قصيدة (صمود المقاومة) فائزة بالمرتبة الثالثة على مستوى سوريا بقلم : الشاعرمصطفى قاسم عباس

صُمُودُ المقَاوَمَةِ
قاومْ عـــدُوَّكَ بُكـــرةً وأصيلاً
واجعـلْ نشيدَ الصَّامدينَ صهيلاً
واجعلْ حجارَتَهمْ رصاصاً مُـحْرِقــاً
ومقاوِمــاً ركب الْحُتُوْفَ خُيولاً
قاومْ .. وحلِّقْ في ســـماءِ فَخَارِنا
نسراً يرى نهــجَ الصمودِ سبيلاً
واصمُــدْ.. فأنـت لكلِّ حُرٍّ أُسْوَةٌ
فَأَنِرْ على دربِ العُـــلا قِنديلاً
قـــاومْ ذئابَ المعتدينَ وغدْرَهُمْ
مهما يكنْ ليلُ الشَّـــقاءِ طويلاً
يا شعبَ غَزَّةَ بُوْرِك النَّصْــرُ الذي
جعــلَ العــدُوَّ مُـشَرَّداً وقتيلاً
علَّمْتُمُـوهُ بــأنَّ غـزَّةَ عِــزَّةٌ
رُفِعَتْ علـى هامِ السُّـها إكـليلاً
وقضتْ على كِبْرِ العــدوِّ وطيْشِهِ
فارتـــدَّ مكسورَ الجناحِ ذليلاً...

ـ يا مَنْ جعلتَ حدودَ أرضِكَ واهِماً
نـهـرَ الفراتِ وتستزيدُ النِّيْلا
وكــمِ ادَّعَيْتَ بـأنَّ جيشَك مالَهُ
إلا الحديدُ صلابــةً ومثيــلاً !!
بصمودِ غزَّةَ جيشُـكمْ لقـد ارتمى
أرضاً, وأكــثرَ أدْمُعاً وعَــوِيْلاً
أبطالُ غزةَ أُسْـدُ ساحاتِ الوَغـى
قـد نكَّـــلُوا بعـدوِّنا تنْكِيلاً
ثَبَتُوا كنخـلٍ قـدْ تصلَّبَ جذرُهُ .
لن تقلعَ الـــرِّيحُ الغَضُوبُ نخيلاً
عشــرون يـوماً, بلْ تزيدُ ثلاثةً
لا يســتطيعُ لـهـا الجبانُ دخولاً
أسـطورةُ الجيشِ القويِّ تبعثرتْ...
مالي أراهُ مُحَطَّـمَـاً مشْـلولاً ؟!!

ـ القتـلُ لا يرضى به توراتُهُمْ !!
وكذا ..اقرؤوا القرآنَ والإنجيــلا
لكنهمْ قتلوا الصِّغارَ, وخــالفوا
شرعَ الإلهِ , وقلَّـــدوا قــابيلاً
سفكوا دماءَ الأبــريـاء سفاهةً
وَرَوَىْ اليهـــودُ من الدِّماء غليلاً
قصفوا المســاجدَ ,والمنازلَ دمَّروا
وبها العبــادُ تَبَتَّلـــوا تبْتيـلاً
واليومَ هُمْ خَسِئُوا ,وأُرْعِبَ جيشُهم ..
اُنظـرْ إليهم ...يهـرُبُـون فُلولاً

ـ من بعد ما بكتِ العيونُ بحُرقةٍ
إنـي أرى جَفْـنَ العيــون كحيلاً
من بعد ما قَتَلــوا البراءةَ والنَّقَا
عاد الصغارُ فـراشـــةً وحُـقولا
عادت إلى ثَغْــرِ اليتـيمة بسمةٌ
من بعد مــا هَمَـتِ العيونُ سُيولاً
عاد الهزارُ إلى الغصـون وزهرِها
يشـــدو فيَشـفي صوتُه الْمَعْلولا
هذا صلاحُ الدين يرنو , والأسى
في مقلتيه,نعم , بــدا تـهليــلاً
والمسجـدُ الأقصى يعيشُ مُكَرَّمَاً
ويفــكُّ قيـــداً عَـاقَهُ وكُبُولاً

ـ كم في فلسـطينَ الأبيَّةِ من فتىً
لم يـرضَ عنْ أرض الجدود رحيلاً !!
كـم مـن شهيدٍ مات فوقَ ترابِها
...ومـضـى إلى دار الخلودِ نزيلاً !!
سـتظلُّ في صـدر الزَّمانِ قلادةً
تبقى علــى النصــرِ الْمُبين دليلاً
حيُّــوا نضالَ الصامدين ,فإنهم
يتــوارثون الـمجـدَ جِيْـلاً جِيْلاَ