السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
الإخوة الفضلاء : إشكال أرجو تبييه غاية البيان .
أفاض أهل العلم في سماع مجاهد من عائشة رضي الله عنها , وخلافهم في ذلك مشهور , ولكني لما قرأت كلام أهل العلم في سماعه من جابر , لم أجد من تكلم فيه كلاما واضحا , إلا إشارات أذكرها :
أ- نقل عن البرديجي قوله " وأحاديث مجاهد عن جابر ليس لها ضوء , إنما هي من حديث ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد , ومن حديث ليث بن أبي سليم عنه " جامع التحصيل ص273 .
وقد أفاد كذلك بأن الذي يصح من سماعه عن الصحابة : ابن عباس وابن عمر , وأبي هريرة على خلاف , ونفى سماعه من أبي سعيد , وعائشة , "
ب- ونُقل عن القطان قوله " وكانوا يرون أن مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر " تحفة التحصيل ص295
ج- ولم يذكر البخاري سماع مجاهد إلا من ابن عمر وابن عباس وعلي - التاريخ الكبير 7/411 .
د- وفي العلل لابن المديني " أن مجاهدا سمع من عائشة , وابن عباس , وابن عمر , وأبي هريرة, وعبد الله بن عمرو , وعبد الله بن السائب " تحفة التحصيل ص295
هـ- وذكر ابن أبي حاتم سماعات مجاهد فقال " روى عن ابن عمر , وابن عباس , وجابر, وأبى هريرة , وأبى سعيد الخدري , وأبى ريحانة. وروى عن عائشة مرسل , ولم يسمع منها " الجرح والتعديل 8/319
مما تقدم يتضح أن هناك من نفى سماع مجاهد من جابر صراحة , وهو قول القطان والبرديجي .
وهناك من صحح سماع مجاهد من عدد من الصحابة ولم يذكر جابرا , كما هو قول ابن المديني , والبخاري
وهناك من يفهم من قوله إثبات السماع , وهو قول ابن أبي حاتم .
وقد استعرضت الصحيحين - عن طريق برامج الحاسوب - فلم أجد لمجاهد رواية عن جابر , سواء كانت بواسطة أو من دون واسطة .
واستعرضت السنن الأربعة مع سنن البيهقي الكبير لأرى صحة قول البرديجي أنها من طريق أبان بن صالح أو ليث بن أبي سليم :
فوجدت أن الرواة عن مجاهد عن جابر ثلاثة /
1- أبو يحيى القتات- وهو ضعيف- ( حديث مفتاح الجنة الصلاة و مفتاح الصلاة الوضوء ) الترمذي .
2- ابن أبي نجيح - ثقة ربما دلس - ( حديث لو استقبلت من أمري ما استدبرت ) البيهقي الكبرى
وحديث ( في المكاتبين قال: شروطهم بينهم ) موقوف في الكبرى
وحديث (إذا كان أحدكم ذا حاجة فليبدأ بنفسه ) الكبرى .
3- أبان بن صالح - ثقة - ( حديث فرأيته صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة ) أخرجه الأربعة ( وحديث.إذا كان أحدكم ذا حاجة فليبدأ بنفسه) الكبرى .
فهل سمع مجاهد من جابر شيئا ؟
مع أن إمكان اللقاء بينهما قوي , فإن جابرا رضي الله عنه توفي متأخرا قال ابن حجر : ويقال إنه عاش أربعا وتسعين سنة , وذكر أيضا أنه كانت له حلقة في المدينة ,وتوفي سنة 74 وقيل73 , وقيل 78 , و مجاهد مكي , وولد سنة سنة إحدى وعشرين في خلافة عُمَر , ومات سنة سنة أربع ومئة , وقد قدم المدينة , وسمع من ابن عمر , فلا يبعد أن يكون سمع منه, لكن قول القطان والبرديجي, مع قلة مرويات مجاهد عن جابر قد تؤيد القول بأن رواياته إنما هي صحيفة , وليست سماعا .
فياليت الإخوة يفيدوننا في هذا الباب ؟ جزاهم الله عني خير الجزاء .