تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من درر الشيخ عبدالرزاق البدر: (مثالين على خطورة الخوض في الأسماء والصفات)

  1. #1

    افتراضي من درر الشيخ عبدالرزاق البدر: (مثالين على خطورة الخوض في الأسماء والصفات)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين..نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    فقد أكرمني الله بسماع شرح الشيخ المفضال عبدالرزاق البدر على قواعد الأسماء والصفات التي أوردها ابن القيم في كتابه الجليل بدائع الفوائد تحت عنوان: (فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى)، وحقيقة وبلا مبالغة كان شرح الشيخ جميلا رائقا سلسلا بعيدا عن التعقيد، وكان ضمن ما لفتني أنه حفظه الله ونفع بعلمه ذكر مثالين لخطورة التخوض في أسماء الله وصفاته والغلط فيهما؛ فأحببت أن أنقلها لكم نشرا للفائدة وتحذيرا لطلاب العلم وغيرهم أن يستسهلوا التخوض في أسماء الله وصفاته دون أن يكون لديهم إلمام كافي بقواعدها وضوابطها.

    يقول الشيخ البدر:
    وتتأكد معرفة هذه القواعد في مثل هذا الوقت الذي كثرت فيه شبهات أهل الأهواء وأباطيل أهل الضلال، فيتأكد على طالب العلم أن يكون على عناية ودراية بهذه القواعد النافعة والتأصيلات المفيدة التي حررها أهل العلم وجمعوها تسهيلا وتيسيرا ونفعا لطلاب العلم، ونبه مرة ثانية على أهميتها -رحمه الله- في خاتمة هذه القواعد عندما أشار إلى أهميتها، ونبه في الخاتمة أن من لا علم له بها ولا دراية له بها، فالأولى به أن يسكت في هذا الباب؛ لأن الخطأ فيه ليس كالخطأ في أمر آخر؛ عندما تخطئ أو عندما يخطئ الإنسان في أسماء الله وفي صفاته -سبحانه وتعالى- فالأمر ليس بالهين، الأمر ليس بالهين، بل هو أمر كبير وخطير للغاية، وفي هذا المقام -التنبيه على خطورة الغلط في أسماء الله وصفاته- أضرب دائما مثلين من القرآن الكريم؛ يتضح بهما خطورة هذا الأمر.
    وقبل ذكرِ هذين المثلين أذكر أن توحيد الأسماء والصفات قائم عند أهل السنة على أصلين: الإثبات والنفي، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: نصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث، وقال الأوزاعي -رحمه الله-: ندور مع السنة حيث دارت، أي: نفيا وإثباتا، فما ثبت في الكتاب والسنة أثبتناه، وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه، فباب الأسماء والصفات هو باب إثبات ونفي، إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه الله عن نفسه.
    هذا هو خلاصة هذا العلم الشريف، إثبات ما أثبته الله تبارك وتعالى لنفسه، ونفي ما نفاه عن نفسه، فمن أثبت ما نفى الله أو نفى ما أثبت الله، وقع في الضلال والزيغ بأي مبرر كان، وبأي مسوغ ذكر، إذا أثبت لله شيئا نفاه الله، أو نفى عن الله تبارك وتعالى شيئا أثبته الله، فهذا في غاية الخطورة، وضرره على الإنسان ضرر بالغ، ليس في أمر الاعتقاد فحسب، بل في أمور الدين كلها، وإلى المثلين:
    المثل الأول: يتعلق بجانب الإثبات، قال الله سبحانه وتعالى: وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ تأملْ معي الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء، ثم قارنه بأخطاء أهل الضلال والباطل الذين عطلوا صفات الله -سبحانه وتعالى- وجحدوا أسماءه.
    تأمل في الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء وما ترتب عليه: وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ هنا نفي لشيء أثبته الله، الله -عز وجل- أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحاط علمه بها -سبحانه وتعالى- يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فهؤلاء قالوا في حق الله: إنه لا يعلم كثيرا مما يعملون، فهل نفوا صفة العلم من أصلها أو أثبتوها؟
    أثبتوا صفة العلم لم ينفوا الصفة من أصلها بل أثبتوها، ولكنهم اعتقدوا أن علم الله -سبحانه وتعالى- الذي أثبتوه له ليس محيطا ولا شاملا، بل يفوته -تعالى الله عن قولهم- كثيرا مما يعمله الناس، ولم يقولوا أيضا يفوته كل ما يعمله الناس بل قالوا كثيرا، فلم ينفوا هذه الصفة من أصلها، ولم يجحدوها من أساسها، وإنما نفوا علم الله -سبحانه وتعالى- بكثير مما يعمله الناس.
    قال الله -عز وجل- مبينا ما ترتب على هذا الظن الباطل والاعتقاد الفاسد: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ وهذه فائدة عظيمة وكبيرة أن الخطأ في باب الأسماء والصفات يردي صاحبه ويوقعه في الهلاك والردى وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ هذه فائدة كبيرة جدا الخطأ في أسماء الله وصفاته سببٌ للردى، ردى الإنسان، ولهذا قال العلماء: إن من شؤم الاعتقاد الفاسد فساد العمل وفساد الخلق وفساد الدين والدنيا والآخرة، كل ذلك يترتب على الخطأ في هذا الباب فيما يتعلق بأسماء الله جل وعلا وصفاته وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ردى وخسران وهلاك ونار كل ذلك ترتب على هذا الظن، إذا كان هذا ترتب على من وقع في هذا الاعتقاد، فكيف بمن يجحد الأسماء كلها ويجحد الصفات جميعها، ولا يثبت منها شيئا، ويخوض فيها خوضا باطلا بعقله الكاسد وفكره الفاسد ورأيه السيئ، ينفي عن الله -سبحانه وتعالى- ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ فهذا في جانب الإثبات وخطورة الخطأ.
    في جانب النفي وهو المثال الثاني وهو: أن يثبت الإنسان شيئا نفاه الله، قال الله -سبحانه وتعالى-: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا أثبتوا ما نفاه الله: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ نزه -سبحانه وتعالى- نفسه عن الولد فأثبتوه له وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا أثبتوا لله ما نزه الله -سبحانه وتعالى- نفسه عنه، ماذا ترتب على ذلك؟ قال الله: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا أي: عظيما خطيرا مهلكا في غاية الخطورة، وانظر وقع هذه الكلمة "إدا" لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا .
    فالخطأ في أسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته بالغ الخطورة، سواء في إثبات ما نفاه الله، أو في نفي ما أثبته الله، وفي المثلين المشار إليهما تبيان واضح لذلك.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    136

    افتراضي رد: من درر الشيخ عبدالرزاق البدر: (مثالين على خطورة الخوض في الأسماء والصفات)

    بارك الله فيك
    وجزى الشيخ عبدالرزاق البدر خيرا على هذه الفوائد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •