تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    51

    افتراضي ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال عمر رضي الله عنه: (( أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء ))

    فما معنى قوله ؟
    هل يعني ان الانسان يغفل عن دعاء الله ولو دعاء لوجد الاجابة
    أم معناه ان الانسان الذي يدعو لا يلتزم بشروط الدعاء وموانعه وآدابه وأماكنه وأوقاته وأحواله وأوضاعه ؟!!

    أتمنى الافادة ..

    وجزاكم الله خيرا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    لانه يعلم انه يدعوا الكريم الذى يعطى بدون حساب يدعوايدعو رحيما .. ودودا .. عفوا .. غفورا ..
    يعلم أنه يدعو من يجيب دعوة المضطرين
    واما هم الدعاء فهو يعلم ان الله يلهم الدعاء لقلب موصول به
    يعلم أن الدعاء لابد وأن يكون بذل وافتقار وانكسار واحتياج .
    ولإنه يعلم أن الله يحب من عبده التذلل إليه .

    هذا ما اعلم والله اعلم
    لا تقل من أين أبدأ ..طاعة الله البداية .. لا تقل أين الطريق .. شرع الله الهداية ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    جزاكم الله خيرا اخي الكريم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    المعنى اوضحه شارح الطحاوية علي بن ابي العز
    وباختصار
    لا يحمل هم الاجابة لان الاجابة حاصلة مع الدعاء
    ومعنى الاجابة هو اما حصول المطلوب او ان يدفع عنه من الشر بقدره او يدخر له الاجر يوم القيامة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    جزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو ربا

  6. #6

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    نعم .على العبد أن يهتم بتحصيل شرائط قبول الدعاءويجعل ذلك اكبر همه لأن الله قد ضمن إجابة دعاء داعيه ، فمتى فتح الله على العبد بابا من ابواب الدعاء ووفقه الى التحلي بشروط الاجابة والتخلي عن موانعها، فليوقن بأن ربه مستجيب لدعائه، فما فتح عليه باب الدعاء إلا وهو يريد أن يستجيب له .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    جزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو العلياء زدت الامل في نفسي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    وهل صح هذا الاثر؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    محال أن يكون هذا من كلا عمر . .
    وما أقربه من كلام الصوفية . .
    . .

  10. #10

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    وهل صح هذا الاثر؟
    روي في معناه فيما خرجه البلاذري في أنساب الأشراف [10 : 303]، فقال:
    حَدَّثَنِي الْوَليِدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    " مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ لَمْ يُمْنَعَ الْقَبُولَ،
    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَقَالَ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }، وَقَالَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}". اهـ.
    والله أعلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنصارية مشاهدة المشاركة
    هل يعني ان الانسان يغفل عن دعاء الله ولو دعاء لوجد الاجابة
    أم معناه ان الانسان الذي يدعو لا يلتزم بشروط الدعاء وموانعه وآدابه وأماكنه وأوقاته وأحواله وأوضاعه ؟!!
    قال ابن عثيمين في تفسيره (420) :
    فإن قال قائل: قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، هل يقصد أن الإنسان قد لا تتوفر له أسباب القبول؟
    فالجواب: نعم؛ يقصد أن الإنسان قد لا تتوفر له أسباب القبول، وأنتم الآن حاسبوا أنفسكم هل أنت إذا كنت في الصلاة وقلت: رب اغفر لي وارحمني بين السجدتين، هل تشعر بأن هناك ذنوبا ثقيلة تسأل الله الخلاص منها، أو أنها كلمة تقولها لتأتي بالواجب؟ الواقع أننا إذا حاسبنا أنفسنا وجدنا عندنا نقصا عظيما، الإنسان إذا دعا الله عز وجل بمجرد دعاء الله يستنير قلبه؛ لأن الدعاء عبادة، ولكن نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
    انتهى.
    والله أعلم.
    .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    قال ابن عثيمين في تفسيره (420) :
    فإن قال قائل: قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، هل يقصد أن الإنسان قد لا تتوفر له أسباب القبول؟
    فالجواب: نعم؛ يقصد أن الإنسان قد لا تتوفر له أسباب القبول، وأنتم الآن حاسبوا أنفسكم هل أنت إذا كنت في الصلاة وقلت: رب اغفر لي وارحمني بين السجدتين، هل تشعر بأن هناك ذنوبا ثقيلة تسأل الله الخلاص منها، أو أنها كلمة تقولها لتأتي بالواجب؟ الواقع أننا إذا حاسبنا أنفسنا وجدنا عندنا نقصا عظيما، الإنسان إذا دعا الله عز وجل بمجرد دعاء الله يستنير قلبه؛ لأن الدعاء عبادة، ولكن نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
    انتهى.
    والله أعلم.
    كيف يشرح كلاما لا يثبت وفيه مافيه؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    حَدَّثَنِي الْوَليِدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    " مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ لَمْ يُمْنَعَ الْقَبُولَ،
    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَقَالَ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }، وَقَالَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}". اهـ.
    مـُـركَّـبة؟؟ !!
    !!
    ذكرها الجاحظ في البيان والتبيين!

