قال رحمه الله : ((...فإن بني آدم لا يمكن عيشهم إلا بما يشتركون فيه من جلب منفعتهم ودفع مضرتهم فاتفاقهم على ذلك هو التعاقد والتحالف ، ولهذا كان الوفاء بالعهود من الأمور التي اتفق أهل الأرض علي إيجابها لبعضهم علي بعض وإن كان منهم القادر الذي لا يوفي بذلك كما اتفقوا في إيجاب العدل والصدق فإذا اتفقوا وتعاقدوا علي اجتلاب الأمر الذي يحبونه ودفع الأمر الذي يكرهونه أعان بعضهم بعضا علي اجتلاب المحبوب ونصر بعضهم بعضا علي دفع المكروه ولو لم يتعاقدوا بالكلام فنفس اشتراكهم في أمر يوجب عليهم اجتلاب ما يصلح ذلك الأمر المشترك ودفع ما يضره كأهل النسب الواحد وأهل البلد الواحد فإن التناسب والتجاور يوجب التعاون على جلب المنفعة المشتركة ودفع الضرر المشترك )).
انتهى من "جامع الرسائل" ، تحقيق / محمد رشاد سالم رحمه الله ، (جـ2/ 307)