تحياتي للجميع
مهم جدا عند تناول أي قضية - في العلوم الإنسانية - أن نستعين بفروعها من نفس التخصص
إن لم يكن من تخصصات أخرى، كما يفعل الفقيه؛ فهو لا يستغني عن الحديث والتفسير وهكذا
ومعروف أن أفرع علم اللغة أربعة: الأصوات - الصرف - النحو - الدلالة
وأنا أضيف فرعا هاما جدا جدا، وهو فقه اللغات السامية
ونخطئ عندما نتناول الإعراب بعيدا عن الدلالة؛ فالعلوم اللغوية متداخلة، والفصل بينها خطأ كبير
والقدامى الذين فعلوا ذلك قدموا لنا مادة علمية جافة، حتى وصلنا - بعد إنجازات الخليل وسيبويه وابن جني وأبي حيان -
إلى التسهيلات والتلخيصات والشروح.
يجب أن نميز بين نوعين من الإعراب:
1- النحوي، وهذا يلغي الدلالة
2- الدلالي، وهذا هو الذي فعلته هنا،وهو ما لفت نظر عبق الياسمين، وهو الذي يدعو إليه كل من ألف في النحو من المحدثين، من أصحاب دعوة تجديد النحو،كـ:
إبراهيم السامرائي - مهدي المخزومي - شوقي ضيف - عباس حسن - عبدالصبور شاهين - عبدالأمير الورد - فاضل السامرائي..
وينبغي أن يكون آخر همنا أن نعرف لماذا هذي مرفوعة وتلك منصوبة؛ لأن الجواب سيكون ببساطة كلمة الفراء الخالدة
" أي كذا خلقت " لكن الذي يهمنا هو فهم المعنى
والآن أعود لأسئلة أبي حاتم
محمد: فاعل،القرآن: فاعل..وهذا واضح، لكن الإشكال في مثل قولك " المدرس نحترمه جدا "
وهو بالمناسبة إشكال أورده الدكتور فاضل السامرائي في كتابه ( تحقيقات نحوية: 96) على الدكتور الراحل مهدي المخزومي
في كتابه ( في النحو العربي.. نقد وتوجيه) أما أنا فليس عندي إشكال؛ فإنه
وفق القاعدة السابقة: عدد الجمل = عدد الأفعال
تكون الجملة العمدة " نحن نحترم المدرس " فتضمر ( نحن ) ليصبح " نحترم المدرس " ثم تحذف الاسم وتضع الضمير ليصبح
( نحترمه ) وهي جملة تامة: فعل وفاعل مستتر ومفعول
أما المدرس الأولى فهي جملة أخرى، وإذ يستحيل فهم المعنى دون تقدير محذوف، فلا مانع منه
فيكون ( المدرس أستاذنا نحترمه جدا ) فهما جملتان في الواقع لا جملة واحدة
( المدرس أستاذنا: اسمية) (نحترمه جدا: فعلية)
وقد يعترض البعض على تقدير المحذوف، فأقول هذا لا بد منه، وهو أصل كلام العرب
وليس من التكلف في شيء، ومثله قوله تعالى: سورة أنزلناها، فصبر جميل
فلا يمكن فهم المعنى دون تقدير محذوف
هذا ما عندي ونرى تعليق الأفاضل، خاصة الدكتور محمد حسين جمعة