عن عبد الله بن أبي أَوفَى ـ رضي الله عنه ـ ، " أَن رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى ، يوم بشر برأس أبي جهل ، ركعتين " .
رواه ابن ماجة في السنن (2/510) ، والدارمي في سننه (2/917) ، والبزار في مسنده (8/295 ، 296) ، وابن المنذر في الأوسط ، وأبو يعلى في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة (2/401) ، والمطالب العالية (1/266) ـ وعنه ابن عدي في الكامل (3/1178) ـ ، والعقيلي في الضعفاء (2/518) ، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (2/238) ، والبيهقي في دلائل النبوة ، والمزي في تهذيب الكمال (22/354) من طريق سلمة بن رجاء ، حدثتني شعثاء ، عن عبد الله بن أبي أوفى به .
وفي رواية أبي يعلى وغيره : " رأيت رسول الله صلـى الضحى ركعتـين يوم فتـح مكة ، ويوم بُشّر برأسِ أبـي جهل " .
وفي إسناده :
سَلَمَةُ بنُ رَجَاء ، هو التميمي ، أبو عبد الرحمن الكُوْفِي .
قال في الجرح والتعديل (4/160) : " قال أبو زرعة : هو صدوق . وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس " .
وذكره ابن حبان في الثقات (8/286) .
قال ابن معين : " سلمة بن رجاء ، كوفي ليس بشيء " ، تاريخ الدوري (2/224) ، ( الجرح والتعديل (4/160) .
وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين (ص 118) : " ضعيف " .
وذكره العقيلي في الضعفاء (2/518) وأورد له هذا الحديث .
وقال ابن عدي في الكامل (3/1179) بعد أن روى له هذا الحديث وغيره : " أحاديثه أفراد وغرائب ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليها " .
وقال الدارقطني في سؤالات الحاكم ص (219) : " ينفرد عن الثقات بأحاديث " .
وقال ابن حجر في التقريب (2490) : " صدوق يغرب " .
وقال الذهبي في الميزان (1/445) بعد أن نقل كلام ابن عدي : " ومن ذلك : القواريري ، حدثنا سلمة بن رجاء ، حدثتنا شعثاء ، قالت : رأيت ابن أبى أوفى يصلى الضحى ركعتين ، فقالت له امرأته : ما صليتها إلا ركعتين . فقال : صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلاة الضحى ركعتين حين بشر بالفتح ، وبرأس أبى جهل " .
وشعثاء ، هي بنت عبد الله الأسدية الكوفية :
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/238) : " شعثاء ، ولم أجد من وثقها ولا جرحها ".
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/448) : " شعثاء بنت عبد الله ، لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق " .
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ( 4/608) : " شعثاء الأسدية كوفية ، عن ابن أبى أوفى ، تفرد عنها سلمة بن رجاء " .
وقال ابن حجر في التقريب (8616) : " لا تعرف " .
فالحديث ضعيف لا يصح :
قال البزار (8/295 ، 296) : " وهذا الحدِيث لا نعلم أَحدا رواه بهذا اللفظ إلا ابن أَبي أَوْفَى ، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق " .
وقال العقيلي عقب تخريجه (2/518) : " والحديث في صلاة الضحى ثابت عن أم هانىء ، وصلاة ركعتين حين أتي برأس أبى جهل لا يعرف الا من هذا الطريق " .
وقال البوصيري في المصباح (1/448) : " هذا إسناد فيه مقال ... " .
وقال في إتحاف الخيرة المهرة (2/401) : " سنده ضعيف ، لضعف سلمة بن رجاء " .
وقال الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة ص (106) : " ضعيف " .
فتحسين الحافظ له في التلخيص (4/96) فيه نظر .
قال ـ رحمه الله ـ : " ورواه بن ماجة من حديث بن أبي أوفى " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى يوم بشر برأس أبي جهل ركعتين " إسناده حسن ، واستغربه العقيلي " .
فعلى هذا يتبين أن صلاة الشكر غير مشروعة لضعف الحديث الوارد فيها . والله تعالى أعلم .