كنت أقرأ في شرح الأصبهانية لشيخ الإسلام ، ولأول مرة تذكرت مثلث العالم الرياضي البريطاني روجر بنروز ، المعروف بـ "المثلث المستحيل" أو "مثلث بنروز" ، وهو مثلث يمكن تصوره بزعمهم ، وأعمال "استشر" الفنية الهندسية مليئة بهذا النوع من التصاميم ألا وهي الأشكال المستحيلة في الهندسة الإقليدية ولكنها ممكنة في الهندسة الذهنية الخيالية المتقدمة جداً وهي على درجة عالية من التجريد والتعقيد ، ومناسبة ما ذكرت هو كلام شيخ الإسلام عن نزول الرب كل ليله دون أن يخلو منه عرشه ومذهب السلف الصالح في ذلك معروف ، ومن عباراتهم المشهورة :"...ينزل كيف شاء" [ص 219 : شرح الأصبهانية] ، قلت - وهي مجرد فائدة عابرة - : "إذا أمكن الذهن الرياضي التجريدي إعمال صورة لمثلث - أو شكل- مستحيل فأولى [1] ألاّ ينكر نزول الرب كيف شاء كل ليله مع الاستواء وغير ذلك مما يتعلق بالرب مما يثير السؤال عن الكيفية". [2]
ولكي يظهر لكم معنى ما ذكرت انظر شكلاً لمثلث بنروز أدناه ، ثم لاحظوا أن أول سؤال سيتبادر إلى الذهن هو سؤال :"كيــف" !
= = = = = = = = = = = = = = = =
[1] وقياس الأولى - كما هاهنا - هو القياس الذي صححه شيخ الإسلام في إثبات صفات الكمال لله وزيّف القول بقياس التمثيل وقياس الشمول في حق الله كما ذهب إلى أن الأخيرين هما في الحقيقة شيء واحد.
[2] وإن كنت أقول أنه لا يمتنع أن يكون مثلث بنروز في حيز المحارات لا حيز المحالات. والله أعلم.