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    البيهقي: (الشاملة)
    4210 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَامِيُّ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ابْنِ بْنَتِ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، قَالَا: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعًا لَمْ يُحَرَمْ أَرْبَعًا، مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحَرَمِ الْإِجَابَةَ؛ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحَرَمِ الزِّيَادَةَ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ} [إبراهيم: 7]، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَا يُحَرَمُ الْمَغْفِرَةَ، لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ التَّقَبُّلَ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] - الْمَحْفُوظُ هَذَا الْمَتْنُ بِالِإِسْنَادِ الْأَوَّلِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ مَتْرُوكٌ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخِرَ ضَعِيف

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    الْمَحْفُوظُ هَذَا الْمَتْنُ بِالِإِسْنَادِ
    4209 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَانةَ الشَّاهِدُ بِهَمْدَانٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَلْفٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ الْمِصْرِيَّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ، عَمنْ أَخْبَرَهُ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ أَرْبَعَةً فَمَنَعَ أَرْبَعَةً، مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الشُّكْرَ فَمُنِعَ الزِّيَادَةَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ} [إبراهيم: 7]، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الدُّعَاءَ فَمُنِعَ الْإِجَابَةَ. لَأَنِ اللهَ يَقُولُ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الِاسْتِغْفَارَ ، ثُمَّ مُنِعَ الْمَغْفِرَةَ لِأَنَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ التَّوْبَةَ فَمُنِعَ التَّقَبُّلَ، لَأَنِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] . ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا صَالِحٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَ: نَعَمْ أَنَا حَدَّثَتْهُ بِذَلِكَ. فَسَأَلْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنِ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: مِنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُهَيْرٍ يَحْيَى بْنُ عُطَارِدِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ -[294]- أَظُنُّهُ - إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْكَسَائِيَّ يَقُولُ ذَلِكَ. " وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ مَوْصُولٍ وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ

  15. #15

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    كيف يشرح كلاما لا يثبت وفيه مافيه؟
    كلامه يشهد له ما خرجه أحمد (٦٦٥٥) مرفوعا من حديث عن عبدالله بن عمرو:
    "القلوبُ أَوعيَةٌ، وبعضُها أَوعى مِن بعضٍ، فإذا سأَلْتُم اللهَ عزَّ وجلَّ -أيُّها النّاسُ- فاسْأَلوه وأنتم موقنونَ بالإجابةِ؛ فإنَّ اللهَ لا يَستجيبُ لِعبدٍ دعاه عن ظَهرِ قلبٍ غافلٍ". اهـ.
    حسنه الألباني لغيره وحسنه الهيثمي وغيره وضعفه الأرناؤوط وصحح معناه.
    والله أعلم.
    .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    كيف يشرح كلاما لا يثبت وفيه مافيه؟
    أبين لك كيف ذلك
    الحديث أو الأثر قد يكون ضعيفا ولكن المعنى صحيح فيشرح المعنى
    فضعف الحديث او الاثر يمنعنا من نسبة المتن إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابى؛ ولكنه ليس دليلا على فساد معنى المتن ، ولا يلزم منه ذلك، فقد يكون كلاما صحيح المعنى لوجود أدلة أخرى تدل عليه كآية من القرآن، أو حديث آخر، أو إجماع، أو يوافقه قياس صحيح، ونحو هذا. وعلى هذا ، فإذا نص المحدثون على ضعف مثل هذا الحديث ، فإنما يعنون أن إسناده لا يقوى على أن يكون دليلا على نسبة متنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكن ينبّهون القارئ والسامع إلى عدم بطلان معناه ، ولا أن قواعد الشرع ترده ، لوجود أدلة أخرى عليه؛ فيقولون "صحيح المعنى" ، أو "معناه صحيح" ونحو هذا.
    قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
    " والحديث الضّعيف لا يُدْفَع ، وإن لم يُحْتَجَّ به، وَرُبَّ حديث ضعيف الإسناد : صحيح المعنى" انتهى من"التمهيد" (1 / 58).
    ومن أمثلة هذا:
    ما رواه ابن ماجه (521)؛ عن رِشْدِين قَالَ: أَنْبَأَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ ، إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ .
    فعند النظر في سند هذا الحديث نجد في رواته الراوي رِشْدِين، وهو: رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
    والعلماء ينصون على ضعف رشدين بسبب غفلة كانت فيه أدت إلى وجود الغلط والوهم في أحاديثه التي يحدث بها.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
    " رشدين بن سعد أبو الحجاج المصري ضعيف...
    وقال ابن يونس: كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 209).
    وقال الذهبي رحمه الله تعالى:
    " كان صالحا عابدا محدثا سيء الحفظ " انتهى من"الكاشف" (1 / 397).
    ولذا ضعّف أهل العلم نسبة متن هذا الحديث إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال البيهقي رحمه الله تعالى:
    " ... قال الشافعي رحمه الله: وما قلت: من أنه إذا تغير طعم الماء وريحه، ولونه كان نجسا، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، من وجه لا يثبت أهل الحديث إسناده " انتهى من "معرفة السنن" (2 / 82).
    لكن متن الحديث: ( إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ ) معناه صحيح؛ أي: أن الماء إذا خالطته نجاسة حتى ظهر أثرها في ريح الماء أو طعمه أو لونه فإنه يصبح نجسا.
    ودليل صحة هذا المعنى هو الإجماع.
    قال ابن المنذر رحمه الله تعالى:
    " أجمع أهل العلم على أن الماء القليل أو الكثير إذا وقعت فيه نجاسة، فغيرت النجاسة الماء طعما، أو لونا، أو ريحا، أنه نجس ما دام كذلك، ولا يجزي الوضوء والاغتسال به " انتهى من "الأوسط" (1 / 260).
    ومثال آخر:
    ما رواه أبو داود (1518) عن الْحَكَم بْن مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ .
    ففي سند هذا الحديث الراوي الْحَكَم بْن مُصْعَبٍ، وهو مجهول.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
    " وسنده ضعيف، الحكم بن مصعب مجهول كما قال الحافظ في "التقريب" " انتهى من "السلسلة الضعيفة" (2 / 142).
    لكن رغم ضعف إسناده إلا أن متنه: مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ معناه صحيح لأنه قد وردت آيات من القرآن تشير إليه وتدل عليه.
    سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
    " ورد في معنى الحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) ما صيغة ذلك الاستغفار فضيلة الشيخ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى: أوّلا هذا الحديث ضعيف، ولكن معناه صحيح؛ لأن الله تعالى قال: ( وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) وقال تعالى عن هود: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) .
    ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب، وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها وحينئذٍ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ومن كل همّ، فالحديث ضعيف السند، لكنه صحيح المعنى " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (2 / 571).
    ومثال آخر:
    روى أبو داود (2178) عن مُحَمَّد بْن خَالِدٍ، عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الطَّلَاقُ .
    وهذا الحديث ضعّفه أهل العلم بسبب أن محمد بن خالد رواه عن معرف بن واصل عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
    وخالف مجموعة من الرواة خالدا فرووه عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مرسلا، والمرسل نوع من الحديث الضعيف.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
    " وجملة القول: أن الحديث رواه عن معرف بن واصل أربعة من الثقات، وهم: محمد ابن خالد الوهبي، وأحمد بن يونس، ووكيع بن الجراح، ويحيى ابن بكير.
    وقد اختلفوا عليه، فالأول منهم رواه عنه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا.
    وقال الآخرون: عنه عن محارب مرسلا.
    ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح، لأنهم أكثر عددا، وأتقن حفظا، فإنهم جميعا ممن احتج به الشيخان في "صحيحيهما"، فلا جرم أن رجح الإرسال ابن أبى حاتم عن أبيه كما تقدم، وكذلك رجحه الدارقطني في "العلل" والبيهقي كما قال الحافظ في "التلخيص"، وقال الخطابي وتبعه المنذري في "مختصر السنن": والمشهور فيه المرسل. " انتهى من "إرواء الغليل" (7 / 108).
    لكن الحديث رغم ضعف اسناده؛ إلا أن معناه له وجه من الصواب.
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
    " ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وهذا الحديث ليس بصحيح لكن معناه صحيح، أن الله تعالى يكره الطلاق ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم، فإذا كان هناك سبب شرعي أو عادي للطلاق صار ذلك جائزا، وعلى حسب ما يؤدي إليه إبقاء المرأة إن كان إبقاء المرأة يؤدي إلى محظور شرعي لا يتمكن رفعه إلا بطلاقها فإنه يطلقها، كما لو كانت المرأة ناقصة الدين أو ناقصة العفة وعجز عن إصلاحها، فهنا نقول: الأفضل أن تطلق، أما بدون سبب شرعي أو سبب عادي فإن الأفضل ألا يطلق، بل إن الطلاق حينئذ مكروه " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (55 / 10 ترقيم الشاملة).

