السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه فائدة حديثية كنت قد وقفت عليها فاستهواني التنقيب عنها.. وفعلاً كان له ثماره النافعة _ أقله بالنسبة لي _.
- قال أبو عبد الله بن الحذاء في كتابه القيم الماتع (التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال) أثناء ترجمة [إبراهيم بن أبي عبلة] وإشارته إلى حديثه عن الشيطان ويوم عرفة:
(روى مالك،عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما رؤي الشيطان يوماً فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة..." فذكر الحديث.
وقال يحيى بن يحيى، عن مالك في الحديث: عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة.. ولم يقل ذلك أحد من أصحاب مالك فيما علمت.
ولا أعلم أحداً أسند هذا الحديث، وهو من الأحاديث التي لم يوجد لها إسناد).
هنا وقفات:
1- قوله: (وقال يحيى: إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة) أقول: الذي وقفت عليه في الأصول الخطية الصحيحة الثابتة قديماً أو حديثاً حتى ممن وقف عليها وطبع الرواية عليها ليس فيها سوى ما قررة ابن الحذاء وغيره = إبراهيم بن عبدالله بن أبي عبلة.. إنما قام من طبع الكتاب مؤخراً عن دار المعرفة وصحح الكلام من تلقاء نفسه. فتنبه
وقال الحافظ ابن حجر في (التهذيب): [وأغرب يحيى بن يحيى الليثي؛ فقال في الموطأ: عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة، وعبد الله زيادة لا حاجة إليها].. وقال قبله القاضي عياض في (مشارق الأنوار 2/336): [وفي جامع الحج: مالك، عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة؛ قاله يحيى بن يحيى، وهو خطأ، إنما هو إبراهيم بن أبي عبلة، واسم أبي عبلة شمر، وليس ابن عبد الله عند غير يحيى، وطرحه ابن وضاح].
2- قوله: (ولم يقل ذلك أحد من أصحاب مالك فيما علمت) أقول: قد وقفت على أكثر من 8 ثمان روايات عن مالك ليس فيها ذلك. فتأمل
3- قوله: (ولا أعلم أحداً أسند هذا الحديث) أقول: قد أسنده ابن قانع في (معجم الصحابة 2/107) بسند فيه [مروان بن سالم الغفاري] مجمع على ضعفه، وقد تكلم فيه كلام كبير كثير يطول سرده هنا.. وفيه [زيد بن حريش] الصحيح أنه مجهول لا يعرف.. قلت: ومثله [فضل بن الحسن] شيخ ابن قانع.
وعليه فعلاً صدق عندما قال: (لا أعلم أحداً أسند هذا الحديث). فتأمل