ربما يتبادر الى ذهن القارئ ما يناقض ديدن الفلاسفة و أهل الكلام و ظاهر أطروحاتهم المبنية على التخليط و محاولة اقناع الناس بانحرافات أساسها عقلهم القاصر.. هم في ذلك يتوسعون و ياتون بشى الأدلة العقلية ـ الواهية اذا تجمعت او منفردة احيانا ـ يسِمونها بالمنطقية
و المقصود أنهم يفصلون باستخدام ذلك لاغراق المتابع بكلام ينسي اوله اخره فيظنه بجزئيات معينة حق .. نسأل الله السلامة.
و ما لاحظته مما تفضل به الاخ الفاضل من دليل :( صدقك و هو كذوب ) أن أهل السنة كما تفضلت أيتها المباركة، لا يُعنون بالتفصيل من أجل التفصيل و إنما يركزون على الأدلة، فيضعون دليل السمع و النقل أولا ثم يضيفون اليه دليل الفطرة و الحس و العقل حتى لا تبقى ثغرة في العقل و النفس الا سدت به و يشرحون الغامض و يستنبطون و كل ذلك مبني على الادلة.
و هذا هو تفصيلهم الذي قد يطول أو يقصر بخلاف تفصيل الفلاسفة حسب ظني
و هم مع تفصيلهم نرى أنهم يتوقفون على الظاهر لا يخوضون و لا يفصلون فيه اذا غابت القرينة كما هو الأمر في بعض مسائل الصفات مثلا
و الذي يظهر لي أن بعض التفصيل تنطع و تكلف تركه أهل السنة لذلك و وقع فيه غيرهم
و قمة حفظ العقول من الخبط هو اتباع طريق أهل السنة الذي يضع لها حدودا حتى لا تتبع كل سراب ترسمه او يوهمها اياه شياطين الانس و الجان ..
و خاب من جعل علمه الغاز و سراب .. حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ثم قال: ليت لي ايمان العجائز