الحمد لله
قال ربنا في سورة آل عمران في قصة زكرياء
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا
وفي سورة مريم قال ربنا
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا
سؤالي للمشايخ الفضلاء..ما توجيه التعارض الظاهري بين الآيتين...
بارك الله فيكم.
الحمد لله
قال ربنا في سورة آل عمران في قصة زكرياء
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا
وفي سورة مريم قال ربنا
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا
سؤالي للمشايخ الفضلاء..ما توجيه التعارض الظاهري بين الآيتين...
بارك الله فيكم.
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا
"قَالَ رَبّ اجْعَلْ لِي آيَة" أَيْ عَلَامَة عَلَى حَمْل امْرَأَتِي "قَالَ آيَتك" عَلَيْهِ "أَلَّا تُكَلِّم النَّاس" أَيْ تَمْتَنِع مِنْ كَلَامهمْ بِخِلَافِ ذِكْر اللَّه "ثَلَاث لَيَالٍ" أَيْ بِأَيَّامِهَا كَمَا فِي آل عِمْرَان ثَلَاثَة أَيَّام "سَوِيًّا" حَال مِنْ فَاعِل تُكَلِّم أَيْ بِلَا عِلَّة
منقول من تفسير الجلالين
ولاتعارض بينهما
والله أعلم
ذكر ذلك العلامة : عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - حيث قال : قال تعالى : " { قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } وفي الآية الأخرى { ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا } والمعنى واحد، لأنه تارةً يعبر بالليالي، وتارةً بالأيام ومؤداها واحد، وهذا من الآيات العجيبة، فإن منعه من الكلام مدة ثلاثة أيام، وعجزه عنه من غير خرس ولا آفة، بل كان سويا، لا نقص فيه، من الأدلة على قدرة الله الخارقة للعوائد، ومع هذا، ممنوع من الكلام الذي يتعلق بالآدميين وخطابهم،. وأما التسبيح والتهليل، والذكر ونحوه، فغير ممنوع منه، ولهذا قال في الآية الأخرى: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ } فاطمأن قلبه، واستبشر بهذه البشارة العظيمة، وامتثل لأمر الله له بالشكر بعبادته وذكره، فعكف في محرابه، وخرج على قومه منه فأوحى إليهم، أي: بالإشارة والرمز { أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } لأن البشارة بـ " يحيى " في حق الجميع، مصلحة دينية.
المصدر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي،تحقيق:عب الرحمن اللويحق،ص:490.