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    كيف يشرح كلاما لا يثبت وفيه مافيه؟
    من الاحاديث ما يكون ثابتا ولكن ليس عليه العمل
    من الأحاديث الصحيحة ما انعقد الإجماع على ترك العمل بها ، أي اتفق الصحابة أو التابعون على ترك العمل بها ، وما كان كذلك فلا يجوز العمل به إن تحقق الإجماع ، وهذا منهج متفق عليه بين أهل العلم . فقد نقل القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (1/45) :" قال مالك: وقد كان رجال من أهل العلم من التابعين يحدثون بالأحاديث ، وتبلغهم عن غيرهم ، فيقولون : ما نجهل هذا ؛ ولكن مضى العمل على غيره ". انتهى .
    وقال ابن رجب في رسالته "فضل علم السلف على علم الخلف" (ص83) :"فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث : فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان ، إذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم ، أو عند طائفة منهم .
    فأما ما اتفق على تركه : فلا يجوز العمل به ، لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ". انتهى .
    أي ما كان للصحابة ومن بعدهم أن يتفقوا على ترك العمل بحديث ما ، إلا عن علم بلغهم .
    ولذا فإنه من الخطر العظيم الإقدام على الحديث دون معرفة وجهه ، وخارجه ، وتفقه السلف والماضين من أهل العلم فيه .
    والحديث ، الذي لا يكون عليه العمل ، مع صحته سندا : يعد من قبيل الشاذ الغريب المطروح. قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/624) :" ومن جملة الغرائب المنكرة : الأحاديث الشاذة المطرحة ، وهي نوعان:
    ما هو شاذ الاسناد ، وسيذكر الترمذي فيما بعد بعض أمثلته.
    وما هو شاذ المتن، كالأحاديث التي صحت الأحاديث بخلافها ، أو أجمعت أئمة العلماء على القول بغيرها ". انتهى
    ولذا كان العمل بالحديث قيدا مهما في الأخذ به ، فهذا ابن القاسم سئل كما في "المدونة الكبرى" (2/117) في أثناء جوابه عن النكاح بلا ولي :" قُلْتُ: حَدِيثُ عَائِشَةَ حِينَ زَوَّجَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَلَيْسَ قَدْ عَقَدَتْ عَائِشَةُ النِّكَاحَ؟
    قَالَ: لَا نَعْرِفُ مَا تَفْسِيرُهُ ؛ إلَّا أَنَّا نَظُنُّ أَنَّهَا قَدْ وَكَّلَتْ مَنْ عَقَدَ نِكَاحَهَا .
    قُلْتُ: أَلَيْسَ ، وَإِنْ هِيَ وَكَّلَتْ ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ النِّكَاحُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ فَاسِدًا ، وَإِنْ أَجَازَهُ وَالِدُ الْجَارِيَةِ؟
    قَالَ: قَدْ جَاءَ هَذَا ، وَهَذَا حَدِيثٌ ؛ لَوْ كَانَ صَحِبَهُ عَمَلٌ ، حَتَّى يَصِلَ ذَلِكَ إلَى مَنْ عَنْهُ حَمَلْنَا وَأَدْرَكْنَا ، وَعَمَّنْ أَدْرَكُوا ؛ لَكَانَ الْأَخْذُ حَقًّا ، وَلَكِنَّهُ كَغَيْرِهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ ، مِمَّا لَا يَصْحَبُهُ عَمَلٌ ، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي الطِّيبِ فِي الْإِحْرَامِ ، وَفِيمَا جَاءَ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ) ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ حَدَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَقَطَعَهُ عَلَى الْإِيمَانِ .
    وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ أَشْيَاءُ ، ثُمَّ لَمْ يَسْتَنِدْ ، وَلَمْ يَقْوَ ، وَعُمِلَ بِغَيْرِهَا ، وَأَخَذَ عَامَّةُ النَّاسِ وَالصَّحَابَةُ بِغَيْرِهَا ؛ فَبَقِيَ غَيْرَ مُكَذَّبٍ بِهِ ، وَلَا مَعْمُولٍ بِهِ .
    وَعُمِلَ بِغَيْرِهِ ، مِمَّا صَحِبَتْهُ الْأَعْمَالُ ، وَأَخَذَ بِهِ تَابِعُو النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الصَّحَابَةِ ، وَأُخِذَ مِنْ التَّابِعِينَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ ، مِنْ غَيْرِ تَكْذِيبٍ وَلَا رَدٍّ لِمَا جَاءَ وَرُوِيَ .
    فَيُتْرَكُ مَا تُرِكَ الْعَمَلُ بِهِ ، وَلَا يُكَذَّبُ بِهِ . وَيُعْمَلُ بِمَا عُمِلَ بِهِ ، وَيُصَدَّقُ بِهِ .
    وَالْعَمَلُ الَّذِي ثَبَتَ ، وَصَحِبَتْهُ الْأَعْمَالُ : قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" لَا تَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةُ إلَّا بِوَلِيٍّ " ، وَقَوْلُ عُمَرَ لَا تَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةُ إلَّا بِوَلِيٍّ ، وَأَنَّ عُمَرَ فَرَّقَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، زَوَّجَهَا غَيْرُ وَلِيٍّ ". انتهى
