حَيْوَة بن شُرَيح: بينَا هو في مجلسه يدرِّس للناس، تأتيه أمُّه العجوز تتوكَّأ على عصاها، وتُناديه: قم وضَعِ الشعير للدجاج، فيقول: سمعًا وطاعةً، فيقوم من مجلسه ليستجيب لأمر أمِّه، ثم يعود لتدريس العلم.

وعمر يَمشِي في الليل فيلحظه طلحة بن عُبَيدالله فيسير وراءه، فيَمضِي إلى بيتٍ، ثم يخرج ويدخل طلحة، فيرى عجوزًا عمياء مُقعَدة فيسألها: مَن هذا الذي يأتي إليك؟ قالت: رجلٌ يأتيني كلَّ ليلة، فيجلس في بيتي ويصنع لي طعامي ويُخرِج عنِّي النَّجَس والأذى، فقال: مَن هو؟ فقالت: لا أدري مَن هو، ولكنه والله خيرٌ من عمر الذي تولَّى أمرنا ثم نام عنَّا، ولا تدري المسكينة أنه عمر! فرَضِي الله عن عمر.