اسمُ الله وما أدراكم ما اسمُ الله.؟
إنَّ أعظمِ آيةٍ في كتاب الله هي آيةُ الكرسي , ولم يرد فيها حلالٌ أو حرامٌ , بل كانت في سياقِ وصفِ وتعظيمِ الله تعالى , ولذلك قال بعض العلماء: هي أعظمُ آيةٍ لأنه يكرر فيها اسم الله تعالى بين مضمر وظاهر ثماني عشرة مرة..!
وفكرةُ تعظيمِ اللهِ في نفوسِ النَّـاسِ بصيانةِ هذه الأوراقِ المحتَرَمة واللهِ إنَّـها لفكرةٌ لا يمنعُ من تطبيقها إلا الحرمان , ولها أثرٌ بالغٌ في بصَرِ وبصيرةِ كل إنسـان.!
تخيَّل لو أنكَ تربَّيتَ في منزلٍ توجدُ في وسطهِ (سَلَّـةٌ) تتوسَّـطُ البيتَ ومكتوبٌ فيها خَـاصٌّ بِـلَـفْــظِ الْجَـلاَلَـــة ِ (اللَّــهْ)
كم سيتركُ هذا التصرُّفُ من الآثارِ في نفسكَ وعلى أسرتكَ وبنيكَ مُستَقبلاً وفي مكتبكَ ومتجركَ.؟؟
ولذا أقترحُ على نفسي وإخوتي: أن نبدأَ الفكرةَ في بيوتنا أوَّلاً , وفي متاجرنا ومكاتبنا الشخصيَّـةِ , وسيَّاراتِنا , وفصُولنا ,ولكلٍّ أجرهُ وأجرُ من تبعهُ غيرَ ناقصٍ شيئاً , واللهُ لا يضيعُ أجرَ من أحسَنَ عملاً.
ومن تأمَّلَ كُتُـب العلمِ وجدَ تعظيمَ هذا الاسمِ أصلاً عندهم , ففي أبوابِ الطَّـهارةِ مثلاً تجدهمْ يكرهونَ الاستنجاءَ بِاليدِ التي فيها الخاتَمُ المنقوشُ فيهِ اسمُ الله تعالى , ويزيدُ بعضُهم على ذلك فيكرهُ استصحَابَ هذه الخَواتمِ في الخَلاءِ تعظيماً لاسمِ اللهِ المنقوشِ عليها.
قصَّــة (بِـشْرٍ الْحَــافِي) ولفظِ الجلالة:
هذا الاسمُ (بِـشْرٌ الْحَــافِي) هو شمسٌ في سماءِ العُبَّـادِ , ونجمٌ في آفاقِ الزُّهَّـاد , ومعلمُ هدايةٍ للسالكينَ سبيل الرَّشـاد.
هذا الرجلُ الصالحُ فيما يُحسَبُ رأى كاغداً فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
فرفعه وطيبه بالمسك فرأى في النوم كأنه نودي يا بشر: طيبت اسمنا فنحن نطيب اسمك في الدنيا والآخرة , فكانَ ذلكمُ المنامُ سببَ توبتهِ وانقطاعهِ إلى العبادة والزهادة.!
وأعرفُ بعضَ من يكرهُ أن يُسَمَّـى من المشايخِ في المدينةِ من لا يكادُ يرى جريدةً في الشارعِ أو على الأرصفة والطرقاتِ إلا توقف ونزلَ من سيارته ووضعها عندهُ حتى يجتمعُ منها عددٌ كبيرٌ ثمَّ يخرُجُ به للعراءِ ويحرقُـهُ تعظيماً لاسمِ الله وإكراماً له.