ـ ويا رباه أشـــــكـو اليوم حـالاً
وداءً ليــــــس يــشــــفيـه دواءُ
تـخاذل بعض أمتـــــنا جِــهاراً
فيـــــا ربـاه مـــــا هــذا الـوباءُ؟
تـراه يصافح الـمحتــلّ يُغضي
برأسٍ للـحـضـيــــض به انـحناءُ
يبيـــــع نفوس إخوته بــفَـلسٍ
يموت بشــــــؤم طلعـته الـحـياءُ
وذكّرنـي بـمن قــد قـــال يوما
وهـذا القـــــــول ليس بـه خفـاءُ
( إذا لم تـخشَ عـاقبة الليالـي
ولـم تسـتحي ِفــاصنعْ مـا تشاءُ)
وبعض العُرْب يفرح في مديح ٍ
مـن الأعــــــداء خـالـطه الريـاءُ
إذا مـــــا كان مدحك مـن عدوّ ٍ
فهـذا الـمــدح بـــــــاطنُه هجـاءُ
وبعض العُرب يفرح في سلامٍ
وللأعـداء قـد عـظـــــم الـــولاءُ
وكم غـــدر العـــدوّ بـهم كذئبٍ
وماتـــت فـي مـخــالـبه الظبـاءُ!
قريظةُ والنضـير تـريد سلماً؟!
فهذا السـلـــم يا قومـي افتـــراءُ
طبيعتُكم بنـي صهــــيونَ غـدرٌ
كفى كذبــا, لقــد كُشـف الغطـاءُ
أيبغي الســلم من قتل الضحايا
ومعظمهم صـغـــــــارٌ أبـرياءُ؟!
أيبغي السلم من حرق المصلّى
بنيـرانٍ تشُـبُّ ولا انــطــــفاءُ؟!
فغزَّةُ دُمِّـــرت والقـــدسُ تبكي
فلا كــفنٌ لـميْت أو عــــــــــزاءُ
أنين الأمهـات ولا مـجـــــــيبٌ
وتصرخ: أيـن معتصمُ ؟ النساءُ
صهـاينةٌ عَتَـوْا ظلـماً وبغيــــاً
إلى قلب العروبة كيف جاؤوا ؟!
فلسطينَ الشـريفةَ دنـــسـوها
وتنزف من جــوانبـها الــــدماءُ
تنادينا وفـي الأعــــماق جرحٌ
ومـن صـرَخاتـها بُـــــــحَّ النداءُ
ونحن اليوم نـبكي قـــتلَ طفلٍ
وثكلى كـم يهدهــدهــــا البلاءُ !
ونبكي هتك عِرضٍ مــن فـتاةٍ
ترعرع فـي مـحــيّاهـــا الحيـاءُ
نرى قصفاً وبيتُ الله يــهـوي
ومئذنةٌ بـها رُفـــــع الـنــــــداءُ
ونكتب ألفَ مَـرْثيةٍ وشــــعراً
ومـا نفـــــع القصـيدُ ولا الرثـاءُ
ونبكي ثم نندُب في شجــــونٍ
فهل يا إخـــــوتـي نفـع البكاءُ ؟
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس