تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    الارض
    المشاركات
    53

    افتراضي فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    ما حكم تعلم المقامات الموسيقية ( السيكا والصبا والنهوند ..............) ؟ وما حكم تلاوة القرآن الكريم بها ؟
    الجواب :
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
    نسأل الله تعلى أن يهدي جميع المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يشرح صدورنا، وييسر أمورنا، ويلهمنا رشدنا.
    فالمقامات المذكورة وغيرها مما لم يذكره السائل؛ تدخل ضمن الموسيقى المحرمة التي لا يجوز تعلمها ولا تعليمها ولا العمل بها. لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم، فهو صحيح.
    ولفظ (المعازف) عام يشمل جميع آلات اللهو، فتحرم إلا ما ورد الدليل باستثنائه كالدف فهو مباح.
    وقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) من أقوى الأدلة على تحريم المعازف إذ لو كانت المعازف حلالاً فكيف يستحلونها!.
    وأيضا: دلالة الاقتران في الحديث تفيد التحريم حيث قرن المعازف مع الخمر والحرير والحر: (الزنا) وهي محرمات قطعاً بالنص والإجماع.
    وقد حكى جماعة من أهل العلم الإجماع على تحريم استماع المعازف، ومنهم الإمام الطبري والقرطبي وابن الصلاح وابن رجب وابن القيم وابن حجر الهيتمي وغيرهم.
    قال الإمام القرطبي:
    "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون! وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه". انتهى. نقله ابن حجر الهتيمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر (الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون، والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمر بمزمار واستماعه وضرب بكوبة واستماعه).
    كما اعتبر الفقهاء آلات اللهو والطرب آلة للمعصية، وقالوا بأن من سرقها لا تقطع يده، ومن كسرها لا ضمان عليه، لأنها آلات غير محترمة شرعاً، انظر المغني ( 10/282)
    أما قراءة القرآن بهذه المقامات, مثل: البيات, الناري, السيكاه, الحكيمي, الديوان, الرست, الشور, المدمي، الجبوري، الخناجات، الإبراهيمي، ، المنصوري، العجم، الصبا، المخالف، الحجاز، المثنوي، وغيرها؛ فغير جائز شرعا بالاتفاق؛ إذا كان استخدام هذه المقامات يؤدي إلى عدم فهم القرآن، أو يذهب بالقارئ والسامع إلى تحريف الكلم عن مواضعه.
    قال المواق في التاج والإكليل : "الخلاف في القراءة بالتلحين هو ما لم يغير معنى القرآن بكثرة الترجيعات كالقراءة أمام الملوك بمصر ضل سعيهم، وكذلك بين يدي الوعاظ." انتهى.
    وقال الحطاب في مواهب الجليل: " فإن زاد الأمر على ذلك حتى صار لا يعرف معناه فذلك حرام بالاتفاق كما يفعله القراء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز." انتهى.
    وقد دل على حرمة القراءة بألحان هذه المقامات أمور:
    الأول: أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح رضي الله عنهم، بل كانوا يقرؤون القرآن دون هذا التكلف، كما أقرأهم إياه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
    الثاني: أن قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا،أعظم من أن نقرأه بألحان أهل الفسق والمجون ، الذين لا يستخدمونها إلا في الغناء والرقص والمحرمات.
    الثالث: أن القارئ بها ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامات الموسيقية وتلك الألحان، كي يستطيع بعد ذلك القراءة على نفس المنوال، بل قد وصل الحدّ ببعضهم إلى أن يستمع الأغاني ويطرب بها ويلتذّ، بزعم أنه يتعلّم المقامات ليقرأ القرآن بها، وهذا أمر مشاهد، وواقع محسوس، لامجال لإنكاره، ولاسبيل لإغفاله، وكفى به مفسدة للقول بالمنع.
    الرابع: ورود النهي عن ذلك في السنن والآثار، ومنها:

    ـ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الكبائر والفسق، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية، والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم " (أخرجه الطبراني في الكبير، ورواه البيهقي في شعب الإيمان، ومال ابن القيم إلى الاحتجاج به)
    ووجه الدلالة منه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة القرآن الكريم، وفقاً لطريقة العرب في تحسين أصواتهم به، وحذر من اتباع أهل الفسق في طرائقهم المتبعة في قراءته، من مراعاة الأنغام والتطريب المستفاد من الموسيقى التي تصحب الغناء غالبا، أو يطرب لها من يسمعها، ويبالغ أربابها في إتقانها.

