تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 8 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 160 من 162

الموضوع: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

  1. #141
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    * روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - قال: "لاينبغي للصدِّيق أن يكون لعاناً".

    أيضا هنا خص بالذكِرالصديق وذكرأنه لا يجوزأن يكون لعاناً أي مُكثراً من اللعن.

    والمقصود هنا بالصِدِّيق أعم من أن يكون المقصود به أبو بكر -رضي الله عنه -

    الذي عُرف بذلك اللقب وذلك حينما أسْرِي برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-

    إلى بيت المقدس وإلى السموات العلا ثم حَدَّثَ الناسَ بذلك فكذبه الكثيرون.

    وجاء بعض مَنْ يُريد أن يوقع بين الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -

    وبين صاحبه في ألغار لِيُثِيره عليه فقيل له: لقد حَدَّث بأنه قد أسرى به في ليلة

    واحدة إلى السموات العلا فقال:"إن كان حدَّث بذلك فهو حق"

    ومن يومئذ سُمِي الصديقُ صديقاً - رضي الله عنه -.

    فقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الحديث : "لاينبغي للصديق"

    هو أعم من أن يكون المقصود به أبا بكر.

    هذا الحديث يُؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز لمَنْ كان في مقام الصِديقية

    أن يغلب عليه استعمال لفظة اللعن : لعن الناس أو الدواب أوغير ذلك.

    ولاشك ولاريب أن المقصود بهذا تنزيهٌ للصدِّيقين من أن يكونوا لعانين

    وذلك إذا كانت اللعنة بغير حق ، أما إذا لعن الرجل مَنْ يستحق اللعن لاسيما

    إن كان هو في ذلك متبعا للنص في الشرع ؛ فحين ذلك لا يدخل في ذلك النهي.

    فالمقصود بتنزيه الصديقين أن يكونوا لعانين بغير حق كالغيبةِ والنميمة ونحو ذلك.

    أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أوالتحذيرأو بيان الذين يستحقون اللعن عند الله -

    عزوجل- فكل ذلك لا يدخل في هذا الباب.ونضرب مثلاً واقعياً كما جاء في الحديث الصحيح:

    "صِنفان من الناس لم أرهما بعدُ رجالٌ بأيديهم سياط أذناب البقر يضربون بها الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة العنوهن فإنهن ملعوناتٍ لايدخلن الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا"

    وجاء في حديث آخر صحيح :"فإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام"

    هنا يقول الرسول -صلوات الله وسلامه عليه -هذه المتبرجة الكاسية العارية

    إذا رأيتهن فالعنوهن فإنهن ملعونات فمَنْ فعل هذا لا يكون قد خالف هذا الحديث

    لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللعن بغير حق فليكن هذا في البال.

    *لذلك أتبع المصنف - رحمه الله -الحديثين السابقين بالأثر الآتي

    في الحديث الموقوف الذي رواه أيضاً بإسناده الصحيح عن حُذيفة قال:"ما تلا عن قوم قط إلا حق عليهم اللعن"

    ما تلا أي : تسابب بعضهم لبعض بغير حق لاستحقوا بذلك لعنة الله -تبارك وتعالى-.

    هذا يؤكد أن الذي يتنزه منه الصديقون والشهداء هو اللعن بغير حق.

    ثم يعقد المصنف باباً يُبين فيه ما الذي يفعله الصدِّيق حينما يزل لسانه فيلعن مَنْ ليس أهلاً للعن


    باب مَنْ لَعَنَ عبده فأعتقه


    *يروي بإسناده الصحيح عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- : (أنَّ أبا بكر لعَنَ بعض رقيقه فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-:"يا أبا بكر اللعانون و الصديقون؟(1) كلا ورب الكعبة مرتين أو ثلاثاً فأعتق أبو بكر يومئذٍ بعض رقيقه ثم جاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال:لا أعود)

    (1) هكذا الرواية عندالمصنف وهي عند غيره كالبيهقي في "شُعب الإيمان"بلفظ أوضح وأظهر قال:ألعانون وصديقون؟!.

    يعني هما أمران لا يجتمعا : .يعني أنتَ صِدِّيقٌ وأيضاً تلعن؟

    كلا ورب الكعبة أمران لا يجتمعان مرتين أوثلاثاً.

    أي كررهذه الجملة -صلى الله عليه وآله وسلم-ألعانون وصديقون ألعّانون

    وصديقون ألعّانون وصديقون كلا ورب الكعبة.

    فماذا فعل أبو بكر-رضي الله عنه -؟وهذا مما يدل على قوة إيمانه وحُسن

    تصديقه فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه كفارة للعنه لرقيق من أقاربه

    بغير وجه حق وبعد ذلك أكمل أبو بكر-رضي الله عنه- مساره في توبته

    حيث جاء في آخر هذا الحديث أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -

    وقال: لاأعود ، فهو لم يتب بينه وبين ربه فقط بأن أعتق رقيقه

    بل هو أيضاً سارع إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مظهراً ندمه

    على مافعل وعزمه على ألاَّ يعود.

    س:- هل يجوز لعن الشيطان؟

    ج:- لعن الشيطان من حيث استحقاقه يجوزلأنه ملعون وطريد

    لكن جاء في بعض الأحاديث أن الشيطان إذا أضرَّ الإنسان أو وَّرطه

    وأغضبه فإذا الإنسان يلعن الشيطان ؛ يصير الشيطان يقول:أنا سويت,

    أنا فعلت ، فحتى المسلم ما يفتح الطريق لفرح الشيطان ما ينبغي أن

    يلعن الشيطان وإنما يستعيذ بالله -عزوجل- من شر الشيطان الرجيم.

    يعنى هوملعون من يوم الله -عزوجل- أمره أن يسجد لآدم فأبى واستكبر وقال:

    أأسجد لمن خلقت طيناً ، ومن يومها قال الله -عزوجل-:فإنَّ عليك لعنتي إلى يوم الدين.

    فهو ملعونٌ من يومها فعلاً ولكن مادام الله لعنه انتهى.

    فنحن إذا قلنا:لعنة الله على الشيطان نُدخل الفرح والسرور على نفس

    الشيطان وأقررنا له أننا نتأثر فعلا منه ؛ ولذلك الرسول -صلى الله عليه

    وآله وسلم-أدبنا ووحسَّن تأديبنا وعلمنا وحسَّن تعليمنا فقال:"إذا وقع أحدكم في شيءٍ من ذلك فلا يلعنه لأنه يقول:أنا الذي فعلت إنما يقول:أعوذ ُباللهِ من الشيطان الرجيم".



