بسم الله الرحمان الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان من الشعر لحكمة)

أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون وأخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي قالا أخبرنا البركاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أخبرنا أبو عمر الحوضي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض إبطيه وهو يقول:

والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا ... فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا ... إن الألى قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا

أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي قالا أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي بكر الإسماعيلي وقرىء على البجلي وعلى ابن مالك وأنا أسمع أخبركم الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق أن رجلا من قيس قال للبراء وهو يسمع أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال البراء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما حملنا عليهم انهزموا وإن القوم أقبلوا على الغنائم فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة بيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب في حديث ابن مالك حدثنا أبو إسحاق ولم أر في الدفعة عنه يوم حنين صحيح متفق عليه رواه البخاري عن قتيبة عن سهل بن يوسف أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس عن الزهري عن الهيثم بن أبي سنان قال رأيت أبا هريرة يوم جمعة يقص قائما فقال في قصصه إن أخا لكم كان لا يقول الرفث يعني عبد الله بن رواحة فقال:

وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع ... أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع ... يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل فأرسل إلى ابن رواحة فقال اهجهم فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلما دخل حسان قال قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم دلع لسانه فجعل يحركه ثم قال والذي بعثك بالحق لأفرينهم به فري الأديم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي فأتاه حسان ثم رجع فقال يا رسول الله قد خلص لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين قالت عائشة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هجاهم حسان فشفى واشتفى فقال حسان:

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء ... هجوت محمدا برا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء ... فإن أبي والده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء ... ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء ... يبارعن الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء ... فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء ... وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء ... وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق ليس به خفاء ... وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء ... يلاقى من معد كل يوم ... سباب أو قتال أو هجاء ... فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء ... وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء

اخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسين بن علي أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو معشر البراء قال حدثني صدقة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعد قال حدثني الأعشى المازني قال أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته:

يا مالك الناس وديان العرب ... إني لقيت ذربة من الذرب ... غدوت أبغيها الطعام في رجب ... فخلفتني بنزاع وهرب ... أخلفت العهد ولطت بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب فقال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهن شر غالب

حدثنا يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي حدثني أبي عن أبيه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته قول سويد بن عامر المصطلقي:

لاتأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان ... واسلك طريقك تمشي غير مختشع ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني ... وكل ذي صاحب يوما مفارقه ... وكل زاد وإن أبقيته فاني ... والخير والشر مقرونان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان ...

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أدركت هذا لأسلم فبكى أبي فقلت يا أبتاه ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية فقال أبي ما رأيت من مشركة تلقفت من مشرك خير من سويد بن عامر.