هذه جملة من الفوائد في علم الرجال والأسانيد والعلل من كلام المحدث عبدالرحمن المعلمي –رحمه الله -, انتقيتها من كتبه وتحقيقاته ,ولعلها تكون على شكل سلسلة ,
مبتدئا بالسلسلة الأولى:
وهي من تحقيقه لكتاب الفوائد المجموعة للشوكاني , لبعد مظنة هذه الفوائد فيه ,علما بان كل من نقل عن المعلمي انما ينقل من كتابه العظيم التنكيل لكثرة فوائده الحديثية, فأقول وبالله التوفيق : - قال رحمه الله – في مقدمته:
1- اذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة , فانهم يتطلبون له علة , فاذا لم يجدوا له علة قادحة مطلقا حيث وقعت , أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا , ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر , فمن ذلك اعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع هذا مع أن الراوي غير مدلس , أعل البخاري بذلك خبرا رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة , تراه في ترجمة عمرو من التهذيب ونحوذلك : كلامه في حديث عمرو بن دينار " في القضاء بالشاهد واليمين , ….- ثم ذكر جملة من الأمثلة على هذه القاعدة .
2-القواعد المقررة فى علم مصطلح الحديث : منها ما يذكر فيه خلاف ولا يحقق الحق فيه تحقيقا واضحا , وكثيرا ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التى تختلف في الجزئيات كثيرا , وادراك الحق في ذلك يحتاج الى ممارسة طويلة لكتب الحديث والرجال والعلل , مع حسن الفهم وصلاح النية .
3- صيغ الجرح والتعديل كثيرا ما تطلق على معان مغايرة لمعانيها المقررة في كتب المصطلح , ومعرفة ذلك : تتوقف على طول الممارسة واستقصاء النظر .
4-ما اشتهر أن فلانا من الأئمة مسهل , وفلانا مشدد, ليس على اطلاقه , فان منهم من يسهل تارة ويشدد أخرى بحسب أحوال مختلفة ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التى لها أثر في أحكامهم لاتحصل الاباستقراء بالغ لأحكامهم مع التدبر التام ,انتهى كلامه من المقدمة .
ومن كلامه –رحمه الله – في التعليقات ما يلي :
5- قول ابن حبان في راو " يروي الموضوعات عن الثقات " يحتمل كثرة الغلط وهذا متفق عليه ويحتمل التدليس , ص 191.
6- كلمة " لا يصح " لا تطلق على الحديث الباطل , وانما تطلق على الحديث الذي له قوة , ص 20 .
7-قول شعبة في راو " كخير الرجال " ليس بتوثيق , فقد يكون الرجل صالحا في نفسه وليس بشئ في الرواية , ص 99 .
8- مراسيل الزهري رديئة , ص 157 .
9- اخراج البخاري في التاريخ لحديث لا يفيد الخبر شيئا , بل يضره , فان من شأن البخاري أن لا يخرج الخبر في التاريخ الا ليدل على وهن راويه , ص .180 .
قلت : هذا كلام المعلمي – رحمه الله – مع أنه هو الذي حقق كتاب التاريخ الكبير للبخاري – ماعدا الجزء الثالث - و قد سألت شيخنا أحمد معبد – حفظه المولى من كل مكروه _ في عام 1417 عن كلام البخاري هذا , فقال : ليس على اطلاقه , فقد يخرج البخاري الحديث في ترجمة راوي ليثبت سماعه من راو آخر , أو لبيان طبقة الرواي , أونحو ذلك من الفوائد ,.
10-قال- رحمه الله- استقرأت كثيرا من توثيق العجلي فبان لى أنه نحو من ابن حبان , ص 22 .
11- عادة ابن معين في الرواة الذين أدركهم أنه اذا أعجبته هيئة الشيخ يسمع منه جملة من أحاديثه , فاذا رأى أحاديث مستقيمة ظن أن ذلك شأنه فوثقه , وقد كانوا يتقونه ويخافونه , فقد يكون أحدهم ممن يخلط عمدا ولكنه استقبل ابن معين بأحاديث مستقيمة ولما بعد عنه خلط , فاذا وجدنا ممن أدركه ابن معين من الرواة من وثقه ابن معين وكذبه الأكثرون أو طعنوا فيه طعنا شديدا , فالظاهر أنه من هذا الضرب فانما يزيده توثيق ابن معين وهنا , لدلالته على أنه كان يتعمد , ص 30 .
وان شاء الله باقي الفوائد تأتي لاحقا , فان للحديث بقية , وقد اقتصرت على هذه خشية الاطالةعلى للاخوة بارك الله في الجميع