رسالة إلى أصحاب الذاكرة الضعيفة. بقلم محمود الشرقاوي
يعاني الكثير من ضعف ذاكرتهم وكثرة نسيانهم حتى أصبحت هذه المشكلة تؤرق كثيرا من الدارسين والطلاب وغيرهم ممن ينبني عملهم على المجهود الذهني بل إن شئت فقل كل من يقوم بأي عمل يرغب في امتلاك ذاكرة قوية ويرغب في الوقت ذاته في علاج المشكلة الخطيرة مشكلة النسيان بكل أشكالها ، نسيان الأسماء نسيان المواقف نسيان الوجوه والأشخاص ، نسيان العلم بكل فروعه وهو أخطر مما سبق كله .
وتعتبرالذاكرة من أعظم نعم الله على الإنسان ولن أكون مبالغا إن قلت أن الذاكرة كعضو أهم من كثير من الأعضاء فيكفي أن الذاكرة هي التي تصنع الشخصية وهي المستودع لكل التجارب وكل العلوم التي نكتسبها من العالم الخارجي فلو فقدت يدك أو رجلك أو عينك أو سمعك فلن تكون الخسارة بحجم فقد الذاكرة.
هل تعلم أن لديك كنزا ثمينا أودعه الله عز وجل فيك وأنت لا تشعر هل تعلم أن الله عز وجل وهبنا عقلاً يستطيع أن يساعد القلب على أن ينبض أكثر من 50 ألف نبضة في اليوم دون أدنى تفكير بالأمر، ويساهم في ضخ مئات الليترات من الدم في الشرايين الدقيقة التي يصل طولها إلى مئات الأمتار، كما أنه يساعد العيون على تمييز مئات الألوان في أقل من ثوان، ويقوم بتخزين معلومات هائلة ، هل تعلم كذلك أن عقولنا قادرةٌٌ على الاحتفاظ بحوالي 100بليون معلومة؟ (وهذا الرقم يعادل ما تتضمنه دائرة معارف) وأنها تمتلك 200 بليون خلية؟ (ما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية) ومع عجائب خلق الله فينا إلا أننا فعلياً لا نستخدم سوى واحد بالمائة من قدرات عقولنا بينما تظل تسعة وتسعون بالمائة مهملة دون استخدام.
يقول وليم جيمس «إننا نستخدم أقل من 10% من قوانا العقلية» كيف لو استطعنا أن نستخدم 20% من طاقة عقولنا؛ فكيف تكون حياتنا؟.
اكتشف العالم مارك روزنزنويج وهو عالم من جامعة كاليفورنيا بعد بحث طويل ان طاقة التخزين لدى الإنسان هائلة جدا حيث انه لو تم تغذية المخ بمعلومات جديدة تساوى عشر معلومات في كل ثانية ولمدة ستين سنة بدون توقف من ليل أو نهار فان مقدار ما تم تغذيته في مخ الإنسان من هذه المعلومات يعادل اقل من نصف المساحة لتخزين المعلومات فيه([1]) ([2]). فسبحان الله أحسن الخالقين.
ومن العجيب حقا أن الإنسان إذا ابتلاه الله بضعف في سمعه أو بصره أو أي عضو منجسده فإنه يبادر بالذهاب إلى الطبيب ليعالج تلك المشكلة وعلاج هذا المرض وعلى العكس من ذلك فقد يعاني كثير من الناس من ضعف ذاكرتهم وتبلد عقلهم ومع ذلك لا يهتم بهذا الأمر مع كثرة المشاكل الناجمة عن ضعف الذاكرة وكثرة النسيان .
([1]) للأسف الشديد تلك الأداة المدهشة معطلة لدى كثير من المسلمين اليوم على عكس الغرب مع أن سلفنا رضوان الله عليهم أجمعين كانوا من احفظ الناس ومن أقوى الناس ذاكرة .
([2]) الذاكرة السريعة.