بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
..وبعد :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}(45) سورة الأحزاب
ما إن حل يوم الثاني عشر منربيع الأول , الموافق للعشرين من ابريل من العام 570 ميلادية ( كما يقولالمؤرخون ) حتى كانت جزيرة العرب على موعد مع ميلاد جديد ... وحدث فريد .. انه ميلاد الهادي محمد بن عبد الله , الذي ولد في مكة , مبشرا بعهد جديدفي أفق بعيد ..ليعيش ( صلى الله عليه وسلم ) بين شعاب مكة , في عشيرتهقريش ( من أشراف العرب يومذاك ) حتى اخذ يتردد على غار حراء يتعبد هناك , إلى أن جاءه الوحي المقدس من رب العالمين ( جبرائيل عليه السلام ) فيالعام 10/8/ 610م ( حسب تقدير علماء التاريخ ) .. وقيل في 27 رمضان من نفسالعام 610م .. حيث أمره بأمر الله :
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1) سورة العلق
{
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (214) سورة الشعراء
ومن هنا بدأت دعوة الإسلام العظيم , من غار حراء , من مكة المكرمة , لينطلق عنانه ليعم أوسع بقعةجغرافية على كوكب الأرض ..( من حدود الصين شرقا , وحتى بلاد الأندلس ( اسبانيا ) غربا )ليكتمل المجد الإسلامي برسالة ( محمد صلى الله عليه وسلم ) عندما اسري به من مكة إلى القدس , في 27 رجب من العام 621م , ليعرج منهناك ( من على صخرة بيت المقدس ) إلى السماوات العلى , ومن هناك يفرض اللهعلى المسلمين فريضة الصلاة .وعلى صعيد التمدد الأفقي الجغرافي للرسالةالإسلامية الغراء , كانت جحافل المسلمين الأوائل على موعد مع الهجرةالنبوية المباركة , من مكة إلى المدينة يوم 2/7/622م , حيث اتخذها الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) عاصمة للدولة الإسلامية الغراء ... بحيث كانت ( المدينة ) نقطة الانطلاق والوثوب إلى مجاهل الإمبراطوريات العظمى آنذاك ( روما وفارس ) التي تحطمت مقوماتها تحت سنابك خيل المسلمين من المجاهدين الأوائل رضوان الله عليهم .وهكذا بدأت مسيرة الإسلام المعظم في الانتشاروالتمدد أفقيا ورأسيا , حتى وصلت إلى أقاصي البلاد ودان لها كل متمرد جبار .. كما خضعت لسلطانها قبائل يهود من بني قريظة والنظير وقينقاع , بعدماأثخن المجاهدون بهم الجراح , عندما تآمروا على الدولة الإسلامية فيالمدينة المنورة يومذاك .وما إن حل يوم 13/ ربيع أول سنة 11 للهجرة , الموافق ل 8/6/632م حتى كانت مسيرة الدعوة المحمدية قد اكتملت , وحان موعدالرحيل إلى العلي القدير , ليموت عليه الصلاة والسلام , تاركا لنا الكتابوالسنة , على خطاه وهداه , لنستكمل اليوم بهما تحرير الكوكب الأرضي منبراثن العلمنة والقومجة , والصلبنة , والصهينة , والرفضنة ....
وصدق اله العظيم القائل:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } (3) سورة المائدة
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أخوكم
/ أبو خالد السياف
من أكناف بيت المقدس