حقا وفاة العلماء ثلمة، إنا لله وإنا إليه راجعون،
تلقيت هذه الليلة نبأ وفاة هذا الأخ العزيز،المعروف بحيويته ونشاطه وسعة أفقه وعمق نظراته، إنه العالم الأصولي مغربا ومشرقا، والفقيهالمقاصدي تنظيرا وتطبيقا الشيخ الدكتور مولاي الحسين ألحيان تغمده الله بواسعرحمته وأسكنه فسيح جناته. ابتلي الشيخ رحمه الله بمرض مفاجئ لم ينفع معهعلاج.
والفقيد لمن لا يعرفه واحد من علماء سوس ومشايخهاالذين أسدوا خدمات جليلة في التدريس والإشراف والتوجيه والبحث والتأليف والدعوة إلىالله، مع تميزه رحمه الله بجده وحزمه ونشاطه الدؤوب وخدمته لطلابه بأريحية وعفويةوسخاء يتناسب مع منبته ونسبه الشريف.
وأحسب أنه ثالث علماء الأصول بالمغرب-بعد عمر الجيدي وفريد الأنصاري رحمهم الله جميعا- الذين أخذوا في أوج عطائهم،
شغل الفقيد رحمه الله عدة مهام، منها:
-تدريس علم أصول الفقه والمقاصد بكليةالشريعة بأكادير(وبالطائ مدة تسع سنين)
-تأسيس وتنسيق أعمال ماستر المذهب المالكي تراثه وأصولهوآفاق الاجتهاد فيه
-عضو المجلس الأعلى للتعليم، ومقرر لجنة استراتيجياتوبرامج الإصلاح.
-رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة إنزكان آيتملول.
ومن أعماله الرائدة:
-منهج الاستدلال بالسنة في المذهب المالكي فيجزءين
-أبو محمد عبد المنعم بن الفرس وكتابه أحكامالقرآن
-ناهيك عن مشروعات علمية أخرى ومشاركات عديدة فيندوات وملتقيات...
رحم الله الفقيد وبلغه منازل الأولياء والصديقينوالشهداء وألحقنا به مسلمين. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخلهواغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض منالدنس وارحمنا يا مولانا إذا صرنا إلى ما صار إليه.