العيون التي في طرفها حورٌ ..
للموت ألف طريقة , فمنهم من يموت ساجداً لربه , ومنهم من يموت بحد السيف في سبيل الله , ومنهم من يموت تخمه من كثرت ماأكل , ومنهم من شرب عصيراً فشرق فمات , ومنهم من ضاع له مائة دينار فمات غبناً , ومنهم من بشر بجائزه فمات فرحاً , وأما جرير فيخبرنا لنكون على بينه بسبب موته وأمثاله فيقول :
إن العيون التي في طرفها حورٌ قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يُصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
ياله من قتل غير جميل ومن موت غير شريف ومن وفاة رخيصه ولكن إسمع إلى بطل مجاهد صنديد شهيد وهو يقول :
تأخرتُ أستبق الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فليس على الأعقاب تدمي كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
شكراً لهذه النفوس الحيه والأرواح الخالده ماأجلها وأشرفها يوم عرفت كيف تموت ميته شريفه بالذبح في سبيل الله لا ميته رخيصه من أجل العيون السود .
وقد قال الصحابي الجليل طلحه بن عبيد الله يوم أحد ( اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ) جزاك الله خيراً ياطلحه على هذا الحب الصادق وذلك المصير المبارك , وهذا شاعر يشاركه هذه الأمنيه الغاليه فيقول :
لا تُمتني يارب الأ بسيف صارم الحد مسلط في سبيلك
فيقتل شهيداً في سبيل الله لا في سبيل العيون السود ..

إشراقات ..