    ـ وعن عبس الغفاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أشراط الساعة، وذكر أشياء، منها: " أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء " أخرجه الطبراني في الأوسط.
    ووجه الدلالة منه:
    أن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّ الافتتان بالتطريب بالقرآن والتغني به على أوزان الألحان من علامات الساعة، وهذا غاية في الإنكار.
    - روي أن زياد النهدي جاء إلى أنس رضي الله عنه مع القراء، فقيل له: اقرأ، فرفع زياد صوته بالقراءة وطرب، وكان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجهه - وكان على وجهه خرقة سوداء - وقال: يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون، وكان أنس إذا رأى شيئاً ينكره رفع الخرقة عن وجهه" انظر: زاد المعاد في هذي خير العباد لابن القيم 1/137
    ووجه الدلالة منه:
    أنّ أنساً رضي الله عنه أنكر على زياد تطريبه بالقراءة، وبيَّن له أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يكونوا يفعلونه في قراءتهم للقرآن الكريم، وهذا منهم لا يكون إلا عن توقيف، لأنه لا مدخل للرأي فيه.
    - أنّ التطريب بالقراءة, وتكلّف أوزان أهل الغناء فيها, يتضمن -عادة- همز ما ليس بمهموز، ومد ما ليس بممدود، وترجيع الألف الواحدة ألفات، والواو واوات، والياء ياءات، فيؤدي هذا إلى زيادة في القرآن الكريم، وهو غير جائز.
    - أنّ هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
    وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد
    - أنكر جمهور السلف رحمهم الله القراءة بالألحان وأوزان أهل الغناء, وعدّوها من البدع المحدثة, وهذه بعض الآثار في ذلك:
    - عن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه سأل أبا عبد الله عن القراءة بالألحان، فقال: « هو بدعة ومحدث، قلت: تكرهه يا أبا عبد الله -أي: الإمام أحمد-؟ قال: نعم، أكرهه، إلا ما كان من طبع، كما كان أبو موسى، فأما من يتعلمه بالألحان فمكروه. قلت: إن محمد بن سعيد الترمذي ذكر أنه قرأ ليحيى بن سعيد، فقال: صدقت، كان قرأ له، وقال: قراءة القرآن بالألحان مكروه » رواه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    - وعن عبد الرحمن المتطبب، يقول: قلت لأبي عبد الله في قراءة الألحان؟ فقال: ( يا أبا الفضل، اتخذوه أغاني، اتخذوه أغاني، لا تسمع من هؤلاء.)
    - وكان محمد بن الهيثم، يقول: ( لأن أسمع الغناء أحب إلي من أن أسمع قراءة الألحان ) رواه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    كما ورد ذم القراءة بألحان العجم عن كثير من علماء السلف ـ رحمهم الله :
    ـ قال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة (1/ 246 ): ( ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره ) انتهى.
    ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المستدرك على مجموع الفتاوى 3/105: "قراءة القرآن بصفة التلحين الذي يشبه تلحين الغناء مكروه مبتدع، كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من الأئمة" انتهى.
    ـ وقال ابن القيم رحمه الله: "وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له" انظر: زاد المعاد1/493.
    ـ وقال الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره - بعد أنّ ذكر كلام السلف في النهي عن قراءة الألحان-: "وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه" تفسير ابن كثير 1/65 .
    ـ وقال القرطبي رحمه الله في حين تكلم عن حرمة القرآن قال: ( ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق ) 1/29

    ـ وقال النّووي في "الرّوضة": والصّحيح أنّ الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم، قال: وهذا مراد الشّافعي بالكراهة ".انتهى.
    ـ وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في ( نزهة الأسماع في مسألة السماع ): (قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
    وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة. ) انتهى.
    وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
    وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد.
    وقد أجاد اين القيّم فأفاد، وهذا خلاصة كلامه في زاد المعاد 1/482 : (وفصل النزاع، أن يقال : التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما : ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم : (( لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
    الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال : (( لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ )) وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم) انتهى.

