المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
مثال : قـد يقال : لا إنكار بالقول أو الفعل ولكن هل لي أن أنكر بالقلب ؟ وفي كلا الحالين الإنكار حاصل ، ثم هل يجب الإنكار بالقلب إن اعتقدت صوابي واعتقدت خطأ المخالف ؟.
للمناقشة ، واترك لكم ضرب الأمثلة من مسائل خلافية ، والمسألة حساسة لأنها قد أفضت إلى القطيعة بين بعض المسلمين اللذين قد لا يُنكرون بالقول والفعل ولكن قلوبهم معمورة بالإنكار على المخالف ، وقد يخفى الأمر جداً فيصبح بغضاً وهم لا يشعرون.
بارك الله فيك !
إنكار القلب بمعنى اعتقاد أن هذا الفعل المتنازع فيه هو من جنس المنكرات المحرمات وبغض وقوعه من المسلمين = واجب لا يجوز تركه ..
وسواء كان الواقع فيه متأولاً أم غير متأول فهو عندك لم يهتد للحق الذي أتى به الوحي فأنت تبغض عدم الاهتداء هذا وتُنكر وقوع ما خالف الشرع على الأرض..
وهذا القدر من الإنكار والبغض القلبي لا فرق فيه بين مسائل الخلاف السائغ وغيرها ؛لأنك تتبع فيها علمك بالتحريم ودرجة هذا العلم ورتبته من القطع وغيرها = غير مؤثرة في وجوب إنكاره وبغض وقوعه..
أما هل يجوز لك أن يتعدى إنكارك هذا للفاعل نفسه ذماً وعقوبة وتأثيماً ؟
فهذه مسألة أخرى.. يُفرق فيها بين إعذار الفاعل وعدمه ودخول الهوى والتقصير عليه وعدمه..وقيام المصلحة الشرعية وعدمها ..
تنبيه : الإنكار بالقول لا يرتفع لا في مسائل النزاع السائغ ولا غيرها ولا في إعذار المخالف ولا عدمه وإنما الذي يفرق بين هذه الأجناس : درجة الإنكار ورتبته وصورته وألفاظه ،فالإنكار الذي هو تبيين الحق ورفع الغلط وتحقيق الصواب بالأدلة = لا يرتفع جملة عن المكلف إلا إذا قام به من تحصل بقيامه الكفاية..