    فتأمل كيف علق الأمر على العمل ، فقال : فيترك ما ترك العمل به ، ولا يكذب به ، ويعمل بما عمل به ، ويصدق به .
    وهذا منهج مطرد بين العلماء ، وعلى ذلك أمثلة كثيرة ، منها :
    مثال (1) حديث سلمة بن المحبِّق : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في رجل وقع على جارية امرأته : إن كان استكرهها، فهي حرة، وعليه لسيدتها مثلها. وإن طاوعته فهي له، وعليه لسيدتها مثلها".
    فهذا الحديث علق عليه الإمام الخطابي في "معالم السنن" (3/331) فقال :" لا أعلم أحداً من الفقهاء يقول به ، وفيه أمور تخالف الأصول ، منها إيجاب المثل في الحيوان ، ومنها استجلاب المُلك بالزنا ، ومنها إسقاط الحد عن البدن، وايجاب العقوبة في المال .
    وهذه كلها أمور منكرة لا تخرج على مذهب أحد من الفقهاء ، وخليق أن يكون الحديث منسوخاً إن كان له أصل في الرواية ". انتهى
    مثال (2) حديث :" من قتل عبده قتلناه " : هذا الحديث أورده ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/342) ثم قال : " وقد طعن فيه الإمام أحمد وغيره ، وقد أجمعوا على أنَّه لا قصاص بين العبيدِ والأحرار في الأطراف ، وهذا يدلُّ على أنَّ هذا الحديث مطَّرَحٌ لا يُعمل به ". انتهى
    مثال (3) حديث عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُضْطَجِعَةٌ فِي خَمِيصَةٍ ، إِذْ حِضْتُ ، فَانْسَلَلْتُ ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي ، قَالَ: أَنُفِسْتِ قُلْتُ: نَعَمْ ، فَدَعَانِي ، فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الخَمِيلَةِ ".
    فقد علق ابن رجب في "فتح الباري" (2/24) في أثناء شرحه لهذا الحديث فقال:" وقد اعتمد ابن حزم على هَذا الحديث ، في أن الحائض والنفاس مدتهما واحدة ، وأن أكثر النفاس ، كأكثر الحيض ، وَهوَ قول لَم يسبق إليه ، ولو كانَ هَذا الاستنباط حقاً لما خفي علي أئمة الإسلام كلهم إلى زمنه ". انتهى
    ثالثا :
    قد يقول قائل ما هو الشيء الذي عارض الحديث فجعله لا يحتج به مع صحته ؟
    والجواب : إنه الإجماع الثابت أن الصحابة ومن بعدهم تركوا العمل به ، وهذا إجماع ، وما كان لهم مع سعة علمهم ودينهم وورعهم أن يتركوا العمل بالحديث المعين ، إلا لعلة أخرى راجحة ، قد تكون في الحديث نفسه ، أو في غيره ، والأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يجوز أن تتفق الأمة على ترك الحق ، وهذا هو وجه الاستدلال في هذه القضية .
    قال الإمام الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" (3/252 ، 280 ) :" كُلُّ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ لَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَعْمُولًا بِهِ فِي السَّلَفِ الْمُتَقَدِّمِي نَ ، دَائِمًا ، أَوْ أَكْثَرِيًّا ، أَوْ لَا يَكُونُ مَعْمُولًا بِهِ إِلَّا قَلِيلًا ، أَوْ فِي وَقْتٍ مَا ، أَوْ لَا يَثْبُتُ بِهِ عَمَلٌ ؛ فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ ...
    وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ: أَنْ لَا يَثْبُتَ عَنِ الْأَوَّلِينَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا بِهِ عَلَى حَالٍ ؛ فَهُوَ أَشَدُّ مِمَّا قَبْلَهُ ، وَالْأَدِلَّةُ الْمُتَقَدِّمَة ُ جَارِيَةٌ هُنَا بِالْأَوْلَى .
    وَمَا تَوَهَّمَهُ الْمُتَأَخِّرُو نَ مِنْ أَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى مَا زَعَمُوا : لَيْسَ بِدَلِيلٍ عَلَيْهِ أَلْبَتَّةَ ؛ إِذْ لَوْ كَانَ دَلِيلًا عَلَيْهِ؛ لَمْ يَعْزُبْ عَنْ فَهْمِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، ثُمَّ يَفْهَمُهُ هَؤُلَاءِ .
    فَعَمَلُ الْأَوَّلِينَ - كَيْفَ كَانَ - مُصَادِمٌ لِمُقْتَضَى هَذَا الْمَفْهُومِ ، وَمُعَارِضٌ لَهُ ، وَلَوْ كَانَ تَرْكَ الْعَمَلِ؛ فَمَا عَمِلَ بِهِ الْمُتَأَخِّرُو نَ مِنْ هَذَا الْقِسْمِ : مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأَوَّلِينَ ؛ وَكُلُّ مَنْ خَالَفَ الْإِجْمَاعَ ؛ فَهُوَ مُخْطِئٌ .
    وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَة ، فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ ؛ فَهُوَ السُّنَّةُ وَالْأَمْرُ الْمُعْتَبَرُ ، وَهُوَ الْهُدَى ، وَلَيْسَ ثَمَّ إِلَّا صَوَابٌ أَوْ خَطَأٌ ؛ فَكُلُّ مَنْ خَالَفَ السَّلَفَ الْأَوَّلِينَ فَهُوَ عَلَى خَطَأٍ ، وَهَذَا كافٍ ". انتهى .
    وقال الجويني في "البرهان" (2/761) إن تحققنا بلوغ الخبر طائفة من أئمة الصحابة ، وكان الخبر نصا لا يطرق إليه تأويل ، ثم ألفيناهم يقضون بخلافه ، مع ذكره والعلم به = فلسنا نرى التعلق بالخبر ، إذ لا محمل لترك العمل بالخبر إلا الاستهانة والإضراب ، وترك المبالاة ، أو العلم بكونه منسوخا ، وليس بين هذين التقديرين لاحتمال ثالث مجال .
    وقد أجمع المسلمون قاطبة على وجوب اعتقاد تبرئتهم عن القسم الأول ؛ فيتعين حمل عملهم، مع الذكر والإحاطة بالخبر، على العلم بورود النسخ .
    وليس ما ذكرنا تقديما لأقضيتهم على الخبر ، وإنما هو استمساك بالإجماع على وجوب حمل عملهم على وجه يمكن من الصواب ، فكأنا تعلقنا بالإجماع في معارضة الحديث .
    وليس في تطريق إمكان النسخ إلى الخبر : غض من قدره عليه السلام ، وحط من منصبه ، وقد قدمنا في كتاب الإجماع : أن الإجماع في نفسه ليس بحجة ، ولكن إجماع أهله يشعر بصدر ما أجمعوا عليه عن حجة ". انتهى
    رابعا :
    يجب التنبه إلى أمر مهم ، متعلق بتحقق الإجماع على ترك العمل ، إذ إنه كثيرا ما يُنقل الإجماع على أمر ما ويكون الإجماع منتقدا ، ويثبت أن الحديث معمول به ، وأن غاية الأمر عند من نقل الإجماع ، هو عدم العلم بالمخالف .
    وهذا ابن حزم قد صنف كتاب مراتب الإجماع ، وهو من أقوى الكتب في بابه كما هو معلوم ، إلا أنه قد تتبعه شيخ الإسلام ، فوافقه على كثير وعارضه في بعضها .
    وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "نقد مراتب الإجماع" (ص302) :" وقد ذكر رحمه الله تعالى إجماعاتٍ من هذا الجنس في هذا الكتاب ، ولم يكن قصدنا تتبع ما ذكره من الإجماعات التي عُرف انتقاضها ، فإن هذا يزيد على ما ذكرناه. مع أن أكثر ما ذكره من الإجماع هو كما حكاه ، لا نعلم فيه نزاعا .
    وإنما المقصود : أنه مع كثرة اطلاعه على أقوال العلماء ، وتبرزه في ذلك على غيره ، واشتراطه ما اشترطه في الإجماع الذي يحكيه = يظهر فيما ذكره في الإجماع نزاعات مشهورة ، وقد يكون الراجح في بعضها خلاف ما يذكره في الإجماع .
    وسبب ذلك: دعوى الإحاطة بما لا يمكن الإحاطة به ، ودعوى أنَّ الإجماع الإحاطي هو الحجة لا غيره .
    فهاتان قضيتان لا بد لمن ادعاهما من التناقض ، إذا احتج بالإجماع ". انتهى
    خامسا :
    فإن قال قائل : فإن لم يكن قد جرى العمل بهذا الحديث فلماذا رواه أهل السنن ؟
    وجواب ذلك ما ذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (1/45) عن ابن الماجشون أحد أكابر علماء المالكية ، فقال :" قال ابن المعذَّل : سمعت إنساناً سأل ابن الماجشون : لمَ رويتم الحديث ثم تركتموه؟ قال: ليُعْلَم أنا على علم تركناه ". انتهى
    سادسا :
    يتعلق بهذه المسألة خطأ شائع عند بعض طلاب العلم، من العمل بالحديث فور ثبوته عندهم حتى لو لم يقفوا على عمل أحد من أهل العلم به قبلهم ، وهذا غلط .
    فهذا الإمام الذهبي ذكر في "سير أعلام النبلاء" (16/405) في ترجمة الدَّارَكِي عَبْد العَزِيْزِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ قال :" قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ يُتَّهَمُ بِالاِعْتِزَالِ ، وَكَانَ رُبَّمَا يَخْتَارُ فِي الفَتْوَى ، فيُقَال لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَيَقُوْلُ: وَيْحَكمْ! حَدَّثَ فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَذَا وَكَذَا ، وَالأَخْذُ بِالحَدِيْثِ أَوْلَى مِنَ الأَخْذِ بِقَولِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ .
    قُلْتُ ( أي الذهبي ) : هَذَا جَيِّدٌ . لَكِنْ بِشَرْطِ :
    أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ بِذَلِكَ الحَدِيْثِ إِمَامٌ مِنْ نُظَرَاءِ الإِمَامَيْنِ مِثْلُ مَالِكٍ ، أَوْ سُفْيَانَ ، أَوِ الأَوْزَاعِيِّ
    وَبأَنْ يَكُونَ الحَدِيْثُ ثَابِتاً سَالِماً مِنْ عِلَّةٍ .
    وَبأَنْ لاَ يَكُونَ حُجَّةُ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ حَدِيْثاً صحيحاً معَارضاً للآخَرِ.
    أَمَّا مَنْ أَخَذَ بِحَدِيْثٍ صَحِيْحٍ ، وَقَدْ تنكَّبَهُ سَائِرُ أَئِمَّةِ الاِجتهَادِ : فَلاَ .
    كَخَبَرِ:" فَإِنْ شَرِبَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ " ، وَكَحَدِيْثِ :" لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ ، فَتُقْطَعُ يَدُهُ ". انتهى المصدر الاسلام سؤال وجواب

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    محال أن يكون هذا من كلا عمر . .
    وما أقربه من كلام الصوفية . .
    . .
    ما الذى جعله محال وهو صحيح المعنى
    قال ابن القيم رحمه الله
    "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه وإعانتهُ؛ فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك. فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به".
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم): إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه". كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب، وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه، وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة، والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله. اهـ.
    وقال الامام ابن القيم رحمه الله
    فَإِذَا كَانَ كُلُّ خَيْرٍ فَأَصْلُهُ التَّوْفِيقَ - وَهُوَ بِيَدِ اللهِ لَا بِيَدِ الْعَبْدِ – فَمِفْتَاحُهُ: الدُّعَاءُ وَالِافْتِقَارُ وَصِدْقُ اللَّجَأِ وَالرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ إِلَيْهِ، فَمَتَى أَعْطَى الْعَبْدَ هَذَا الْمِفْتَاحَ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ، وَمَتَى أَضَلَّهُ عَنِ الْمِفْتَاحِ بَقِيَ بَابُ الْخَيْرِ مُرْتَجًا دُونَهُ.
    قَالَ
    أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "إِنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الْإِجَابَةِ؛ وَلَكِنْ هَمَّ الدُّعَاءِ؛ فَإِذَا أُلْهِمْتُ الدُّعَاءَ فَإِنَّ الْإِجَابَةَ مَعَهُ".
    وَعَلَى قَدْرِ نِيَّةِ الْعَبْدِ وَهِمَّتِهِ وَمُرَادِهِ وَرَغْبَتِهِ فِي ذَلِكَ يَكُونُ تَوْفِيقُهُ سُبْحَانَهُ وَإِعَانَتُهُ؛ فَالْمَعُونَةُ مِنَ اللهِ تَنْزِلُ عَلَى الْعِبَادِ عَلَى قَدْرِ هِمَمِهِمْ وَثَبَاتِهِمْ وَرَغْبَتِهِمْ وَرَهْبَتِهِمْ؛ وَالْخِذْلَانُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ.
    فَاللهُ سُبْحَانَهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَأَعْلَمُ الْعَالِمِينَ يَضَعُ التَّوْفِيقَ فِي مَوَاضِعِهِ اللَّائِقَةِ بِهِ، وَالْخِذْلَانَ فِي مَوَاضِعِهِ اللَّائِقَةِ بِهِ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَمَا أُتِي مَنْ أُتِي إِلَّا مِنْ قِبَلِ إِضَاعَةِ الشُّكْرِ وَإِهْمَالِ الِافْتِقَارِ وَالدُّعَاءِ، وَلَا ظَفَرَ مَنْ ظَفَرَ بِمَشِيئَةِ اللهِ وَعَوْنِهِ إِلَّا بِقِيَامِهِ بِالشُّكْرِ وَصِدْقِ الِافْتِقَارِ وَالدُّعَاءِ))


    وقال في (عدة الصابرين): من أعطى منشور الدعاء أعطى الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء، كما قيل:
    لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتني الطلبا. اهـ.
    وقال في (الجواب الكافي): من ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة؛ فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم). وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان). اهـ.
    وأما وجه تقييده، فلابد من العلم أن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يعطى العبد ما سأل، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله، أو أن يدخر له في الآخرة، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ! قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ. رواه أحمد وصححه الألباني.
    قال ابن عبد البر في (التمهيد): فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة. اهـ.

    وقال ابن حجر في (الفتح): كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. اهـ.

    وينبغي أن يُقيَّد ذلك أيضا بخلو الداعي من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعجال وترك الدعاء، والشك في الإجابة، والدعاء على سبيل التجربة، واستيلاء الغفلة واللهو على القلب والجوارح، والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم
    إذا صح الدعاء لا تحمل هم الإجابة احمل هم الدعاء، إذا صح الدعاء جاءت الاستجابة، لكن الاستجابة هذه لها صور، بمعنى الاستجابة تتنوع، أول استجابة في الدعاء، وهي الاستجابة التي لا نراها: كتابة أجر الدعاء، أليس الدعاء عبادة؟ أليس هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة أليس هو التوحيد؛ لأنك تعترف به، تقول: رب، أكثر أدعية الأنبياء في القرآن: "رب" و "ربنا"؛ لأن الرب القادر المالك المتصرف، فعندما يقول: رب وربنا، فهو يعتقد أن بقدرته أن يجيبه، يستطيع على كل شيء قدير؛ لأنه الرب، فيكتب لك أجر الدعاء، وربما تتمنى يوم القيامة أنك واصلت في الدعاء وواصلت، وربما أنه لم يستجب لك شيء حتى تواصل من عظم ما ترى من أجر الدعاء، هذه أول استجابة.
    وإذا زدت على ذلك تسكين النفس، وإذا زدت على ذلك التلذذ بمناجاته؛ لأن الدعاء هذا فيه لذة، فيه سرور، إذا صفت النية والقلب، إذا صارت النفس متوجهة إلى الله، إذا استجمعت هذه الأشياء المذكورة في أحوال الدعاء وأحوال الداعي، وشروط وواجبات، وسنن الدعاء، فإن هناك ولا شك لذة عظيمة تحصل به، ثم قد يؤجل وقد يعجل، والتعجيل واضح ما في إنسان ربما إلا يقول على الأقل هناك مرة دعوته فرأيت الاستجابة فورًا، أو أعرف شخصا دعاه واستجيب له في الحال، وقد يؤجل لحكمة منه سبحانه، ربما لا يكون في مصلحتك أن تعطى هذا الشيء، ربما يكون من مصلحتك أن تعطاه بعد مدة، ربما يعطيك خيرا مما سألت، وربما يصرف عنك أسوأ مما استعذت منه، وسألت صرفه، وهكذا..
    فإذًا لا بدّ أن يستجيب ثق تماما أنه يستجيب، إذا توافرت الشروط لا بدّ أن يستجيب.
    ولكني احمل هم الدعاء
    معناه يحمل هم شروط الدعاء وموانعه وآدابه وأماكنه وأوقاته و أن يكون الدعاء مستجمعا لشروطه
    ومن أهم شروط إجابة الدعاء

    دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص ،
    ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم ،

    أن يدعو بقلب حاضر ،
    وأن تنتفى الموانع التي تمنع من الاستجابة
    ومنها استيلاء الغفلة واللهو على القلب و الجوارح أثناء الدعاء "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"،
    وعدم الاستعجال "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي"
    قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة
    قال الداودي: يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير
    فإذا تحقق هذا كانت الإجابة،

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ولكني احمل هم الدعاء؟...
    معناه يحمل هم شروط الدعاء وموانعه .......................
    وينبغي أن يُقيَّد ذلك أيضا بخلو الداعي من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعجال وترك الدعاء، والشك في الإجابة، والدعاء على سبيل التجربة، واستيلاء الغفلة واللهو على القلب والجوارح، والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ) الداء والدواء ص35 .
    فيتبين من ذلك أن هناك أحوالا و آدابا و أحكاما يجب توفرها في الدعاء و في الداعي ، و أن هناك موانع و حواجب تحجب وصول الدعاء و استجابته يجب انتفاؤها عن الداعي و عن الدعاء ، فمتى تحقق ذلك تحققت الإجابة .
    و من الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة :
    1 - الإخلاص في الدعاء ، وهو أهم الآداب وأعظمها وأمر الله عز و جل بالإخلاص في الدعاء فقال سبحانه : ( وادعوه مخلصين له الدين ) ، والإخلاص في الدعاء هو الاعتقاد الجازم بأن المدعو وهو الله عز وجل هو القادر وحده على قضاء حاجته و البعد عن مراءاة الخلق بذلك .
    2 - التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، فإن المعاصي من الأسباب الرئيسة لحجب الدعاء فينبغي للداعي أن يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه قال الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) .
    3 - التضرع و الخشوع و التذلل و الرغبة و الرهبة ، و هذا هو روح الدعاء و لبه و مقصوده ، قال الله عز وجل : ( ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين ) .
    4 - الإلحاح والتكرار وعدم الضجر والملل : ويحصل الإلحاح بتكرار الدعاء مرتين أو ثلاث و الاقتصار على الثلاث أفضل اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا . رواه أبو داود و النسائي .
    5 - الدعاء حال الرخاء والإكثار منه في وقت اليسر و السعة ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) رواه أحمد .
    6 - التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا في أول الدعاء أو آخره ، قال تعالى : ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
    7 - اختيار جوامع الكلم و أحسن الدعاء و أجمعه و أبينه ، و خير الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، و يجوز الدعاء بغيره مما يخص الإنسان به نفسه من حاجات .
    و من الآداب كذلك و ليست واجبة : استقبال القبلة و الدعاء على حال طهارة و افتتاح الدعاء بالثناء على الله عز و جل و حمده و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، و يشرع رفع اليدين حال الدعاء .
    و من الأمور المعينة على إجابة الدعاء تحري الأوقات و الأماكن الفاضلة .
    فمن الأوقات الفاضلة : وقت السحر و هو ما قبل الفجر ، و منها الثلث الآخر من الليل ، و منها آخر ساعة من يوم الجمعة ، و منها وقت نزول المطر ، و منها بين الأذان و الإقامة .
    و من الأماكن الفاضلة : المساجد عموما ، و المسجد الحرام خصوصا .
    و من الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الصائم ، و دعوة المضطر ، و دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب .
    أما موانع إجابة الدعاء فمنها :
    1- أن يكون الدعاء ضعيفا في نفسه ، لما فيه من الاعتداء أو سوء الأدب مع الله عز و جل ، و الاعتداء هو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله كأن يدعو الإنسان أن يخلده في الدنيا أو أن يدعو بإثم أو محرم أو الدعاء على النفس بالموت و نحوه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) رواه مسلم .
    2 - أن يكون الداعي ضعيفا في نفسه ، لضعف قلبه في إقباله على الله تعالى . أما سوء الأدب مع الله تعالى فمثاله رفع الصوت في الدعاء أو دعاء الله عز و جل دعاء المستغني المنصرف عنه أو التكلف في اللفظ و الانشغال به عن المعنى ، أو تكلف البكاء و الصياح دون وجوده و المبالغة في ذلك .
    3 - أن يكون المانع من حصول الإجابة : الوقوع في شيء من محارم الله مثل المال الحرام مأكلا و مشربا و ملبسا و مسكنا و مركبا و دخل الوظائف المحرمة ، و مثل رين المعاصي على القلوب ، و البدعة في الدين و استيلاء الغفلة على القلب .
    4 - أكل المال الحرام ، و هو من أكبر موانع استجابة الدعاء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، و إن الله أمر المتقين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) و قال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك !! ) رواه مسلم . فتوفر في الرجل الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأمور المعينة على الإجابة من كونه مسافرا مفتقرا إلى الله عز و جل لكن حجبت الاستجابة بسبب أكله للمال الحرام ، نسأل الله السلامة و العافية .
    5 - استعجال الإجابة و الاستحسار بترك الدعاء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري ومسلم .
    6 - تعليق الدعاء ، مثل أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، بل على الداعي أن يعزم في دعائه و يجد ويجتهد ويلح في دعائه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له ) رواه البخاري و مسلم .
    ولا يلزم لحصول الاستجابة أن يأتي الداعي بكل هذه الآداب و أن تنتفي عنه كل هذه الموانع فهذا أمر عز حصوله ، و لكن أن يجتهد الإنسان وسعه في الإتيان بها .
    ومن الأمور المهمة أن يعلم العبد أن الاستجابة للدعاء تكون على أنواع : فإما أن يستجيب له الله عز وجل فيحقق مرغوبه من الدعاء ، أو أن يدفع عنه به شرا ، أو أن ييسر له ما هو خير منه ، أو أن يدخره له عنده يوم القيامة حيث يكون العبد إليه أحوج . والله تعالى أعلم .المصدر الاسلام سؤال وجواب

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما معنى ( اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء )


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •