تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    196

    Post فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً
    إحداهما: اعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عُجبهم،وهذا أحبُّ إلى الله من فعل كثيرٍ من الطاعات فإنَّ دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العُجب.وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخشيتُ عليكم ماهو أشدُّ من ذلك العُجب. قال الحسن: لو أنَّ ابن آدم كلما قال أصاب وكلما عمل أحسن أوشك أن يَجنِ من العُجب.قال بعضهم: ذنبٌ أفتقر به إليه أحبُّ إليَّ من طاعةٍ أدلُّ بها عليه.
    أنين المذنبين أحبُّ إليه من زجل المسبِّحين لأنَّ زجل المسبِّحين ربما شابه الافتخار وأنين المذنبين يزيِّنُه الانكسار والافتقار.
    في حديث: إنَّ الله لينفع العبد بالذنب يذنبه، قال الحسن: إنَّ العبد ليعمل الذنب فلا ينساه ولايزال متخوفاً منه حتى يدخل الجنة، المقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريطه أسفه، ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه، ومن زلقه في هُوَّةِ الهوى أن يُؤخذ بيده فيَنجَى إلى نجوة النجاة.
    قُرَّةُ عيني لابُدَّ لي منك وإن ... أوحش بيني وبينك الزلل
    قُرَّةُ عيني أنا الغريق فَخُـذ ...كفَّ غريقٍ عليك يتَّكِـلُ
    الثانية: حصول المغفرة والعفو من الله لعبده فإنَّ الله يحبُّ أن يعفو ويغفر، ومن أسمائه الغفَّار والعفوّ والتوَّاب، فلو عَصَمَ الخلق فلمن كان العفو والمغفرة؟ قال بعض السلف: أوَّل ما خلق الله القلم كتب إني أنا التوَّاب أتوب على من تاب.
    قال أبو الجلد: قال رجلٌ من العاملين لله بالطاعة: اللهم أصلحني صلاحاً لافساد عليَّ بعده.فأوحى الله إليه أنَّ عبادي المؤمنين كلهم يسألوني مثلَ ما سألت فإذا أصلحتُ عبادي كلهم فعلى من أتفضَّلُ وعلى من أعود بمغفرتي؟!
    كان بعض السلف يقول: لو أعلم أحب الأعمال إلى الله لأجهدتُ نفسي فيها.فرأى في منامه قائلاً يقول له: إنَّك تريد ما لا يكون، إنَّ الله يحبُّ أن يغفر. قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يَبتَلِ بالذنب أكرم الخلق عليه.
    يـاربُّ أنت رجائي ... وفيك حسَّنتُ ظنِّـي
    يـاربُّ فاغفر ذنوبي ... وعافني واعفُ عنِّـي
    العفـوُ منك إلهـي ... والذنبُ قد جاءَ منِّـي
    والظنُّ فيك جميـلٌ ... حقِّـق بحقك ظنِّـي
    المصدر: لطائف المعاف لابن رجب الجنبلي - رحمه الله - ص:24،23
    ومامن كاتب إلا ويفـنى ... ويُبقي الدهر ماكتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    223

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    بارك الله فيك أختي الكريمة قطرة مسك ، ومايحصل للعبدالمذنب من الإنابة والخضوع والرجوع إلى الله هو تحقيق عظيم للعبودية التي خلقنا من أجلها ، فالعبودية هي الذل والخضوع ، ولو كان المرء لايذنب لدخله العجب ، نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا ويهدي قلوبنا ، ويوفقنا جميعا لمايحب ويرضى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً


    شكر الله لكم أخي الكريم، وملأ قلوبنا بخشيته ومحبته

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    ويستفاد من هذا البحث أنه بعد العزيمة على التوبة عليه أن يحسن الظن بالله مهما وقع الإنسان في معاصي ومهما أسرف على نفسه.
    وأما إحسان الظن من المستمر على المعصية فهو يدخل في دائرة العاجز التي يتمنى على الله الأماني ولا يعمل.
    والمؤمن يحسن الظن بربه ويسيء الظن بنفسه، فقد يكون الإنسان مستقيم الطريقة، ويغفل كثير من المندوبات ، أو بعض الواجبات ، ولا يشعر إما لضعفه في العمل أو لعدم محاسبته نفسه على عمله، فإذا وقع في معصية أو تفريط في واجب ولم يكن يقع في هذا سابقاً ينتبه ويعلم أنه فرّط كثيراً وإلا لم يقع في مثل هذا المنكر.

    مثاله التسويف في حضور صلاة الجماعة مبكراً ، مع ما يصاحبه من نسيان الفضائل، والنظر في البُنيّات الطريق العاجلة ::
    1- قد يؤدي بالشخص إلى تفويت بعض الركعات،
    2- ثم يترك كثيراً من السنن لأجل ثقل قضاء فوائتها ،
    3- ثم يتساهل على هذه الحاله إلى يترك فرضاً يقضيه في اليبت، ليس للنوم ولكن للتشاغل بالمفضول عن الفاضل .

    فإذا وقعت هذه الطامة يعلم أنه فرّط كثيراً ، ويعلم أنه إن استمر على هذه الحاله سينتكس على عقبيه، فلا بد له من تصحيح عمله والمبادرة إلى الصلاة وترك التسويف.

    وبهذا يعلم الإنسان أنه نفسه أمارة بالسوء فيلومها، يحذرها، ويحسن الظن بربه الحليم الذي قدَّر عليه فعل المعاصي لا ليضله ولكن لينتبه الموفّق ويسد الخلل.

    والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    196

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكر الله لكم ووفقكم إخوتي الأفاضل على هذه الدعوات الطيِّبة، وتعقيباً لما ذكره الأخ الفاضل: مستور الحال وفقه الله، أنقل لكم كلام ابن القيِّم - رحمه الله - في هذا إذ يقول:
    اتكال بعض الناس على قوله صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه: (أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء) يعني ماكان في ظنِّه فإني فاعله به، ولا ريب أنَّ حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإنَّ المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجودٌ في الشاهد، فإنَّ العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإنَّ المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له، كما قال الحسن البصريّ - رحمه الله - : إنَّ المؤمن أحسنَ الظنَّ بربه فأحسن العمل، وإنَّ الفاجر أساءَ الظنَّ بربه فأسـاء العمل.
    المصدر: المجموع القيِّم من كلام ابن القيِّم، الفصل الحادي عشر( الفرق بين حسن الظن بالله والغرور )، ص:913
    ومامن كاتب إلا ويفـنى ... ويُبقي الدهر ماكتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    أخي الفاضل " قطرة مسك " جزاك الله خيراً وطيبك بمسك الجنة

    ورد عليّ إشكال: وهو أن القنوط من رحمة الله كفر.
    فإذا أتى مسلم بمعصية لا يخرج من الملة بمجرد الإتيان بها ، فكيف ننهاه عن حسن الظن، وحسن الظن واجب وضده وهو القنوط كفر.
    ثم انقدح في ذهني الجواب وأرجو منكم التصويب
    أولاً أن حسن الظن من العاصي هو من التمني، فليس عنده من الإيمان حتى يرتقي ما يظنه لأن يكون حسن الظن بالله خصوصاً حال مواقعته للمعصية . على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... الحديث).
    ثانياً: يجب عليه عدم القنوط لأنه كفر وضلال ومن ينقط من رحمة ربه إلا الضالون ،
    وعليه فثالثاً : هو مطالب بتحصيل أسباب حصول والرحمة وحسن الظن وهي الإنابة إلى الله وتصحيح العمل قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب

    والله أعلم
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    39

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    بارك الله فيك يا قطرة مسك و في الجميع.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    196

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    وفَّق الله جميع الإخوة المشاركين، ورداً على ماسبق فإنه مما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أنَّ حسن الظن بالله يعني حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإنَّ على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية :
    المحذور الأول: هو اليأس والقنوط من رحمة الله.
    والمحذور الثاني: هو الأمن من مكر الله.
    فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإنَّ هذا من السفه ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل ، قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق ".
    والله تعالى أعلم.
    ومامن كاتب إلا ويفـنى ... ويُبقي الدهر ماكتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    46

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    زادكم الله علما وفضلا ونبلا ,
    وزادنا واياكم خشية وتقوى وفلاحا في الدارين .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    145

    افتراضي رد: فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

    جزاكم الله خيرا جميعا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •