قال ابن حجر : ((الفَهمُ فطنةً يفهم بها صاحبها من الكلام ما يقترن به من قول أو فعل ، وقد اخرج احمد في حديث أبي سعيد الآتي في الوفاة النبوية حيث قال النبيُّ r : [إن عبداً خيره الله] فبكى أبو بكر ، وقال : ((فديناك بآبائنا ، فتعجب الناس . وكان أبو بكر فَهِمَ من المقام أن النبي r هو المخير ، فمن ثم قال أبو سعيد : فكان أبو بكرِِ أعلمنا به)).
وقال الإمام البخاري : بابُ (الفَهمُ في العِلم) ؛ وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما يحدث عن رسول الله r قال : ((كنا عند النبي r ، فأُتي بِجُمارِِ فقال : [إن من الشجر شجرةً مثلُها كمثل المسلم] فأردت أن أقول هي النخلة ، فإذا أنا أصغرُ القومِ فسكتُّ . قال النبي r : [هي النخلة])) قال ابن حجر في الشرح : ((ومناسبته – أي الحديث – للترجمة – أي ترجمة الباب – أن ابن عمر لما ذكر النبي r المسألة عند إحضار الجمار إليه فهم أن المسؤول عنه النخلة)) .

وطلب الفهم في الأحكام الشرعية واجب على كل مبلَّغِِ عاقل ، لضرورة الإسلام لرب العالمين والإيمان لا محالة ؛ ثم لفضيلة العلم والتفقه فيه لقوله تعالى ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ) ولحديث معاوية y قال : سمعت النبي r يقول : [مَن يرد الله بهِ خيراً يفقهه في الدين]