ما مضى فات

تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون .

القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال { تلك أمة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ولا طائل من تشريح جثة الزمان وإعادة عجلة التاريخ .

إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً وكالذي ينشر نشارة الخشب وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم .

إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا نهمل قصورنا الجميلة ونندب الأطلال البالية ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .

إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام فلا تخالف سنة الحياة .





هكذا هزموا اليأس