الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن الحديث عن المهتدين إلى مذهب أهل السنة –هذه الأيام- يتكاثر ويتعاظم

وما ذلك إلا لكثرة الداخلين فيه، المتخلّين عن ضده، بفضل الله ومنه وكرمه وحده
وأما مناسبة هذا الكلام فأقول مستعينا بالله وحده:
على فترات متقاربة اجتمعت بثلاثة من الإخوة، كلٌ على حدى، ولكن لم يكن يخطر ببالي ما علمته لاحقا
فأما الأخ الأول فهو دكتور سبقت شهرتَه، كتبُه ومقالاتُه وتحقيقاتُه الرصينة المتينة
وأما الأخ الثاني فهو علامة -كما وصفه أحد كبار أكابرنا- فقرأنا له، فقلنا: من أين يأتي بهذا الجلد في تطويل البحوث وتشقيق المسائل وإلزام الخصوم، فجاءنا الجواب: أن على طاولته أكثر من خمسين كتابا أصغرهم لا يقل عن 500 صفحة، ولم ينشرها بعد لأنها لم تشفِ غليله وترو ظمأه..!!
وأما الأخ الثالث فهو غواص خطاف للنقول في بطون الكتب بل في مهجورها، سألناه عن هوايته فقال: هذا هو التشيع بلسان الخوئي، فقلنا زدنا فقال: إمامة الشيعة دعوة باطنية لاستمرار النبوة.

مشايخنا الثلاثة هم:

الأول : الدكتور مجيد الخليفة، حاز على درجة الدكتوراه في الفرق وكاتب لعشرات الكتب وكثير من المقالات، نشط أخيرا لإعادة نشر كتب علامة العراق محمود شكري الألوسي رحمه الله، للتعرف عليه أكثر، زوروا موقعه ومتعوا أبصاركم بقلمه العلمي المتين.
http://www.dr-majeed.net/index.htm

الثاني: هو البحاثة أستاذنا الشيخ علاء الدين البصير، صاحب القلم السيال والذي وصفه أستاذنا الدكتور طه الدليمي حفظه الله تعالى بنص كلامه:
"بالكنز من كنوز أهل العلم في هذا الزمان والمتبحر بالدين الشيعي وله اطلاع واسع وأتمنى من الأمة أن تستفيد من هذا الكنز " ،
وكما تعلمون فهذا كلام كبير يقوله رجل كبير فلابد أن يكون عن رجل كبير.
وأخونا الشيخ علاء الدين البصير ذو خلق عال وأدب رفيع علمهما كلُ ما خالطه وعايشه ولا نزكيه على الله تعالى
وقلما ألا تخرج بفائدة علمية من أي مجلس يكون فيه، بل إن من يحسبون أنفسهم على دراية تامة من العلم في دين الشيعة يكونون أمامه كالعوام وقد شاهدت هذا بنفسي، بل علمت أن الكبار الكبار يهاتفونه ليتثبتوا عن معلومة معينة أو يعرضون عليه مؤلفاتهم ليجيزها وإلا أعادوا كتابتها من جديد.
يقول لي أستاذنا علاء الدين البصير بحسرة: لوددت أن يعرف عوام الشيعة كم يكذب عليهم علماؤهم، وكم يستغلوا غفلتهم، وكم يتكسبوا من أموالهم بغير حق.
ويقول لي: أنا قد أفهم اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، ولكني لا أفهم اختلاف مراجع الشيعة بينهم هذا الاختلاف الصارخ، بل إن أحدهم ليختلف مع نفسه بصورة مضحكة كالطوسي المضطرب القلق في كتبه أو كالحلي الذي لا تخلو كتبه من طرافة ومزاح فإنه يحرم شيئا في أحد كتبه ويحله في آخر ثم يعود ليحرمه في آخر غيره.
ويضيف قائلا: عندما قرأت مختلف الشيعة للحلي، قلت في نفسي هل اطلع أهل السنة على هذا الكتاب، أيمكن لمذهب يدعي أنه مميز عن غيره باتباعه لأهل البيت المعصومين ويحرّج على من خالفه لإعمالهم الاجتهاد في مقابل النص، ومن ثم يوجد فيه هذا الاختلاف المضحك المبكي اختلافا يكاد يكون في كل مسألة فقهية.
ثم يلتفت إلي ويقول بحنق: يا أبا العباس إن دين الشيعة من صنع البشر وأراء الرجال فمتى يعي عوام الشيعة هذه الحقيقة متى!!
ويقول لي: أهل السنة أهل تسامح ورحمة ولو علموا ما تبديه قلوب الشيعة وما تخفيه تجاههم لغيروا هذه المعاملة.
ويضيف: كنت أتوقع عندما كتبت "أسطورة النص الجلي" أن تأتيني ردود وتعقبات ولكني لم أر إلى الان ردا وهذا ما أثار استغرابي.
وعندما رددت على جعفر السبحاني وفضحت تزيفه وذكرت تلبيساته بل كذباته انتفض وراح يشكوني في موقعه والمصيبة أنه أعاد أسلوبه المعهود في الكذب وحتى بعد قراءته لكتابي فأي أمانة علمية عند هذا الرجل!!.
في حياة شيخنا الكثير الكثير ولكنه لم يأذن لنسترسل أكثر، ولكن ما يهمني أن أدعو الله تعالى أن يصبره ويثبته ويبدله خيرا مما فقد ويرزقه خير الحياة وخير الممات.
بإمكانكم أن تقرؤوا كتبه في موقعنا وفي غيره وما زال عنده المزيد الكثير عسى أن يوفقه الله تعالى لنشرها
(سأعرض كلام شيخنا الدليمي في حق أستاذنا علاء الدين البصير قريبا)
الثالث: فهو أخونا الأستاذ عبد الملك الشافعي، الذي يتقد حماسا ونشاطا، ويتحرق حسرة على البرود الذي يبديه أهل السنة في تصديهم للشيعة أو الغفلة عن مكرهم وكيدهم، ما يميز أستاذنا تمكنه من مناقشة الأدلة العقلية لما يظنه الشيعة أدلة عقلية على الإمامة، وسألته عن هذا فقال لي: إن الشيعة يطربون عندما يرون أهل السنة يناقشون مروياتهم وأسانيدهم، فقلت لماذا قال: لأن الشيعة يعلمون كذب واختلاق ما بين أيديهم من متون وأحاديث، وأضاف: أنه لو يسمح للمتنورين داخل المذهب أن يبحروا في نقد المذهب لجاءتنا عشرات المؤلفات من أمثال مشرعة البحار لآصف محسني، ولو لم يضيق على حركة البهبودي لألغى كل حديث ينتهي إلى جعفر الصادق في كتب الشيعة.
ويقول لي يا أبا العباس: أوتظن أن محمد باقر الصدر يرى في قرارة نفسه صحة ما نسبه الشيعة لأئمة أهل البيت، إقرأ إن شئت نظرية التعارض عنده فسترى خطورة معضلة التعارض، وأنه دون أن يصرح يشكك بأساس المذهب الشيعي، ولكنه حاول جاهدا أن يدفع هذا تحت تأثير الأديولوجية التي تسيطر عليه ومن باب: اعتقد ثم استدل.
ويحدثني عن قصة طريفة حصلت له مع المرجع حسين بحر العلوم عندما ناقشه في مسألة أبي صالح (حبيب أعضاء شبكة الدفاع عن السنة) وعن جدوى وجوده وإمامته فلم يحرك المرجع إلا بالقول : شمس خلف السحاب، آمن آمن يا بني لا تسأل أكثر وإلا نزلت عليك نقمته(ولا يدري أستاذنا عبد الملك الشافعي الضمير في كلمة نقمة يعود على من، على الله تعالى أم على الشمس خلف السحاب)
على أن الشمس خلف السحاب لا ينازع في وجودها أحد بينما صاحبنا أبو صالح لم نره ونتعرض لحره حتى في أقوى أيام الصيف الحارقة وخاصة نحن أبناء الجزيرة العربية فهل يعقل القوم يا ترى؟!
ويستطرد أستاذنا الشافعي ليقول: إن هناك انتقائية لا يقبلها العقل في قضية اللطف الإلهي وكأن هذا اللطف لم يكن صفة لله إلا على الشيعة دون بقية الخلق وضرب أمثلة ولكن نسيها أبو العباس سامحه الله
وسألته عن قضية أثارت استغرابه في دين الشيعة فقال: كثير ولكن لم أكن أتصور الاتساع الخرافي في قضية التكفير عند الشيعة لمخالفيهم وقد نقلتُ في أحد كتبي كلاما مخزيا عن مرتضى الأنصاري فراجعه إن شئت، ونقلتُ كلاما للشريف المرتضى بل هي وثيقة تكفيرية للمرتضى مفادها بأنهم تكفيريون حتى النخاع ، بل أنهم أشدُّ الفرق تكفيراً !!!
وأخرى للخوئي وللخميني.
ويضيف أنه قد أثار سؤالا في غاية البساطة عن سبب إدخال الكليني الشيعة في مأزق ما له مخرج، عندما أقحم السند وطوّله في كتابه الكافي في حين أنه كان يسهل عليه أن يشافه أبا صالح ويروي عنه، ومن ثم يقول للمجسلي إياك أن تضعف ثلثي الكافي وكذلك أنت يا بهبودي، ولكنه لم يفعل ولا تسألني يا أبا العباس عن السبب فإني أنا لا أعرفه وكذلك المرجع حسين بحر العلوم.
لا تمل من مجالسة أستاذنا الشافعي ولا تنتهي الفوائد التي تحتاج إلى كشكول لكتابتها
أسأل الله تعالى أن يحفظه ويكلأه بعينه التي لا تنام

والان أيها الأحبة قد أخرت ما كان حقه التقديم ، إن الأساتذة المذكورين آنفا هم من المهتدين إلى دين الإسلام.
اهتدوا بعد أن عايش كل واحد منهم أسبابا وحراكا وصراعا أداهم ليحطوا رحالهم في مذهب أهل السنة التي تركنا عليها نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية.
نسأل الله تعالى أن يحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحتهم، وأن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل.
وأختم أنا أبو العباس لأقول: إن مذهب أهل السنة لا يحتاج إلى تلميع وتزويق كما يفعل الرافضة
فإن قيل: فماذا تسمي كلامك اليوم
أقول: كتبت ما كتبت لأمرين
1- الحديث عن التلميع والتزويق شيء والحديث عن التقصير والإهمال شيء آخر، فإن من حق هؤلاء الإخوة أن تنقل تجاربهم ويتخذوا قدوة، ولأننا لسنا كالرافضة ولا هم كالمستبصرين، لم نفرش لهم الأرض وردا ولم نطنطن بهم الدنيا ولم نؤلف لهم المصنفات ولم نقدمهم على المنابر ولم نؤسس لهم الجمعيات ولم نرسلهم إلى دنيا الاغتراب ولم نودع في أرصدتهم العملة الصعبة ولم نطلق لشهواتهم المتعوية العنان ولم ولم ولم
وقد حاولت جاهدا لأقنعهم بضرورة تقديم أنفسهم على أنهم مهتدون فلم يقبلوا إلا بعد لأواء ومدافعة فكان هذا التعريف اليوم، نسأل الله تعالى لهم ولنا الثبات.
2- والسبب الثاني لكي يعود الشيعة لقراءة كتبهم من جديد ويتفكروا بكل حرف رقموه، لأنه لم يكتب إلا بحرية وانطلاق وكسر لكل أغلال القيود التي يضعها تجار المنابر الحسينية.
فيا سبحاني من قال عنك بأنك كذاب مخرف وهو أستاذنا علاء الدين البصير نشأ في بيئة تنظر إليك وإلى أمثالك بأنك لا تنطق عن الهوى!!
ويا سبحاني من كتبتَ عنه في حديثك للقرضاوي أنه أساء إلي قداستك وعالي مقامك هو أول من يعلم من أين تكتسب هذه القداسة وهذا المقام العالي وهو ما زال إلى الان ينتظرك أن ترد عليه ولو بحرف واحد طبعا إذا سمحت قداستك بهذا
إن هؤلاء الإخوة يوجهون إلى عوام الشيعة نداء باختصار: إن علماءكم سبب بلائكم، فلا تمكنوهم من عقولكم ولا تسلطوهم على دنياكم وآخرتكم.

هذا ما أحببت أن أضعه بين إخواني وأخواتي معرِّفا بكوكبة من رجالنا في زمن بات للأقزام فيه موطئ قدم.
ويا إخواني لا تسألوني عن حياتهم وكيف يتكسبون معاشهم، فلا أريد أن أدمي قلوبكم، ولو كان أبو العباس مرجع تقليد ويقف على نهر من الخمس، لكان في الكلام شيء آخر، ولكنهم أرادوا الله ولم يريدوا الفانية، ولا لبس العمائم السوداء التي تبيض ذهبا أصفر، كالتيجاني وأضاربه من المرتزقة، اللاهثين وراء الدولار الأمريكي ذي اللكنة المجوسية.
والحمد لله رب العالمين