جزاك الله خيرا أخي (من صاحب النقب)
وكذلك الشيخ بدر العتيبي حفظه الله
باعتباري لا أعرف كيف أقتبس فقرة فقرة من كاتب واحد - يعني متخلف - فسأحاور بهذه الطريقة : مقحما كلامي في صلب الاقتباس .. و لكن بلون أحمر و حجم 6 ... فأكتسب بذلك أيضا تخويفكم ! :
بل تدل الكرامة على الولاية و تعطي - ما دامت ولاية لا مجرد خارقة - اطمئنانا و ثقة بالانسان و خاصة المربي المرشد ... فإن نوع الفائدة ليس في المسائل العلمية بقدر ما هو للتنشيط على العمل و التأسي بشخص معاصرٍ و تربيته و طاعته .
..................
أما الشعراني .. فمرة أخرى لا محل له من " محل البحث " هنا .... و لا يؤخذ الصواب و الحقيقة بجريرة الخطأ و الصورة !... فضلاً عن أن الشعراني عند من يجعله إماما بريء مما دُس عليه...؟!
صدقت ... و قد سبق التعليق قبل قليل عليه ... إذ إن القصد أن النصراني هنا قد شهد بنفسه على كرامة الرجل مما عاينه من أمر يعود عليه ...
و هذا أيضاً مجرد تفسير و احتمال .... لا دليل يحكمه في غيره... و قد يكون الأمر أوسع من هذا كله .... فهي خوارق ... و يهمنا هنا دلالاتها و توظيفها : أهي من صلاح أم من فساد ؟؟
نعم صدقت .. و قد مر التوضيح .. بارك الله فيكم جميعا .
و هل يحسب شيخنا أبو الفداء أن الأمر هكذا هو بيد الإمام ابن تيمية ؟ إن شاء فتح الباب و إن شاء أغلقه ...؟!
يا سيدي هذا اتباعه للأمر في ذاته ... هو هكذا انتقش في ذهنه من تأثير علمه المقتبس من الشريعة ...
أما سد الذرائع الذي يتحكم في العمل في مكان ما و زمان ما فلا يصح أن يصبح هو الحقيقة الشرعية التي لا تحول عنها ... لأنه قد تحول عند كثير من أهل زماننا بالعصبية الخفية إليها !؟
و السلام عليكم أهل الألوكة الطيبين ...
أخوكم الداعي لكم خلوصي آبي .
..
وفَّقك الله.. لعلَّ في كلامي إجمالًا أوأنَّ في قراءتك لكلامي سرعةً..
الدلالة على الولاية شيءٌ -وهو لا نختلف فيه إجمالًا-، والشرطيَّة فيه شيءٌ آخر، وكلامي عن الثاني. وبهذا يظهر المقصود من الإشارة -وليس البحث- إلى الشعراني وطبقاته ومنكرات مجاذيبه المدَّعى ولايتهم.
وبه -أيضًا- يتبيَّن لك الفائدة من إيرادي الكلام عن الاستهزاء من الكرامة -لمن كان أهلًا لها-لا على العموم، أمَّا الصواب فهو أن يستهزيء دون تثبُّت بمن كان مدَّعيًا لها وحاله أنَّه فويسق مبهرج، كحال الحلَّاج، قدَّس سرَّه بعض أولئك.
قد أصبحت الكرامة سلعةً وصكًّا عند أولئك القوم الفسَّاق والمجانين والزنادقة يستجلبون بها الولاية الكاذبة... هذا أولًا..
أمَّا ثانيًا.. ما الفرق بين "خارق العادة" عند الولي أوالشقي؟ أليست تعطي اطمئنانًا أنَّ ذاك المجذوب أوالمهبول الفويسق وليٌّ من أولياء الله.. قدَّس الله سرَّه! وهنا محلُّ بحث كتاب الشيخ ابن تيميَّة "الفرقان"..
للتعقيب بقيَّةٌ..
مشاركةً للشيخ عدنان أقول:
خوارق العادات..
كما ذكر أهل العلم أنها تكون للصالحين وقد تكون لأهل الباطل.
فإن كانت لأهل الحق من المؤمنين الصالحين فهي كرامات من عند الله, وإن كانت لأهل الباطل من الفسقة والطالحين فهي استدراج من الشيطان له ولمن يتبعه, وهو من الله قبل ذلك.
وعلى ما سبق يكون النظر أولاً في حال من وقعت منه هذه الخارقة للعادة.
فإن اشتهر بالصلاح والتقى والتوحيد و اتباع السنة فهي كرامة من عند الله تعالى, تثبيتا له وتأييدا له, إذ كل مما اتصف به محمود ويأمربه الله ويرضاه, فالصلاح يأمر به الله والتقوى يأمر بها الله والتوحيد يأمر به الله والإتباع يأمر به الله, فمن ثم علمنا أنها كرامة من الله تعالى لعبده.
وإن كانت قد ظهرت على من اشتهر بالفسق والبدعة أو شيء من القبورية أو غير ذلك فهي بلا شك استدراج من الشيطان, ليثبته على ماهو عليه وليغرر به أتباعه, إذ كل مما اتصف به منهي عنه شرعا, ولا يأمر الله به, بل هو مما يريده الشيطان, فالفسق ينهى عنه الله ويأمر به الشيطان, والبدعة ينهى عنها الله ويأمر بها الشيطان, والقبورية ينهى عنها الله ويأمر بها الشيطان, فمن ثم علمنا أنه استدراج من الشيطان وإغواء منه له ولأتباعه.
وثم لو تأملنا فيمن حصلت له كرامة من الصالحين لوجدناها في وقت حاجة, أي أن المؤمن في ذلك الوقت كان محتاجا لهذه الكرامة فأكرمه الله بها تأييدا له وتثبيتا, كما حصل لعمر الفاروق رضي الله عنه مع سارية الجبل, وكما حصل للعلاء ابن الحضرمي حينما ركب البحر .. وغير ذلك.
فإنها كانت للحاجة.
وفي المقابل تجد الفساق والمبتدعة وأهل الباطل تحصل لهم الكرامة في أي وقت وبدون حاجة, كأن يريد الإستعراض أو تأييد مذهبه وغير ذلك, فإذا أتيت الواحد منهم وقلت له أرني كيف تطير, قام وطار!! أو يجمع الناس ليريهم الطيران أو الضرب بالشيش وغير ذلك, قد يكون ذلك استعراضا أو ليؤييد مذهبه الذي ينشره..
وأريد أن نركز على نقطتين:
1- النظر في حال الشخص, بالتفريق بين الصالح الموحد المتبع, وبين الطالح المبتدع وقد يكون قبوريا أو متلبسا بأي بدعة شركية.
2- التفريق بين من تقع له لحاجة تأييدا له وتثبيتا, وبين من تقع له استعراضا أمام الجمهور أو لينصر نفسه وبدعته.
وبالله التوفيق
الأخ خلوصي نعم فتح الباب في الإستعانة بالشياطين أو عدمه ليس بيد ابن تيمية لكنه بيد الله الذي قال سبحانه :
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام/128، 129]
فهل المسألة مجرد سد ذرائع بالقاعدة المظلومة هذه الأيام ، ففرق بين الذريعة التي سدها الله و رسوله ، و بين الذريعة التي سدها عالم باجتهاده ، فالأولى ألزم
مع أن سد الذريعة من قبل العالم سائغ أيضاَ و لا يرد عليه إلا باجتهاد يفتح الذرائع و ينظر ما الراجح منهما فتحها أو سدها ثم يرجح
أما حالنا اليوم و أن الفساق من الإعلاميين هم الذين يفتحون الذرائع بغير اجتهاد فهي حال يرثى !
"و هل يحسب شيخنا أبو الفداء أن الأمر هكذا هو بيد الإمام ابن تيمية ؟ إن شاء فتح الباب و إن شاء أغلقه ...؟!"
سامحك الله يا أخي الكريم.. وهل رأيتني أحمل في طيات كلامي الا كل تبجيل وتعظيم لذلك الامام الحبر رحمة الله عليه؟ فكيف أرميه بهذا الذي تقول؟؟؟ الله المستعان!
المسألة التي أدعي أن قول شيخ الاسلام فيها واجتهاده رحمه الله ليس موافقا للصواب، وقد رده عليه جمع من أهل العلم - ووافقه فيه آخرون - هو قوله بأن الاستعانة بالجن لها حكم العمل المستعان بهم عليه، فان كان مباحا فالجواز، وان كان محرما فالمنع، وان كان مستحبا فالاستحباب! وبأقل قدر من التأمل أقول لك، ان أردت أنت الآن أن تستعين بجني مسلم في أي أمر من أمور الدعوة أو من أمور الدنيا، فكيف تطلبه أصلا وتستدعيه وأين تجده؟؟؟؟ ثم لو فرضنا أنه ظهر لك أو أتاك وزعم أنه مسلم فكيف تصدقه في دعواه تلك؟؟؟ ثم بعد ذلك كله كيف تزعم أن استعانتك بكائن غيبي لا سبيل لك الى أن تراه الا حين يختار وعلى نحو ما يختار، لم تؤثر في توحيدك؟؟؟ وهل كان السلف والصحابة رضي الله عنهم يستعينون بالجن على أمور الدعوة وأمور الدنيا؟؟؟؟ أما ما استدل به شيخ الاسلام رحمه الله فليس فيه دلالة على الاستعانة التي تستلزم الاستدعاء والاستئمان والتوثيق للمستعان به كما هو ظاهر، وما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة الجن ومخاطبتهم فهو المعصوم بالوحي والمحفوظ بحفظ الله تعالى، صلى الله عليه وسلم، وليست هذه العصمة لأحد من بعده، فتأمل!
فالمسألة عند الذين خالفوا ابن تيمية رحمه الله في ذلك ليست سد ذريعة وفقط، والله أعلم!!
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بحرمة الاستعانة بالجن مطلقا,لأن لاتعرف عدالته....
أخبرني بذلك معالي الشيخ الدكتور عبد المطلق ....
تنبيه:انا مستمتع بطرحكم الطريف العلمي الظريف
مسألة الاستعانة بالجني في المباحات -في نظري- محل اجتهاد وبحث، وليس يها نصا صريحًا قاطعًا.. فتعد من مسائل العقيدة الرعية الخلافية عند أهل السنة والجماعة..
فتوى اللجنة الدائمة:
فتوى رقم ( 433 ) :
س: ما حكم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها، كأن يقال: خذوه اذهبوا به، انفروا به بقصد أو بغير قصد، وما حكم من دعا بهذا القول، حيث سمعت قول أحدهم: أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات؟
ج: الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات -من الإضرار بأحد أو نفعه -شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). وقال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا).
فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك.
ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام؛ لقوله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات، ولا تتبع جنازته، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن سليمان بن منيع // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي
وخولفو في ذلك.. ففي فتاوى الشيخ ابن عثيمين، من لقاءات الباب المفتوح:
السؤال: بعضهم يستعين بالجن يقول: هذا رجل صالح عندي في المسجد ويجيد القرآن (100%)، قلنا: استعن بالله قال: لا. الجن كذلك يستعين بالجن الصالحين، كيف ندري أن هؤلاء صالحون؟ أم لا؟
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة). فالاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا بأس بها، ولا حرج فيها،.
وأما مسألة كذبهم أو صدقهم هذا ينظر فيه.
هم على كل حال مجهولون ودعواهم أنهم صالحون ينظر هل هو يأمر صاحبه بالخير أو بالشر.
أنا بلغني أن بعض الناس الذين فيهم الجن إذا جاء عنده في آخر الليل أيقظه ليتهجد ويساعده، فإذا تأخر عن صلاة الجماعة أنبهه فمن هذه حالته فهي دليل على صلاحه. انتهى.
للتوضيح : أنا أقر بأنه لا يمكن أن يكون الإنسان بمكانين في وقت واحد ؛ لكن وجه الاستشكال : لمَ جعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المستند في هذا مخالفة صريح المعقول فقط , هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل ؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط ؟
والله قد نسيتك يا أخي الكريم "محبرة الداعي".. لعلَّك تمهلني لمزيد من التأمل فيما نقلته مشكورًا واستشكلته وهو في محلِّه من استشكال.
"للتوضيح : أنا أقر بأنه لا يمكن أن يكون الإنسان بمكانين في وقت واحد ؛ لكن وجه الاستشكال : لمَ جعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المستند في هذا مخالفة صريح المعقول فقط , هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل ؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط ؟"
لعله أن يقال - والله أعلم - أن هناك فرقا بين مخالفة المعقول ومخالفة العادة. فالعقل يقبل وقوع خوارق العادات، على أنها أمور لها أسباب غيبية تغيب عنه ولا يدركها، ولكنه يقر بامكان وقوعها بدليل أنه يراها تقع! أما أن يقال أن من خوارق العادة لانسان أن يتعدد وجوده وتتعدد ذاته فيصبح موجودا في مكانين مختلفين معا في ذات الوقت، فهذا فاسد من جهة اللغة والعقل والمعنى اللغوي، وهو أشبه ما يكون بمقولة النصارى بأن الرب واحد وثلاثة في ذات الوقت!! فاعتراضنا العقلي عليهم أن هذا المعنى فاسد لغة وعقلا، دون النظر في كيفية أو في أسباب أو في طبيعة! فلا يمكن أن يصبح الواحد اثنان ولا ثلاثة تتعدد ذاته! فالقول بأن الرجل قد يتواجد في مكانين في ذات الوقت هذا ليس خرقا للعادة في الأسباب والكيفيات وطبائع الأشياء وفيما يعتاد الناس رؤيته من أمرها وعرفوه بالمشاهدة والقياس، وانما هو خرق صريح للعقل وللمعنى اللغوي نفسه للذوات والموجودات.. أرجو أن يكون المعنى واضحا..
وتامل تحقيق ذلك كيف ان ابن تيمية رحمه الله لما قرر استحالة قبول العقل لفكرة أن يكون الانسان الواحد أو الذات الواحدة موجودة في مكانين في ذات الوقت، بنى على ذلك استنتاجا أن يكون هذا الثاني ليس الا تمثلا لجني يريد أن يوهم الناس بأنه هو الشخص نفسه! فقرر بأن هذا وان كان خارقا للعادة الا أن العقل لا يأبى وقوعه، بينما يأبى العقل السوي أن يقال أن الرجل نفسه موجود في مكانين في نفس الوقت.. واليوم قد يقرر العقل احتمالا آخر لظهور صورة الرجل في مكانين في نفس الوقت: ان تكون احداهما صورة مجسمة (هولوجرام) مثلا، وان كانت تقنية ذلك الأمر لم تصل بعد - ولا يزال أمامها الكثير - الى الحد الذي يتوهم به الناظر الى الصورة أنها هي الأصل نفسه، ولا تزال الشياطين أبرع في ذلك التمثل بصور البشر بكثير.. (ابتسامة)
فلعلنا نرى في المستقبل أو يرى أبناؤنا حالة لوجود صورة مطابقة للانسان في مكان غير المكان الذي هو موجود فيه، دون أن يكون تفسيرها الوحيد هو وقوع تمثل الجني به.. ((ويخلق ما لا تعلمون))
........هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل ؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط ؟"
الحد والله أعلم هو أن لا يصل إلى حد التناقض العقلي والتضاد فبالتالي يؤدي إلى الإمتناع, والممتنع هو الذي يرفضه العقل والحس, وما دون ذلك فإنه يتقبله العقل.
مثلا: يقبل العقل والحس الدنيا بليل مستمر ولا نهار فيها..ولكن لا يقبل ليلا ونهارا في وقت واحد لامتناعه, ولأنه جمع بين نقيضين, ولا يقبل رفعهما أي لا ليل ولا نهار, وذلك لأنه ممتنع أيضا, والقاعدة تقول: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
ومثال آخر: لا يقبل العقل والحس الجمع بين الأبيض والأسود في وقت واحد, إذ لا تستطيع أن تقول هو أبيض وأسود في وقت واحد, لأنه جمع بين الضدين, والجمع بين الضدين ممتنع, ولكن يقبل رفعهما وإثبات لون آخر أو إثبات أحدهما, والقاعدة تقول: الضدان لا يجتمعان ولكن قد يرتفعان.
والجمع بين النقيضين والضدين ممتنع عقلا وحسا باتفاق أهل العقل.
وهناك أيضا من الممتنعات التسلسل والدور, فالحد والله أعلم هو أن لا يصل إلى حد الإمتناع.
والصورة التي رفضها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - من هذا القبيل.
فإنه يمتنع عقلا وحسا وجود شخصين لذات واحدة في نفس والوقت, فوجود الأول المشهود في مكان ما يقتضي عدمه في غيره, فلا تستطيع أن تقول فلان بذاته في مكة وفي المدينة في نفس الوقت وفي نفس الساعة, لأنه جمع بين نقيضين, والجمع بين النقيضين ممتنع عقلا وحسا, والممتنع يستحيل وجوده في خارج الذهن.
والله تعالى أعلم
السؤال كان كالتالي : هل موافقة المعقول تعد شرطا من شروط حصول الكرامة ؟
فلما كان الجواب بأنها لا تعد بل الصحيح أن تخالفه , طرح الإشكال من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟ فكان الجواب كالتالي :
أليست مخالفة العادة قد يراد بها العقل وقد يراد الطبيعة ؟!
معنى جوابك إن كان فهمي صحيحا أن هناك أمور قد تقع , العقل لا ينفي وقوعها بل قد تكون مخالفة لما هو متعارف عليه , وقد يُستغرب عقلاً وقوعها , فإن وقعت فإنها تقع على وجه نادر جداً كما مثَّل به الشيخ عدنان فيمن يسقط من الدور العشرين !
ففرق بين استغراب العقل و مخالفته فالأول قد يستبعد والثاني يمتنع !
بل هذا وُجد , ففي أحد بلاد الغرب إن لم أكن مخطئا بين فرنسا وبريطانيا جعلوا هناك أشبه ما يكون بالنفق ترى من خلاله في الجهة الأخرى البلد الآخر كأن المسافة بينكما 200 م تقريباً
فتقف وترى صديقك وترى السيارات من خلفه والناس يسيرون ! ( ابتسامة )
إن كان ما فهمته صحيحا فإن جوابك كالتالي : أن الكرامة تخالف المعقول ما لم تبلغ حد التناقض , فإن ناقضت العقل فإنها ترد !
(مالم تبلغ حد الإمتناع) لأنه أعم.. (فإن امتنعت عقلا فإنها ترد) وذلك لأن الممتنع ممنوع وقوعه باتفاق العقلاء في جميع الطوائف, بل يُحتج به على المخالفين كدليل التمانع في الربوبية..ولو كان ممكنا وقوعه لبطل ما نحتج به, ولكان المخالف محتجا بالإمكان....
وليس (إن ناقضت العقل)....
هذا ما يظهر لي والموضوع تحت النقاش للفائدة
وبالله التوفيق
أنا أتأمل مباحثتكم المفيدة.. وفقكم الله (ابتسامة)
من لطيف التكلف في الاحتجاج للمذهب ما ذكره بعض الأحناف (فتح القدير) قال ابن الهمام عن فرض إذا تزوج رجل بالمشرق امرأة بالمغرب فولدت ولداً أنه ينسب إليه :
قال ((والحق أن التصور ثابت في المغربية لثبوت كرامات الأولياء والاستخدامات فيكون صاحب خطوة أو جنياً !))
وقد يكون النص مختلفاً فمعذرة لأنى كتبته من الذاكرة .