وما يمنعك أن تكتب نعم أو لا؟
و أما إلزاماتك فليست لازمة أبدا
إئذا قلنا لله يد، يلزم أن يكون له عضد وكتف؟
وإذا قلنا لله قدم يلزم أن يكون له ركبة
هذي فلسفة فاسدة فارغة
والنقد للقول لا للقائل، وللكلام لا للمتكلم
سببها علم الكلام ومؤداها التشبيه والتجسيم
ويقول بأي توقيت؟
يا أخي الكريم
يمنعني أني أجبتك من قبل بوضوح وانتهى, يمنعني أني لا أحب تشجيع هذا الأسلوب.
وأنا يا أخي لم أقل مطلقاً أنَّ لازم إثبات أن لله تعالى يد هو وجود عضد وكتف!
عجيب!!
كيف قرأت كلامي, وكيف فهمت هذا, وكيف أقول هذا و أنا أصلاً أثبت أنّ لله تعالى يد, انتهى.
ردي عليك أخي كان حول نقطتك بخصوص ما يصح وما لا يصح جمالياً لله تعالى, من حيث يدين اثنتين لا أيدٍ (ولعل معنى أيد كما ذكر الأخ عبد الرحمن ولكني تحدثت بفرض أنها جمع يد), وساقين اثنتين لا ساق, وعينين اثنتين لا أعين.. إلخ.
فإن شئت وأحببت فعلاً أن تفهم ما قلته أنا لا ما قوّلتني أنت إياه, فراجع كلامي, فأنت -بعد رد لي عليك- طرحت إشكالية الجمال والكمال ضمن ذاك السياق, فرددتُ عليها, فلم تعقب بشأنها ولكن قفزتَ وطرحتَ بعدها إشكالية تناقض النصوص .
ولا يا أخي.. لا أتفق مع الأشاعرة الذين ينكرون ( النزول ) ويؤوّلوه, بل أثبته ضمن سياقه الذي ورد فيه في الحديث النبوي الشريف وضمن إطار (ليس كمثله شيء), وأفهم منه كذلك معنى القرب ومعانٍ أخرى تعتمل في نفسي.. وأكتفي.
أكتفي إذ لا أحب الفلسفات ولا الأسئلة ولا الإجابات التي لا تعود علينا بعلم ونفع, بل تنهك جسد أمتنا المرهقة أصلاً, وتعود علينا بمزيد خوض في ربنا الواحد الأحد العظيم, سبحانه, وبمزيد كلام مما لم يقله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ولم يقله صحابته رضوان الله عليهم, وبمزيد بعد عن الهدي النبوي و"روح الهدي النبوي".. فأيُّ عِلمٍ -بربكم- حصّلنا وفاتهم فيما سطّرنا من كلام!. اللهم اهدنا لأقرب من هذا رشدا.
أسلوب الحوار هذا -محاولة الاستنطاق- هو أحد أسباب تعميق النزاعات بين الجماعات المختلفة بالعموم, إذ يزيد الهوة والتعنت والتعصب للرأي ( نحن لا نعين المخالِف على نفسه وشيطانه بهذا الأسلوب), وكأنّ الشخص يتمنى ويرجو لو أنّ الآخر مبتدع.. بل يبذل جهده ليكون مبتدع, وبعدها يرتاح!
وإن لم يكن كذلك.. بدل أن يحاول أن يقرّبه من الحق الذي يؤمن به, يظل يزنّ ويلف ويدور ويستنطق ويسأل أسئلة -يريد أن يستنطق لاوعيه ربما- حقيقةً ما سألها صحابة ولا تحدث بها نبي! سنة من هذه.. لا أدري!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شكراً لك أخي الكريم, اكتفيت, ولكني رددت لما رأيت أنك حرّفت كلامي, وجعلتني من المبتدعين الذين يُلزمون من يقولون أنّ لله عز وجل يد -وأنا منهم- يَلزمهم كذا وكذا!
وكان في قلبي بضع كلمات أردتُ أن أقولها, وهي عامة وليست خاصة لك وحدك.. وعلى الله أتوكل.
ألتبس عليه في نفي ما لم ينفيه الله عن نفسه؟
ألتبس عليه في الإلهيات؟
ألتبس عليه في النبوات؟
.... الخ
يا أخي الفاضل، هم على بدعة، وعلى ضلال.
وعن الأشاعرة أتحدث، إذ الخطأ وارد عند الجميع، ولكن الأشاعرة منهجهم منهج ضلال، والخلل عندهم بدايته من أصول التلقي والاستدلال وحتى الفروع.
أخي الكريم, فليكن منهج ضلال! وهو منهج ضلال فعلاً.
إنما.. حقيقةً لا أفهم لماذا يتحول موضوعنا ليصبح الأشاعرة بالعموم وضلالاتهم!
أم لعله هكذا من البداية, ولكن كل واحد ينتظر اللحظة المناسبة ليطلق ما عنده!
مداخلتك هذه ومداخلات سبقت مداخلتك حقيقةً, أثارت بعض التداعيات عندي, فلا تأخذ كلامي بمحمل شخصي:
لماذا لا نعرف أن ننظر في جزئية واحدة بموضوعية وبتجرد للحق, وبدون تشنج!
لماذا يجب علينا أن ننقل ما قاله العلماء عن ضلالاتهم -الأشاعرة كمثال في هذا الموضوع- عامة, في حين لم يكن هذا أصلاً موضوع الطرح!
دائماً ننظر بذات العين والعقلية, تُطرح مسألة ( أتحدث بالعموم الآن ), فنقرر مسبقاً أن من يقول كذا وكذا هو معنا ومنا ومن يقول كذا وكذا أو ما يقاربه هو حتماً ضدنا ومنهم ويريد أن يقول قولهم, ولا يخطر ببالنا أنه ربما, ولعله.. يكون هناك نقطة جديدة ربما.. ربما تغير مفهومنا (تذكروا أتحدث بالعموم).. فينتهي الموضوع قبل أن يبدأ.
لأننا -إلا من رحم ربي- "نقرأ" ونحن نستمع إلى عقولنا وتصنيفاتها, "نقرأ" وكراهيتنا ( المشروعة طبعاً -هكذا يرى كل فريق-) حاضرة, "نقرأ" والأجوبة معدة سلف, وكذلك الأحكام, ويستخدم الجميع -إلا من رحم الله- ذات الأسلوب في الحوار (المناظرة طبعاً) ويسأل بنفس الطريقة والأسلوب حتى وإن كان المقام غير مناسب حقيقةً.
لا أتحدث عنكم, لا.. ولكني بمنتهى الصدق أتحدث عن حال المسلمين من كافة الفرق والجماعات, أتحدث عن حالنا, إلا من رحم الله تعالى.
وبهذا الاعتراف منك أكتفي، والحمد لله رب العالمين.
إعتراف!!
لا بد أنك انتزعته مني وأنا لا أشعر!!!
أو حين ضيّقت علي ولم تترك لي مناص من الاعتراف!!!
.......
لم أظن أننا كنا يا أخي الكريم في محاكمة أو حتى مناظرة!
ولم أظن أن كتابتي لما أؤمن به تعتبر اعتراف! لكن إن كان هذا يقر عينك, فليكن.
أخيراً أسجل فأقول:
لا, من ينفي وينكر اليد والوجه لا يعتبر مجتهداً.
بارك الله فيكم جميعاً.
والسلام عليكم.