بسم الله الرحمن الرحيم
وبارك الله فيك أخي.
إن للتوبة المقبولة علاماتاً تعرف بها... فأنخ رحلك قليلاً لتتعرفها... فإنك لا تدري الكلمة التي بها نفعك.
هل تكره المعصية؟ هل تكره التي لا تزال تراودك بين الساعة والساعة؟ هل تكره ما ألفت فعله تحت ستر الستير، وعلى بصر البصير؟
إن قلت: لا، فكفى به فضيحة أن تقول تائب، وقلبك بالمعصية راغب، أتقبل توبتك بلا طهارة؟ أم أن نجاسة المعصية غير مؤثرة في رأيك؟ قل لي بربك ما الذي رد دعوة الدعي الأشعث الأغبر وهو رافع يديه إلى السماء، ليأتيه النداء:( أنى يستجاب لك)؟
ليأتيه النداء: لئن كانت يداك مرفوعتين إلى السماء فقلبك هابط أسفل البيداء، والله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم...
إن كنت لا تكرهها فأنت تحبها، فقل لي كيف استوى في قلبك حب الله وحب ما يبغضه الله؟ هذا من اجتماع الأضداد وقد اتفق العقلاء على منعه!
أتدعي مع هذا أنك من التائبين الراشدين، فاسمع ما يقوله أحكم الحاكمين:( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).
وإن قلت: نعم أكرهها، لم يعد أن يكون هذا منك مجرد ادعاء، وإلا فهل من أحد يجبرك على اقتراف ما تكرهه؟ ومن الذي قسرك على فعله قسراً؟ أدفعت عنه دفعاً أم دفعت نفسك عليه دفعاً؟
وهنا السر الثاني من أسرار التوبة:
محبة المعصية دليل على عدم قبول التوبة