    فيكون على ما ذكرنا تحسين الصوت بالقرآن مشروع في الجملة، بل هو مستحب، وفيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
    ـ ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
    ـ وما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن. وهذا على أن المراد بالتغني تحسين الصوت، وهو ما قال به بعض أهل العلم.
    ـ ويشهد له ما رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم.
    ـ ويشهد له أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره قال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود. رواه البخاري ومسلم. ولكن لا يتجاوز بالتغني بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، وقد كره ذلك السلف.
    وتحسين الصوت بالقرآن معناه -قبل كل شيء- أداؤه على الوجه الصحيح، بمراعاة مخارج الحروف وصفاتها، والسلامة من اللحن، والمحافظة على كيفية المد فيه والإدغام والإظهار والغنة والقلب والإمالة والتحقيق والتسهيل والإبدال والنقل والإخفاء والاختلاس وغير ذلك من الأبواب المعروفة فيه، وعلم المقامات لا يمت إلى شيء من ذلك بصلة، وعليه فمن أراد تحسين الصوت بالقرآن فليأت ذلك من بابه، وليعمد إلى القرآن نفسه يتعلم أحكام تلاوته
    والمقصود الأعظم من ذلك هو تدبر القرآن وفهم معانيه والخشوع عند تلاوته مما يؤدي بالمرء إلى تقويم سلوكه على منهاجه، والتزام ما دعا إليه من خصال حميدة، وسجايا طيبة.
    قال النّووي في "شرح المهذّب": ( وصفة ذلك، أن يشغل قلبه بالتّفكير في معنى ما يلفظ به ، فيعرف معنى كلّ آية ويتأمّل الأوامر والنّواهي، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان ممّا واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق قصّر عنه فيما مضى اعتذر وتعوّذ ، أو تنـزيه نزّه وعظّم ، أو دعاء تضرّع وطلب، أخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال:" صلّيت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم النّساء فقرأها، ثمّ آل عمران فقرأها، يقرأ مترسّلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح) انتهى. سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى 13/332 : ( ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه فالقرآن أولى بذلك وأيضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله الذى هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم ) انتهى.
    وقال الشيخ بكر أبو زيد في كتابة بدع القراء :
    " التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر . وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي " .
    ويقول أيضا في نفس الكتاب : " وهذا يدل على أنه
    محذور كبير وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء ، وقد نص الأئمة رحمهم الله على النهي عنه انتهى. "

    وبما ذكرنا أفتى كثير من المعاصرين، كالشيخ عبد العزيز بن باز وابن جبرين وغيرهما. والله أعلم
    منقول
    http://www.wanees.net/play.php?catsmktba=93
    موقع فضيلة الشيخ : علي ونيس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    بارك الله فيك
    و فى مسعاك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    من باب الإنصاف
    هناك آراء أخرى ركزت على ماهية (المقام ) قبل اصدار الفتوى بتحريمه لعلي أنشط لنقلها

  4. #4

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    الحمدالله رب العالمين وبه نستعين

    اخي الكريم جزاك الله خيرا على قدمته لكن بقي اشكال ؟ وهو

    انه محال ان يرتل شخص القرآن
    مجردا بدون مقامات بل لابد ان يقرأ على مقام معين علمه ام جهله

    فالمقام بمثابة الهواء لمن اراد ان يتنفس فما هو الجواب نفع الله بعلمك

    والله اعلم

  5. #5
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    انه محال ان يرتل شخص القرآن
    مجردا بدون مقامات بل لابد ان يقرأ على مقام معين علمه ام جهله
    بارك الله فيك سؤال ، هل تقصد بقولك هذا أن قراء العالم الإسلامي يقرأون بالمقامات سواء علموا أنها مقامات أم لا؟ اضرب لنا مثالا بارك الله فيك لأني لم أستمع لمن يقرأ صريح بالمقامات فلا أستطيع التمييز بين من يفعل ذلك ومن لا يفعل ، فتسائلت هل يقع بعض القراء المعروفين في ذلك دون أن يدركوا؟
    أم أن سؤالك نظري؟ أم أنك مثلي لم تستمع لمن يقرأ بالمقامات الصريحة المذكورة في المقال أعلاه؟

    رجاء إذا كان عند أحد مزيد علم في ذلك أن يوضحه لنا لأني درست من أول ما تعلمت القرآن حرمة القراءة بالمقامات وألحان أهل الغناء ، ولكن بعد الضجة التي حدثت بسبب المسابقة الأخيرة (وأنا لم أشاهدها ) التبس عليّ هل يدخل في ذلك مثلا كبار القراء مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله ، والحصري رحمه الله؟ أم هل يدخل في ذلك شيوخ الحرمين ؟ أم أن الألحان المقصودة هي ألحان معروفة مثلا ولا يدخل فيها هؤلاء القراء الأكابر (طبعا أميل لهذا لكن لفت نظري تعليق الأخ) ؟

    وقد ذكرت أخت شاهدت برنامج المسابقات التي كانت مقامة قول أحدهم أنه كان يقرأ في الصلاة إماما بنهاوند فسمع من خلفه في الصف مصلٍ يتابع النغمة بلحن ، فقام بتغير اللحن ، فتابعه المصلي مرة أخرى على اللحن الجديد "،
    فهل أفهم من ذلك أن هذه (النهاوند) لحن معروف قد يعلمه البعض ؟

    بارك الله فيكم
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن تيميه الصغير مشاهدة المشاركة
    الحمدالله رب العالمين وبه نستعين
    اخي الكريم جزاك الله خيرا على قدمته لكن بقي اشكال ؟ وهو
    انه محال ان يرتل شخص القرآن
    مجردا بدون مقامات بل لابد ان يقرأ على مقام معين علمه ام جهله
    فالمقام بمثابة الهواء لمن اراد ان يتنفس فما هو الجواب نفع الله بعلمك
    والله اعلم
    الحصرى رحمه الله فعل ، لذا أسموه قانون القراءات
    المقامات تخالف قانون القراءات ، فالصواب تعمد الإبتعاد عنها حين القراءة
    ثم بالله عليك
    أتريد القرءان تجويدا
    أم تريده تلحينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    كما قال الأخ
    يستحيل أن يقرأ أحد ٌ القرآن بغير مقام وإلا كان نشازاً !

    يحدث الإشكال أولاً لعدم فهم معنى (المقام ) وثانياً عدم الدراية بمراتب التلاوة والإختلافات التى توجد فيما بينها

  8. #8

    افتراضي رد: فتوى مهمة في قراءة القرآن بالمقامات

    والله عجبا كيف يرفع البعض أقوال أهل التخرص قائلي البهتان في هذا المنتدى العلمي

    حيث ظهرت شرذمة علق الشيطان قلوبها بالغناء والفن , ولم يجدوا لهم من حل مع ظاهر استقامتهم إلا هذه المسوغات التافهة القبيحة المليئة بالتكلف و البهتان من زعمهم بأن الانسان لا بد أن يقرأ على مقام شاء ذلك أم أبى , ولأسف نجد بعض طلبة العلم يرفعون هذه العبارات المائعة لأصحاب الألسن القذرة والأفواه المنتنة ممن انتسب زورا لأهل القرآن

    أقول لهؤلاء الكذبة هل كان رسول الله يقرأ بالراست والنهاوند ؟؟؟ وهل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يقرؤون بالبياتي والكرد ؟؟؟ وهل كان أبي ابن كعب وابن عباس وابن مسعود يقرؤون بالحجاز والعجم وغيرها من مفامات الفساق الماجنين ؟؟؟

    اتقوا الله ولا تقولو ما قد يهلككم مما لا تلقون له بالا


    بل وحتى لو ذهبنا إلى قولكم تجوزا من أن القراءة واقعة على مقام لا محالة , فأكيد أن الذي لا يعلم عن هذه الخزعبلات شيئا مأجور لتحسين صوته وإن كان على ما ذكرتم , بينما الذي يعلم ذلك ويتعمده ويتكلف في قراءته ليوافق المقام أكيد أن أحسن أحوال إثمه هو مشابهة الفجار ...

    نعوذ بالله من أن نشابه أهل الفسق والمجون

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •