السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،جمع الإمام أبو عبد الله الحاكم تاريخًا عظيمًا لبلده نيسابور فأحسن فيه غاية الإحسان وأجاد منتهى الإجادة؛ فمن ثم كان مرجعًا للعلماء من بعده في معرفة علمائها وتاريخها وكثير من العلوم التي تحتويها أمثاله من تواريخ البلدن (كالثقافة الكائنة بين أهلها، والحضارة القائمة بها، والمروايات التي انتشرت في ربوعها..إلخ).
وقد كان هذا التاريخ أحد روافد كثير من العلماء في مصنفاتهم التاريخية خاصة؛ والمتنوعة عامة...كالذهبي في تاريخ الإسلام والسمعاني في الأنساب، وابن حجر في نكته على ابن الصلاح...إلخ.
بل إن الذهبي اختصر هذا التاريخ كما نص عليه في مقدمة تاريخ الإسلام (8/1)
لكن،،
اختفى هذا التاريخ فجأة من بين أيدي المسلمين من فترة ليست ببعيدة، وطوت هذه الموسوعة العلمية المتشعبة المنافع والمنابع أيدي الحدثان فأمست خبرًا بعد عين...
منذ متى...لا أستبعد أن يكون ذلك وقت دخول الحملة الفرنسية مصر والشام؛ فقد كان الكتاب متداولًا بين أيدي متأخري الحفاظ السيوطي والسخاوي وغيرهم؛ قال السخاوي: عندي في ست مجلدات (الإعلان: 284)، ووجد منه نقول بعد ذلك وله مختصرات بالفارسية وغير ذلك...
كل ذلك كان يجعل العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (مسند بلاد الحجاز رحمه الله) كان يجزم بأن هذا الكتاب له نسخ باقية، بل كان الشيخ يحدد موضع وجودها، ويقول إنها في إيران، وأن الشيعة يخفونها لأمر في نفوسهم.
وكما اختفى تاريخ الحاكم ؛ اختفى مختصره للذهبي...ووصل إلينا مختصر آخر لتاريخ نيسابور هو مختصر خليفة النيسابوري (نشره بهمن كريمي في طهران سنة 1339هـ شمسي [عندي منه نسخة في خزانتي الخاصة] ذكر ذلك د.بشار معروف في تحقيقه لتاريخ الإسلام(8/1)).
ومهما يكن من أمر فإن الكتاب أصبح عزيز المنال، بعيد الوصال...
نعم جمع بعض الدكاترة شيئًا من بطون الكتب لا يعدو في - مطبوعته التي نشرها - مجلدًا متوسطًا يمثل ما به نحو (10%) من مادة الكتاب الأصلي الذي ألفه الحاكم...
وهذا موضوع أفرده لجمع ما تناثر من مادة هذا الكتاب في بطون مئات المراجع - تجاوزت فيما بين يدي 530 مرجعًا - ليكون هذا الموضوع بابًا مفتوحًا لمساهمة كل من لديه نص منقول من كتاب الحاكم أو منسوبًا إليه (على غرار موضوع أخي أبو عبد الإله المسعودي [المقري في المصادر العربية] ولا يخفى عموم الانتفاع بمثل هذا الكتاب)
ولربما قيد الله في وقت من الأوقات لعبد من عباده نسخة من الكتاب فتكون المادة المذكورة هنا مساعدة في نشره، وتوثيق معلوماته
وذلك كله قيامًا بحق العلم وواجب أهله المتقدمين على جيلنا ومن بعده من الأجيال..والله الموفق،،