بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد.
قال التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله: لما طُعن عمرُ رضي الله عنه جاء ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
يا أمير المؤمنين لقد أسلمتَ حين كفر الناس، وجاهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقُتلتَ شهيدا، ولم يختلف عليك اثنان، وتُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض فقال عمر رضي الله عنه: أعد عليَّ مقالتك فأعاد عليه، فقال: المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما:
كان رأس عمر في حجري لما طعن فقال لي: ضع رأسي بالأرض فظننت إن ذلك تبرما به فلم أفعل، فقال: ضع خدي بالأرض لا أم لك، ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله عز و جل لي.
وقال له المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: هنيئا لك يا أمير المؤمنين الجنة، فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن أم المغيرة وما يدريك..؟, والذي نفسي بيده لو كان لي ما بين المشرق إلى المغرب لافتديت به من هول المطلع.
وحُكي مثل ذلك كثير عن الأنبياء:-
" إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتة"
قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
فلما كان ذلك من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة رضي الله عنهم التابعين والصالحين رحمهم الله
قال المذنب الجاني الغارق في خطاياه بهاء الدين السماحي: ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله عز و جل لي، فالحمل ثقيل، غير أن الأمل طويل والأجل قصير.