يطفئ نور الشمس في رابعة النهار فهو أحمق ولا بد.
    أشرتِ أيتها الكاتبة لقصة الفتاة اليمنية والتي لا تعدوا أن تكون قصة مختلقة لا أساس لها من الصحة، فما هي إلا سويعات قليلة من ظهور القصة على المواقع والصحف حتى جاءت قاصمة الظهر لمن اشرأبت أعناقهم وفرحوا بمثل هذه الخزعبلات حيث أنكرت أم الفتاة – نجمة حسن العشي - أن تكون ابنتها صغيرة على الزواج وغير قادرة على الوطئ، وإليك ما جاء في أحد المواقع اليمنية ما نصه: " وكانت نجمة حسن العشي والدة الطفلة إلهام، قد قالت أثناء التحقيقات أن عمر ابنتها 18 عاماً، خلافاً لما أورده المنتدى حينها من أن عمر إلهام 13 عاماً.
    وطبقاً لعقد الزواج – الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه – فإن عمر إلهام شوعي مهدي العشي هو 18 سنة، وقال رئيس منظمة سياج لحماية الطفولـة أحمد القرشي حينها إن المعلومات التي تلقتها المنظمة تفيد بأن إلهام لم تكن طفلة، بل كانت قد بلغت السن القانونية (أي 18 عاماً)"
    (http://www.almasdaronline.com/index....1&news_id=7617)
    فلم كل هذا العويل والصراخ الفارغ المبني على غير أساس صحيح، أأنتي أعلم بعمر الفتاة من أمها التي ولدتها، وهل ستكونين أحنّ من أمها عليها، بكل بساطة أقول: الضالة التي تَنشُدينها في صرخاتك غير موفقة، ولا أحسب إلا أن والدة الفتاة قد ألقمتكِ ومن على شاكلتك حجراً يسكتكم أبد الدهر.
    وإن أتينا على الحكم الشرعي في هذه المسألة فهي أوضح من الشمس فزواج الصغيرات يدخل في دائرة المباح المسكوت عنه فمن شاء أن يزوج ابنته صغيرة فله ذلك ومن أبى فله ذلك، وتقنين مثل هذه المسائل هو من باب التعنت والتشديد المنهي عنه قال صلى الله عليه وسلم ((لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم))رواه أبو داود.
    ثم إن العلماء قد أجمعوا على جواز نكاح الصغيرات بلا خلاف بينهم، شريطة أن تكون المرأة قادرة على الوطئ محتملة له، حكى الإجماع في ذلك الإمام النووي وابن بطال والمهدي في البحر الزخار وابن هبيرة وابن رشد والمهلب وابن عبد البر وابن المنذر وابن قدامة.
    قال ابن المنذر ـ رحمه الله تعالى ـ : " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن إنكاح الأب ابنته الصغيرة جائز إذا زوجها من كفء " .
    وقال ابن بطال ـ رحمه الله تعالى ـ : " أجمع العلماء أنه يجوز للآباء تزويج الصغار من بناتهم .... ، إلا أنه لا يجوز لأزواجهن البناء بهن إلا إذا صلحن للوطء واحتملن الرجال، وأحوالهن في ذلك تختلف في قدر خلقهن وطاقتهن " .
    وقال ابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ : " وأما الإناث فللأب تزويج ابنته البكر الصغيرة التي لم تبلغ تسع سنين بغير خلاف إذا وضعها في كفاءة " الشرح الكبير ( 20 / 119 ).
    فأين تضعين نفسك وأمثالك بين هؤلاء الرجال وعلماء الأمة وأفذاذها الذين إن تكلموا تكلموا بعلم وفقه ورويّة وبما يوافق الفطر السويّة والعقول المستقيمة، غير آبهين بالمصالح الدنيوية والشهرة الزائفة والركوض وراء مغريات الغرب وشهواتهم الحيوانية، ثم إن ثمة سؤال لا بد من طرحه : ما هي الفائدة من تقنين مثل هذه المسألة، وهل نحن في غفلة عن عواقب هذا التقنين على الفرد والأسرة والمجتمع بأسره؟
    كلًّ حصيف عاقل يعلم أن وراء الأكمة ما وراءها وأن خراب المجتمع يكون بمثل هذه المقدمات فأين تذهب المرأة بشهوتها من حين بلوغها حتى سن الثامنة عشرة وخاصة في زماننا هذا والذي انتشر فيه العهر والفساد في كل مكان وزاوية فالقنوات الفضائية لها ما لها، ومواقع الانترنت فيها ما فيها، والجوالات، وأفلام DVD، والصحبة والرفقة السيئة، وغيرها الكثير والكثير، فما هذا الأمر إلا فتح لباب الشر، وإغلاق لأبواب العفة والخير والبركة المنشودة في تكوين الأسر المسلمة المستقيمة، ثم أليس هذا مفتاح لأن يتخذ كل من الشاب والفتاة - الخليل والخليلة، والعشيق والعشيقة، والمغروم والمغرمة، إنها شهوة يابنة الخطيب لا يحكمها قوانينك ودساتيرك المفبركة والمستوردة من زبالة الغرب، فَعِي واسمعي واعقلي قول المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
    فما رأينا سيد الخلق حدد سناً للزواج مع أنه أخوف الناس على أمته، وأعلم الخلق بحال العباد وحاجتهم، فأقول عندها مستيقناً بالله متوكلاً على الله قد آن الأوان لأقلامكم أن تُكسر، ولألسنتكم أن تُقطع عن الخوض في الباطل والتكلم فيما ليس لكم به علم.
    ومن ثم عرّجتِ على مسألة إرضاع الكبير واكتفيت بضرب أمثلة لا نعلم حقيقتها وصحتها، والأقرب أنها من باب الكذب للترويج ولا غير، ولا حظتُ ولا حظَ الجميع أن مقالك خالٍ تماماً من كلمة عالم يعتد به من علماء الأمة ينسب إليه القول بإرضاع الكبير أو زواج القاصرات، ولا أجدني مضطراً للرد على كل مسألة وتفصيلها فكتب الفقه والفقه المقارن موجودة مبثوثة يمكن لكل أحد مراجعتها والرجوع إليها.
    ثم إنكِ دعوتِ في مقالك أيتها الكاتبة لمواجهة النصوص وقراءتها قراءة عصرية مختلفة، فلا ندري حقيقةً ما هي المعايير المعاصرة التي ستقرأين بها نصوص الكتاب والسنة وقد جاءنا قول الباري جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد(42)ٍ}سورة فصلت، ثم إنك لو كشفت لنا مصدر هذه القراءة المعاصرة أترجع إلى ديانة غير دين الإسلام، أو إلى مذهب يذهب لعبادة النفس والهوى، ثم إلى أيّ مرجع ستحتكمين إليه، فإن لم يكن لك مرجع فلا خير في مراجعتك هذه، مع أني وغيري كثير لا نوافقك أصلاً وأساساً على فكرتك هذه أبداً.
    أيتها الكاتبة : بالله عليك أليست الدعوة لمراجعة النصوص وقراءتها قراءة عصرية دعوة مفتوحة لكل من هبّ ودبّ أن يفهم النص القرآني والحديث النبوي كما يريد ويشتهي، فكل أحد له قراءته ووجهته، وكل إنسان له مغزى ومأرب يريد الوصول إليه، وفي ذلك يقول محمد أركون وهو أحد الداعين لدعوتك: "القرآن نص مفتوح على جميع المعاني، ولا يمكن لأي تفسير أو تأويل أن يغلقه أو يستنفده بشكل نهائي" هذا في كتابه "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" [ص: 143]، ويقول أيضاً في "الفكر الأصولي واستحالة التأصيل": "إنَّ القراءة –يعني قراءة النص الشرعي– التي أحلم بها هي قراءة حرة" بل يدعو أركون إلى أنَّ من حق كل فرد أن يفهم القرآن على حاجات عقله، وأن يفسره بحسب أحواله ومقتضياته وحاجاته، وأنَّ من حق كل فرد أن تكون له قراءته الخاصة للنَّص، فلا يلزم أن تذهب للعالم أو تسأل أهل الذكر، ولا حاجة لأن تنظر ماذا قال ابن عباس أو ماذا قال السلف، فلكل أحد أن يفهم حسب حاله وحسب وضعه، وهكذا أنتم تريدون أن تنتهوا إلى حرية مطلقة فلا تضبطكم قوانين شرعية وهي الأصل ولا وضعية من صنيعة البشر، ولا تعترفون بمقولة : ما أجمعت عليه الأمة أو الصحابة أو التابعون أو القرون الثلاثة.
    وهذا ما يتبجح به أمثالك وغيرك من الصحفيين والكتاب إذ يقول أحدهم: "إنَّ القراءة التي أحلم بها هي قراءة حرة إلى درجة التشرد والتسكع في كل الاتجاهات، إنَّها قراءة تجد فيها كلُّ ذات بشرية نفسَها" مبرزين شعار: "النص مقدس والتأويل حر".
    ثم قلت أيتها الكاتبة: " لا بد من وضع دماء إلهام على قماشة بيضاء والتجول بها على مقارّ رجال الدين الموقرة ... الخ"،
    ألمس من هذه العبارة وأشتم منها رائحة السخرية والاستهزاء بعلماء الأمة، ولذلك فمن الأجدر أن ينقلب السحر على صاحبه، فأقول لك:
    أرى أن تبذلي جهدك للحصول على تلك القماشة لتضعيها على رأسك وتغطي منه ما أنت مأمورة شرعاً بتغطيته، ستراً وامتثالاً، فهو أفضل من أن يراك القريب والبعيد بمظهر نساء الغرب من التعري ومخالفة الشرع الحنيف.


    تنبيه أخير على مقولتك: " ومن سخرية القدر، اقتطفها من فتاوى الشبكة الإسلامية"
    س/ هل يجوز قول: يا لسخرية القدر؟
    الفتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    فإن هذه العبارة لا يجوز إطلاقها لأمرين:
    الأول: لما تدل عليه من تسخط لقدر الله، والمسلم مطالب بأن يرضى بما قدره الله سواء كان حلوا أو مراً.
    فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط
    رواه ابن ماجه والترمذي وقال هذا حديث حسن غريب، وحسنه الألباني.
    والثاني: لما تتضمنه من نسبة السخرية إلى القدر، وهذا لا يجوز.
    قال الشيخ بكر أبو زيد في كتاب معجم المناهي اللفظية: ولا يقال: شاءت حكمة الله، ولا يقال: شاءت قدرة الله، ولا شاء القدر، ولا شاءت عناية الله، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، وإنما يقال: شاء الله، واقتضت حكمة الله، وعنايته سبحانه. انتهى
    فائدة: ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالسخرية على الرغم من أنه سبحانه أطلق ذلك على نفسه، كما جاء في سورة التوبة حيث قال تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:79].
    قال الشيخ حافظ أحمد حكمي في معارج القبول: واعلم أنه قد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله عز وجل على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال، ولكن لا يجوز أن يشتق له تعالى منها أسماء ولا تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات، كقول الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء:142]. انتهى
    ومن هذا القبيل آية سورة التوبة السابقة.
    والله أعلم. (من فتاوى الشبكة الإسلامية)
    والله المستعان، و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. والحمد لله رب العالمين .

  2. #2

    افتراضي رد: تنقيح المقال لإلجمام الكاتبة ابتهال

    لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •