تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 162

الموضوع: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط السابع


    يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :



    100-باب إماطة الأذى



    *عن أبي برزة الأسلمى قال:
    (قُلتُ يارسول الله! دلني على عملٍ يُدخلني الجنة قال: "أمِط الأذى عن طريق الناس")

    أمِط:بمعنى أزِل ,الأذى:هو كل مايؤذي الناس فى الطريق
    سواء مما كان يُعرقل السير بالنسبة لوضع اليوم فإن بعض أصحاب
    السيارات يوقفون السيارة في عرض الطريق فيُعطلون السير
    فهذا لاينبغي . الواجب أن لا يُعرقل المسلم الطريق.

    بل هذا الحديث يأمر بإزالة كل ما يُعرقل السير في الطريق
    ولومن أشياء بسيطة كالأشياء التي يتعثر بها الناس في الطريق
    كالشوك والحجر وقشر الموز ونحو ذلك مما يؤذي الناس.
    إماطة الأذى عن طريق الناس من الأعمال التى يستحق صاحبها دخول الجنة.


    *عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
    "مَرَّ رجلٌ بشوكٍ في الطريق فقال :لأميطن هذا الشوك لايضر رجلاً مسلماً فغُفِرَ له".

    الظاهر أنه وقع فيما قبل الرسول -عليه الصلاة والسلام- فهذا الرجل
    بمجرد أنه أزال الشوك من الطريق قاصداً بذلك دفع الأذى عن المسلمين؛
    استحق مغفرة الله.

    ومن هذا الحديث وأمثاله نأخذ فائدة هامة ألا وهي أن المسلم
    ليست عبادته وتقربه إلى الله-تبارك وتعالى- محصورة فى القيام
    بما فرض اللهُ عليه من عبادات أو شرع له من طاعات بل هناك
    أمور تتعلق بالأوضاع الاجتماعية التي للمسلم بها علاقة يكتسب
    بها رضا الله -تبارك وتعالى- ومغفرته وهي ليست من العبادات
    الواضحة الصريحة الله-تبارك وتعالى-جمع في الإسلام كل الفضائل
    والمحاسن وجعل من العبادات التى يكسب المسلم بها مغفرة الله
    أن يُميط الأذى عن الطريق.

    وجاء في بعض الأحاديث أن الله غفر لمومس"بغي"
    لأنها كانت تمشي في الطريق فأصابها العطش فنزلت
    فى بئر فشربت منه فلما صعدت إلى ظهر الأرض فإذا
    بها ترى كلبا يأكل الثرى من العطش "أى التراب"
    فقالت فى نفسها: لقد أصاب هذا الكلب من العطش ما أصابنى
    ثم وضعت نعلها في فمها ونزلت إلى البئر فملأته ثم قدمت الماء
    الباقى في النعل فشرب الكلب حتى ارتوى.
    قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:" فشَكَرَ اللهُ لها فغفر لها".

    فمجال المسلم ليحظى بمغفرة الله -عزوجل- مجال واسع,
    وذلك من فضل الله . الغرض من مثل هذه الأحاديث ؛الحَض على
    فضائل الأعمال لكن ليس كل مَنْ أماط الأذى غُفرت له ذنوبه
    يقيناً بل ليس كل مَنْ حج خرج من ذنوبه.
    هذه الفضائل هي :
    أولا: لحض المسلم على القيام بهذه الأعمال.
    ثانيا: الحصول على ثوابها ليس أمراً مقطوعاً به بالنسبة لكل فرد من أفراد المسلمين.
    نحن لولا هذه الحديث الصحيح الذى يُحدثنا بأن ذلك الرجل لما أزال الشوك
    عن الطريق غفر الله له , ما يدرينا أن اللهَ غفر له!!.
    ثم إذا أزال مسلم آخر شوكاً من الطريق تُرى هل غفر الله له أم لا؟
    كل ما علينا أن نأمل ونرجو من فضل الله أن يغفر للذي أماط الأذى
    عن الطريق فليس عندنا يقين أنَّ مَنْ فَعَلَ كذا؛ غُفر
    له لأنه ليحصل على المغفرة يجب أن يفعل ما فعل بشروط أهمها:
    - الإخلاص لله-تعالى- والإخلاص درجات لايعلمها إلا الله -تبارك وتعالى-.

    مثلا يُقال: فلان يطلب العلم للعلم هذا ماقيل يطلبه للمال والجاه؛
    إنما يطلبه للعلم هذا كلام لاقيمة له إطلاقاً في ميزان الشرع الذي
    قال:{وما أُمِرُواإلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخلصين له الدين}
    لذلك فمناط استحقاق هذه الفضائل يعود بعد العمل الصالح إلى الإخلاص فيه
    والإخلاص على حسب نوعية الناس.

    لذك فالمسلم يعتبر هذه الأحاديث من الدوافع له على العمل الصالح
    ثم يرجو من الله-تبارك وتعالى- أن يحظى على مثل هذه المغفرة.


    يتبــع .

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..


    *عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-:

    "عُرِضَت عليّ أعمالُ أمتي حسنها وسيئها, فوجدتُ في محاسن
    أعمالها أن الأذى يُماط عن الطريق ووجدتُ أن من مساوئ
    أعمالها النخامة في المسجد لا تُدفن"



    في هذا الحديث يُحدثنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
    عن بعض ما شاهده من الطريق الذى يُعرف عن الصوفية
    بطريق الكشف وهذا الكشف إنما يختص بالرسول
    -عليه الصلاة والسلام- أما ما يُقال أنه من صفات
    المتصوفة أو البارزين منهم فهذا مما لم يثبت إنما ثبت
    هذا للرسول-صلى الله عليه وآله وسلم -في حوادث
    عدة منها:في هذا الحديث فأنه -عليه الصلاة والسلام-
    يقـــــــــــــ ول:
    "عُرضت علي أعمالُ أمتي" هذا العرض هوعرض بطريق الكشف .

    وقد وقع للرسول-عليه الصلاة والسلام- من مثل هذا الشيء الكثير مثلاً:
    كان-عليه الصلاة والسلام- يُصلي صلاة الكسوف وهو واقفٌ
    إماماً بالناس فدُهِشَ أصحابه حينما رأوا الرسول -عليه الصلاة والسلام-
    يتقدم يَمد يده كأنه يُريد أن يأخذ شيئاً ثم سرعان ما تقهقر-عليه الصلاة
    والسلام- خلفه حتى تقهقر الصف من خلفه فتداخلت الصفوف بعضها
    في بعض لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- تقهقر فلما قضى
    -عليه الصلاةُ والسلام- الصلاة سألوه فقال لهم -عليه الصلاة والسلام-:
    "لقد عُرضت علىَّ الجنة والنار في حائطكم هذا"
    هذا هو الكشف والتمثيل للرسول-عليه الصلاة والسلام-
    فقد وُصفت له الجنة في حائط المسجد فرأى الجنة ورأى من عِنبها فَهَمَّ
    -عليه الصلاة والسلام- بأن يقطف منها عنقوداً ثم ترك لأنه سبق في
    علم الله -عزوجل- ألا يأكل أحدٌ من ثمار الجنة في هذه الدنيا الفانية .

    ثم قال: " ثم عرضت على النار فأحسستُ بلهيبها وحرارتها فتقهقرتُ"

    .فهذا عرض من نوع عرض الحسنات والسيئات على النبى
    -عليه الصلاة والسلام- ومن هذا القبيل أيضاً قوله
    -عليه الصلاة والسلام-: "زُويت لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها
    ومغاربها ورأيتُ مبلغَ مُلك أمتي فيها"

    فمن هذا الباب كمعجزة وكرامة للرسول-عليه الصلاة والسلام-عُرضت
    عليه حسنات الأمة المسلمة وسيئاتها, فرأى في تلك الحسنات
    أنَّ الأذى يُماط عن الطريق فهو حسنة ، وعلى العكس من ذلك رأى
    -عليه الصلاة والسلام- مساوئ الأمة النخامة فى المسجد لا تُدفن.

    قد يُستغرب هذا التعبير بالنسبة لمساجدنا اليوم المفروشة بالسجاجيد
    فكيف يُذكر في هذا الحديث أن من المساوئ النخامة في المسجد لا تُدفن.
    ومعنى هذا أنها إن دُفنت لم تكن سيئة فكيف يتضمن هذاالحديث جواز
    البصق في المسجد مع الدفن والنهى عن البصق في المسجد
    واعتباره سيئة بدون دفن ؟



    ذلك بأن المساجد يومئذ كانت مفروشة بالحصباء والرمل الناعم كما هو
    الشأنُ تماماً في القسم الخارجى حتى اليوم في المسجد النبوي فالأرض
    هناك مفروشة بالرمل فإذا بَصَقَ باصقٌ مُضطراً يحفر حفيرة صغيرة ثم يطمرها.
    فالبصق سيئة وطمرها حسنة وهذا تفسيره {واتبع السيئة الحسنة تَمْحُها}
    فإذا بُصِقَ في المسجد المفروش بالتراب فكفارة ذلك أن يدفنها
    أما مساجدنا اليوم فهي مما لا يجوز للمسلم أن يبصق فيها
    لأنه لاسبيل إلى طمرها أو دفنها.

    فهذا الحُكم الذى اعتبره-عليه الصلاة والسلام-سيئة لا تُكفر بالدفن
    إنما هو في المساجد التي ليست مفروشة بالرمل أما إذا كانت
    مفروشة بالرمل فدفن هذه النخامة هو حسنة تمحو تلك السيئة.

    بيت القصيد من هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث هو ضرورة
    المحافظة على نظافة المساجد وصيانتها مما يُقذرها ولهذا كان
    من أدب المساجد في الزمن النبوى الأول ولايزال هذا مثابرا
    عليه في الحرمين المكي والنبوي ألا وهي تطيبها بالطيب وتجميلها
    بالورود. وهذا من الآداب التي أهْمِلت في كثير من مساجدنا اليوم
    تزيين المساجد وتطيبها فتجميرها وتطيبها من تعظيم شعائر الله
    والله يقول:
    {ومَنْ يُعَظِم شعائرَاللهِ فإنها من تقوى القلوب}.





    يتبـــع .

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    101-باب قول المعروف


    *عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله
    -صلى الله عليه وآله وسلم-:"كُلُ معروفٍ صدقة"


    *عن أنس قال:" كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
    إذا أ ُتِى بالشيء يقول:"اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت
    صديقة خديجة,اذهبوا إلى بيت فلانة فإنها كانت تُحب خديجة"


    هذا من مكارم أخلاق الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    حيث كان يذكُر خديجة زوجته الأولى يذكرها بخير ، بل ويتتبع صواحب
    خديجة بالخير والهبة والهدية. فكان إذا أُتي بالشيء مما يُهدى يقول:
    اذهبوا إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة هذا بعد وفاة السيدة خديجة
    كان-عليه الصلاة والسلام- يتتبع بالهدايا صديقاتها.
    كذلك إذا جاء بعض الناس بالشيء- صلى الله عليه وسلم- قال:
    اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تُحب خديجة.

    الفرق بين أن الشخص قد يُحب آخر وليس صديقا له,
    ولهذا تفنن أنس هنا في الرواية فمرة يقول كانت صديقة خديجة
    وتارة يقول كانت تُحب خديجة لم تكن صديقة ولكن يكفيه أنها
    كانت تُحب خديجة .
    ومن ذِكْر خديجة بالخير؛ الإحسان إلى صديقاتها ومُحبيها.
    وهذا من الأمثلة العالية من أخلاق الرسول
    -عليه الصلاة والسلام- في حُسن معاملته لأهله حتى ولوبعد وفاتها.

    الشاهد من هذاالحديث :
    أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-قال: "كل معروف صدقة"
    فإرسال الرسول الهدية التي جاءته إلى فلانة لأنها صديقة خديجة أومحبتها
    هو قولٌ لكن قول معروف فهو يكتب أيضاً صدقة لصاحب هذا القول
    وهوهاهنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-.


    أعاد الحديث الأول فى هذا الباب من رواية صحابى آخر هو حُذيفة

    *عن حُذيفة قال:قال نبيكم- صلى الله عليه وآله وسلم-:
    "كل معروف صدقة".

    يتبــــــــــــ ـــع .

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..



    102 - باب الخروج إلى المَبْقلة وحمل الشيء
    على عاتقه إلي أهله بالزبيل


    الزبيل:هو الزنبيل يعنى"القفة"
    يُتخذ من ماينبت من النباتات من النخيل أو نحوه.
    فيقول هنا:باب جواز خروج الرجل إلى المبقلة:
    وهي المزرعة التي تُزرع فيها البقول.
    وجواز حمله الزبيل مما توضع فيه البقول على عاتقه ليخدم بذلك أهله.

    *عن عمرو بن أبي قرََّة الكِنْدِي قال:(عَرَضَ أبي على سلمان أخته
    فأبى سلمان وتزوج مولاة ًله يُقال لها"بُقيرة"فبلغ أبا قرة
    أنه كان بين حُذيفة وسلمان شيءٌ فآتاه يطلبه فأخْبرَأنه في
    مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زبيلٌ فيه بقل قد أدخل عصاهُ
    في عروة الزبيل فهو على عاتقه فقال :يا أبا عبد الله ماكان
    بينك وبين حُذيفة ؟ قال:يقول سلمان: "وكان الإنسانُ عجولاً"
    فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال:
    السلام عليكم ثم أذن لأبي قرَّة فدخل فإذا نمَطٌ"ضرب من بساط"
    موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط "السرج
    والشىء اليسير"فقال:اجلس على فراش مولاتك التي تمهد
    لنفسها ثم أنشأ يُحدثه فقال:
    إن حذيفة كان يُحَدِّث بأشياء كان يقولها رسول الله
    - صلى الله عليه وآله وسلم- في غضَبه لأقوام فأوتى فأُسأل
    عنها فأقول حذيفة أعلمُ بما يقول وأكره أن تكون ضغائن بين
    أقوام فأُتي حذيفة فقيل له:إن سلمان لايصدقك ولايكذبك بما تقول
    فجاءنى حذيفة فقال:يا سلمان ابن أم سلمان
    فقلتُ:ياحذيفة ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر
    فلما خوفته بعمر تركني وقال: قال سلمان هذا الحديث:
    قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-:
    "مِنْ وِلْد آدم أنا فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أو
    سببته سُبة فى غير كُنهه فاجعلها عليه صلاة")


    الحديث فيه قصة مما كان يجري بين السلف الصالح أصحاب
    النبي -عليه الصلاة والسلام- مما ينبغي أن نحذو حذوهم ونحرص
    حرصهم على التباعد عن الكلام الذى يجرح بعض النفوس فيولد
    الحقد والضغائن بينها.
    يقول راوي هذا الحديث وهوتابعي معروف اسمه عمرو بن أبى قرَّة
    "عرض أبي على سلمان أخته" وهذا نوع من الصفاء النفسى
    حيث يَهم الرجلُ المسلمُ بأن يعرض ابنته أو أخته على رجل صالح ,
    فإذا فعلها فاعل اليوم يقول:يا فضيحة الدهر, لكن هذا لم يكن يُذكر
    بالعار في الزمن الأول بل هو من عقل العارِض لأن المسلم
    يحرص أن يضع ابنته في المكان الأمين فلماذا لايفعل؟!
    يجب أن نعلم أن عَرض الرجل ابنته أو أخته على رجل صالح
    هذا أمرٌ مشكور ومرغوبٌ فيه وهذا ما فعله هذا الرجل العاقل
    وهو أبو قرة ومع ذلك ، فلم يجد عند سلمان رغبة فى أخته
    وتزوج مولاة له.

    ثم بَلَغَ أبا قرَّةأنَّ بين حذيفة وسلمان شيء من فتورفأتاهُ يطلبه
    الذى يلفت النظر في هذه القصة أن أبا قرَّة الذى عَرَضَ أخته
    على سلمان ولم يقبل سلمان المفروض لو وقعت مثل هذه القصة
    اليوم أن يحدث في نفس العارض شيءٌ تجاه المعروض عليه
    وهو شيء من الفتورفلا يعود يزوره لكن الأمر لم يكن كذلك
    بل لم تزل المودة بين أبي قرَّة وبين سلمان كما كانت قبل
    العرض...
    لذلك لما بلغ أبا قرة أن بين سلمان وحذيفة شيء
    من الفتور حتى جاء إلى سلمان فأتاهُ يطلبه أي في بيته. فأُخْبِرَ أنه في مبقلة له أي في مزرعة فتوجه إليه فلقيه معه
    زبيل هذا مناسبة الباب الذى عقدهُ المُصنف أن سلمان
    خرج من بيته إلى مبقلته فحَمل في الزنبيل ما تيسر من
    بقول ووضعها في عصا وألقاها وراء ظهره ثم خرج
    يمشي من مبقلِهِ إلى بيته ثم لقيه أبوقرة.
    فقال:"يا أبا عبد الله"كُنية سلمان. ماكان بينك وبين حذيفة؟
    لم يَصبر أبو قرة على سلمان حتى يدخل بيته بل بادرهُ أول
    ما لقيه فى الطريق. فقال سلمان: "خُلِقَ الإنسانُ عَجُولاً"
    بادره بهذه الآية الكريمة ليلفت نظره إلى أنه مستعجل.
    فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال:
    "السلامُ عليكم" وهذا أدب إسلامى ثم أذن لأبى قرة بعد مادخل
    يعني أخلي الطريق أذن لأبي قرة بالدخول فدخل.
    "فإذا نمطٌ موضوعٌ على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط"
    الغرض من هذه العبارة هو أن أبا قرة يصف بيت سلمان
    المُتواضع فلما يرى سُرر ولا فرش وإنما رأى نمط يعني
    بساط عادي ولبنات يعني آجُر من طين وقرطاط هو ما
    يوضع على الدابة مثل السرج.
    فقال سلمان لأبي قرة:اجلس على فراش مولاتك
    لأنها كانت عبدة له وتزوجها - التى تُمهد لنفسها
    أي تعمل لنفسها بيدها.
    ثم أنشأ يُحدثه عن الخلاف الناشئ بينه وبين حذيفة فقال:
    "إن حذيفة كان يُحدث بأشياءعن النبي- صلى الله عليه
    وآله وسلم- كان النبي يقولها في غضبه لأقوام"
    من هنا يأخذ سلمان على خذيفة. فسلمان كان يغلب عليه الفقه
    وحذيفة يغلب عليه الرواية ولاعجب فحذيفة هو صاحب
    رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فكانت عنده أسماء
    المنافقين فهو معروف بذلك ، لكن سلمان كان يأخذ عليه
    أنه يُحَدِث أحياناً ببعض الأحاديث التي سمعها عن الرسول
    -عليه الصلاة والسلام -لايُكذبه فيها ولكن يُخطِؤه فى أنه
    يضعها في غير مواضعها.
    يقول سلمان لأبي قرة ليُبَيِّن سبب الجفوة:
    "إن حذيفة يُحدث بأشياء فأوتى فأسأل عنها فأقول"
    وهذا من أدب سلمان مع أخيه فى الصحبة حذيفة ؛
    لأنه حينما يأتيه الآتي من الناس يقول:حُذيفة يروي عن
    الرسول- عليه الصلاة والسلام- كذا وكذا كأنه يقول له:
    ما رأيك ياسلمان؟ لايقول أخطأ حذيفة أو ما أحسَنَ الرواية
    وإنما يقول: "هو أعلمُ بما يقول"
    لكن من جهة أخرى سلمان يعزّ عليه أن يتحدث حذيفة
    بأشياء تكون سبباً فى أحقاد وضغائن بين الناس لذلك يقول:
    حذيفة أعلمُ بما يقول وأكرَهُ أن تكون ضغائن بين أقوام.
    فأُتيَ حذيفة فقيل له:"إن سلمان لايُصدقك ولايُكذبك بما تقوله"
    وهذا مما يقع في التاريخ دائم اًوأبداً أن الناس ينقلون من فلان
    إلى فلان فتثورالنفوس وتتحقق البغضاء بسبب هذه النقول.
    قال سلمان:جاءني حذيفة فقال: يا سلمان يا ابن أم سلمان
    نَسَبَ الرجل لأمه لا إلى أبيه هذا من السب الناعم
    فلم يجد إلا أن يرد عليه و هو لا يزيد عليه فيقول:
    "ياحذيفة يا ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر".
    عمر- رضي الله عنه الفاروق كان يخشاهُ الشيطان فضلاً عن
    المؤمنين الذين يعرفون منزلته عند الله- تبارك وتعالى-
    ولذلك حينما عينه حذيفة بهذه المُناداة الناعمة:
    يا سلمان يا ابن أم سلمان قال له: يا حذيفة يا ابن أم حذيفة
    لتنتهين أي من تحديثك بأحاديث تكون سبباً لإيقاع البغضاء
    والعداوة بين الناس أو لأكتبن إلى عمر أي بخصوصك
    ليوقفك عند حدك ويؤدبك. قال:فلما خوفته بعمر تركني.

    والشاهد من موقف سلمان تجاه حذيفة يأتي فى قول سلمان:
    وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-:
    "من وِلد آدم أنا فأيَّما عبد من أمتي لعنته لعنة ًأوسببته سُبة
    في غير كُنهه فاجعلها عليه صلاة"

    في غير كنهه:أي في غير استحقاقه.أي صدقة ورحمة وزكاة.
    الرسول-عليه الصلاة والسلام- الذي اصطفاه الله
    - تبارك وتعالى- لم يخرج بهذا الاصطفاء عن كونه بشرًا
    لذلك يُعرض له أحياناً ما يُعرض للبشر فيعرض
    أحيانا من إنسان لسبب فيسبه ويشتمه لكن هذا الإنسان
    الذى صدر منه ما أزعج الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    لايستحق اللعنة لذلك هي عليه رحمة .


    يتبـــــع .

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئلة

    س1:-قال تعالى في الحديث القدسي:"ياابن آدم خلقتُكَ
    وجعلتُ لك قراراً فى بطن أمك وغشيتُ وجهك بغشاء لأجل
    أن لاتنزعج من الرحم وجعلتُ وجهك إلى ظهر أمك.."
    هل هذا حديث ؟
    ج:- هذا من الإسرائيليات ليس بحديث.


    س2:- عن أبي سعيد الخدري أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-
    قال:"مَنْ قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور
    ما بين الجمعتين"هل هذا الحديث صحيح؟
    ج:-نعم حديث صحيح.


    س3:- عن أبى هريرة-رضى الله عنه-أن رسول الله-صلى الله
    عليه وآله وسلم- قال:" مَنْ اغتسل يوم الجمعة غُسل
    الجنابة ثم راح فكأنما قربَ بُدنة ومن راح في الساعة
    الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة
    فكأنما قربَ كبشاً أقرن.."ماهي هذه الساعات المذكورة في الحديث؟
    ج:- هي هذه الساعات الزمنية المعروفة اليوم التي
    هي في اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة فالمقصود
    في الساعة الأولى يعني الساعة واحدة والساعة
    الثالثة هي وسط النهار والساعة12هي آخر النهار.


    س4:-ماحُكم الاستماع إلى خطبة الجمعة؟
    ج:- الظاهر فى قوله-تبارك وتعالى-: {يا أيُّها الذين آمنوا
    إذا نودِيَ للصلاةِ من يوم الجُمُعةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله}
    أي إلى خطبته والصلاة الظاهر من هذا أن المقصود هو
    حضور الخطبة ولكن حضور الخُطبة ليس شرطاً من شروط
    صحة صلاة الجمعة فمن حضر فقد أدى هذا الواجب ومن فاتهُ
    شىءٌ من هذه الخُطبة أو الخطبة كلها فصلاته صحيحة
    كما ثبتَ أنَّ "مَنْ أدْرَكَ ركعة من صلاة الجمعة فقد أدْرَكَ
    الجمعة ومَنْ فاتهُ ركعة فليُصلها ظهرا"ً.

    س5:-ماهو العدد المشروع للأذان يوم الجمعة؟
    ومتى يكون كل أذان؟
    ج:- الظاهر من السؤال أن السائلة تعني هل يشرع
    للجمعة أكثر من أذان واحد؟ والجواب لايشرع إلا أذان
    واحد وهذا الأذان وقته حين يصعد الخطيب على المنبر
    فقد ثبت في"صحيح البخاري"أن النبي-عليه الصلاة والسلام-
    كان إذا خرج من بيته وصعد على المنبر فجلس قام بلال
    وأذن فإذا انتهى بلال من الأذان قام-عليه الصلاة والسلام-
    فشرع في الخُطبة فإذا انتهى من الخُطبة أقام الصلاة
    ولم يكن يومئذٍ إلا أذانٌ واحد أما الأذان الثاني فهو مما أوجدهُ
    عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ولكن ليس هو الذى يفعلونه
    اليوم فهناك فرق بين الأذان العثماني والأذان الموجود اليوم.
    أذان عثمان كان على الزوراء-أي مكان خارج المسجد النبوي
    من أطراف المدينة في مكان يتعاطى فيه الناس يوم الجمعة
    البيع والشراء-يعنى على النحو الذى يُسمى اليوم بسوق الجمعة
    فكان الناس يجتمعون هناك يوم الجمعة فلا يبلغهم أذان المؤذن
    على المسجد النبوي فجعل عثمان أذاناً هناك ليعلموهم ب
    حضور وقت الصلاة.
    ومعنى هذا لو كان فى زمن عثمان مكبر للصوت لما كان فعل ..
    لذلك اضطر لتحقيق تسميع الأذان لإيجاد ذلك الأذان في ذلك
    المكان .... لكن مع الزمن تغير هذا الأذان فأدخل إلى المسجد
    النبوي فالأذان الأول على المنارة والثانى في المسجد
    وهذا قَلْبٌ للسُنَّة فليس في يوم الجمعة إلا أذانٌ واحد
    حين يصعد الخطيب المنبر والأذان على ظهر المسجد
    ليس في المسجد هذا هو الأذان المشروع.

    س6:- صلاة الفرائض التي يجب فيها الجهر مثل
    المغرب والعشاء هل حُكم النساء مثل حكم الرجال بالجهر؟

    ج:- نعم لقوله-عليه الصلاة والسلام-:"إنما النساء شقائق الرجال"
    فما فرض اللهُ على الرجال فرض على النساء إلامااستثنى,
    ولم تستثن النساء في حكم الجهر في الصلوات الجهرية
    ولكن تجهر بقدر ما تُسمع من خلفها أو إذا كانت تُصلي وحدها مع نفسها.


    س7:-عن جابر- رضي الله عنه- قال:
    (حضرنا عُرس علي وفاطمة- رضي الله عنهما-
    فما رأينا عُرساً أحسنَ منه وقد حشونا الفراش
    وأوتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهابُ كبش)
    هل هذا الحديث صحيح؟
    ج:- لايحضرني وسأراجع وليس هذا غريباً عن حالتهم المادية
    يومئذ أن يكون فراشها جلد كبش. ومن الواجب علينا في
    هذا الزمان أن لاتغرنا الحياة الدنيا ومتاعها وأن نتذكر سيرة السلف
    الصالح من النساء والرجال ونحاول الاقتداء ما استطعنا سبيلاً.


    س8:- توفي رجلٌ في حياة والديه وعندهُ أولاد كبار
    و كان قبل وفاته قد أوصى والدته بأن تتنازل عما
    ترثه منه وكان هذا فهل عليه إثم في هذا؟
    ج:- هل المقصود بالوصية كتابة ولا مُشافهة؟
    لا حَقَ له بهذه الوصية لأنه لاوصية لوارث ولكن إذا كان
    الوارث هى الأم مثلا و تنازلت عن حقها بطيب نفسها ماشى
    فالأم إذا رضيت بوصية ابنها تنازلت عن حقها وانتهى الأمر
    أماهو فلا حق له وعفا اللهُ لنا وله.

    س9:-وضع رجلٌ بعض المال في البنك وقدِمَ له فائدة المال
    لينفقها على الفقراء وكان أن وقع له حادث فى سيارته
    فتحطمت بسبب خطأ مِن مَنْ يقود السيارة الأخرى
    والذي حطم السيارة فقير جدا فهل يُنفق على إصلاح
    سيارته من مال الفائدة عن هذاالرجل الفقير ويُسامحهِ؟
    أو أنه يأخذ منه ماسيُكتب له؟
    ج:- لايجوز أن آخذ الفائدة وأعطيها للفقير.
    أولاً:لاتضع مالك في البنك مطلقا إلا عن طريق صندوق
    الأمانة بتحُط أجرة عِوض ، ما تقبض فائدة هذا جائز
    أما أن تضع المال في البنك بلا فائدة لايكون لأنك لم
    تستفد بينما يستفيد البنك.
    بعض المتساهلين أفتوا بجواز وضع المال فى البنك بدون
    أخذ الفائدة. والبعض يقول:خذ الفائدة وتصدق بها.
    نقول: لأ, هذه الصدقة لايجوز أن تتصرف فيها لأنك
    لا تملكها هي حرام. بعض الناس لايستطيع تحصين
    ماله إلا عن هذا الطريق فإن كان هذه الفائدة لايتصدق
    بها وإنما يصرفها فى مشاريع عامة لا يعطيها لإنسان معين,
    إنما مرافق عامة مثلا:سبيل,مدرسة .



    انتهى الشريط السابع .

  6. #66

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاك الله خيرا
    ونفع بك وبما تخطين.

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن طالبة علم مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    ونفع بك وبما تخطين.
    آمين وجزاك أختنا الكريمة وأحسن إليك

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشـــريــــط الثامــــــــــ ن



    103-باب الخروج إلى الضيعة




    الضيعة في الأصل هي كل سبب يتعطاه الإنسان للحصول على

    ما يتعايش به فسواء كانت مهنة أو زراعة أو نحو ذلك ثم غلب

    استعمال هذه الكلمة على القرية التى هي موضع للحرث و الزرع.

    والمقصود هنا بالضيعة هي النخيل و المزرعة.

    *عن أبي سلمة قال: أتيتُ أبا سعيد الخدري وكان لي

    صديقاً فقلتُ : ألا تخرج بنا إلى النخيل؟

    فخرجَ وعليه خميصة ٌله .


    قد يتسأل المتسائل ماهي الحكمة من إيراد المصنف

    لهذا الحديث الذي ليس فيه إلا أن أبا سعيد الخدري خرج مع

    صاحبهِ أبي سلمة إلى الضيعة يعني إلى النخيل ؟

    الذى يبدو لي-واللهُ أعلم- أنه يُشير بهذا الباب الذي

    عقدهُ-وهو الخروج إلى الضيعة-إلى جواز اتخاذ مابه

    يتعايش المسلم من الزرع والنخيل ولهذا ساق هذا الحديث

    الذي يتضمن خروج هذا الصحابى الجليل أبي سعيد الخدرى

    إلى نخيله وضيعته التي يتخذها سبباً لمعاشه.


    كيف التوفيق بين هذا الذي دلَّ عليه هذا الأثر

    من جواز اتخاذ الضيعة وبين الحديث المشهور ألا وهو

    قول الرسول-عليه الصلاة والسلام-: "لاتتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"؟


    قد يبدو هذا الحديث المرفوع إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام-

    منافي تعاطي مهنة الزراعة ليتعايش بها كما دل عليه تبويب

    المصنف بباب الخروج للضيعة واستدلاله على ذلك بأثر

    أبي سلمة مع صديقه أبي سعيد.

    التوفيق فيما يبدو-والله أعلم-أن النهي عن اتخاذ الضيعة

    هو كمثل قوله-عليه الصلاة والسلام-:

    "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع

    وتركتم الجهاد فى سبيل الله؛سَلطَ اللهُ عليكم ذلاً

    لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" .


    هذا الحديث يُفسر" لاتتخذوا الضيعة "و وجه التفسير

    أن نفهم الحديث هكذا: لاتتخذوا الضيعة بحيث أنها تلهيكم عن

    القيام بما فرض اللهُ عليكم من الواجبات والحقوق التي من

    أبرزها الجهاد فى سبيل الله-تبارك وتعالى- فهذا الاتخاذ الذي

    يؤدى إلى إهمال ما يجب على المسلم أي واجب كان

    هذا هو الذى نهى عنه الرسول-عليه الصلاة والسلام-

    و هو الذى عناهُ بقوله:"لاتتخذوا الضيعة" أي لاتتخذوا الضيعة

    فتتكالبوا عليها و تهتموا بها اهتماماً يُصْرفكم عن القيام بما

    أوجب الله عليكم هذا هو المنهي عنه و بهذا المعنى

    يفسرحديث آخر يُشْكل على كثير من الناس وفعلاً اتخذهُ

    بعض المستشرقين الألمان مطعنًا فى المسلمين بل فى دينهم.

    ذلك الحديث هو مارواه البخارى فى"صحيحه"

    أنه-صلى الله عليه وآله وسلم-رأى سِكَّة"يعني المحراث الذي

    يشق به الأرض"في أرض أو في نخيل فقال-عليه الصلاة

    والسلام:"مادَخَلَ هذا بيتَ قومٍ إلا ذلوا"

    أو كما قال. فاتخذ هذا الحديث بعض المستشرقين الألمان

    فقالوا:هذا هو الإسلام يُريد من المسلمين أن لايعملوا

    لدنياهم فهو يجعل اتخاذ السِكة-آلة الحرث- سبباً للذل

    فكيف تتفاخرون بهذا الإسلام وتقولون: الإسلام يأمر بالعمل

    حتى يُبالغ بعض الناس فيروي حديثاً لاأصل له في سبيل

    إظهار الإسلام أنه يحضُ على العمل حضاً بالغاً فيقول:

    " اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبداً واعمل لآخرتكَ كأنكَ تموتُ غداً"

    هذا الحديث لاأصل له يجب أن نعرف هذا حتى لاننسب للنبي

    -عليه الصلاة والسلام- مالم يَقلهُ لأنه قال-عليه الصلاة والسلام-:

    "مَنْ قال عليَّ مالم أقلْ فليتبوأ مِقعَدَهُ من النار".


    يتبــــــــع .

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    وليس الإسلام في حاجة إلى أن يُظهر كماله وفضله على الناس بمثل هذا الحديث الضعيف الذي لا

    أصل له, وتأويل حديث البخاري بأنه ينهى عن العمل وعن كسب القوت بالوسائل المشروعة تأويلٌ

    باطلٌ ، فالمقصود منه هو المقصود من حديث"لاتتخذوا الضيعة.."أى لاتتكالبوا وراء الوسائل المادية

    فقد تُصرفكم عن القيام بالواجبات الشرعية وكأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان ينظر

    ورآءالحُجُب من وراء الغيب حينما قال هذا وذاك.

    فنحن نرى اليوم أن المسلمين الذين كانت شكاوى المصلحين منهم والدعاة الإسلاميين أصواتهم تعلوا

    في سبيل حض المسلمين على الأخذ بوسائل الحياة وسائل النهوض والانتعاش الاقتصادى كانوا قبل

    ذلك - من نصف قرن من الزمان - يُحضون المسلمين على أن يعملوا كما يعمل هؤلاء الكفار حتى

    يعزو كما عزوا وإذا بنتيجة هذه الصيحات تُعطي رد فعل فقد أصبح المسلمون اليوم لا يهتمون لشيء

    اهتمامهم بدنياهم بتأمين وسائل العيش لهم وفي سبيل ذلك يُعرضون عما فرَضَ اللهُ عليهم مما يجمعه

    كلمة التقوى فهم لايتقون الله -عزوجل- فى طرق مكاسبهم لمعايشهم وأبرز ذلك أننا لانكاد نجد تاجراً

    ولا مزارعا ولاصاحب مهنة ؛ إلا ويتعاطى الربا وحين نُجادله ونُذكره بالأحاديث الواردة فى النهى عن

    الربا يقول معتذرا:ماذا نعمل؟ إذا لم نتعامل بالربا ضاعت تجارتنا.

    والله يقول: {ومَنْ يتقى اللهَ يجعل لهُ مخرجاً ويرزقه من حيثُ لايحتسب}.

    خلاصة القول:-

    إن الإسلام لاينهى عن تعاطى أسباب المعاش لكن بشرطين:

    1-أن لا يتكالب عليها المسلم فتصرفه عن القيام بواجبات أخرى .

    2- أن يكون سعيه في حدود الشرع فلا يبيع مالايجوز بيعه.

    يكفي في الحض على العمل بالشرطين السابقين وعلى الزرع بوجه خاص قوله -عليه الصلاة

    والسلام-: "إذا قامت الساعة وفى يدِ أحدكم فسيلة فلا يدعها حتى يزرعها"

    فالإسلام لا ينهى عن تعاطي أسباب الرزق ولكنه يُريد أن يكون ذلك بعدلٍ وتوسطٍ فلا يُضيع أهله

    بسبب إهماله لتعاطى أسباب الرزق ولا يُغرق أهله بالرزق بسبب تكالبه عليه فينسى وينسى أهله معه

    ما أوجبَ اللهُ عليه من الواجبات.

    وحديث"..وتركتم الجهاد.." فيه تصريح بأن الأخذ بأذناب البقر والرضى بالزرع الذي يؤدي إلى ترك

    الجهاد في سبيل الله إذا فعل المسلمون ذلك ؛ سَلَطَ اللهُ عليهم ذلاً لاينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم.

    وهذا هو الواقع أكبر دليل على صدق الرسول-عليه الصلاة والسلام- فيما أخبر به فقد سلط اللهُ على

    المسلمين ذل اليهود فى بلاد المسلمين {ومارَبُكَ بظلاَّمٍ للعبيد}.


    ومن الأمثلة التي وقعت في نفس أرض فلسطين هو مبادرة كبار أصحاب الأراضىي في فلسطين

    على بيع أراضيهم لليهود أنفسهم هذا البيع الذي كان من أقوى أسباب التمكين لليهود في أرض

    فلسطين فأخذوا يشترونها بأعلى الأثمان فكان أولئك الأغنياء أصحاب الأراضى يبيعونها لهم طمعاً

    فيما لديهم من المال فكان عاقبة ذلك أن طُرِدوا من أموالهم وأراضيهم ولم يبق لهم إلا الخزي والعار

    نسألُ اللهَ السلامة.




    يتبــــع .

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    أما قوله:"فخرج وعليه خميصة له"

    فالخميصة:هي ثوب مخطط مُعَلم. وقد جاء ذكر هذه اللفظة في حديث في "صحيح البخارى

    " حيث صلى ذاتَ يومٍ رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في خميصة له فما كاد يُصلي حتى قال لأهله:

    "خذوا خميصتى هذه وآتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتى"

    هذه الخميصة أى: الثوب المعلم ألهت الرسول -عليه الصلاة والسلام- ؛ فقال :"اصرفوها عني وآتوني بأبنجانية"

    ثوب ساذج"سادة" لأنها ألهته عن صلاته. وروايةالموطأ"فإ ها كادت تُلهيني عن صلاتي"

    ومن هذا نأخذ حُكماً شرعياً وهوأنَّ المسلم إذا قام يُصلي في مكان ما فيجب أن يكون ذلك المكان خلوًا من أي نقش أو زخرفة قد تعرضه للالتهاء عن صلاته.


    ومن هنا جاء أيضا حديث آخر في "صحيح البخارى" : أنَّ النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى يوما فقال للسيدة

    عائشة:"أميطي عني قِرَامِكِ هذا فإن تصاويره تُلهيني عن صلاتي " القِرام: الستارة.

    فلا ينبغي للمسلم أن يُصلي في مكان فيه صور لأن المقصود من وقوفه بين يدي الله -تبارك وتعالى- هو أن ينصرف عن الدنيا وعن زخرفها في حدود الاستطاعة.

    ولذلك ذهب العلماء إلى أن المساجد لا ينبغي أن تُزخرف ولا أن تُنقش لأنها مواطن عبادة

    وثبت فى "صحيح البخارى"عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه لمَّا جدد المسجد النبوي أو زاد فيه قال للبناء المعمارى:"أكِن الناس من الحر والقر ولاتُحَمِر ولاتُصَفِر"

    ابنِ بناءً يأوي الناس من الحر والبرد لأن هذا هو المقصود من بناء المسجد ، ولاتحمر ولاتصفر لأن الحمرة والصفرة من الزخرف. وقد نهى الرسول-عليه الصلاة والسلام- نهياً لطيفاً ليس صريحاً عن بناء المساجد مزخرفة

    فقال-عليه الصلاة والسلام-:"لاتقوم الساعة حتى يتباهى الناسُ بالمساجد"رَوى هذا الحديث عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-عبدُ الله بن عباس-رضي الله عنهما - وعَلَّقَ على الحديث بقوله:"لتُزخرفون ّها كما زخرفت اليهود والنصارى"ابن عباس بعد أن روى الحديث يقول استنباطا لتزخرفونها.

    قال -عليه الصلاة والسلام- :"لتتبِعَنَّ سُنن مَنْ كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحرَ ضَبٍ

    لدخلتموه" قالوا مَنْ هم يا رسول الله؟ اليهود والنصارى؟ قال:" فمن الناس!! ".

    لايجوز قياس المساجد على الكنائس أو البيوت فالمساجد كما قال-عليه الصلاة والسلام:"إنما بُنيت لذكرالله والصلاة والتسبيح والتكبير" ولا يجوز للمسلم أن يقيس إسلامه على دين النصارى واليهود لأنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.

    اليوم الزوار من الكفار يأتون إلى مسجد بني أمية ليتفرجوا على زخارفه ولو كان مسجد الرسول -عليه الصلاة

    والسلام -الذى بناهُ هو بيده ثم وسعه الخلفاء الراشدون لما دخلوه بل ولفروا منه لأنه بُني على التواضع وعلى أساس كلمة عمر -رضي الله عنه- فمجئ الكفار للاطلاع على آثار الزخارف فى المسجد الإسلامي مما يحط المسلمين ولذلك فإن الداخل للمسجد الأموي لا يدري في كثير من الأيام أهذا المسجد مسجدٌ أم كنيسة!! لكثرة الغرباء من الرجال والنساء الذين يدخلون هذا المسجد بأزياء وبحالات فيها كشف عن العورات سواء كانوا رجالا أو نساءً هذا كله أثر من آثار الانصراف عن السُنة فى مساجدنا وعبادتنا.



    يتبـــع .

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..


    *عن علي -رضي الله عنه - قال: (أمَرَ النبىُ-صلى الله عليه وسلم-عبدَ الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:"ماتضحكون؟لرِِج ْل عبد الله أثقل فى الميزان من أحُد").

    رجل عبد الله بن مسعود أثقل من أحد عند الله -تبارك وتعالى- وما ذاك إلا لأنه من المهاجرين السابقين الأولين وكان أوتى حظا كبيرا من العلم والفقه في الإسلام ولذلك جاء ذكره في غير ما حديث صحيح قال:

    "لو كنتُ مُؤمِراً أحداً بغير مشورة لأمرتُ ابن أم عبد" وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ أحَبَ أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءةِ ابن أم عبد". فعبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- من الصحابة الذين أوتوا حظا وافراً من المناقب والفضائل والعلم.

    والشاهد من إيراد هذا الحديث تحت هذا الباب:

    هو إثبات الخروج إلى خارج البلدة إما للمهنة والصنعة كما في أثر أبي سعيد ، وإما للنزهة كما يمكن أن يكون

    حديث ابن مسعود لأن على - رضى الله عنه -يقول فى أوله:(أمَرَ النبى-عليه الصلاة والسلام -عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة) والغالب أن مثل هذا الشجر لايكون في وسط المدينة وإنما في خارجها, وقد روى الإمام البخارى أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- كان يُحب الخروج إلى هذه التلاع يعني الهضاب المشرفة فها هنا لما أمر ابن مسعود قد يكون خرج في سبيل النزهة أو في سبيل العمل. فلما صعد ابن مسعود إلى الشجرة ونظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود ضحكوامن حموشة ساقيه أي من دقتها يعني يبدو من هذا الحديث أن ابن مسعود كان شخصا نحيلاً ضئيل الجسم لما طلع على الشجرة وكانوا يلبسون الأ ُزر -كانوا متواضعين فى لباسهم -إنما هو ثوب يستر به أحدهم عورته وهو الإزار فإن زاد شيئا على ذلك فإنما هوالرداء يعني فوطتين فحينما يصعد أحدهم إلى مرتفع من مكان ينكشف الساق أكثر مما لو كان يمشي على الأرض؛ ذلك لأن هنا سُنَّة أن الثوب الذى يستر به المسلم نصفه الأدنى من بدنه وهو المعروف قديما بالإزار وما يقوم مقامه اليوم هذا الأفضل في حقه أن لا يكون طويلاً الأفضل أن يبلغ إلى نصف الساق هذه الدرجة العُليا في الفضلة فإن طال فإلى الكعبين فإن زاد عن الكعبين ففي النار.

    والنساء على العكس كلما أطالت ذيلها كلما كانت أرضَى لها عند ربها.

    أما البنطلون الذى في أصله لا يُشرع لباسه لما فيه من تشبه بالكفار وتجسيد للعورة ولا يجوز لأنه طويل إلى ما تحت الكعبين بصريح الحديث قال-عليه الصلاة والسلام-: "أزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار" ولذلك قال-عليه الصلاة والسلام-: "لاينظر اللهُ إلى مَنْ يَجُر إزاره خيلاءً يوم القيامة" .

    فالشاهد : أن الصحابة كانوا يقتدون بسُنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويأخذون بأفضلها اتباعاً لأمر

    الله:{اتبعوا أحسن ما أنزِلَ إليكم من ربكم} فالصحابة كانوا يتبعون أحسن ما أنزل إليهم فالأحسن أن يكون الثوب إلى نصف الساق.

    فالمفروض في عبد الله بن مسعود أن يكون ثوبه إلى نصف الساق فإذا صعد على الشجرة انكشف الساق كله فظهرت دقته فضحكوا ليس ضحك استهزاء وإنما هذا الضحك يأتى فجاة على بعض الناس حينما يرى أمرًا غريباً

    فيُريد الرسول-عليه الصلاة والسلام- أن يلفت أنظار أولئك الناس أن هذا الذي تتعجبون من دقة ساقه وزنها عند الله -عزوجل-إلى درجة أنها يزن جبل أحد.


    يتبـــع .

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..


    104-باب المُسْلِم مِرآة أخيه



    *عن أبى هريرة -رضى الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -قال:

    "المؤمن مرآة أخيه, المؤمنُ أخو المؤمن يكف عليه ضَيْعَته ويَحُوطُه من ورائه"


    هذا حديث عظيم سواء في مطلعه أو في التفصيل الآتي بعده، فمعنى المؤمن مرآة أخيه يعني يجب أن تكون علاقة المسلم مع أخيه المسلم بحيث أنه يستعين به على أن يرتقي إلى درجات الكمال إلى أخيه المسلم وكيف ذلك؟
    -لأن من طبيعة الإنسان وطبيعة النفس الأمارة بالسوء أنها لاترى عيوبها وإنما ترى عيوب غيرها لسببين:
    1-لسوء طويتها.

    2-ولو كان صالحا لا يشعر بعيبه .


    ولذلك يجب أن يرى عيوبه بمرآته وهي أخوه المسلم ، وكيف يكون الأخ المسلم مرآة لأخيه المسلم؟ النصيحة.

    واقعنا اليوم بدلاً من أن يتخذ بعضنا بعضاً مرآة يكشف فيها عيوبه التى لاسبيل إلى أن يطلع عليها بنفسه.
    تُصبح هذه الحقيقة معكوسة فإذا أنا نصحتُ أحداً قال:عليك بنفسك.
    أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً للأحقاد والشحناء هذا من جهة مَن ْنَصَحَ بسبب مرآة أخيه المسلم الذي رأى عيبه فنصحه. ومن جهة أخرى يحدث النقد لا للنصيحة بل للنقد والتجريح وهذا لا يجوز.
    بدل أن يهرب أحدنا من النصيحة يجب أن يقول كلمة الخليفة الراشد حين خطب الناس فقال مامعناه:رَحِمَ اللهُ امرأً
    أهدى لى عيوبى".
    "المؤمن أخو المؤمن" يعني صاحبه وصديقه.
    "يكف عليه ضيعته" يحفظ عليه معاشه وماله

    "ويحوطه من ورائه" أي إذا كان أخوه غائباً يحفظه في غيبته.

    * عن أبي المستورد عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ أكل بمسلم أكلة فإن الله يُطعمه مثلها من جهنم ومَنْ كُسي برجلٍ مسلمٍ فإن الله -عزوجل- يكسوه من جهنم ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقامَ رياءٍ وسُمْعَة فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسُمعةٍ يومَ القيامة"


    "مَنْ أكلَ بمسلمٍ أكلة" أى مَنْ تعاطى هذا السبب المحرم ليتوصل إلى هذا الشيء الحقير من حُطام الدنيا فجزاؤه أن اللهَ يُطعمه مثلها من جهنم يوم القيامة. كذلك "مَنْ كُسي برجُلٍ مسلمٍ" حَصَلَ على كسيه بسبب نيله من عرض أخيه المسلم وطعنه فيه فإن الله يكسوه من جهنم.

    "ومَنْ قام برجلٍ مسلمٍ مقام" يعني يقوم يتكلم بين الناس علناً يشهره بخلاف ما فيه "فإن الله يقوم به مقام رياءٍ وسمعة يوم القيامة" أى يُشَهِر بمثل ما شهَّرَهو بذاك المسلم فيُجازيه على ذلك شراً ويُعذبه عذاباً أليماً. مثل هذا المقام مقام الرياء والسمعة ما رواه الإمام البخارى فى صحيحه عن سعد بن أبي و قاص أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - أرسل خلفه. سعد كان والياً فى الكوفة من قِبَل عمر فجاء بعضُ الناس وشكوه إلى عمر قالوا:لا يُحسن الصلاة بنا.
    سعد بن أبى وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة تأتي شكوى جائرة كاذبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأنه لايعرف يُصلي بهم. جاء عمر-رضي الله عنه - يقول: الناس يقولون هكذا فقال سعد:(واللهِ يا أمير المؤمنين لاآلو-يعني لاأقصر -أن أصلي بهم صلاةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأطيل في الأولين وأقصر في الأخرين). وزيادة من عمر-رضي الله عنه -فى التحري أرسلَ رجالاً من عنده إلى مقر ولاية سعد يتحسس رأى هؤلاء الناس فالجماهير أثنت عليه خيراً إلا شخص واحد قال:لايعدل. نِسَبَةً إلى الظلم في العطاء فلما سمع هذا سعد قال:(اللهم إن كان كاذباً فإني أدعو عليه بثلاثِ دعواتٍ اللهم أطل عمره وافقره في كبره ولا تُمته حتى يُفتن في دينه) يقول راوي الحديث: فلقد رأيته شيخاً كبيراً قد نزل حاجبه على عينه وهو فى الطرقات يمشى يغمز الجواري مما استجاب الله - عزوجل- دعاء سعد على ذلك الإنسان لأنه رفع صوته بشهادة زور أمام الناس فهو قام مقام سمعة ورياء فدعا عليه سعد واستجاب اللهُ دعاءه.



    يتبع ...

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئلة:-

    س1:- عن جابر قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يُصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنُريحها حتى تزول الشمس) رواه أحمد ومسلم والنسائي. استدل المذهب الحنبلي بهذا الحديث وغيره على أن وقت صلاة الجمعة من أول وقت صلاة العيد إلى آخر وقت الظهر فما هو تعليقكم على ذلك؟

    ج:-مذهب الإمام أحمد هو الصواب في هذه المسالة وهذا الحديث دليلٌ واضحٌ في ذلك لأنهم إذا كانوا يُصلون الجمعة ثم يذهبون فيريحون جمالهم حتى تزول الشمس فمتى كانت الخطبة والصلاة؟
    طبعا قبل زوال الشمس وهناك نصوص صريحة بأنهم كانوا يُصلون "الرسول-عليه الصلاة والسلام- والخلفاء الراشدون من بعده "يُصَلون الجمعة قبل زوال الشمس وليس هذا بالحتم اللازم وإنما هو بالأمر الجائز فتجوز صلاة الجمعة قبل الزوال والتفصيل في رسالتي الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة.




    س2:- عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليُجَوِز فيهما" (رواه مسلم) الركعتان المذكورتان فى الحديث هى تحية المسجد أم سُنَّة صلاة الجمعة القبلية و البعدية؟

    ج:- ليس لصلاة الجمعة سُنَّة قبلية مطلقاً وإنما هناك تنفل مطلق كل مَنْ دخل المسجد يوم الجمعة فعليه أن يُصلي ما تيسر له كما جاء في بعض الأحاديث:"مَنْ غَسَلَ-اغتسل - وبَكَرَ و ابتكر ثم أتى المسجد فصلى ما كتب للهُ له أو ما قدر له ثم جَلسَ يصغي إلى الإمام ؛ غفَرَ اللهُ له مابينه وبين الجمعة التي تليها". فالشاهد:- أن وظيفة الداخل إلى المسجد يوم الجمعة سواء دخل قبل الأذان بزمان طويل أو قصير؛ يُصلي ما تيسر له فإذا صَعَدَ الخطيب المنبر أنهى الصلاة واستعد للإصغاء للخطبة.
    أما المقصود بالحديث فهو تحية المسجد وفقه الحديث أن تحية المسجد لا تسقط ولو كان الخطيب يخطب يوم الجمعة أما بالنسبة للبعدية فهي ثابتة صحيحة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام -ثبت عنه أنه كان يُصلي ركعتين بعد الجمعة في بيته وقال عليه الصلاة والسلام:"مَنْ كان منكم مُصلِياً بعد الجمعة فليُصل أربعة". فإذن المسلم يوم الجمعة مخيرٌبين أن يُصلي بعد فرض الجمعة ركعتين أو أربع ركعات وكلٌ الأفضل أن يصليها فى البيت لكن إذا صلاها في المسجد ؛ جاز ولا فرق بين الركعتين والأربع في الأفضلية



    س3:- عن زيد بن أرقم قال:(صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- العيد ثم رَخَصَ في الجمعة فقال:"مَنْ شاء أن يُصلي فليُصل")رواه الخمسة ماهو الفقه المُستخلص من الحديث؟

    ج:- هذا يؤخذ منه حُكم غريب بالنسبة لجماهير الناس وصحيح ٌ ثابتٌ فى السُنَّة وهو إذا اجتمع يوم الجمعة وعيد الضحى أوالفطر فمَنْ صلى العيد يسقط عنه فريضة صلاة الجمعة لا لا يجوز له أن يُصلى الجمعة وإنما فريضة صلاة الجمعة تسقط عنه مادام أنه صلى العيد.هذا الحُكم لغير الإمام أما الإمام فلابد أن يُصلي العيد والجمعة.




    س4:-يقول أبو حنيفة:(مَنْ أدْرَكَ التشهد مع الإمام فقد أدركَ الجمعة فيُصلي ركعتين بعد سلام الإمام و تمت جُمعته).مارأيك بهذا الكلام؟


    ج:- هذا الكلام غير صحيح والصحيح في هذا ما ذهَبَ إليه الإمام الشافعي وغيره:(أن مَنْ أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدركَ الجمعة وإلا فليُصلها ظهراً ).




    س5:-سَمِعنا أن الخاتم والكحل من الزينة التى يجوز إظهارها فما هو الدليل؟

    ج:- فإن قول ابن عباس فهذا لايُعتبر نصاً شرعياً أما الآية: {ولايُبدين زينتهُن إلا ما ظهَرَ منها} هناك أمور تؤخذ من واقع حياة الصحابة وحياة الصحابة هي من جملة الموارد أو المصادرالتي يلجأ إليها الفقيه ليستدل على ما يجوز وما لا يجوز .ونحن حينما ذهبنا في كتاب"حجاب المرأة المسلمة" إلى إثبات أن وجه المرأة ليس بعورة مع تفضيل ستر هذا الوجه إنما ذهبنا إلى ذلك لأدلة كثيرة منها:أن الصحابيات كان فيهن قسم كبير كاشف عن وجهه فحينما نرى هذا الكشف ورسول الله يُقِرهُ نعتبر هذا دليلاً على جواز الكشف.
    أريد أن أقول:إن من الواقع الذى كان عليه النساء فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام-أن الكحل كان أمرًا مرغوباً فيه سواء للرجال أوالنساء فقد جاء فى"صحيح البخارى:أن امرأة مات زوجها عنها وهي حامل ثم وضعت حملها بعد عشرة أوخمسة عشرة يوماً فتجملت وتزينت وتكحلت للخُطاب وكان هناك رجل قد خطبها اسمه أبو السنابل فحينما رآها قد تهيأت للخُطاب أخذته الغيرة فقال لها: لا يجوز لكِ حتى تنقضي العدة أربعة أشهرٍ وعشراً وكان فيما يبدو أنها فقيهة أو بلغها أن مَنْ مات زوجها وهي حامل ثم وضعت فقد انتهت عدتها فلما سمعت من أبى السنابل ذلك الإنكار توجهت إلى النبى -عليه الصلاة والسلام- فقالت له:إن أبا السنابل يقول: كذا,فقال-عليه الصلاة والسلام-:"كَذِبَ أبو السنابل فقد حَللتِ فتزوجي بمَنْ شِئتِ".
    الشاهد:-أن أبا السنابل رأى الكحل في عيني تلك المرأة مما يدل أن ذلك كان أمراً مُعتاداً في ذلك الزمن ومُقررًا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإذا انضمَ إلى ذلك أن بعض الصحابة فسروا قوله تعالى: {ولا يُبدين زينتهن} بالكحل والخاتم فأيَّدَ ذلك الواقع بمثل هذا التفسير وليس يهمنا أن يكون هذا التفسير تفسيراً صحيحاً لهذه الآية لكن نستفيد من هذا التفسير بأن هذا الصحابي يقصد بهذه الآية أمراً واقعاً في مجتمع الصحابة . هذا التفسير كواقع صحيح أما كتفسير للآية فيمكن أن يكون صحيحاً وممكن يكون غير صحيح.
    الراجح عندنا إلا ما ظهر منها بدون قصد لكن الصحابة الذين فسروا الآية مثل الخاتم والكحل هذا التفسير منهم للواقع وتأييد للواقع بهذه الآية .



    س6:- نُصلى وقد يكون فى المكان الذى نُصلي فيه مجلات فيها تصاوير هل صلاتنا صحيحة؟

    ج:- الصلاة صحيحة مع الكراهة.




    س7:-ماحُكم معاملة الجار القريب وخاصة النساء إذا كُنَّ يرتدين الجلباب والآن خُلِع فهل هذا العمل يوجب المُقاطعة؟

    ج:- المُقاطعة بالنسبة لأفراد المجتمع الإسلامي كالكي بالنسبة للفرد للمريض فالكي كما قيل في الأمثال وقد رُوي حديثً وليس بصحيح : "آخرالدواء الكي"فالمقاطعة هي آخر العلاج فلا يجوز لمسلم أو مسلمة المُبادرة إلى مقاطعة المسلم الذى انحرف عن إسلامه بل علينا أن نُتابعه بزيارته وبتذكيره لعله يرجع و يتوب. فإن يئسنا ومللنا وضاعت أوقاتنا وخشينا أن ينتقل هذا الداء إلى غير مصدره حينئذٍ قلنا:سلام عليكم لانبتغي الجاهلين.



    س8:- سُئل كان الكحل عندهن عادة وضعهم غير و ضعنا؟

    ج:- أجاب: عادة و أقرها الشارع الحكيم وما أقره الشارع فأراد إنسان أن يتخذ ذلك عادة فلا بأس مِثاله: تربية الشعر بالنسبة للرجال هذه عادة نبوية فقد كان للرسول -عليه الصلاة والسلام -جمة ولمَّة إذا قصُرت بلغت شحمتي الأذنين وغذا طالت بلغت رؤوس المنكبين فإذا أراد مسلم أن يُطيل شعره اقتداءً بالرسول -عليه الصلاة والسلام- لابالكفار فليس لنا أن نقول له لا تفعل هذا لأن مادام الرسول فَعَلَ هذا فأقل ما نقول فيه:أنه جائز.
    وقد جاء في"صحيح مسلم"أن أزواج النبي - صلى آله عليه وآله وسلم - كُنَّ يأخذنَّ من شعورهن حتى تكون كالفروة فإذا وُجِدَ بعضُ النساء قصَت شعرها فنحن لانُبادر بالإنكار عليها وإنما ننظر إلى القصد فإن كان الترخيص مثل ما ترخص به نساءُ النبى-عليه الصلاة والسلام- فالأمر جائز وإن كان القصد استغلال هذه الرخصة لتتظاهر أما الناس أننا سلفيات لكن تقدُميات لارجعيات فهذا عملٌ سيئ.أما الكحل فالتي تكتحل ترخصا وتزيناً بما جاز للصحابيات فليس لنا عليهن من سبيل.أما التي تكتحل وتُكمل الكحل بالحمرة والبودرة ؛ فظهر المقصود.

    بالنسبة لإطالة الشعر للرجال أو تقصيره من أمور العادة أما إعفاء اللحية فمن الواجبات في العبادة.
    لذلك أهل العلم يحرصون على إعفاء اللحية لأنه فرض وحلقها فسق قالت إحداهن:ربماالرس ل -عليه الصلاة والسلام- تركَ شعره ماكان فاضي كان مشغول بالجهاد؟
    أجاب:أظنك واهمة الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:"اتركوا كله أو احلقوا كله"
    هذا نص بالخيار وقد دخل الرسول-عليه الصلاة والسلام-مكة وله أربع غدائر أى ضفائر.

    السنن تنقسم إلى قسمين: سُنن عبادة، و سنن عادة.
    يعني ليس كل شيء فعَلهُ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُستحب في حقنا أن نفعله إلا إذا كانت من سُنن العبادة. مثلا:سُنن العبادة: صلاة الليل والناس نيام صلاة الضُحى.
    لكن من الثابت في السُنَّة أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان أحياناً يُربي شعره لا أحد من العلماء يقول: السُنَّة التعبدية أن الرجل العالم يُطيل شعره ولا أحد يقول: يعمل ضفاير لأن هذه سُنن عادة وليست سُنن عبادة. من أين عرفنا؟ من أشياء كثيرة منها:-

    1-أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-عربي الأصل والمجتمع الذي وُلِدَ وعاش فيه عربي أيضاً ومن عادة العرب قبل ولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام-فضلاً عما قبل بعثته أنهم كانوا يُطيلون شعورهم ويضفرونها حتى اليوم يوجد بعض البدو وأنا رأيت في سجن الحسكة شباب بدو لهم ضفائر صغيرة فهذه العادة لاتزال موروثة. فالرسول-عليه الصلاة والسلام- بحكم عادة البلاد التى كان يعيش فيها طَوَلَ شعره هذه سُنن عادة.
    2-مثال آخر: كان قميص الرسول-عليه الصلاة والسلام- إلى نصف الفخذين نحن اليوم قمصاننا إن طالت تصل إلى الخصر,لا أحد يقول أن هذا مُخالفة للسُنَّة وإذا اتخذنا القميص للركبتين لاأحد يقول أن هذا مُخالفة للسُنَّة لأنها سُنة عادة لا عبادة.
    3-أغرب من هذا يقول أنس بن مالك كما في"صحيح البخارى": ( كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم نعلان لهما قبلان )-القِبَال:السير- يعني الإبهام له بيت والأربعة أصابع لها بيت هذا نعل الرسول-عليه الصلاة والسلام - فهل لو لبسنا غيره نكون خالفنا السُنة؟
    لأ هذه من سُنن العادة فإطالة الشعرمن سنن العادة .



    انتهى - بفضل الله - الشريط الثامن .

    يتبع

  14. #74

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جُزيتِ خيرا على هذا الجهد أختنا أم هانئ.

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    جُزيتِ خيرا على هذا الجهد أختنا أم هانئ.
    و جزيتم مثله آمين

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط التاسع


    105-باب ما لا يجوز من اللّعب والمِزاح
    * عن عبد الله بن السَّائب عن أبيه عن جده قال: سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:

    "لايأخذ أحدُكم متاعَ أخيه لاعباً ولاجاداً فإذا أخذ أحدكم عصا صاحبه فليردها إليه"
    في هذا الحديث تعليمٌ من الرسول-عليه الصلاة والسلام- للمؤمنين بما يجب عليهم من الالتزام حينما يُريد أحدهم أن يمزح مع أخيه المسلم؛فيأمره بأن يلتزم أمراً ليس فيه إضرار أو تخويف لأخيه المسلم باسم كونه يُمازحه فالمرح يجوز بشرط أن لايترتب من ورائه إضرار ولا إزعاج

    "لايأخذ أحدكم متاع" : المتاع هنا نصٌ عام يشمل أي شيء مما يتمتع به الإنسان الفرق بين أخذ المتاع لاعباً وجاداً هو أنه حينما يأخذه لاعباً لايأخذه ليتمتع به هو نفسه أي يسرقه لأنه أخذهُ مُلاعبة ثم يعيده.أما أخذه جاداً فهو أن يأخذ ذلك المتاع على سبيل الامتلاك فيُعتبر سارقاً. فالرسول-عليه الصلاة والسلام- ينهى المسلم أن يأخذ متاع أخيه جاداً ولا هازلاً.

    وقد قيل في مناسبة هذا الحديث أن رجلاً من الصحابة في بعض الغزوات خلّى أخاه المسلم نائما ثم جاء إلى متاعه وفيه سيفه الذى يُقاتل به فأخذه وانصرف فلما استيقظ النائم ولم يجد السيف انزعج وسرعان ما عاد اللاعب الآخذ للمتاع فسلَّمَه لصاحبه ضاحكاً.فمثل هذا المزح لا يجوز لما فيه من إدخال الرعب في قلب أخيه المسلم وقد جاء في"شمائل الرسول-عليه الصلاة والسلام- وأخلاقه أنه كان لا يمزح وإذا مزح لا يقول إلا حقاً وهذه صفة يجب أن يتخلق بها المسلم وهي صفة تنقسم إلى قسمين:

    1-إما أن لا يمزح مطلقاً وهذا هو الأسلم.

    2-وإما إذا مزح فليمزح وليقل حقاً وليس من الحق أن يُدخل بسبب مداعبته رعباً في قلب أخيه المسلم.

    هنا أن الأَوْلى أن لا يمزح مطلقاً لأن المزاح الذي يُدخل به المازح الفرح إلى قلب أصحابه دون أن يُزعجهم لا يتقنه إلا قليل من الناس. من أمثلته مداعبة النبي- عليه الصلاة والسلام - لأصحابه:-

    جاء في السُنَّة أن النبى-عليه الصلاة والسلام- جاءه ذات يومٍ امرأة عجوز قالت: يارسول الله ادع الله أن يُدخلني الجنة فقال:"إن العجائز لا تدخل الجنة" فكادت أن ترجع وهي آسفة لكن سُرعان ما أعادها الرسول- عليه الصلاة والسلام- فأفهمها بأن العجائز لا تدخل الجنة في حالة شيخوختهن فالعجوز إذا دخلت الجنة تعود شابة.
    هذا الحديث بالذات فى سنده شىء من الضعف .

    ولكن صحَ عن النبى- عليه الصلاة والسلام- أن امرأة أخرى جاءت إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- تذكر شيئا عن زوجها فقال لها:"زوجك الذي فى عينه بياض؟"فركضت إلى البيت تنظر في عين زوجها فقال لها:مالك؟ قالت:قلتُ للرسول-عليه الصلاة والسلام- عنك فقال:زوجك الذي فى عينه بياض .


    يتبـــــع .

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..


    106- باب الدال على الخير


    يعني وبيان ما لهُ من الأجر.
    * عن أبي مسعود الأنصاري قال:(جاء رجلٌ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أُبدع بي فاحملنى قال: لا أجدُ ولكن ائت فلاناً فلعله أن يحملك فأتاه فحمله فأتى النبى- صلى الله عليه وسلم-فقال: "مَنْ دَلَّ على خيرٍ فلهُ مثل أجر فاعله").

    أبدع بي يعني : هو رجلٌ مسافر وكان راكباً دابته فعرض لها وحدث فيها ما جعله ينقطع عن السفر فقوله:أُبدع بي

    يعني انقطع بي الطريق إما أن دابته عييت وإما أنها ماتت فلم يستطع متابعة السير. فاحملني يعني أعطني ما يعينني

    على متابعة السفر والطريق من الدواب فأجابه - عليه الصلاة والسلام- معتذراً:"لا أجدُ ولكن ائت فلانا" فذهب

    الرجل إلى من دله الرسول عليه فحمله. فأتى النبى-عليه الصلاة والسلام- فأخبره فقال:"من دل على خير فله مثل

    أجر فاعله" يُشير الرسول -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث إلى أنَّ الذي أعطى السبب فله حُكم المسبب

    المباشر، فالرجل الذى انقطع به عاد إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- كأنه يقول له: إن واسطتك ودلالتك قد نفعتني فقد حملني الرجل. فقال-عليه الصلاة والسلام- تعليماً للناس أن يفعلوا مثل فعله :"منْ دلَّ على الخير فله مثل..

    "ومن هنا جاءت العبارة المُختصرة "الدال على الخير كفاعله".

    هذا قريب من الحديث الصحيح:" تصدقوا ولو بشِق تمرة فإن لم تجدوا فبكلِمَةٍ طيبةٍ"
    أليس من الكلمة الطيبة إذا جاء رجلٌ يسأل مُساعدة أن يُدل على مَنْ عنده؟ فالدال على الصدقة والخير مهما كان فأجره مثل أجر فاعله وهذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الذى دلَّ على الذي أُبدِعَ به على من يحمله فلرسول الله مثل أجر الذى حَمَلهُ.


    س:-هل هذه المثلية مثلية تامة من كل الوجوه؟
    بمعنى أن الرجل الذى حمل المُبدع به لو فرضنا أنَّ اللهَ كتب له ألف حسنة فهل يُكتب للذي دل عليه ألف حسنة؟

    الجواب:لا لأن المثلية لاتقتضي المشابهة من كل وجه إنما يقول: فلان مثل فلان لا يعني من كل ناحية وإنما من

    الناحية التي هو فى صدذ التحدث عنها. هذا مثاله تماما ًفى علم البلاغة حينما يقول قائل: فلان مثل الجبل فلا يقصد

    أنه حجر أصم وإنما مثل الجبل فى الثبات والصمود وعدم تزعزعه.

    أشهر من هذا المثال حينما يُقال:زيدٌ أمَّة وهكذا إذا جاء فى حديث أن فلانا فعل كذا فله مثل فلان فالمماثلة

    هنا ليست من كل الوجوه. مثلا قوله -عليه الصلاة والسلام-:"مَنْ فطرَ صائماً فله مثل أجره" التشبيه لايقتضي

    الممثالة من جميع الوجوه مثل أجره أي قريباً من أجره.

    كذلك قوله -عليه الصلاة والسلام-:"مَنْ أتى مسجدَ جماعةٍ فوجدهم قد وصلوا ثم صلى وحدهُ كُتب له مثل أجر

    صلاتهم" اللهُ لايُضيع مثقال ذرة فالمثلية دون ملاحظة التضعيف( مضاعفة الأجر ) .فإن للإنسان من العمل إذا عمله

    عشر حسنات فصاعداً بدليل حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري ومسلم في"صحيحيهما" قال:قال رسول الله-صلى

    الله عليه وسلم-:"يقول الله- تبارك وتعالى- لملائكته إذا هَمَّ عبدى بحسنةٍ فلم يعملها فاكتبوها له بحسنة وإذا هَمَّ عبدي بحسنةٍ فعملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مائة حسنة إلى سبعمائة إلى أضعافٍ كثيرة واللهُ يُضاعف لمن يشاء وإذا هَمَّ عبدى بسيئةٍ فلم يعملها فلاتكتبوها شيئاً" وفي رواية:" فلم يعملها فاكتبوها له حسنة لأنه تركها من جرّائي"

    إن كان تركه إياها من باب ماجاء في الأمثال القديمة"ومن العصمة ألا تجد".همَّ بالمعصية أصابه شيء في الطريق

    شغله بعض الناس هنا لايكتب له شيئاً. لم يعملها لأنه لم يُيسر له سبيلها.

    الحالة الثانية:همَّ بالمعصية ثم تذكر حُكمها وحُرمتها فأعرض عن الدخول فهذا إنما ترك هذه المعصية خوفاً من الله

    واتقاءً لعذاب الله فهنا يقول الله:"فاكتبوها له حسنة فإنما تركها من جرائي" والحسنة تُكتب على أقل المراتب عشر

    حسنات ثم تتضاعف إلى مائة إلى سبعمائة واللهُ يُضاعفُ لمن يشاء.

    فالذي حمل المنقطع في الطريق لا نعلم أجره هذه المثلية دائما يُقصد بها أجر العمل بدون ملاحظة التضعيف لأن

    التضعيف مرتبط بالعمل والمفروض فى هذه الصور كلها أن لا عمل.



    يتبــــــــــع ..

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    107- باب العفو والصفح عن الناس



    *عن أنس: ( أن يهودية أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاةٍ مسمومةٍ فأكلَ منها فجيء بها فقيل:ألا نقتلها؟ قال:لا قال:فمازلتُ أعرفها في لهوات رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-)

    ظهر أثر السم في تلك الحادثة حيث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد أن وضع اللقمة الأولى في فمه نزل الوحي

    عليه بأنها شاةٌ مسمومة فأمر -عليه الصلاة والسلام- أصحابه الذين كانوا معه بأن يمسكوا ولا يأكلوا وقال:"إن هذه

    الذراع تُخبرني بأنها مسمومة"فانتهى الناس وكان منهم أحد الصحابة كانت اللقمة قد وصلت إلى جوفه فتأثر بها

    فمات ، أما الرسول -عليه الصلاة والسلام- فلم يتأثر بتلك الأكلة التي أكلها من تلك الشاة المسمومة تأثراً يؤدي إلى

    موته مباشرة وإنما ظهر تأثير تلك اللقمة في جسده -عليه الصلاة والسلام- مع الزمن وإلى ذلك يُشير أنس بن مالك

    بقوله: فما زلتُ أعرفها في لهوات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - اللهوات جمع لهاه وهي اللسان الصغير

    الذي في الحلق ويسد مجرى التنفس لكيل لا يدخله الطعام ، فهذه اللهاة يظهر أنها مضغة حساسة فلما باشرها السم

    أضعفها. فيقول أنس:فكنتُ أجد أثر تلك اللقمة في لهوات رسول الله -عليه الصلاة والسلام-وذلك إما بأن يُبَح

    صوته-عليه السلام- في بعض الأحيان أو يُصيبه شيءٌ من الورم.

    وقد اخبَرَ الرسول- عليه الصلاة والسلام -في مرض موته بأنه لم يزل يجد أثر تلك اللقمة المسمومة حتى مرض

    موته وقال:"هذا أو إن انقطاع أبهُري" أى عِرْق من عروقه .فتأثر من أكله هذه الشاة تاثراً مع الزمن حتى مات

    منها بعد مُدة سَنة أوسنتين ولذلك فبعض العلماء يعتبرون الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأنه مات شهيداً بسبب هذا

    السم الذي دَسَته تلك اليهودية في ذراع الشاة. وهنا في هذا الحديث خبرٌ تضاربت الأخبارُ فيه وهي أن أصحاب

    الرسول- عليه الصلاة والسلام- سألوه بعد أن عَلِمَ - عليه الصلاة والسلام- بنطق ذراع الشاة أنها مسمومة وبعد

    وفاة أحد الصحابة بسبب أكلِه منها علم أن هذه اليهودية قد غدرت به وأرادت قتله وأرسل خلفها وسألها فاعترفت

    بأنها وضعت السم عامدة فسألها عن السبب قالت: قلتُ:إن كان صادقاً فلن يًضره السم وإن كان كاذباً قضينا عليه

    فبعد هذا الاعتراف هل قتل-عليه الصلاة والسلام-هذه اليهودية؟

    اختلفت الروايات هاهنا ففي هذه الرواية التصريح بأن الصحابة سألوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنقتلها؟

    قال:لا. وفي رواية أخرى أنه -عليه الصلاة والسلام- قتلها فعلى أي هذه الروايات الاعتماد؟

    هنا لابد من تطبيق قاعدة علمية أصولية وهي التى تقول: "إذا جاءنا خبران مُتعارضان أحدهما مُثبت والآخر نافي

    فالمثبت هو المقدم والنافي هو المؤخر"
    .المُثبت هو الذي يجب الأخذ به والعمل به والنافي يُترك كأنه

    لم يرد مطلقاً.لماذا؟ لأن الذي جاء بشيءٍ من العلم لم يُحط به ذلك الذي نفى و لذلك قالوا:"مَنْ حَفِظ حُجة ًعلى مَنْ لم

    يحفظ ومَنْ عَلِمَ حُجة على مَنْ لم يعلم"


    ويحسن بهذه المناسبة أن أذكر قصة طريفة فيها دعمٌ لهذه القاعدة الأصولية المُثبت مُقدمٌ على النافي تلك القصة

    تقول:بأن الإمام الزهري كان في حضرة أحد أئمة الحديث ورواته فكان يستمع إلى حديثه فجاء هذا المُحَدِث بروايات

    وأحاديث كثيرة لم يعرفها الإمام الزهري. والإمام الزهري من كبار أئمة الحديث ويُعتبر من التابعين وهو من

    المكثرين من الرواية عن بعض الصحابة وخاصة أنس -رضي الله عنه -استغرب الزهري تلك الكثرة الكاثرة من

    الأحاديث التي سمعها من ذلك المُحَدِث ولم يسعه إلا أن يُظهر استغرابه فقال له -الزهري يقول للمحدث-:هذه

    الأحاديث ما سمعناها؟ فكان ذلك المحدث فطناً فأراد أن يوقف الزهري عند حده

    -بإسلوب ناعم قال له:هل أنتَ يازهري أحطتَ بالسُنَّةِ كُلها ؟

    - قال: لا

    - قال: بثلاثة أرباعها ؟

    - قال: لا

    - قال: بنصفها ؟

    - قال: النصف.

    - قال المحدث:هذه الأحاديث التي لم تسمعها من ذلك النصف الذي ما أحطتَ به علماً.

    فإذا جاءنا خبران أحدهما مُثبت والآخ رنافي ؛ فنأخذ بالخبر المثبت لأن فيه زيادة علم ، وبهذه القاعدة جمع العلماء

    بين حديثين آخرين أحدهما مثبت والآخر نافٍ فقد جاء عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- أن النبى-

    صلى الله عليه وسلم- دخل غزوة الفتح في جوف الكعبة وصلى في جوف الكعبة ثم خرج فكان أول من خرج بلال

    الحبشي ، قال ابن عمر: فتلقيته وسألته أين صلى الرسول-عليه الصلاة والسلام-؟ قال: صلى بين العمودين وبينه

    وبين الجدار ثلاثة أذرع.

    فهذا نصٌ صريحٌ أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل فى جوف الكعبة وصلى فيها ، بينما هناك حديث عن ابن عباس

    أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يدخل الكعبة ولم يصلِّ في جوف الكعبة. فبأي الخبرين يجب أن نعمل؟ بالخبر

    المثبت. فالذي قال:لم يدخل لم يعلم أنه دخل فالمثبت مقدم.


    فاليهودية التى دست الدسم نأخذ فيها بالقول المثبت"أي قتلها".


    فنقول:إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - حينما ظهر أثر السم فيه أوحينما عَلِمَ بأن الشاة مسمومة بنطقها وهذا

    معجزة للرسول -عليه الصلاة والسلام- حينذاك سُئل:أنقتلها؟ قال:لا بمعنى هل نُبادر إلى قتلها؟ قال:لا لعله لا يحصل

    ضرر واضح من هذه الشاة فتريث الرسول-عليه الصلاة والسلام- ثم بلغه موت الصحابي بسبب أكله من الشاة

    المسمومة فأتى بها وقتلها لأنها اعتُبرَت قاتلة. ففي هذا الحديث :أن أحداً من أهل الذمة إذا قتل مسلماً بأي وسيلة

    قُتِلَ ذلك الذمي وليس فى ذلك شيء من البغي أو الظلم لهم لأن القتل كان جزاءً وِفاقاً لأن المسلم إذا قتل مسلما

    عامِداً قُتِلَ به فإذا كان القاتل كافراً من أهل الذمة لأن يُقتل به أوْلى.

    لكن هل إذا قتل المسلم ذمياً بغير حق هل يُقتل به؟ في هذه المسألة مذهبان:-

    مذهب الحنفية: أن هذا المسلم القاتل يُقتل.

    أما مذهب الجمهور:فلا يُقتل وهذا هوالصواب لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "لا يُقتل مسلم بكافر" ويدعم هذا

    الحديث وهو في"صحيح البخاري"عموم قول الله- تبارك وتعالى-: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}

    كذلك إذا قتل المسلم ذمياً خطأً فهل دية ذلك الذمي كديّة المسلم أم على النصف من ديّته ؟

    في المسألة مذهبان: المذهب الحنفي: أن ديّة الذمي كديّة المسلم.

    و مذهب الشافعية وغيرهم:أن ديّة الذمي على النصف من ديّة المسلم وهذا هو الصواب لثبوت الحديث عن

    النبي-عليه الصلاة والسلام- أن الديّة كانت فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام- للذمي على النصف من دية

    المسلم.هذا ما ثبت في السُنَّة


    يتبــــــــــــ ـــــــــع .




  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئلة



    س1:- عن أبي هريرة أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:"ما من أيام العمل الصالح ...".وعائشة -رضي الله عنها - تروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما صام أيام العشرة قط .وهناك حديث في"صحيح البخاري"ما العمل في يوم بأفضل من العمل فى عشر ذى الحجة"لم يذكر صياماً لكنه يقول بنص عام أنه لايوجد يوم العمل الصالح فيه خير من العمل في عشر ذى الحجة فهذا بعمومه يدل على فضيلة صيام عشر ذي الحجة باستثناء يوم العيد.هل يُقدم القول الذى ثبت فى صحيح البخاري بعمومه؟ أم الفعل الذى ثبت في صحيح مسلم عن عائشة؟


    ج:- من القواعد الأصولية "القول مُقدمٌ على الفعل"

    مثاله:ثبت في"الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال

    :"أفضل الصيام صيام داود- عليه السلام -كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وكان لايفر إذا لاقى" وفي رواية أن الرسول-

    صلى الله عليه وآله وسلم- لما روى هذا الحديث رواهُ جواباً لابن عمر حينما رغب أن يزيده في الصيام "أن يصوم

    أكثر"من هذا,قال: يارسول الله إني أريد أفضل من ذلك فقال-عليه الصلاة والسلام-:"لاأفضل من ذلك.فأفضل الصيام

    هو صيام داود-عليه السلام- كان يصوم يوما ويفطر يوما". هل كان -عليه الصلاة والسلام- يصوم يوماً ويفطر يوماً؟

    الجواب:لا هذا الصيام الأفضل لم يُنقل مطلقاً عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-أن كان عمله يجري عليه بل

    ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-خلاف ذلك فقد قالت السيدة عائشة:"ما كنا نشاء أن نرى رسول الله-صلى

    الله عليه وسلم- صائماً إلا رأيناهُ صائماً وما كنا نشاء أن نراهُ مُفطراً إلا رأيناهُ مفطراً".

    إذان لم يكن للرسول -عليه الصلاة والسلام- منهاج وخطة عملية فى الصيام.

    لِمَ هذا وهو يقول:"أفضل الصيام صيام داود"؟ لأنه كان لايتيسر للرسول-عليه الصلاة والسلام-هذا النهج فى الصيام

    لأنه كان بالإضافة إلى صفة النبوة كان رجل دولة ومثل هذا الرجل لايتسنى له أن يُحافظ على النوافل من الطاعات

    كما يتسنى ذلك للمتعبد المتفرغ للطاعة.

    فالقول مقدم على الفعل ثم ضرب مثلا بمسألة الشرب قائماً" ولم أكتبها لأنه استدل الحديث عنها في الزهد إلا أنه

    ذكر هنا إضافة". لما شرِبَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائماً؟

    -يُحتمل أن هذا الشرب قبل النهي عن الشرب قاعداً فكان في وقت

    -يحتمل أن الرسول شرب من قيام لشدة الزحام.

    – يحتمل أن شربه قائما خصوصية له كما اختص بأن يتزوج بأكثر من أربع.




    س2:- روى أحمد والبيهقي عن سيار قال:سمعتُ عمر وهو يخطب يقول:"إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بنى هذاالمسجد ونحن معه المهاجرون والأنصار فإذا اشتد الزحام فليسجد الرجل منكم على ظهرأخيه"ورأى عمر قوماً يُصلون في الطريق فقال: صلوا في المسجد ماهو الفقه المستخلص من هذا الحديث؟


    ج:- يُؤخذ من هذا الحديث أكثر من مسألة واحدة:-

    1- إذا اشتد الزحام فى المسجد بحيث أنهم حين يسجدون تبقى بعض الصفوف لا تجد فراغاً لتضع الجبهة على

    الأرض فماذا يفعل هذا الذى لا يجد الفراغ للسجود ؟ فعمر يقول:"يسجد على ظهر أخيه" معناها اسجد وأنت راكع.

    الظاهر أنه لا تضع ركبتيك على الأرض ولاتضع يديك على الأرض إنما وأنت راكع إحنِ رأسك قليلاً وضع جبهتك

    على ظهر أخيك.هذا رأي لعمر بن الخطاب وهناك رأي آخر وهو المختار لدي إذا كان في المسجد شدة زحام بحيث لا

    يتمكن الإنسان من أن يضع جبهته على الأرض فالعمل أن يصبر هذا الذي لم يجد موطناً للسجود حتى يرفع الناس

    رءوسهم فتسجد أنت حينذاك ولابد أن تجد فراغاً ولو بين الأقدام.هذا الرأي أحب إلىَّ لأننا صورنا أنه فى رأي عمر

    لايمكن أن يسجد إلا دون أن يضع الركبتين والكفين فسيبقى السجود ناقصاً نقصاً كبيراً ذلك لأن الرسول-عليه الصلاة

    والسلام- قد ذكر في أكثر من حديث واحد أن السجود الكامل هو الذى يتمكن فيه المسلم من أن يضع سبعة أعضاء

    على الأرض كما قال- عليه الصلاة والسلام- يسجد العبد على سبعةِ آراب" أى أعضاء ثم ذكر الكفين و...فلابد

    لتحقيق السجود الواجب من السجود على سبعة أعضاء.فعلى ماذهب إليه عمرلا يتمكن الإنسان أن يسجد على سبعة أعضاء.

    شيء آخر أن وضع الجبهة على ظهر من بين يديه كأنه تكلف غير مُرْضِي شرعاً فقد جاء فى السُنَّة الصحيحة وهو

    مذكور في كتابي"صفة الصلاة" ثبت أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- رأى رجلا مريضاً لا يستطيع أن يضع جبهته

    على الأرض فكان يضع شيئاً مثل مخدة أو نحو ذلك فيضع جبهته على ذلك الشيء يسجد عليه فنهاه الرسول-عليه

    الصلاة والسلام-وأمرَ ذلك المريض أن يسجد قدر استطاعته ولكن يجعل سجوده أخفض من ركوعه ونهيه لأن فى

    فعله تكلف وقد قال-عليه الصلاة والسلام-:"هَلك المُتنطِعون".

    2-أو أن تشير برأسك أخفض من ركوعك.

    ورأى قوما يُصلون في الطريق فقال:صلوا في المسجد يؤخذ من هذا أنه لا يجوز للمسلم أن يُصلي في قارعة

    الطريق فى حالة كونه يجد فسحة في المسجد لأن الصلاة والحالة هذه في المسجد هو من باب إتمام الصفوف.وقد

    قال-عليه الصلاة والسلام-:"أتموا الصفوف الأول فالأول" وثبت الأمر بسد الفُرَج فما دام يوجد في المسجد فراغ فلا

    يجوز للمسلم أن يُصلي في الطريق بحجة الزحام مادام هناك فراغ أما إذا لم يكن فراغ فلا بأس من أن تُصلي فى

    الطريق لأن النهي عن الصلاة في الطريق ليس ثابتاً في السُنَّة وإنما نهى -عليه الصلاة والسلام-عن الصلاة في

    جوار الطريق حيث يسلك الناس.فإذا صليت فيه تصلي في ممر الناس فتؤذيهم ويُؤذونك . فقول عمر:"صلوا في

    المسجد"مادام في المسجد فرجة.





    س3:- عن أنس بن مالك قال:سمعتُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:"مَنْ أحب أن يُكثرَ اللهُ الخيرفي بيته فليتوضأ إذا حَضَرَ غذاؤه أو رُفع" رواه ابن ماجة والبيهقي. هل هذا حديث صحيح ؟


    ج:- لا بل هو حديث ضعيف.





    س4:-"مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله- تعالى -وماله من خطيئة"هل هذا حديث صحيح؟


    ج:- أظن أنه صحيح وأتأكد من هذا.




    س5:-عن ابن عمر-رضى الله عنه -قال:"مَنْ اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل الله -عزوجل- صلاة مادام عليه" ثم أدخل إصبعيه في أذنيه وقال:صُمَّتا إن لم يكن النبي -عليه الصلاة والسلام- سمعته يقوله.رواه أحمد.هل هذا حديث صحيح؟


    ج:- هذا الحديث ضعيف.



    انتهى الشريط التاسع .


    يتبــــع

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط العاشر



    تابع : باب العفو والصفح عن الناس






    *وهب بن كيسان قال:(سمعتُ عبد الله بن الزبير يقول على المنبر "خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرِض عن

    الجاهلين"قال: واللهُ ماأمر به إلا أن تؤخذ من أخلاق الناس واللهِ لآخذنها منهم ماصحبتهم)


    هذا من الأحاديث الموقوفة على عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - ومعروف أنه من أصحاب الرسول-عليه الصلاة

    والسلام- ولكنه حين مات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- كان صغير السن فهو في طبقة ابن عباس من بين

    أصحاب الرسول-عليه الصلاة والسلام- سناً فهو خَطَبَ ذات يومٍ على المنبر فتلا هذه الآية الكريمة"خذ العفو" فقال

    مُبيناً معنى قوله:"خذ العفو" قال : ( واللهُ ما أمر بها إلا أن تؤخذ من أخلاق الناس، واللهِ لآخذنها منهم ماصحبتهم.)

    فهو-رضي الله عنه - ليُبين أن المقصود بقوله تعالى"خذ العفو" ليس ما اشتهر عند المفسرين من أن المقصود من

    العفو إنما هو الفاضل من أموال الناس. أى إن العلماء اختلفوا في تفسير هذه اللفظة بخصوص هذه الآية"خذ العفو" فهناك قولان:

    1- القول الأول:- المال الفاضل الزائد عن حاجة صاحبه, فهذا هو الذى أمراللهُ نبيه -عليه الصلاة والسلام- في هذه

    الآية أن يأخذه من الصحابة وعلى هذا القول يقول أهله: هذا كان في أول الإسلام أي كان يجب في أول الإسلام في

    المال زكاة مافضل عن حاجته فلما فَرَضَ اللهُ الزكاة َ المعروفة نسف هذا الأمر لأن الأمر كان خاصاً بالزائد عن

    المال أما لما فرض الله الزكاة وجَبَ عليهم أن يدفعوا شيئاً معيناً على رأس المال"بالمئة تنين

    2-القول الثانى:- وهو الذى ذهب إليه ودندن حوله عبد الله بن الزبير"خذ العفو"أى الصفح فيوجد فرق كبير بين

    القولين ، والثاني هو الذى اعتمده الحافظ ابن كثير الدمشقي وقال:إنه الأشهر والأرجح. بناءً على ذلك فإيراد

    المصنف لهذا الحديث فيه بيان لما عقد لهذا الحديث من الباب ألا وهو قوله:باب العفو والصفح عن الناس.فالمصنف

    يُشير إلى أنه يختار هذا التفسير.

    يقول عبد الله بن الزبير مُشيرًا إلى أن القول الأول مرجوح ليس مُراداً بهذه الآية لأنه يحلف ويقول: واللهُ ما أمر

    بها أن تؤخذ إلا من أخلاق الناس لا من أموالهم.

    مامعنى خذ العفو؟

    أي الفاضل من أخلاق الناس يعنى أن الناس ليسوا كُمَّلاً فى الأخلاق فقليلٌ منهم مَنْ يكون كاملَ الأخلاق فمَنْ كان

    كذلك كان خلقه سيئاً فخُذ بالصفح عن هذا الخلق إذا أخطأوا معك.


    قال عبد الله بن الزبير حالفاً:واللهِ لآخذنها منهم ماصحبتهم أي لأعامِلنَّ الناس بمقتضى هذا الأمرالإلهي فآخذ بالصفح

    عنهم إذا أخطأوا معي . ويؤيد هذا المعنى آخر الآية: "وأمُر بالعرف وأعرِض عن الجاهلين"

    الجاهل:هو الذي يُخطئ معك ويُثير غضبك فقد تستجيب لهذه الإثارة فتُحاول أن تثأر منه فإذا تذكرت هذه الآية

    أوذُكِرتَ بها؛ أحجمت عن مقابلة الجاهل بالمؤاخذة وإنما قابلته بالعفو والصفح.

    ومن واقع سيرة السلف الصالح كانوا سبَّاقين للعمل بكتاب الله - عزوجل- من ذلك مارواهُ الإمام البخاري

    في"صحيحه" أن رجلاً من المسلمين من ذوي الأطباع الجلفة الغليظة اسمه حُذيفة بن عيينة نزل ضيفاً على ابن أخ

    له وكان ابنُ الأخ هذا مُقرباً عند عمر بن الخطاب وكان من خواص جلسائه . فقال حذيفة لابن أخيه استأذن علىَّ هذا

    الأمير قال: سأفعل فأذِنَ له عمر بن الخطاب فكانت المفاجأة أن بادر حذيفةُ عمرَ بن الخطاب بكلمة فجة قال:واللهِ يا

    عمر ماتعطي الجزيل وما تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر-رضي الله عنه- غضباً شديداً حتى همَّ به فقال له أحد

    الجالسين مُذَكِراً له: يا أمير المؤمنين يقول ربُ العالمين:
    {خذ العفو وأمر بالعُرف وأعَرض عن الجاهلين} وهذا من الجاهلين, فسَكِن عمر وكان وقافاً عند كتاب الله.

    مامعنى العُرف قال علماء التفسير جميعا :هو المعروف أى المعروف شرعاً صلاحه وأنه مما شرعه الله فتمسك به

    كما يجب أن تتمسك بالصفح عن الناس إذا أخطأوا معك.


    يتبـــــع .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •