الموضوع: قصة طريفة .. وتواضع عالم .

نقل العلامة محمد جمال الدين القاسمي (ت1332هـ /1914م) في كتاب ((إصلاح المساجد من البدع والعوائد)) (ص 63) عن بعض المؤرخين في حوادث عام (161هـ) أن الخليفة محمد المهدي - الذي زاد في المسجد الحرام والمسجد النبوي - قَصَّرَ المنابر وصيَّرها مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال القاسمي – رحمه الله - معقبًا على ذلك : «ولعمر الحق لقد أصاب؛ إذ كم من منبرٍ كبيرٍ هائلٍ أخذ فراغًا عظيمًا من الجوامع فإنا لله ».
فعقب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – على ذلك بقوله :
« قلت : وصار سببًا لقطع الصفوف ، وربما أدى إلى إبطال صلاة البعض كما وقع ذلك لي ، ولا بأس من أن أقص ذلك باختصار للعبرة . فقد صليت مرة بالناس إمامًا في صبح الجمعة ، في إحدى قرى الزبداني ، فقرأت بعد الفاتحة ما تيسر من أول ( الكهف ) ، لأني لا أتقن حفظ (السجدة) ، فلما كبَّرت للركوع هوى المصلون كلهم إلى السجود ! توهمًا منهم أنني كبَّرت لسجدة التلاوة ! لكن الذين كانوا من خلفي مباشرة انتبهوا إلى أنني في الركوع ، فنهضوا وشاركوني فيه . وأما الذين كانوا خلف المنبر لا يرونني فقد استمروا ساجدين حتى سمعوا قولي : سمع الله لمن حمده! فقطعوا الصلاة وأحدثوا ضجة ! وبعد أن سلمت من صلاتي وعظتهم وذكرتهم بما يجب عليهم من الخشوع في الصلاة والانتباه لما يتلى عليهم من آيات الله ، وأن لا يذهب فكرهم فيها إلى الزرع والضرع ! .

فانظر رحمك الله إلى قول الشيخ ناصر وتصريحه بأنه لم يكن يتقن حفظ سورة (السجدة) ، ولم يستنكف أن يسطِّر ذلك في كتاب .

بارك الله فيك على النقل الطيب

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي

جزاك الله خيرًا أستاذنا الفاضل علي عبد الباقي.
ومِن اللَّطائف التي أحتفِظ بها في ذاكرتي أنَّ الإمام عبد الرزَّاق - رحمه الله - قال في مصنَّفه - الحديث (4968) بعد ذكر دعاء القنوت:

"ولو كنتُ إمامًا قلتُ هذا القول، ثمَّ قلتُ: اللَّهمَّ اهدنا فيمَن هديت"

فيبدو أنَّه لم يكن إماما في الصلاة ... مع إمامته في الحديث .

جزاك الله خيرًا أبا ورش على المرور والمشاركة .
لكن عبارة : " لو كنت إمامًا ..... " ليست نصًا عندي في أنه لم يكن إمامًا في الصلاة ، لأنها تحتمل عندي أن تكون بمعنى : " لو كنت أصلي إمامًا قلت هذا القول .... " ولو كنت أصلي مأمومًا لم أقله .
ولا يعني هذا أن المعنى الذي ذكرته بعيد ، بل هو قريب لكن يحتاج إلى ما يؤيده ، فلو أمكن ذلك لكان طريفًا ، بارك الله فيك .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ثروت خليفة

بارك الله فيك على النقل الطيب

وفيك بارك الله ، وشكرًا على مرورك يا أخ محمد .