    يتبــــــع .

  2. #142

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاكِ الله خيرا، وبارك فيكِ
    أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك، وأن ينفع بك.

    دعواتنا لك بالتوفيق.

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  3. #143
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن طالبة علم مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله خيرا، وبارك فيكِ
    أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك، وأن ينفع بك.

    دعواتنا لك بالتوفيق.
    جزاك الله خيرا وأحسن إليك أختنا الكريمة سعدنا بمروركم العطر .

  4. #144
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    باب لعن الكافر



    *أورد المصنف فيه حديثاً واحداً صحيحاً عن أبي هريرة قال:قيل يارسول الله! اُدعُ الله على المشركين.قال: "إني لم أبعث لعاناً ولكن بُعِثتُ رحمة" .


    ترجم المصنف -رحمه الله- لهذا الحديث بترجمة ليس فيها بيان حُكم لعن الكافر

    لأنه لم يقل باب بيان جواز لعن الكافر أو باب عدم جواز لعن الكافر

    وذلك لأن المسألة أولاً مُختلفٌ فيها ، وثانياً لأن الأصل أن المسلم ينبغي ألا يُعود لسانه على لعن غيره حتى ولو كان مُستحِقاً.

    وفي ظني أن هذا الحديث كان من آثار تأديب رب العالمين لنبيه الكريم

    فقد جاء في"الصحيحين"من حديث أنس بن مالك أنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-كان قد أرسل مرة سرية من أفاضل الصحابة فلما أتوا قبيلة من القبائل أمنوهم ثم غدروا بهم فقتلوا منهم سبعين صحابياً من افاضل أصحاب الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-ومن قرائهم وحُفاظ القرآن الكريم ، فلما بلغ خبرهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حزن حزنا شديداً حتى قال أنس بن مالك:ما رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وجِدَ أي حزن على شيء وجْدَهُ على هؤلاء الصحابة.

    وكان حزن النبي على أولئك الصحابة لسببين :

    1-أنهم كانوا من عُبَّاد الصحابة ومن قرائهم.

    2- أنهم قتِلوا غدراً ولم يُقتلوا وهم يُلاقون وجه العدو وجهاً لوجه وإنما غدر بهم أولئك الكفار.

    ولذلك حزن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عليهم حزناً شديداً

    فكان يدعوا على هؤلاء الكفار ويلعنهم في كل صلاة من الصلوات الخمس

    ثم اقتضت حكمة الله -تبارك وتعالى-أن النبي -صلى الله عليه وآله

    وسلم-بعد أن قنت على هؤلاء الأقوام شهراً كاملاً ونزلت عليه تلك الآية : (ذهبت الآية عن ذهن الشيخ وقال هؤلاء الذين تدعوا عليهم ليس عليك هداهم ولكن الله-عزوجل-قد يهديهم هذا معنى الآية) (1)

    فإذا بالقوم يرجعون مسلمون فظهر السر في نزول الآية على رسول الله

    -صلى الله عليه وآله وسلم- كأنه لايُريد منه أن يظل يدعوا عليهم ويلعنهم.

    فكانت النتيجة أن هؤلاء الأقوام الذين كان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-

    يلعنهم غدوا مسلمين.

    وهنا السر في أنه لا يجوز أو لا يُستحب على الأقل أن يلعن المسلم كافراً

    بعينه لاحتمال أن يعود مسلماً واحتمال آخر أن يصير إسلامه خيراً من المسلم

    الذي ورث إسلامه عن آبائه وأجداده.

    فالظاهر واللهُ أعلمُ أن هذا الحديث كان من بعد أن أدب الله -عزوجل-

    نبيه -عليه الصلاة والسلام- بذلك الأدب حيث نهاه أن يظل ويستمر في لعن

    أولئك الكفار ولذلك حينما طُلِب منه -صلى الله عليه وسلم-أن يلعن الكفار

    كان جوابه في هذا الحديث : "لم أبعث لعاناً وإنما بُعِثتُ رحمة"

    فهو يُريد أن يُقرن القول مع العمل والعمل مع القول : فكما أن دعوته رحمة

    كما قال -عزوجل-:{وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين}أ ي تدعونهم لشريعته

    كذلك هو يُريد أن يكون رحيماً مع الناس حتى في لفظه فهو لا يلعن حتى

    المشركين الذين يُعادون الله ورسوله لايلعنهم لأن:

    1-اللعن ليس فيه كبير فائدة.

    2-أنه من المحتمل أن يعود هؤلاء الكفار مسلمين

    وكلنا يعلم أن كل الصحابة الذين آمنوا بالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-

    كانوا كفاراً مشركين ومنهم من عاداه أشد العداء مثل عمربن الخطاب مثلا

    ومع ذلك صار فيما بعد من أكبرالمسلمين وأقواهم إيماناً بعد أبي بكرالصديق-رضي الله عنهما-.

    فلو أن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- توجه وجعل ديدنه لعن الكفار

    والمشركين الذين كانوا يُعادونه لظهر التناقض في النهاية هؤلاء الذين

    يلعنهم إذا بهم يصبحون مسلمين مؤمنين .

    فاقتضى حُسن أدب الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- مع الناس

    ألا يستعمل لفظة اللعن حتى مع الذين يستحقون اللعن من الكفار

    وهكذا نقول كما قال رب العالمين: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}

    ذلك لأنه إذا كان الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- يشرع لنا في هذا الحديث

    ألا نلعن الكفار المشركين فأولى وأولى ألا نلعن المسلم ولو كان عاصياً

    وهذا كما نقول وضع قاعدة وأدب للمسلم ينتهجه ويمشي عليه.

    لكن أحيانا قد يغضب الإنسان فيفلت لسانه كلمة اللعن أو ماشابه ذلك

    فهذا ليس أحد معصوم منه ولكن الرجل الكامل كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم-

    فى حق قوله: "واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"

    فإذا ما وقع أحدٌ من الناس في مثل هذه الخصلة بأن يلعن من الناس ما لا يستحق

    اللعن كما قلنا في قصة أبي بكر الصديق حيث لعن غلاما عبداً له فكان

    من نتيجة ذلك أن أعتق بعض رقيقه.

    إذن يجب أن نُعود أنفسنا ألا نتكلم إلا بخير لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم:
    "فمَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".



    يتبـــــع .


    ______________________________ _____

    (1)- ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم ) آل عمران

  5. #145
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    باب النمام

    *روى المصنف بإسناده الصحيح عن همام: ( كنا مع حُذيفة فقيل له:إن رجلاً يرفع الحديث إلى عثمان فقال حذيفة:سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:"لا يدخل الجنة قتات").

    كنا مع حذيفة هو خذيفة بن اليمان وهو من مشاهير أصحاب رسول الله

    -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان له خصوصية منه لا يُشاركه فيها أحدٌ غيره

    ذلك أنه كان صاحب سر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان معه أسماء

    المنافقين الذين كانوا لا يعلمهم أحد من البشر إلا النبي ثم حذيفة.

    فقد كان صاحب سر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان يعلم أسماء

    المنافقين ولذلك كان عمر مع فضله ومع أنه كما قال -صلى الله عليه

    وآله وسلم-فيه:"ما سلكتَ فجاً إلا سلكَ الشيطانُ فجاً غير فجك"

    مع هذا كان عمر يأتي إلى حذيفة و يُناشده ويسأله :

    هل أنا مذكورٌ في أسماءِ هؤلاء المنافقين؟

    فيذكر له بأن لا.

    هذا حذيفة قيل له أنَّ رجلاً يرفع الحديث إلى عثمان هذه جملة عربية

    ولكن طرأ عليها اصطلاح في علم الحديث فهي من الناحية العربية

    يرفع الحديث إلى عثمان معناه:ينم والنميمة لا أحد يجهل معناها.

    لكن القتات المذكور في الحديث يُفسر تفسيراً أدق قليلاً من النمام.

    يرفع الحديث إلى عثمان يعني:ينم والنميمة هو يكون جالساً ويسمع

    الحديث بين الناس يسمع واحد يذم في آخر أو يطعن فيه بحق أو بباطل

    فما يكون من هذا النمام إلا أن ينقل هذا الكلام إلى الذي طُعِن فيه يقصد

    الإيقاع بين الطاعن والمطعون فيه.

    فهذا الرجل كان يرفع الحديث إلى عثمان بمعنى أنه كان يجلس مع الناس

    فيسمع ماذا يتحدث الناس عن عثمان فمن المعلوم أنه في العصر العثمانى

    فتن كثيرة جداً وكان عاقبة ذلك مع الأسف الشديد أن خرج جماعة من الناس عليه

    فقتلوه وهو في بيته يتلو كتاب الله.

    فلاشك أن كل فتنة إنما تعظم لابد أن يكون هناك مقدمات تفد منها قبل ذلك

    فما معظم النار إلا من مُستصغر الشرر.

    ففي هذا الجو في زمن عثمان بن عفان كان هناك رجلاً يجلس في المجلس

    فيسمع أي إنسان يتكلم ضد عثمان فيُسارع ويقول له فلان قال فيك كذا وكذا

    يُريد أن يغري عثمان بهذا الإنسان الذي تكلم فيه وهذه هي النميمة.

    كما قيل لحذيفة بن اليمان أنَّ فيه رجلاً يرفع الحديث يعني ينقل الحديث

    إلى عثمان على طريق الإفساد والنميمة هذا هو المعنى اللغوي لكن المعنى

    الاصطلاحي يرفع الحديث اختصار قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-

    هذه تفرق بين المعنى الاصطلاحى يرفع الحديث يعنى ينسبه للرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم- والمعنى اللغوي يرفع الحديث يعني ينمه

    فإذا جاءت هذه العبارة يرفع الحديث ما في سياق السياق يسمى بأن

    يقصد المتكلم النميمة فمعنى يرفع الحديث أي ينسبه إلى النبي -عليه الصلاة

    والسلام-أما هذه فواضح جداً أن المقصود في قوله يرفع الحديث إلى عثمان

    أي ينقل الكلام الذي سمعه من الطاعن في عثمان إلى عثمان يقصد

    إغراء عثمان عليه أو الإفساد بينهما فكان جواب حذيفة أن قال:

    سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "لا يدخل الجنة قتات"

    من المشهور تفسير القتات بالنمام وهذا معناه لا يدخل الجنة نمام

    ولكن بعض العلماء ذكر تفصيلاً للنميمة وحُمل على وجه من وجوه ذلك

    التفصيل أن هذا اللفظ "القتات":إذا كان الرجل يجلس في المجلس بين الناس

    ويسمع فلاناً إيش يقول على فلان فينقله فهذاهوالنمام.

    أما الذي لا يجلس مع الناس إنما يتلصص من وراء حجب الناس لا يعرفون

    أن هناك إنسان يتجسس عليهم مثل الجاسوس فيسمع كلمة فيها طعن في

    شخص فسرعان ما ينقلها إلى ذلك الشخص المطعون فيه بقصد الإفساد

    أيضا فهذا معناه القتات.

    إذن القتات نمام ولاشك لكن ليس كل نمام قتات.

    ومن ناحية علم الأصول فيه عموم وخصوص كذلك في اللغة كل قتات نمام

    ولكن ليس كل نمام قتات لماذا؟

    لأن النمام الذي يسرق الحديث ويُردد وينقل الحديث إلى المطعون فيه

    هو يقصد الإفساد فالتقى في هذه النقطة مع النمام الذي يكون في المجلس

    وينقل الكلام بقصد الإفساد.

    لكن الفرق بين النمام والقتات أن النمام يكون جالساً لا يتجسس

    أما القتات يتجسس وينقل الكلام فهويجمع بين مصيبتين أوبين إثمين

    إثم التجسس وقد قال تعالى:{ولاتجسسوا } وجاء في ذلك أحاديث كثيرة

    ثم زيادة على ذلك ينقل الكلام الذي سمعه من بعض الجالسين في المجلس

    إلى المطعون فيه بقصد الإفساد بينهما هذا معنى القتات فكل قتات نمام وليس كل نمام قتات.

    - كيف يصير هذا كل إنسان حيوان وليس كل حيوان إنسان؟

    أي أنَّ ذلك معروف في اللغة والاصطلاح.

    كل إنسان حيوان لأن حيوان اسم جنس يدخل فيه الإنسان الناطق والحيوان

    الصامت فيتميز بذلك الإنسان عن الحيوان فإذا قلت الإنسان حيوان صدقت

    لكن لاتستطيع أن تقول كل حيوان إنسان فكذلك إذا قلت القتات نمام صحيح

    لأنه ينقل الكلام بقصد افساد لكن النمام ليس قتات لأن طبيعة القتات

    أنه ينقل الكلام من وراء حُجب.

    بقي نقطة هامة في الحديث يكفي الإشارة إليها لكثرة ما مر معنا

    بالتعليق على مثلها "لايدخل الجنة قتات" : هل معنى هذا أن القتات أو النمام

    أو الديوث أو أي إنسان قيل فيه لايدخل الجنة في الأحاديث هل معنى ذلك أنَّ

    النميمة صاحبها كافرٌ حرامٌ عليه دخول الجنة؟

    هكذا يبدو من الحديث ألا يدخل الجنة قتات ولكن يجب ألا نفهم الحديث لوحده

    ولكن مضموماً إليه كل النصوص من الكتاب والسُنة التي تُساعدنا على فهم

    الحديث فهماً صحيحاً.

    فلو فهمنا الحديث على ظاهره"لا يدخل الجنة قتات" يعني حرمت عليه الجنة

    مثل الكافر إذن تعارض هذا الفهم مع نصوص الكتاب والسُنة أشهرها

    وأقواها دلالة قول الله -عزوجل-:{أنَّ اللهَ لا يغفرُ أن يُشرَكَ به ويغفِرُ ما دون ذلك لمَنْ يشاء}.

    فكيف يُقال:لا يدخل الجنة قتات والله يقول:"يغفر مادون ذلك لمن يشاء"؟

    بهذه الآية ونصوص كثيرة فسر العلماء مثل هذا النص بعدة تفاسير:

    1-لايدخل الجنة قتات أي لايدخل الجنة مطلقاً مَنْ يستحل النميمة بقلبه
    لأن استحلال المعصية بالقلب هو كفر وردَّة وحينئذ يبقى الحديث على ظاهره
    لا يدخل الجنة مطلقا لأنه باستحلاله لهذه المعصية استحلالاً قلبياً صار كافراً.

    2-لايدخل الجنة مع السابقين الأولين: يعني لا يدخل الجنة بدون حساب وبدون
    عذاب ومفهوم هذا حينئذٍ أنه لايدخل الجنة يعذر من.

    3- لايدخل الجنة إلا بعد أن يأخذ نصيبه من العذاب لقاء معصيته سواء
    كانت نميمة أوزنا أو دياثة أو كان أي شيءٍ مما جاء فيه مثل هذا النص :"لا يدخل الجنة..".



    انتهى بفضل الله الشريط الحادي والعشرون ...

    يتبــــــــــــ ع .

  6. #146
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط الثاني والعشرون


    تابع باب النميمة


    *عن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-:"ألا أخبركم بخياركم؟"قالوا: بلى قال:"الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله .أفلا أخبركم بشراركم ؟" قالوا: بلى قال:"المشاءون بالنميمة المفسدين بين الأحبة الباغون البُراء العنت".

    (صحيح لغيره) إذا ماجاء مايشهد له تقوى به لذلك كان هذا الحديث صحيحاً لشواهده.

    أسماء بنت يزيد من الصحابيات الجليلات تروي لنا هذا الحديث قالت:

    قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "ألا أخبركم بخياركم؟

    "قالوا:بلى ، قال:الذين إذا رُؤوا ذُكِرَ الله : هذا يُشير إلى قاعدة الظاهر

    عنوان الباطن ، يعني المسلم الذي هو حقيقته مُتمسكٌ بإسلامه هذا الإسلام يتجلى على مظهره

    وقد ذكرتُ في أكثر من مناسبة بعض الأحاديث الصحيحة التي تدلنا على ارتباط

    الظاهر بالباطن من أشهر وأقوى هذه الأحاديث في تمام الحديث المشهور

    الذي أوله:"إنَّ الحلالَ بيِّنٌ والحرامَ بيِّنٌ"ثم قال - صلى الله عليه وآله وسلم-:
    "ألا إنَّ في الجسد مُضغة إذا صَلُحَت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

    فهذا الحديث ربط صلاح البدن بصلاح القلب قريب جداً هذا الصلاح

    الظاهر بالباطن,الروحي المعنوي لصلاح الجسد المادي ارتباطاً بالقلب المادي.

    كذلك القلب إذا كان سليماً من الناحية الطبية ففي الغالب يكون البدن كذلك.

    هكذا الشأن تماماً من الناحية المعنوية الروحية ، فإن كان القلبُ عامراً بالإيمان

    مُمتلئاً باليقين بما جاء به الإسلام؛ ظهر أثرُ ذلك على جوارح هذا الإنسان

    فإذا رُئيَ هذا الإنسان الصالح المؤمن ذُكِر الله لأنه يتجلى عليه آثار

    التقوى والصلاح على نحو ما قال الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح: "نَضَّرَ اللهُ امرءًا سَمِعَ مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمِعها فرُبَ مُبلِغٍ أوعى لها من سامع".

    الشاهد من هذا الحديث قوله:"نضر اللهُ امرءًا"هذا دعاء من النبي

    - صلى الله عليه وآله وسلم- بالنضر لهذا الذي سمع حديث الرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم بلغه إلى المسلمين ليتفقهوا فيه.

    وقد علل الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-الأمر بالتبليغ لقوله:

    "رُبّ مبلغ أوعى لها من سامع".يقول علماء الحديث وشُرَّاحه :

    فقد استجاب الله -عزوجل- دعاء نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-

    ولذلك تلك النُضرة هذه تُرى على وجوه المُشتغلين بالحديث.

    وهكذا أيضا كل رجل قد عُمِّرَ قلبه بالإيمان الصادق ظهر أثره على بدنه

    فإذا رُئي ذُكِرَ الله -عزوجل- برؤيته.

    نحوه ما ثبُت عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه سُئل عن أحسن

    الناس قراءة للقرآن : مَن أحسن قراءة للقرآن؟

    فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-:"الذي إذا قرأ رُئِي أنه يخشى الله"

    رُئي:بمعنى ظن السامعون بأن هذا القارئ يخشى الله.

    وهذه حقيقة يشهد بها كل مؤمن مخلص بتلاوة إنسان اتخذ القراءة مهنة

    وتجارة عاجلة ، فهذا كأنه تمهن القرآن كأنه تغنى به بينما إنسان يتلو

    كلام الله -عزوجل- يشعرالسامعون بأنه يقرأ وهو يخشى الله -تبارك وتعالى-.

    فخيرُ الناس هو الذي إذا رُئي ذكِرَ الله برؤيته إما أن يكون رجلا صالحاً

    متعبداً فحينما يراهُ الناس يتنبهون لصلاحه حين يرون إيمانه يشع

    حيث الناس الذين مازال في قلوبهم الإيمان يتمنون أن يكونوا مثله ,

    أو أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر كذلك إذا رأوه تأثروا به

    وتفقهوا به فاستفادوا منه فكان هذا الذي يُرى ذُكِرَ الله خير الناس.

    وعلى العكس من ذلك ثنى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- و قال: "ألا أخبركم بشراركم؟"قالوا:ب لى.

    أي مَنْ هم شِرار الناس؟ قال:"المشَّاءون بالنميمة"

    المشاءون:صيغة مبالغة يعني ديدنهم دائما وأبداً أن يسعوا إلى نقل

    الكلام المُفسِد من إنسان إلى إنسان آخر للإيقاع بينهم والإفساد بينهم.

    هؤلاء هم شرار القوم وينتج من ذلك أنهم يُصبحون كما جاء في ذلك الحديث:

    "المفسدون بين الأحبة " بسبب سعى النمام

    القتات بينهما فلا يزال ينقل الحديث من هذا إلى ذاك ومن ذاك إلى هذا

    حتى تقع الواقعة بينهما وتفسد العلاقة الوطيدة بينهما.

    ومن أخلاق هؤلاء شرار الخلق شرار الناس الباغون:أي الطالبون المتكلبون

    يتقصدون للبرّاء:جمع برئ على وزن علماء.

    ويطلبون لهم العنت: وهو الهلاك أي الأسباب التي تؤدي إلى هذا الهلاك.

    إذن خير الناس الذين إذا رُؤوا ذكِر الله ، وشر الناس الذين يمشون بالنميمة

    يُفسدون بين الأحبة يُطالبون للأبرياء الهلاك.


    يتبــــــــــــ ـــــع .

  7. #147
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الباب الثاني أحاديثه موقوفة لكنها ثابتة .


    باب : مَنْ سَمِعَ بفاحشةٍ فأفشاها


    * روى بإسناده الحسن عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -قال:" القائل الفاحشة والذي يُشيع بها في الإثم سواء"

    الذي يتكلم بكلمة فاحشة يتهم فلاناً أو فلاناً بتهمة باطلة فيتلقفها رجلٌ آخر

    أو امرأة أخرى فيذيعها ويشيعها ؛ فهذا المُتلقف وهذا الأول الكاذب المفتري

    في الإثم سواء وهذه جزئية تلتقي مع قاعدة كلية وهي التعاون على البر والتقوى

    و التعاون على الإثم والعدوان منهىٌ عنه شرعاً لذلك لعن الله في الخمر عشرة

    ولعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، و من هذا الباب تماماً :

    قائل الفاحشة والمتكلم بها كالذي ينشرها هما في الإثم سواء.

    هذا معناه أن يتنبه المسلم سواء كان ذكراً ًأم أنثى ويجب أن يكون متيقظاً

    لايلقي بالاً لكل كلمة يسمعها ثم هو يلتقطها كالمغناطيس لا يُفرق بين حديد

    صدئ وحديد نظيف ثم يلتقط هذا الكلام ويذيعه بين الناس فهما في الإثم مشتركان

    فعلينا أن ننتبه لما يُلقي على مسامعنا من كلام ولا نتسرع إلى نقل هذا الكلام إلا بعد التثبيت.

    كذلك قال الله تعالى في القرآن: {ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسِقٌ بنبأ فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا على مافعلتم نادمين}.



    *روى بإسناده الصحيح عن شُبَيل بن عوف قال:( كان يُقال:مَنْ سمع بفاحشةٍ فأفشاها فهوفيها كالذي أبداها)

    نفـــــــــــس المعـــــــــــ ـــــــنى.



    *عن عطاء - وهو من كبار التابعين - روى عنه بإسناد صحيح أنه كان يرى النكال"العقاب"عل ى مَنْ أشاع الزنا يقول قد أشاع الفاحشة.

    يعني المُشيع للزنا هنا كان عطاء بن أبي رباح يرى مُعاقبته

    ليس هو الذي يرمي المُحصنات المؤمنات والمؤمنين بما ليس فيهن

    وإنما هو الذي يسمع هذا الكلام ثم يذيعه ؛ فهذا يستحق المُعاقبة من الحاكم المسلم.




    يتبــــــــــــ ــــع .

  8. #148
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    باب العيَّاب


    *أورد المصنف هذا الأثر بإسناده الصحيح عن على قال: ( لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُدراً فإن من ورائكم بلاءً مُبَّرحاً مُبلِجاً وأمُوراً مُتماحلة رُدُحاً ).

    هذا الحديث فيه ألفاظ غريبة جداً من الناحية العربية :

    -عُجُلاً:جمع عَجِل أي مستعجل.

    -مذاييع:جمع مذياع أي يشيع الفاحشة بلاغاً.

    المقصود من هذا الكلام العربي الفصيح لعلي بن أبي طالب ابن عم الرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم- هو نهى المسلم أن يكون من دأبه المُسارعة

    إلى نقل عيوب الناس وإشاعتها بين الناس.

    ل اتكونوا عُجُلاً مذاييع جمع مذياع والمذياع اليوم معروف اصطلاحاً

    ما المراد به لأنه عنده الوسيلة البالغة لإذاعة مختلف أخبار الدنيا.

    علي -رضي الله عنه- ينصح المسلمين ألا يكونوا عُجُلاً في إذاعة الأخبارعن عيوب بعض المسلمين.

    بُذراً : فيها تأكيد للمعنى السابق وهو الذي لا يستطيع أن يكتم السر.

    وهذا يقع في كثير من الأحيان خلاف أدب الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-الذي يقول:"إنما المجالسُ بالأمانة"

    اثنين ثلاثة قاعدين مع بعض يجرهم الحديث إلى أمور خاصة فيتحدث أحدهم

    بشيء يتعلقُ به بماله بزوجه بولده بشيء من متعلقاته ظناً منه بأن الذين

    في المسجد لا يُذيعون هذا الخبر فإذا بهذا الكلام بعد سويعاتٍ منتشراً بين الناس شائعا.

    هذا جمع بذور وهو الذي ينشر السر ولا يستطيع أن يكتمه.

    لماذا يقول على هذه النصيحة ويوجهها للناس؟

    يقول: فإن من ورائكم بلاءً مُبرحاً مُبلجاً هذه الكلمات كناية عن

    أنها كثيرة الضرر والإفساد والإهلاك ، هذا البلاء سيأتي فيما بعد.

    كذلك قوله:وأموراً مُتماحلة وهي الفتن التي يأخذ بعضها برقاب بعض

    وتستمر رُدحا وهي فتنٌ ثقيلة جداً.


    *روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبي جُبيرة بن الضحاك قال:( فينا نزلت -بني سلمة- ولا تنابذوا بالألقاب)الحجرا قال:قدم علينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وليس منا رجل إلا له اسمان فجعل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:يا فلان فيقولون:يا رسول الله إنه يغضب منه.


    الغرض من هذا الحديث شيآن:

    الأول بيان سبب نزول هذه الآية ، والآخر حُكم شرعي.

    نزول هذه الآية:- يقول أبو جُبير بن الضحاك أن النبي -صلى الله عليه

    وآله وسلم- لما جاء المدينة كان لهم عادة أن كل رجل له اسمان اسم حسن

    يرضاه واسم قبيح يرفضه ، فكان من عادتهم أن يُنادي الرجل الآخر

    فيما إذا أراد أن ينتقم منه ناداه باسمه القبيح والعكس إذا كان راضياً عنه ناداه باسمه الطيب.

    فلما جاء الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة ووجد الناس

    لهم هذه العادة وهو لا يلاحظ أنهم اعتادوا أن الرجلَ يُنادي باسم له

    وهو لا يرضاه فنادى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-رجلا

    باسمه يعرفه أنه اسمه قيل له:يا رسول الله إنه يغضب من هذا الاسم

    فأنزل الله-عزوجل-: {ولا تنابذوا بالألقاب}.هذا سبب نزول الآية.

    ومعنى هذا أن الرجل الصالح ولا أصلح في الصالحين بعد نبينا محمد

    -صلى الله عليه وآله وسلم- قد ينجر في بعض العادات السيئة لأنه لا يُلاحظ هذا

    فيُنادي بعض الناس باسم لا يرضاه وهو -صلى الله عليه وآله وسلم-

    ليس مسئولاً بهذه المُناداة التي لا يرضاها المنادي لأنه كان حديث عهدٍ

    بعادات المدينة وسكانها وذلك فقد أنزل الله -عزوجل-هذه الآية الكريمة :

    {ولا تنابذوا بالألقاب} أي لا يُنادي أحدكم أخاه باسم لا يرضاه أو بلقبٍ له

    ما تبناه وإنما يُناديه باسمه الذي سماه أبوه وأهله به.

    الحُكم الفقهي:-لا يجوز للمسلم أن يتقصد إيذاء أخيه المسلم بتلقيبه بلقب

    يزعجه ولا يرضاه لأن الآية نزلت في عدم التنابذ بالألقاب ولو كان ذلك

    من عادة الناس في بعض البلاد فالله-عزوجل-أدب نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-

    أحسن الأدب ومن ذلك أنه أنزل عليه هذه الآية أي لايُنادي بعضكم بعضاً

    بألفاظ سيئة وإن كان لا يُريد إزعاج أوإغضاب هذا الذي يلقبه بذاك اللقب

    الذي لا يرضاه فمن باب أولى ألا يجوز في الإسلام ابتكار وابتداع لقب

    لإنسان مسلم بقصد إزعاجه وإغضابه.

    فهذا أدب من آداب الإسلام نجد مع الأسف الشديد كثيراً من المسلمين

    قد ابتعدوا عن هذا التأدب بأدبه ، فلا ينبغي لمسلم أن يلقب أخاه المسلم بلقبٍ لا يرضاه ولايريده.

    أنا أذكِر بلقب شاع وعمَّ في البلاد في اتهام أمثالنا نحن الذين ندعو

    إلى اتباع الكتاب والسُنة فلقبونا بالوهابيين.

    هذا التلقيب من لفظه لا شيء فيه في الحقيقة إنما الشيء الكثير يأتي فيه

    من جهة قصد المستعمل له ذلك لأن لفظة الوهابي وهو لفظ مبارك

    لأنه نسبة إلى اسم من أسماء الله -عزوجل-لا نسبة أفضل وأشرف منها

    كذلك وهابي نسبة إلى الوهاب وهو الله- تبارك وتعالى-فهذه النسبة

    وهذا التلقيب بالوهابي من الناحية اللفظية من أحسن الألقاب بل هو يدخل

    في نوع آخر من الآداب الإسلامية سيأتي لو كان المُطلِق له

    يعني ما يدل عليه هذا اللفظ ألا وهو باب التمادح فهو حينئذ يدخل

    إذا قلنا لإنسان : أنت وهابي بالمعنى اللغوي الأصيل منه ، كما لو قلنا له أنت رباني

    حينذاك ينتقل الموضوع وينقلب رأسا على عقب يدخل في باب قوله تعالى: {ولاتُزكوا أنفسكم هو أعلمُ بمَنْ اتقى}.

    لكن الخطأ يأتي من هذا الاستعمال من جهة افتراض معنى سيء لهذه

    اللفظة الطيبة وهابي لأنه يُساوي عندهم كأنه زنديق والعياذ بالله.

    فهم يُصرحون مع الأسف بجهلهم بأن هذا الوهابي لا يحب الرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم- ونحو ذلك من الافتراءات الكثيرة.

    فتلقيب المسلم بمثل هذا اللفظ الذي يُزعجه هذا مما نهى عنه الرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم-وأدَّبَ المسلمين : {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعدالإيمان}

    يعني ربنا يذم الاسم الفاسق الخارج عن أدب الإسلام وعن طاعة رسول الله

    -صلى الله عليه وآله وسلم- فيجب ان نُلاحظ هذا في كل استعمالاتنا بعضنا مع بعض

    فلانُ لقب إنساناً بلقب أو باسم هو لا يرضاه ولا يحبه بل يُناديه باسمه الذي

    اختاره هو بنفسه أو أهله له.

    من هذه الألقاب السيئة والفاحشة في آنٍ واحد ما سيأتي في الأثر الذي يلي الحديث السابق.



    يتبــــــــــــ ــع .

  9. #149
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    *روى المصنف -رحمه الله - بإسناده الحسن عن عكرمة قال: ( لاأدري أيهما جعل لصاحبه طعاماً ابن عباس أو ابن عمه فبينما الجارية تعمل بين أيدهم إذ قال أحدهم لها:يا زانية فقال: مه إن لم تَحُدَّك في الدنيا تحُدك في الآخرة قال:أفرأيت إن كان كذا؟ قال ابن عباس:"إنَّ اللهَ لا يُحب الفاحش المُتفحش")


    عكرمة من تلامذة ابن عباس - رضي الله عنه -

    لاأدري أيهما جعل لصاحبه طعاماً:هذا تحير هو يقول :

    ابن عباس أوابن عمه صنع طعاما ودعا ناساً.

    يا زانية هذا لفظ فحش صريح.

    فقال:مه يعني ابن عباس يُحذر هذا القائل لهذه الكلمة.

    إن لم تحدك في الدنيا تحدك في الآخرة:يُشير بهذا إلى أن قول المسلم

    لأخيه المسلم أو أخته المسلمة يا زاني يا زانية هذه فرية واتهام بالفاحشة

    والمتهم بالفاحشة يستحق الجلد عقوبة له في الدنيا ولعذابُ الآخرة أشد وأبقى.

    يقول ابن عباس في ذلك الرجل الذي صدرت منه هذه اللفظة القبيحة

    وهو ينبذ باللقب القبيح يقول له: إن هذه الجارية وهي جارية عبدة مملوكة

    قد لا تستطيع أن ترفع أمرها إلى مَنْ يُقيم الحد عليك من أجل اتهامك

    إياها فلا تغفل فإنها ستُقيم هذا الحد عليك في الآخرة يعني إن الله

    -عزوجل- الذي لا يظلم الناس شيئاً والذي يتساوى عنده الناس يوم القيامة

    فلا غني ولا فقير ولا سيد ولا مسود ولا رئيس ولا مرءوس بل كلهم

    كأسنان المشط سواء لا فرق بينهم إطلاقاً ، فهناك إذا ما وُضِعَ الميزان

    يوم القيامة وحُوسب الناس وتبيَّن أن هذا الرجل اتهمها فعلاً بأنها زانية

    فالله - عزوجل - يأخذ بحقها لها منه ويُعذبه بالمقدار الذي يستحقه.

    فهذا تحذيرٌ من ابن عباس للمسلم من أن يتلفظ بمثل هذه اللفظة

    فيُعاقب عليها إما في الدنيا وإما في الآخرة.

    قال:أفرأيت إن كان كذلك؟

    قال:إنَّ الله لا يُحب الفاحش المُتفحش

    الرجل الذي قال عن الجارية وناداها:يا زانية يعود ويسأل ابن عباس

    إذا كنت أقول لها وهي كذلك؟

    يعني ليست خادمة نظيفة وشريفة هي كما قال هو ، فما هو رأيك

    يا ابن عباس هل أنا أعاقب كذل لو أني وصفتها بما فيها؟

    قال:إن اللهَ لا يُحب الفاحش المتفحش:أي حسبُك أن تلفظت بلفظ فاحش سيء

    كأنه يقول له اجتنب هذه اللفظة حتى ولو أنك علمت أنها صادقة عليها

    وهي مُتصفة بها فعليك أن تُهذب لفظك وتحفظ لسانك.


    * ثم أتبع المصنف ذلك بالحديث الصحيح رواه عبد الله بن مسعود

    كما رواه عن أبي هريرة ، وهذا من الحاديث النادرة حيث يسوق المؤلف

    باسنادين اثنين عن صحابيين جليلين بحديثٍ واحد فهو رواه هنا

    بإسناده عن إسرائيل عن الأعمش عن أبي هريرة.هذا السند الأول ،

    ثم قال:وعن علقمة عن عبد الله وهذا هو الإسناد الثاني.

    وعبد الله هو ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".


    بالنسبة للإسناد الأول نحن قلنا إن هذا الحديث صحيح لكن نظرة

    ولو سريعة على الإسناد الأول وهو رواية عن الأعمش عن أبي هريرة

    يتبن أن هذا الإسناد لا يصح لأن الأعمش لم يدرك أبا هريرة فهو إسناد منقطع

    ولو أن الحديث تفرد بهذا الإسناد أو أن هذا الإسناد تفرد بهذا الحديث

    لكان الحديثُ ضعيفاً لا يُحتجُ به ولا يجوز نسبته إلى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-

    فالأمر ما عطف البخاري وقال عن علقمة يعني أن الراوي لم يرو فقط عن الأعمش

    عن أبي هريرة بالإسناد المنقطع إنما رواه أيضا عن علقمة عن عبدالله بن مسعود.

    فرواية الأعمش عن عبد الله فى هذا الحديث منقطعة وروايته عن علقمة

    عن عبد الله مُتصلة فصح الحديث بالطريق الثاني دون الأول.

    الحديث لايحتاج إلى تعليق فهو واضح في نفسه ولاسيما وقد مر معنا أكثر من مرة.

    "ليس المؤمن بالطعان" يعني الذي يطعن في الناس كثيراً بغير حقٍ.

    ولا اللعان:الذي يلعنهم.

    ولا الفاحش في لفظه ولا البذيء في لسانه.

    والطعن كما تبين في حديث الجارية يكون على وجهين بباطل وبحق

    وقد أشار ابن عباس للرجل على أنه يجب عليه أن يتجنب الطعن ولو كان كذلك.

    أما الطعن بغير حقٍ هو فقط يوصف بأنه ليس من الآداب الإسلامية بل هو ذمٌ

    من الكبائر ذلك بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-كان يقول كما في صحيح

    مسلم:"إنَّ اللهَ جميلٌ يُحب الجمال".

    ومناسبة هذا الحديث أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- قال ابتداءً:

    " لا يدخل الجنة مَنْ كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر"

    فسألوه الصحابة كل واحدٍ يُحب أن يلبس شيئاً جميلاً

    فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: "لابأس من التزيُن وهذا ليس تكبُراً

    إن كان لايقترن مع التكبر لأن الله جميلٌ يُحب الجمال"

    فسألوه : ماهو الكِبرُ إذن الذي لو اتصف به لا يدخل الجنة؟

    وهو الشاهد قال -صلى الله عليه وآله وسلم-:"الكِبْر بَطر الحق وغمط الناس".

    بطر الحق:أي رده بعد ظهوره.

    وغمط الناس: الطعن فيهم بغير حق ، هذا الشاهد

    فإذا كان المؤمن ليس بالطعان أي ولو كان يطعن بحق فأولى وأولى

    ألا يطعن بغير حق ويكون قد اتخذ السبب الكبير لكي لا يدخل الجنة لقوله

    -صلى الله عليه وآله وسلم-:"لا يدخل الجنة مَنْ كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر"

    ثم فَسَرَ الكِبر بأنه رد الحق بعد ظهوره والطعن في الناس بغير حق.

    نسأل الله أن يُخلقنا بالأخلاق الإسلامية ويُؤدبنا بالآداب المحمدية.


    يتبــــــــــــ ــع .

  10. #150
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    باب ما جاء في التمادح

    * عن عبد الرحمن بن أبي بُكرة عن أبيه أن رجلا ذكَر عند النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-فأثنى عليه رجل خيراً فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-:"ويحك قطعت عنق صاحبك"يقوله مِراراً:"إن كان أحدكم مادِحاً لا محالة فليقل: أحسبُ كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا يزكى على الله أحداً".

    يعني أبا بُكرة الثقفي من الصحابة المشهورين.

    ويحك قطعت عنق صاحبك يقولها مراراً يعني يكررها على الأقل ثلاث مرات

    ويحك قطعت عنق صاحبك.

    ثم أتبع ذلك -عليه الصلاة والسلام- بقوله:"إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسبه الله ولايُزكي على الله أحداً"

    في هذا الحديث أدب من الآداب الإسلامية التي هجرها جماهير المسلمين

    اليوم وليس هذا فقط بل قلبوه رأساً على عقب ذلك أن في هذا الحديث

    أن الأصل أنه لا يجوز للمسلم أن يمدح أخاه في وجهه وذلك خشية أن يُفتن بهذا المدح.

    أما القدح لأننا نتطرف يعني نجعل أنفسنا ظرفاء مع الناس وأدباء بأن نمدحهم

    بالباطل بينما شرعاً لايجوز مدح المسلم لأخيه المسلم ولو بالحق

    وإن كان ولابد مادِحاً له فلا يقطع عنقه بمدحه إياه وإنما ليُخفف وقع المدح

    في صاحبه بالتشكيك في عبارته بأن يقول:أظن فيه كذا وكذا

    .مثلا لايَصِح أن نقول في إنسان نظنه صالحاً والله أنت رجلٌ صالحٌ

    واللهِ أنتَ رجلٌ طيبٌ ، واللهِ أنت ما في منك ، ونحو ذلك من العبارات

    التي يلهث بها جماهير الناس اليوم وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً.

    يقول الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-في هذا الحديث للذي مَدَحَ صاحبه:

    "قطعت عنق صاحبك" أي أهلكته وفعلت فيه من الناحية المعنوية

    ما تُقطع بالسكين أو بالسيف من الناحية المادية فالسيف يُقطع به صاحبه عنق خصمه.

    فمدحه لصاحبه يفعل فيه فعل سيفه بخصمه لهذا قال الرسول -صلى الله

    عليه وآله وسلم-"ويحك قطعت عُنق صاحبك"

    ولم يكتف النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بكلمته هذه مرة واحدة

    وإنما أعادها مِراراً وتكراراً.

    وفي رواية"ويحك قطعت عنق أخيك"أعادها ثلاثاً ثم كأن الرسول

    -صلى الله عليه وآله وسلم- قيَّدَ هذا الإطلاق لأنه لو أنه- صلى الله

    عليه وآله وسلم- وقف عند هذه الجملة"ويحك قطعت عنق أخيك"

    لكان لا يجوز المدح مطلقاً لكنه لطف بأمته فقال:"إن كان أحدكم مادحاً أخاه فليقل:إني أحسبه كذا وكذا والله حسيبه ولايزكي على اللهِ أحداً"

    أي لا يقطع بتزكية إنسان : يعني قول القائل في صاحبه سواء كان ذكراً

    أو أنثى - الحُكم لايختلف بالنسبة للنساء مطلقاً- :فلانٌ صالحٌ ،

    كأنه كشف له عن اللوح المحفوظ فجزم بأنه صالح

    هذا معناه أنه يحكم على الله أنه صالح .

  11. #151
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    970

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاك الله خيرا

    حمل ما تشاء من الكتب

    http://www.maktaba-virtu.blogspot.com

  12. #152

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    بارك الله فيكم ونفع بكم
    ويسر لكم إتمام عملكم

    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  13. #153
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاك الله الفردوس الأعلى أختنا الفاضلة
    ووفقك لما يحب ويرضى

  14. #154
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    وأين يمكن أن نجد أشرطة الأدب المفرد وفقكم الله؟!

  15. #155

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم

  16. #156
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    أحسن الله إليك أختي الكريمة ووفقك الله لمرضاته وبارك في جهودك ، ورحم الله العلامة الألباني وأسكنه فسيح جنانه .

  17. #157
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم التوائم مشاهدة المشاركة
    وأين يمكن أن نجد أشرطة الأدب المفرد وفقكم الله؟!
    نعم ، لو تتمكن أختنا الفاضلة -جزاها الله خيراً- من رفع أشرطة شرح العلامة الألباني على الأدب المفرد ، وبخاصة الشريط السادس !!

  18. #158
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاكم الله خيرا جميعا و أحسن إليكم ...

    أولا : الأشرطة ليست عندي فقد كنت أقترضها من بعض الفضليات لأستمع إليها وأفرغ ما فيها ثم أردها.

    ثانيا : تم تفريغ الأشرطة منذ سنوات بعيدة تزيد عن العشرة .

    ثالثا : كانت الأشرطة سيئة جدا كما أشرنا في مقدمة هذا المتصفح .

    رابعا : ما تم كتابته هنا هو كل ما عندي ولا مزيد بكل أسف .

    وفي الأخير : أسأل الله أن ينفع بما يسر وأن يتقبل إنه ولي ذلك والقادر عليه .

  19. #159
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الباب رقم 108 الذي هو بعنوان ؛ باب الانبساط إلى الناس


    قد كُرِّرَ في بداية الصفحة الخامسة
    يبدو أن الأخت أم هانئ نسخَتْهُ مرتين أو بسبب مشكلة في النت نُسخ مرتين
    فأرجو من المشرفين حذف إحدى المشاركتين

  20. #160
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    وجدت على هذه الصفحة بعض الأشرطة :
    http://www.ajurry.com/vb/showthread....9810#post99810

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •