بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ؛ سيدنا محمد النبي الأمين ، و رضوان الله على الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
و بعد
فقد أحببت أن أشرك الإخوة الكرام هنا في مدارسة أقوال مشهورة منسوبة إلى بعض الأئمة المتقدمين ؛ هي بحاجة إلى التحقق من محلها و التثبت من مرادهم بها .
و من هذه الأقوال :
قول الإمام البخاري – رحمه الله -- : فلان " منكر الحديث " .
يعني بهذا أحد رواة الحديث ؛ مثل زائدة ابن أبي الرقاد
ففي كتابه " التاريخ الكبير " ، قال في الترجمة رقم :
1445 - زائدة بن ابى الرقاد، عن زياد النميري وثابت، منكر الحديث، سمع منه محمد بن ابى بكر، كنيته أبو معاذ الباهلى.
و حكى بعض الأئمة مراد الإمام البخاري و مقصوده بها ؛ فقال الذهبي في " ميزان الاعتدال " - في ترجمة :
3 - أبان بن جبلة الكوفى.
أبو عبد الرحمن، روى عن أبى إسحاق السبيعى.
ضعفه الدارقطني وغيره.
وقال البخاري: منكر الحديث.
ونقل ابن القطان أن البخاري قال: كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه.
و قال الحافظ ابن حجر بصحة إسناده للبخاري ؛ فقال في " لسان الميزان " :
أبان بن جبلة الكوفي أبو عبد الرحمن روى عن أبي إسحاق السبيعي ضعفه الدارقطني وغيره وقال البخاري منكر الحديث ، ونقل بن القطان أن البخاري قال كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه انتهى . وهذا القول مروي بإسناد صحيح عن عبد السلام بن احمد الخفاف عن البخاري وقال أبو حاتم أبان بن جبلة شيخ مجهول منكر الحديث.
- و هذا المعنى ليس على ظاهره و ليس على إطلاقه ؛ حيث روى عنه جماعة من الرواة ، و هو أحد رجال النسائي ؛ قال الذهبي في كتابه : " من له رواية في الكتب الستة " :
(1607) زائدة بن أبي الرقاد الباهلي أبو معاذ صاحب الحلي عن ثابت وعاصم الاحول ، وعنه محمد بن أبي بكر المقدمي وجماعة . قال البخاري منكر الحديث س .
- و في " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم :
2778 - زائدة بن ابى الرقاد صاحب الحلى روى عن زياد النميري روى عنه المقدمى والقواريري سمعت ابى يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن انا ابن ابى خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت عبيدالله بن عمر القواريرى يقول: لم يكن بزائدة بن ابى الرقاد بأس، وكتبت كل شئ عنده - وأنكر هذا الحديث الذى حدثنا بن ابن سلام . أه
* فظهر بذلك أن مراد الإمام البخاري بقوله فلان " منكر الحديث " لا يعني عدم حلّ الرواية عنه ؛ حيث وجد من رووا عنه و أخرجوا حديثه في مصنفاتهم ؛ كما ذكر آنفا
- و يظهر أنه أراد تفرده بالرواية عمن ذكرهم في ترجمته له في " التاريخ الكبير " ؛ حيث كان القول " منكر الحديث " : يعني التفرد في اصطلاح المتقدمين
و الله تعالى أعلم