رحم الله الشيخ الالباني وغفرله ولسائر علماء المسلمين
وتعقيبا فقد تذكرت قصة ذكرها الامام الشاطبي في كتابه الماتع الاعتصام عن بن العربي المالكي وليس النكرة الصوفي كما كان يقول الالباني رحمه الله انه اي بن العربي ذهب لزيارة احد العلماء في بلدة من بلدان المسلمين فحضر درس العصر له فسمعه يقول طلق رسول الله صل الله عليه وسلم وظاهر والى من الايلاء المذكور في سورة البقرة فتبعه بعد انتهاء الدرس واستاذن منه في التخلي معه منفردا فاذن له فقال له بن العربي وكان لا يزال شابا صغيرا وهذا عالم كبير سمعتك تقول في درسك ان رسول الله صل الله عليه وسلم طلق وهذا حق والى وهذا حق ولكن حاشا لرسول الله ان يظاهر لان الله يقول وانه لمنكر من القول وزورا فتبسم وقال له ان اتيتنا غدا في مجلسنا فاعلمنا بمكانك فلما كان من الغد لم يجد له مكانا سوى في اخريات الصفوف فسمع الشيخ يقول قلنا بالامس كذا وكذا واخطانا في كذا علمناه بن العربي اين هو فالتفت الناس فلما راه قال اوسعوا المكان ((((لمعلمنا)))) قال فما احسست الا والايدي ترفعني حتى وضعتني قريبا منه رحم الله علماء السنة وهدانا بهدي النبي صل الله عليه وسلم

بارك الله فيك يا "ابن القيم"...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأنصاري المديني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لمحبي الشيخ الألباني
وأسأل الله ان يجعلني منهم
لم يشر لنا أحد من قبل-لم أسمع-عن مدى حفظ الشيخ الألباني لكتاب الله كاملا؟
فهل من زيادة علم هنا، ونسألكم له الدعاء رحمه الله
وحقا هل لفتة طيبة من الأخ رعاه الله فيما ذكر.
لكم جميعا وافر الدعاء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الجواب من كتاب "الإمام الألبانيّ -رحمه الله- دروس ومواقف وعبر" للشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان، بتقديم الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل؛ حيث ذكر تحت عنوان: "بداية تلقيه للعلْم" (ص 14):
"بدأ الغلام المهاجر من ألبانيا دراسته في الشام، وأول ما بدأ بدخول مدرسة الإسعاف الخيريَّة الابتدائيَّة بدمشق، وكان مقرُّها بجوار البناء الأثريّ المشهور بقصر العظم في حيّ البزوريَّة، واستمرَّ على ذلك حتَّى أشرف على نهاية المرحلة الابتدائيَّة، وفي هذه الأثناء هبَّت أعاصير الثَّورة السُّوريَّة بالفرنسيِّين الغزاة، وأصاب المدرسة حريق أتى عليها، فانتقلوا عنها إلى مدرسة أخرى بسوق ((ساروجه))، وهناك أنهى الشَّيخ دراسته الأولى.
ونظرًا لسوء رأي والده في المدارس النِّظاميّة من النَّاحية الدِّينيّة، فقد قرَّر عدم إكماله الدِّراسة، ووضع له برنامجا علميًّا مركَّزًا قام من خلاله بتعليمه القرآن والتَّجويد والصَّرف وفقه مذهبه الحنفيّ، وقد ختم على والده القرآن بالتَّجويد.
كما أنَّه تلقَّى بعض العلوم الدِّينيَّة والعربيَّة على بعض الشُّيوخ من أصدقاء والده، مثل الشَّيخ سعيد البرهانيّ، إذ قرأ عليه كتاب ((مراقي الفلاح)) وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.
أخذ الشَّيخ إجازة في الحديث من الشَّيخ راغب الطَّبَّاخ علاَّمة حلب في زمانه، وذلك إثر مقابلة له بوساطة الأستاذ محمَّد المبارك الذي ذكر للشَّيخ الطَّبَّاخ ما يعرفه من إقبال الفتى على علوم الحديث وتفوُّقِه فيها، فلمَّا استوثق من ذلك خصَّه بإجازته تقديرًا واعترافًا".
وقال الشيخ السدحان أيضا في الهامش: "قلت: ومن مشايخ الإمام الألبانيّ أيضا الشَّيخ بدر الدِّين الحسنيّ، فقد حضر له الشَّيخ بعض الدُّروس في شبابه". انتهى المقصود منه
وقد زدت على جوابك بذكر مشايخ الشَّيخ الألبانيّ، لأنَّا سمعنا بعضهم ممن لا يعرف الشَّيخ -رحمه الله-، يقول عنه بأنه لم يدرس على مشايخ!!.
وبارك الله فيكم، ورحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى وإيانا..

الإخوة الأفاضل : ابن القيم ، ومحمد بن عبد العزيز الجزائري ، جزاكم الله خيرًا على الإضافة.

رحم الله الإمام العلامة محدث الشام محمد بن ناصر الدين الإلباني رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه