الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
يعتبر كتاب التمييز من أهم كتب العلل ، وتأتي أهميته من مكانة مؤلفه ورسوخ قدمه في هذا الفن .
فهو الإمام مسلم بن الحجاج ... أحد الأئمة المعروفين بتمييز الحديث ونقده ، كما أنه يمتاز بسهولة ألفاظه ودقة معانيه .
وقد طبع الكتاب من قبل طبعتين :
الأولى : بتحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي عام1395هـ ، وله الفضل ـ بعد الله عز وجل ـ في إظهار الكتاب وإخراجه للناس ، إلاَّ أنه قد شاب هذه الطبعة تحريفات وسقط في مواضع كثيرة من الكتاب ، وقد يصل السقط في بعض المواضع إلى سطر أو أكثر .
الثانية : بتحقيق محمد صبحي بن حسن حلاق عام1410هـ ، وكتب على الغلاف مخطوطة تطبع لأول مرة !!! .
وهو وإن كان قد صحح بعض الأخطاء التي وقع فيها الأعظمي ، إلاَّ أنه في الغالب يقلد الأعظمي في تعليقه على الكتاب ، ويتابعه حتى على الخطأ . كما أنه وقع في أخطاْ أخرى . (راجع مقدمة المحقق ص 25ـ34) .
وبما أن النسخة الموجودة من الكتاب ناقصة فقد قام المحقق صالح بن أحمد ثابت ديَّان ، بجمع أحاديث الكتاب من بطون الكتب التي نقلت عن الإمام مسلم ، وضمها إلى النسخة الموجودة ، وعلق عليها تعليقات مفيدة ، زادت الكتاب حسناً إلى حسنه ، ونبه على الأخطاء التي وقع فيها المحققين السابقين .
والنسخة التي اعتمد عليها المحقق ، هي النسخة الوحيدة للكتاب ، المحفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق . وهي تشتمل على خمسةٍ وعشرين حديثاً ، زاد عليها المحقق ستة عشر حديثاً من القسم المفقود ، مما نقله العلماء منسوباً إلى الإمام مسلم في كتابه التمييز .
ثم أضاف إليها أحاديث أخرى نقل العلماء عن الإمام مسلم تعليلها والكلام عليها ، دون نسبتها إلى كتابه التمييز .
فصار الكتاب جامعاً لكلام الإمام مسلم في علم علل الحديث .
والمحقق ممن تتلمذ على الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، وأخذ عنه علم علل الحديث ، وقام بتدريس علم علل الحديث في دار الحديث بدماج ، في حياة الشيخ رحمه الله تعالى .
وقد صدر الكتاب ـ عن مكتبة الإمام الألباني اليمن ـ وسيسر به طلاب العلم ويجدوا فيه بغيتهم بإذن الله تعالى .